أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الصبار - حزب للطبقة العاملة















المزيد.....

حزب للطبقة العاملة


الصبار

الحوار المتمدن-العدد: 321 - 2002 / 11 / 28 - 02:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


 

28 كانون ثان (يناير) هو الموعد الذي تعين لاجراء الانتخابات للكنيست. تأتي الانتخابات قبل اوانها، بعد ان تفككت حكومة الوحدة دون ان تنجز مهمتها الرئيسية: تحقيق الهدوء والامن للاسرائيليين. ولم يكن الفشل في تحقيق هذه المهمة نصيب حكومة الوحدة فقط، بل اصبح المشكلة التي تواجه كافة الحكومات في اسرائيل، وذلك لسببين: الاول الاصرار على ادامة الاحتلال؛ والثاني، اتباع النهج الاقتصادي الحديث، والرضوخ لاملاءات مؤسسات المال العالمية، التي تعطي الافضلية للشركات الرأسمالية على حساب الطبقة العاملة، الامر الذي ضاعف الازمة الاقتصادية. ان الاحتلال الذي ازداد وحشية والبطالة المحتدة، اصبحا الميزتين الاساسيتين لهذه المرحلة، وليس بمقدور الانتخابات الوشيكة ان تغير هذا الواقع المرير.

نتيجة الانتخابات القادمة هي شبه مؤكدة، فعلى رئاسة الحكومة سيقف اما شارون واما نتانياهو اعتمادا على نتائج الانتخابات الداخلية في الليكود. اما حزب العمل فسيكون عليه الاختيار بين البقاء في المعارضة او المشاركة في تأليف حكومة وحدة جديدة. ازاء هذا الواقع، يصبح من الطبيعي ان يتساءل المواطن العربي لماذا عليه ان يشارك اصلا في الانتخابات؟

وهو سؤال مشروع بعد ان تبين ان استجابة العرب لنداءات الاحزاب العربية بالتصويت لمرشحي حزب العمل (بيرس ثم براك)، انتهت بمذبحة اكتوبر 2000 التي اقترفها براك، وبلجنة تحقيق تتهم العرب باعمال الشغب، وتحولهم من ضحية الى جلاد. في هذه الاحداث لم يعد مجال للشك بان شعار "اهون الشرين" لم يكن كاذبا فحسب، بل كان خطيرا ايضا. من هذا الخطر حذّر حزبنا في حملاته الانتخابية السابقة، عندما اكد ان الليكود والعمل وجهان لعملة واحدة. وجاءت مقاطعة الانتخابات الاخيرة لرئاسة الحكومة، لتثبت ان الجماهير قد تعلمت هذا الدرس، بعد ان كلّفها ارواح 13 من شبابها.

واذا اتفقنا ان التصويت للاحزاب الصهيونية امر مرفوض سياسيا ووطنيا، يبقى السؤال: ماذا عن التصويت للاحزاب العربية؟ والواضح ان اغلبية الناخبين سئموا هذه الاحزاب، لانها تسعى لضمان مصالحها المادية، على حساب مصالح المواطنين. فمنذ احداث اكتوبر لا تطرح هذه الاحزاب اي جدول عمل سياسي واضح، بل ابتعدت عن الشارع، وعزلت نفسها في البرلمان. وجاءت مبالغتها في اطلاق التصريحات الاستفزازية للبروز اعلاميا، بهدف التغطية على استمرارها في نفس السياسة الداعمة لحزب العمل.

لقد تنازلت الاحزاب العربية عن استقلاليتها، ولم تعد تعرف كيف تعيش بلا حزب العمل. فهي معه في الحكومة من خلال الكتلة المانعة، وهي معه في المعارضة. ودونه، تكون كالريشة في مهب الريح، فاقدة لاي برنامج سياسي خاص بها وبالجماهير التي انتخبتها.

للوهلة الاولى، لا يبدو هناك سبب مقنع للمشاركة في الانتخابات. غير ان كل مواطن مسؤول يعرف ان من لا يشارك في اللعبة السياسية، يفقد فرصته للتعبير عن موقفه. ويخدم هذا موقف الحكومة واصحاب المصلحة، الذين يسعون للاثبات بان المواطن البسيط لا موقف له ولا ارادة ولذا بالامكان التلاعب به، لان ذاكرته قصيرة. ان عدم المشاركة، في هذه الحالة، سيكون تعبيرا عن اللامبالاة، وليس عن موقف فعال مؤثر وايجابي.

صحيح ان مجرد المشاركة في الانتخابات لن يحل مشاكلنا الاساسية: الاحتلال والبطالة. ولكن، من الممكن تحويل هذه الانتخابات الى رافعة مهمة جدا في سبيل بناء بديل سياسي جديد، على اساس جدول عمل ورؤية واضحين. ان الفراغ السياسي القائم يفتح المجال للطبقة العاملة العربية التي تمثل الاغلبية الساحقة من المجتمع، لاستلام زمام المبادرة. الخطوة الاولى في هذا الاتجاه هو استغلال الانتخابات بشكل واعٍ وفعال لبناء الحزب العمالي. وسيكون دور هذا الحزب ان يطرح برنامج الطبقة العاملة ويدافع عن مصالحها، واولها تحرير اماكن العمل. ان ضمان مصدر الرزق يشكل الركن الاساسي لاعادة تضافر المجتمع العربي، وايصاله الى موقع مؤثر.

لقد قررت منظمة العمل الديموقراطي "دعم" خوض الانتخابات. وهدفها طرح البديل وتوضيح الخطوط الفاصلة بينها وبين الاحزاب الصهيونية من جهة، والاحزاب العربية من جهة اخرى. في مواجهة النظام الرأسمالي العالمي، يتمسك حزب دعم برؤية الطبقة العاملة الاشتراكية؛ وفي مواجهة الاحتلال يدعو الشعب الفلسطيني لانتهاج سياسة واضحة ضد امريكا والانظمة العربية الحليفة لها، كخطوة اولى في صياغة برنامج نضالي واقعي بديل لطريق الانتحار؛ وفي مواجهة البطالة والازمة الاقتصادية يدعو الى النضال الجماهيري والتنظيم النقابي في مواجهة الحكومة، ليس على اساس شعارات رنانة بل على اساس العمل الملموس لادخال آلاف العمال الى اماكن العمل.

اذا حظينا بدعم العمال، نكون قد حققنا ما نصبو اليه من الحملة الانتخابية. ان بناء حزب الطبقة العاملة ليس بالامر الهيّن، بل هو عملية معقدة وطويلة الامد. فهذه المهمة متعلقة بتطور الحركة العمالية في العالم بشكل عام والاقطار العربية بشكل خاص. ولكن الحملة الانتخابية الحالية هي محطة لا بد من خوضها لتقريبنا من الهدف. ففلسطين لن تتحرر ما دامت قضيتها بيد البرجوازية المستسلمة والتابعة، والطبقة العاملة لن تحصل على حقوقها اذا لم تبن حزبها وعنوانها السياسي.

هذا هو التحدي الماثل امامنا، وسنعمل بكل الايمان والثقة على انجازه.

تشرين ثان 2002، العدد 158

 

 



#الصبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل تعلق آمالا على ضرب العراق
- الاقتصاد في الوحل والامن بلا حل
- سلطة غير قابلة للاصلاح
- الانتداب يعود لفلسطين
- انجازات جمعية معاً العمالية
- حصار مع وقف التنفيذ
- عمال البناء العرب بين مطرقة الحكومة الاسرائيلية وسندان المقا ...
- مظاهرة تضامنية مع رافضي الجندية الاسرائيليين
- ايام رام الله الاخيرة
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- امريكا تنسحب من معاهدة منع انتشار الاسلحة ....الحرب الحقيقية ...
- حوار : بعد انحسار الانتفاضة الشعب الفلسطيني في ارباك
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- ليطلق سراح اسير الضمير يئير حلو
- حملة بوش ضد الارهاب النظام الامريكي ينزع قناعه الديمقراطي
- بعد احداث ايلول الاسلام السياسي محل اختبار والاشتراكية بديل ...
- اشرطة اعترافات بن لادن الجريمة في الاعتراف ايضا
- دولة فلسطينية ورقة توت للسعودية


المزيد.....




- -كنا نلعب-.. غزة: أطفال بين أكثر من 40 قتيلاً في الغارات الإ ...
- مسيرات حزب الله تضرب حيفا.. صدمة لإسرائيل
- مشاهد لتدمير مسيرات روسية تجمّعا للمدرعات الأوكرانية في غابا ...
- القوات الروسية تزيل الألغام جوا في مقاطعة خاركوف
- قائد قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني يحذر إسرائ ...
- بايدن يؤكد استعداده للحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية ح ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي يرفض اعتبار الحادثة الأخيرة لترامب ...
- -تايمز أوف إسرائيل- تكشف سبب عجز تل أبيب عن إسقاط المسيرات ا ...
- السوداني يتحدث عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة و-مدى ...
- 4 جنود قتلى وعشرات الإصابات في هجوم على جنوب حيفا.. -حزب الل ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الصبار - حزب للطبقة العاملة