أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بن سعيد العمراني عبد السلام - في طلب وحدة اليسار؟














المزيد.....

في طلب وحدة اليسار؟


بن سعيد العمراني عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 2093 - 2007 / 11 / 8 - 11:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يعرف العالم تطورات متعددة على مجموعة من الأصعدة. هذه التطورات تلتقي كلها و تصب في تأزم الوضع أكثر حيث أن تقوي ما تسمى تيارات الإسلام السياسي و التيارات الأصولية و تيارات اليمين الراديكالي في الغرب خلق نوعا من التقاطب السلبي.
هذا التقاطب السلبي خلق وضعية دولية موسومة بكثير من النزاعات و سباق محموم نحو التسلح و انفجارات متتالية و انعدام الاستقرار و أيضا ظهور نفور جماعي من الخوض في الشأن العام و منطق تيئيسي متصاعد.
و قد عرفت السنتين الأخيرتين مجموعة من المستجدات في علاقة العالم الإسلامي بالغرب خلقت رجة مدوية و دفعت بالوضع إلى النفق المسدود، فمن صعود التيار المحافظ في إيران إلى صعود حماس إلى تقوي شوكة التيارات المتلفعة بالدين التي تحارب في العراق (حتى و إن قتل زعيمهم) إلى سيطرة المحاكم الإسلامية في الصومال إلى ارتفاع وتيرة المواجهة في أفغانستان إلى تجدر نزعات طائفية في مختلف الدول المكونة لنسيج دول العالم الإسلامي (شيعة و سنة و كرد... بالعراق، قبط و مسلمون بمصر، شيعة و مسيحيون بمختلف التوجهات و سنة بلبنان)....
هذا و يظهر على التيارات و المنظمات التواقة للسلام بدول العالم الإسلامي ضعف جلي يتجلى في انحسارها و في عدم قدرتها على شحذ الجماهير لصفها. و تختلف أسباب الضعف بالنسبة لهذه التنظيمات الذي، هو حالة عامة، من دولة إلى أخرى إلى أن الأسباب العامة المشتركة يمكن أن ندرجها في كون هاته التنظيمات خصوصا اليسارية (و التي تشكل الأغلبية) أخطأت في مرحلة ما بالنظر إلى التيارات الإسلامية أوتوماتيكيا كتيارات رجعية و فاشية و ظلامية و أنها هي العدو الأساسي لمشروعها المجتمعي متناسين كون هاته التنظيمات لم تكن يوما مسئولة عن النظام الرأسمالي العالمي أو عن نهب القارات أو عن الاستعمار أو عن الآليات التي دفعت إلى سلسلة من الحروب البشعة منذ إعلان "النظام العالمي الجديد" (الصومال مثلا) أو عن حرب الخليج الأولى أو الثانية... و هو ما دفع تيارات اليسار في مجموعة من دول العالم الإسلامي إلى مغازلة أنظمة ديكتاتورية و تأليبها ضد الإسلاميين مسهلين على الإسلاميين بذلك شن هجوم ضد اليسار و اتهامهم بأنهم جزء من المؤامرة ضد الدين و بالتالي كسب موطئ قدم في النسيج المجتمعي... و هذا هو ما دفع بالكثير إلى ترك اليسار بكل إرثه الإنساني نحو تيارات بإيديولوجية دينية يوتوبية تبتغي تحقيق نموذج مجتمع المدينة المنورة و إن كان لكل واحد من قادة هاته الحركات نموذجه الخاص الذي يوافق أطماعه و يوافق بالضرورة الفئة التي تشكل قاعدة جماهيره.
و إذ نقر بهذا الخطأ التاريخي، في نظرنا، في التعامل مع التيارات المتلفعة بالدين نقر أيضا بأنه لا يجب بأي حال أن يؤيد اليسار هذه التيارات لأن ذلك يعني المطالبة باستبدال نظام غير ديموقراطي بشكل آخر من الاضطهاد، و أن يردوا على عنف الدولة بالتخلي عن الدفاع عن الأقليات العرقية و الدينية و النساء و الفئات المضطهدة.
و عودة إلى الوضع الدولي، فإنه و انطلاقا من ضرورة التأسيس لمرحلة تخفت فيها شدة الصراع و تكون المرحلة الانتقالية نحو وضع ينعم بالسلام و نظرا لتواجد عالمنا الإسلامي في بؤرة الصراع نظرا لما يحويه من موارد طاقية خصوصا و نظرا لموقعه الاستراتيجي و نظرا للأهمية الكبرى التي سيلعبها صعود قوى تعتمد مقاربة إنسانية و تعتمد الحوار و تلغي استعمال القوة في المنطقة على إعادة خلط الأوراق على الصعيد الدولي بدفعها في اتجاه حل المشكل الفلسطيني على أساس الدولتين و بدفعها في اتجاه تطبيع العلاقات مع سائر الدول و بوضعها جانبا النعرات الدينية و العرقية، و نظرا للرغبة الملحة التي أصبحت تعبر عنها نطاقات اجتماعية كثيرة لإنهاء الأزمة و الدفع في طريق التنمية. فإنه أصبح من الواجب علينا كأشخاص و منظمات تنتمي لتراث اليسار و أدبياته أن نعمل على توحيد الرؤى و المجهود لاسترجاع قوتنا كتيارات كانت تدافع دوما عن العدالة الاجتماعية و كانت تبتغي الوصول إلى مجتمع مؤنسن، و هذا يفرض إعادة ترتيب الأولويات و النظر إلى النظام الرأسمالي كخصم وحيد و النظر إلى ما تسمى الحركات الإسلامية كنتاج لأزمة اجتماعية عميقة. إذ أن هذه الحركات نمت على أساس مجموعات اجتماعية كبيرة تعانى في ظل المجتمع القائم، والذين يمكن تنظيم شعورهم بالتمرد لصالح أهداف تقدمية إنسانية بشرط وجود رغبة في التواصل معهم و انفتاح حقيقي على مشاكلهم. هذا و سيدفع خوضنا نضالات حقيقية من أجل العدالة الاجتماعية إلى أن يتأثر العديد من الافراد الذين تجذبهم الرؤى الراديكالية في الحركة الإسلامية بفكر اليسار.
كخلاصة، على اليسار اليوم أن يعمل (في وطننا كما في بقية دول العالم الإسلامي) على لم شتاته و التوحد و وضع خلافاته على الجانب، و أن يعاود الكرة واضعا في مرتبة ثانوية خلافاته و جدالاته مع الإسلاميين و أن ينطلق للدفاع عن أطروحاته من أجل العدالة الاجتماعية و العالم المؤنسن، المبني على الاشتراكية و العلمانية الإنسية Laïcité humaniste كنظام يضمن المساواة على أساس المواطنة و يوفر أرضية لإغناء التراث الثقافي العالمي و يسع الاختلافات و كمنظومة تعطي المركزية للإنسان و تدافع من أجل عالم متطور و نام و بيئة نظيفة، محاربا مخلفات و نقائض النظام الرأسمالي الحالي لأن ذلك وحده الكفيل بأن يرد له (إلى اليسار) زخمه و يجعل منه ورقة مهمة في الصراع من أجل السلام العالمي.



#بن_سعيد_العمراني_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقط حول العلمانية
- محنة السلم العالمي
- تحية للسيد قمني
- متى ستشرق شمس دون خبر موت؟
- الفكرة الاشتراكية مبسطة
- العلمانية الإنسية هي الحل


المزيد.....




- الصحراء الغربية: زعيم البوليساريو.. -محكمة العدل الأوروبية ت ...
- لبنان: الحزب التقدمي الاشتراكي يحذر من خطورة تحويل البلاد إل ...
- روسيا تسلم الجيش الهندي فرقاطة بنيت في مدينة كالينينغراد
- بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول سقوط نظام الأسد في سو ...
- حول سقوط نظام الأسد والتطورات السياسية في سوريا
- دول أوروبية تعلق البت بطلبات لجوء السوريين واليمين المتطرف ا ...
- شهادات سجن صيدنايا.. مجند يروي ما حدث له لمخالفته الأمر بقتل ...
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ير ...
- المعنى الحقيقي للسابع من أكتوبر
- حماس والفصائل الفلسطينية تعلق على إسقاط نظام الأسد


المزيد.....

- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بن سعيد العمراني عبد السلام - في طلب وحدة اليسار؟