نهى محمود
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 05:34
المحور:
الادب والفن
همست في اذنيه بسر
أمسك يدها .. لأنامله فعل شلال الماء البكر في جدول لأرض لم تطأها قدم بشر من قبل
يسري هو في دماها .. لا تحتمل حرارته ولا وهج المشاعر
ترتفع درجة حرارة جسدها .. يتركز الألم في يديها تغرقها بالماء تهدأ قليلا قبل ان يعاودها الوخز
تبتسم لما للحب من مادية وتجسيد
تشي به خفقات القلب .. تشعره في تيار دمها
أختارت له طريق مفروش بأوراق خريفيه.. لسحقها صوت ينتفض له جسدها كله
تتوحد اناتهما معا لحظة ان تضغط عليها
يبقى بعيدا يرقبها .. يبتسم
ينوي ان يقول شئ .. يتراجع
تصحبه في بهجة الأطفال لشجرة عليها زهور تأسرها
تتمنى ان ينتهي العالم هناك وهي تحدق في أجمل زهور تحملها في تاريخها
زهور تحمل دلالات فستانها الابيض .
يمتطي معها موجة الاحلام
يعيدها طفلة حقيقة لا مجاز..
يعدها بقطع الحلوى .. تعده بمفتاح لعالم أبعد من كل امنياته
تخبره أنها لا تنوى ان توصم تاريخها بحب لن يتحقق وتفضل أن يذكرها العالم بأجمل قصة حب ستحياها .
تفض بين يديه ألوانها .. لون قلم الشفاه وذلك القلم الذي خطت به اول رسم لعينيها
تضحك .. تفرح معه بدهشة الإكتشاف الذي لم يغب ابدا عن عالمها
يهمس لها بسر
تتشبث بيديه ... لا تنقطع الحكايات بينهما
يفاجئهما معا خاطرا واحدا يتستسلمان له .. يحكي هو ثم يغضب لأنه أراد ان يسمع كيف ستحكيه هي .. .. تعده وعدا لن تنفذه بانها ستخبره عندما تعرف يقينا
بلا لحظات صمت تتعانق الاحلام والجنون
تخبره أنها تريد ان تسكن غابة بعيدة .. هناك تتوه بين الاشجار والزهور يبللها المطر وتشرب قطرات الندى من أوراق الشجر
لا تخبره انها تريده معها .. وأنها تحب ان تعيد صياغه تاريخها معه ..
وأنها تريده ان يسقط عنها ردائها الأبيض الفضفاض الغارق بمطر تلك الغابة البعيدة يجففه لها
يحتويها حتى يجف ردائها يصنع لها باقة من النار .. عبقرية الإنسان الأول
يدفئها .. وينشر على فراشها ألفا من الوردات.
يلامس بشفتيه أسرارها ولا يلثمها بين عينيها ولا يصر أن يترك لها منديلا غارق في رائحتهما معا ويرحل
نهى محمود
كاتبة من مصر
#نهى_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟