أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مى حسن عبد السلام - رحلة عشتها فى زمن لم يكن موجود














المزيد.....

رحلة عشتها فى زمن لم يكن موجود


مى حسن عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 07:35
المحور: الادب والفن
    


لا شئ
نزلت جميع هموم الحياة على قلبى جعلتنى انهار من الالام والجراح , رفرفت طيور الحزن حولى , وجاء قرينى ليقول لى الحقيقة وهى أنى لا شئ حاولت أثبت له العكس ولكنى لم أجد دليل يثبت نفعى فى الحياة .
جفت الدموع وأحترق القلب وماتت روح الأنسانية بداخلى فأصبحت جسد فقط مثله مثل التمثال ولكن الفرق ان التمثال له نفع فى هذه الحياة وهو الزينة أما أنا فلا نفع لى . وأصبحت سكيرة اليأس والإحباط ,أسير فى الطرقات لا أحد ينظر إلىّ وكأنى غير موجودة فى الحياة .
رجعت البيت وحاولت أبحث عن شئ يثبت وجودى فلم أجد إلا شهادة ميلاد ولكن ما نفعها الاّن , ودخلت أمى الغرفة فشعرت بسعادة فهى الوحيدة التى ستثبت نفعى فى الحياة ولكنها دخلت لتطمئن على إخوتى الصغار ناديتها أمى ولكنها لم ترد تلتفت , هل من المعقول أنها لم تسمعنى ؟
فصرخت أمى ............ ولكنها لم تلتفت . وقفت أمامها حتى ترانى ولكنها مرت من خلالى ولم تشعر بى .
وتبخرت السعادة التى شعرت بها من نار الحزن التى أشتعلت بقلبى . ولم يتملكنى اليأس فدخلت غرفة أبى وفتحت الباب بقوة حتى يشعر بى ولكنه لم ينظر حتى ناحية الباب , ناديته أبى أرجوك أجبنى فأنا أحتاج إليك , أنت الوحيد الذى كنت تشعر بى , أنت الذى كنت تشعرنى بالحب والحنان , أبى أنت الذى أحتمى به من بطش الدنيا , أبى …………………. أرجوك , وفجأة دخلت أمى ولكنها صرخت من قلبها حين رأته , فسألتها ماذا حدث ؟ فلم ترد علىّ , دخل أخى فسألها ماذا حدث ؟ قالت أبوك مات .
فوقفت مكانى أبكى فقد فقدت كل شئ الاّن وخرجت مرة أخرى وها أنا الآن أسير فى الطرقات لا أعرف أين أذهب . وأشرقت الشمس ولكنى لم أبالى , فالشمس تشرق كل يوم ولا يتغير شئ , فالحال كما هو عليه منذ بدء الخليقة , فالبشر هم البشر وقانونهم لم يتغير وهو قانون الغابة ........ القوى يقهر الضعيف . يطبقوه فى أى زمان وأى مكان . وأكملت سيرى فى الطرقات أراقب سباق الناس على الحياة وسعيهم لمتاع الدنيا الفانية . ومرّ الوقت وغربت الشمس ولكنى لم أتوقف إلا عندما وجدت نفسى فى المقابر , ونظرت إلى مقبرة منهم فوجدت اسم عائلتى مكتوبا عليها قلت من المؤكد إنى بالداخل فمكانى ليس فى هذه الدنيا .
واستجمعت قواى ونزلت إلى مقبرة منهم فوجدت أبى يرقد بالداخل ولكنه ابتسم حين راّنى , فوضعت يدى على قلبه وقلت أبى هل تسمعنى ؟
فسمعت صوت من خلفى يجيب نعم يا ابنتى العزيزة . نظرت إلى مصدر الصوت وجدته أبى ولكن بملابس بيضاء ارتميت فى حضنه دون أن أساله كيف أنت أصبحت اثنين ؟ فقط كنت أريد أن أشعر بحنانه
وظللت وقت طويل فى حضنه قد يكون ساعة أو يوم أو حتى أسبوع فالوقت هنا لا قيمة له فلا تشعر بشروق شمس أو بظهور قمر .
وبعدما شعر أبى إنى هدئت سألنى ما الذى أتى بك إلى هنا ؟
قلت لا أحد فوق الأرض يشعر بى , أنا وحيدة وضائعة لا أجد نفسى , فجئت إلى هنا لعلى أجدها ولكنى لم اجد غيرك , فأين أنا يا أبى ؟
قال انتظرى يا ابنتى وقام ليبحث تحت جسده الراقد ثم قال لا يا حبيبتى أنت لست هنا , فلا يوجد هنا سوى بقايا أجدادك وأجداد أجدادك . فبكيت وقلت إذن كيف أنا أراك وأنا لست من هذا العالم ؟
قال هذا فى علم الغيب فلا تيأسى يا ابنتى فالحياة أمامك , والآن يجب أن تصعدى لأن ميعادى قد حان .
قلت ميعاد مع من الذى ستتركنى من أجله ؟
قال ميعادى للدخول فى برزخ إلى يوم الدين , أراك هناك يا ابنتى , وأدعى لى بالرحمة والغفران من الله إنه سميع االدعاء .
وتركنى واختفى ولم يبقى غير جسده الذى بدأ يتآكل . وخرجت أسير فى الطرقات مرة أخرى لا أعرف أين أذهب . وفجأة قابلنى شاب ونادانى باسمى , اندهشت فهل من المعقول إنى أصبحت موجودة فى الحياة ؟
نظرت إليه بفرح فأخيرا وجدت شخصا يعرفنى بعد أبى , سألته هل ترانى ؟
قال نعم فأنا مثلك .
فسألته من أنت ؟
قال أنا........................ لاشئ أبحث مثلك عن رفيق يشاركنى الحياة .
وظللنا نسير سويا فى الطرقات لا أحد يرانا ولا أحد يشعر بنا , ومرت السنين وأنجبنا أطفالا كثيرة مثلنا , وكنا نحن السبب فى نشأة سلالة جديدة من البشر اسمها - لاشئ - وبهذا أطمئنت قلوبنا من أن سلالتنا لن تعانى ماعانيناه نحن .




#مى_حسن_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخاريف سياسية


المزيد.....




- بعد سحب جنسيتها .. أنباء عن اعتزال الفنانة نوال الكويتية بعد ...
- الجامعة العربية تستضيف فعاليات إطلاق الرواية الفلسطينية مليو ...
- بدء تصوير أول فيلم سينمائي روسي هندي
- -طفولة بلا مطر-.. سيرة أكاديمي مغربي بين شفافية الوصف ورومان ...
- فنانة مصرية تعلق على اتهامات بقتل زوجها
- هل العنف في الأفلام يجعلنا نعتاد المشاهد الواقعية؟ ريتا تجيب ...
- فيلم -إميليا بيريز- يتصدر ترشيحات -غولدن غلوب- بـ10 جوائز مت ...
- فنانة سورية تثير الجدل بعد إعلان شفائها من مرض السرطان
- فنانة مصرية مشهورة تعلن إصابتها بشلل المعدة
- بابا نويل الروسي يبدأ من روما بجولة أوروبية (فيديو)


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مى حسن عبد السلام - رحلة عشتها فى زمن لم يكن موجود