|
الجريمة ضد جماهير الشعب في تونس متواصلة فلنعمل على إيقافها .
الحركة الشيوعية الماوية في تونس
الحوار المتمدن-العدد: 3431 - 2011 / 7 / 19 - 08:13
المحور:
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
تتواصل فصول الجريمة ضد جماهير الشعب في تونس بأشكال مختلفة عقابا لها على الضربة الموجعة التي وجهتها للرجعية من خلال انتفاضتها المجيدة و تداعياتها الثورية التي تجاوزت تونس لكي تعم الوطن العربي ، و كنتيجة لذلك تسوء الحالة المعيشية و ينعدم الأمان ، و تندلع مواجهات دامية في جهات عديدة ، أحيانا تحت غطاء عروشي جهوي ، و أحيانا أخرى تحت عناوين الدفاع عن المقدسات الدينية ، و الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الذي يقدم من دمائه و عرقه و قوته التضحيات التي ليس آخرها الدماء التي سالت في سيدي بوزيد بنيران الجيش يوم 17 جويلية 2011 . و في ظل هذا الوضع تحتدم المواجهة بين الأطراف الرجعية التي تستنفر قواها في سبيل ضمان شروط أفضل لإعادة تموقعها ضمن النظام القائم ، و تحتد في بعض الأحيان التناقضات بينها و يحاول كل منها الزج بجماهير المسحوقين في معاركه الخاصة ، و يتساوى في هذا الدساترة و الظلامية الدينية . لقد كان التوافق بين السلطة الكمبرادورية البرقراطية القائمة و اليمين الإقطاعي الديني مشهودا به خلال الفترة الماضية ، و كان من تجلياته تشكيل هيئة الالتفاف على الثورة ، و لكن ذلك التوافق اهتز مرارا على ضوء الاختلاف حول عدد من المسائل ، مثل قانون الأحزاب و التمويل الخارجي و الميثاق الجمهوري ، و كلما حصل ذلك إلا و حاول الدساترة القدامى و الجدد و اليمين الديني بأطيافه المختلفة فرض معارك وهمية على الشعب ، ليس آخرها ما سمي باعتصام القصبة 3 الذي لم يكن له من هدف حقيقي غير مساعدة حركة النهضة على العودة إلى هيئة الالتفاف على الثورة وفق شروطها . ليس هناك من شك أن هذه التناقضات سوف تحتد أكثر فأكثر ، و سوف نشهد خلال المدة القريبة القادمة مواجهات أشد ضراوة ، فتلك الأطراف الرجعية منقسمة على نفسها و إن كان يوحدها جميعا هدف جامع هو السيطرة على الشعب ، و خنق تطلعاته نحو التحرر الوطني الديمقراطي و الاشتراكية فموعد انتخابات المجلس التأسيسي على الأبواب ، و الدولة الكمبرادورية البيروقراطية الإقطاعية ساعية إلى ترتيب بيتها الذي عصفت به انتفاضة 17 ديسمبر دون أن تحطمه نهائيا ، فما يجري حاليا هو معركة من أجل إعادة توزيع النفوذ ضمن النظام القائم الذي يمثل الإقطاعيون طرفا من أطرافه و السؤال هو لمن سوف تكون الغلبة في الأخير ؟ دون ان يصل الأمر إلى انفراط عقد التحاف الكمبرادوري البيرقراطي الإقطاعي نهائيا فعين الامبريالية ساهرة على ضمان التوازنات داخله . الواضح الآن أن هناك اتحادا قويا بين البرجوازيتين الكمبرادورية و البرقراطية ( الأمنية و العسكرية و النقابية ) بينما يجد الإقطاع ( ممثلا سياسيا في النهضة و مشتقاتها ) نفسه مستبعدا من إدارة العملية السياسية ، معتقدا أن شعبيته كبيرة بينما حصته من الغنيمة السياسية متواضعة ، لذلك يلجأ إلى الشعب لتصدير أزمته محاولا حلها بالزج بالجماهير في معركته الحزبية الخاصة ، مستعملا شعارات تمويهية لإخفاء أهدافه الحقيقة ، كما يلجأ إلى الامبريالية و خاصة الأمريكية و الرجعيات العربية و أساسا الخليجية والرجعية الإقليمية و رئيسيا التركية ، لفرض شروط أفضل لتلبية مطالبه . و في المقابل يجد الشعب نفسه منهكا ، فقد تم الالتفاف سريعا على انتفاضته التي توارت عن الأنظار شعاراتها الأساسية في الأرض و الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية ، و أثخن بالجراح في معارك فرضت عليه فرضا تحت عناوين جهوية و قبلية ، و تحالفت القوى التي تدعي تمثيلها له ( اليسار الانتهازي ) إما مع الرجعية الدستورية أو مع الرجعية الدينية ، كما نجحت البيروقراطية النقابية في توظيف الاتحاد العام التونسي للشغل لصالح السلطة . و هو بافتقاره إلى أدواته التنظيمية الأساسية أصبح لقمة سائغة للرجعية ، و لكنه رغم ذلك لا يزال يختزن طاقات نضالية هائلة ، و يمتلك استعدادا كبيرا لمواصلة المسار الثوري مما يطرح و بحدة على الشيوعيين الماويين و حلفائهم من الثوريين الذين لم يسيروا في ركاب السلطة ولا في ركاب الظلامية الدينية العمل سريعا على إنقاذ الشعب ، بتشكيل الهيئات و المؤسسات التنظيمية المختلفة على قاعدة برنامج يهدف إلى بناء تونس الديمقراطية الجديدة ، و استنباط حلول قابلة للتحقيق العملي بما يمكن من تحويل انتفاضة الكادحين إلى ثورة حقيقية ، و يقطع الطريق أمام فصول أخرى من الجريمة التي تنفذ الآن .
تونس في 18 جويلية 2011
#الحركة_الشيوعية_الماوية_في_تونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تونس : يريدون حربا رجعية و ضربة البداية في المتلوى .
-
حول انتخابات المجلس التأسيسي في تونس
-
في عيد الشغيلة العالمي :دماء الشهداء أضاءت طريق الكفاح و الث
...
-
الديمقراطية الجديدة –التيار الماوي- و المنظمة الماركسية اللي
...
المزيد.....
-
كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة لعام 2024 وشروط التقديم
...
-
بعد زيادة قيمة منحة السياحة حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرًا- وتكشف اسمها و
...
-
ستة فيتامينات أساسية لصحة النساء فوق 25 سنة
-
بشرى للمرأة الجزائرية.. سجلي الآن بالخطوات في منحة المرأة ال
...
-
فرصة لن تتكرر “سجلي الآن للحصول على 800 دينار” .. التسجيل في
...
-
“هنــــا” .. التردد الحديث 2024 لقناة الاطفال كراميش على الن
...
-
منحة المرأة الماكثة في البيت 800 دينار.. رابط وشروط التقديم
...
-
الاغتصاب وتقليد الحيوانات.. 72 أسلوبا للتعذيب في سجون الأسد
...
-
اختبار بسيط قد يتنبأ بخطر الإصابة بالسكري لدى النساء بعد انق
...
المزيد.....
-
العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا
/ وسام جلاحج
-
المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما
...
/ محمد كريزم
-
العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا
...
/ فاطمة الفلاحي
-
نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟
/ مصطفى حقي
المزيد.....
|