هل ننتظر الغيث من البعث؟

أسامة عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 13:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

إن إظهار النجاة كأنما سيأتينا من المؤتمر القادم لحزب البعث الذي سيتفضل علينا بحل كل مشاكل الأمة ....وهو الذي أدخلنا معه في النفق المسدود... الذي لا مخرج منه إلا بابتعاده عن التحكم بمصائر وأرزاق المواطنين.... قد يكون كافيا إن يكون البعث خلال فترة عقود أربعة متربعا فيها باسم الوحدة والحرية والاشتراكية لم يحقق منها إلا إفقار الناس وقمعهم وقتلهم ونفيهم وتجريدهم من الحقوق وحتى ابسطها تلك الحقوق التي أصبحت حلما كبيرا؟
وسيطر الجهاز البيروقراطي المتضخم بسيارات الشبح والامتيازات على الوطن وسقط الوطن سجين النفاق والمزايدات من الفاسدين الفاسقين واللصوص العابثين بمقدرات الوطن والمواطن وأخذت مليارات الوطن طريقا لها لتهرب إلى الخارج بينما هم برعونة قطاع الطرق ينهبون ويقتلون....و المتهم دائما عندهم بسطائنا من البشر من شرفاء الأمة ومنا ضليها ؟
وفي أخر المطاف يريدوننا الآن أن نصدق بأنهم أهل لهذا الوطن وإنهم هم وحدهم القادرون على إنقاذه؟
المؤتمر القادم لن يكون أفضل من سابقيه وأيضا لن ياتتينا الا بتلك الوجوه الفاسقة الكئيبة التي نهبت الوطن وحطمت كبريائه..... ومن أي شرعية علي أنا المواطن العادي أن انتظر الغيث من هكذا حزب لم يعطيني إلا الكوارث والخيبات عبر تاريخة... وبأي حق يصادر قنا عات المواطنين ويرسخ نفسه متكلما عنهم ومسيرا لحياتهم ؟ على البعث أن أراد جزءا من الخير للوطن أن يعيد ما سرق ونهب واغتصب من مليارات الوطن وعلية أن يلغي قوانين القمع والاضطهاد والفسق الذي يمارسها على الشعب وعليه أن يعتذر لآلاف من الذين قضوا أعمارهم في السجون والمنافي والمعتقلات وان يفضح مخبريه من السفلة وان يعيد الحق لأصحابها ؟
لن نرضى بالكلام المعسول والوعود فالوطن أصبح في مهب العاصفة....... لكن غيهم وطيشهم لم يشعرهم بالخطر الات منها........ كأنما ملياراتهم المسروقة هي التي ستنقذهم؟
نقول لهم لن تنفعكم ملياراتكم المسروقة من عرق الجياع والعاطلين عن العمل..... وستعود للوطن عاجلا أم أجلا؟
وان البلطجة والكذب والاعتداء على الناس شبابهم وعجائزهم لن تمر بدون حساب هذا وعد الوطن والبسطاء من الناس لكم؟
لن يكون الوطن ضحية على مذبح نزواتكم التافهة ولن يكون أيضا ضحية غدركم واحتقاركم وإذلالكم لأبنائه وكذبكم بلا حدود......... الوطن هو البسطاء والفقراء والمظلومين من طيشكم وجنون البعض منكم وهم من سيدافعون عنه ليس من أجلكم ولكن من اجل أولادهم وأحفادهم ليعيشوا في وطن الحرية والعدالة والديموقراطية؟
وان كل مزاواداتكم ومحاولة جر البشر ليكونوا قربان لكم لن تجدي ....... فمحبة بسوريا ورفقا بأبنائها نطالبكم ارحلوا – كفانا الله منكم الشر والخير فقد أثبتم ومن خلال عقود كثيرة بأنكم لستم أهلا لتحكموا بلدنا المعطاء الصابر على فجوركم؟

عم الفساد وانهارت القيم وتنازلنا عن الرغيف والكرامة..... الوطن في خطر فهل تستفيقوا يا من جئتم كذبا من اجل كرامته واسترداد حقوقه......... لم تسترد الحقوق بل صنعتم صروحا للظلم والاستبداد في محاكم استثنائية لم يعرف التاريخ العربي أغشم واظلم منها وبنيتم السجون ورفعتم المجرمين والجلادين فوق الأخلاق والقيم والمبادئ والعلم؟
ارحموا من في الأرض والوطن يرحمكم التاريخ والبشر والوطن والله ؟
سقطت الغشاوة فهل يراودكم الأمل بحكمنا عدة عقود أخرى.... لا سمح الله؟

كاتب من سوريا

#أسامة_عبد_الكريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات