أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديفيد ج. كوج - الفلسفة السوفسطائية















المزيد.....

الفلسفة السوفسطائية


ديفيد ج. كوج

الحوار المتمدن-العدد: 4676 - 2014 / 12 / 29 - 10:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الفترة التي ظهرت فيها الحركة السوفسطائية والسوفسطائيين كانت فاصلة في تاريخ الفلسفة القديمة .
فما قام به السوفسطائيين كان بمثابة التحريض اي تحريض الناس للتفكير وهذا ما نجحوا فيها حقاً عندما تصدى لهم سقراط فاخرج فلسفتهم وكذلك اللاحقين عليه افلاطون وتلميذه ارسطوطاليس.
وهؤلاء الثلاثة لهم ارائهم المهمة في تاريخ الفلسفة. والفضل كله يعود للسوفسطائيين لانه لولاهم لما وجد هؤلاء ما يناقضونه خاصة سقراط وافلاطون.
فقد خصص جل وقته كله لنقد هؤلاء . وعلي الرغم من ذلك فاللسوفسطائين ارائهم الفلسفية التي لايمكن ان يستهان بها فقد تحدثوا عن كل شئ تقريباً في وقتهم.
وقد اثاروا مال يثيره اي من الفلاسفة ( لنقل الفلاسفة الطبيعيين). قبلهم وهو موضوع الانسان.
فهؤلاء الناس كانوا من اثار وقدم موضوع الانسان الي دائرة الفلسفة وتفلسفوا فيه.
وبذلك احدثوا نقله كبيرة في تاريخ الفلسفة كلها بعد ان كان الفلاسفة في البداية يهتمون بالطبيعة والعناصر الاربعة متجاهلين الانسان تماماً. ولكن السوفسطائيين تخلصوا من تلك النزعة الطبيعية لصالح الانسان الذي اصبح مقياس الاشياء جميعاً كما قال بروتاجوراس وكذلك الحديد من الاراء لدى باقي السوفسطائيين الذين عن المعرفة والقوانين وحتي عن الآلهة ايضاً.
وقد جعل ذلك رد فعل مبالغ فيه بعض الشئ لدى المحافظين انذاك امثال سقراط وتلميذه افلاطون من بعده حتي تعرض هذه الجماعة لاتهامات عدة منها افساد الشباب واخذ الاجر مقابل تعليم الناس الا ان هذه النظرة في ايامنا هذه مرفوضة وهذا ما يجعل بل ويصب في مصلحة السوفسطائية وهي قولهم بنسبية كل شئ كما ورد ذلك في قول جورجياس انه لاشئ يوجد.
فكانوا ينظرون الي العادات والديانات وحتي الاخلاق كلها كانوا ينظرون اليها علي انها نسبيه لان لكل مجتمع نظرته للامور.
إن هذا ماسنعرفه اكثر في عرضنا لفلسفتهم واسهاماتهم الفكرية، وتاثر بعض الفلاسفة بنزعتهم ايضاً.
المعرفة عند السوفسطائيين:
تحدث السوفسطائيون عن المعرفة خاصة عند بروتاجوراس وجورجياس وقال بروتاجوراس ان المعرفة حسيه فقط لاتتم الا بالحواس.
وقد اثار السوفسطائيون ثلاث مشكلات حول امكانية المعرفة والمشكلة الاول هي طبيعة المعرفة اي ماهي طبيعة المعرفة الانسانية عامة هل كل مالدينا من معارف مطابق تماما لما هو موجود في العالم الخارجي ام توجد اضافات اليها من عند الانسان؟ والثانية هي مصدر المعرفة هل هي العقل ام الحواس.
واما الثالثة فهي امكان المعرفة وحدودها هل تفتصر المعرفة الانسانية علي مجالات معينه ام تدرك كل شي في الوجود ودون تحديد ؟
يقول بروتاجوراس ان الانسان مقياس الاشياء جميعا ، فهو مقياس مايوجد وما لا يوجد.
وهذا يعني ان المعرفة عند بروتاجوراس متوقفة علي ثلاثة اشياء ايضا وهي ان الاحساسات صادقة وهي معيار الحقيقة.
وان المعرفة نسبية وكذلك الوجود متوقف علي المدرك وكان ما كان يعينه بروتاجوراس بان الانسان مقياس الاشياء كلها هو ان الانسان ككل (mankind ) وليس الفرد كما يذهب بعض المؤرخين اي ان الانسان هو الذي يدرك الاشياء وان ما يوجد هو ما يدرك الانسان والعكس وان لم يدرك الانسان شيئا فمعناه ان ذلك الشئ موجود . فالانسان هو جوهر ومقياس وجود الاشياء . اي ان مايكون موضوعاً لادراكنا هو موجو واما ماهو لبس بموضوع لادراكنا فليس موجود.
ويعني كذلك ان المعرفة مطلقة او موضوعية بل نسبية اي ان الحقيقة هي كما تبدو لي وتبعا لذلك فان نفس الشئ حسن بالنسبة لي بينما للاخرين قد تكون عكس ذلك اي قبيح وهكذا تستمر ولذلك فكل الاحكام تكون صادقه لان الشئ غالبا مايظهر جميلا عند البعض وعلي الضد عند الاخرين فما يبدو لكل شخص هو مقياس الاشياء جميعاً اذن فالمعرفة نسبية وكذلك الحقيقة وان الوسيلة الوحيدة للادراك هو الحس ( الحواس) ودونها لايمكن ان تتحقق المعرفة.
واما جورجياس الليوتيني فيقول انه لا شئ يوجد و ان وجد فلا يمكن ادراكه و ان امكن ادراكه فلن نتمكن من ابلاغه للاخرين وما كان يعينه جورجياس حقاً هو رغبته في هدم راي وفلسفة زينون الايلي الذي تحدث عن وحدة الوجود . فكذلك عمل هذا السوفسطائي علي نقده برفض الوجود ولاشي بوجود تعني لايوجد وجود كشئ ازلي او مخلوق وازلي ومخلوق في آن معاً وكذلك لايوجد مزي بين الوجود واللاوجود ايضا. واما اذا امكن ادراكه فسوف يكون من العسير نقله الي الغير لأن المعاني العقليه ليس حقائق فمثلا اذا كان هناك شئ ابيض وهذا المدرك الابيض اي البياض هو موضوع الفكر لان عملية النقل الي الغير تصبح صعبة في هذه الحالة لان ان كان موضوع الفكر غير موجود فهو موضوعا للفكر ايضا. فممكن ان يصور حصان بالاجنحة ولكنها ليست موجود في الواقع وهكذا.
وهذا يجمع بين امكان الادراك وحتي اذا امكن ادراكه فيسصعب نقله الي الغير لان ذلك صعب كما بين جورجياس ذلك .
هذا هو راي السوفسطائية حول المعرفة الانسانية، فالمعرفة عندهم تتم بالحواس مع استبعاد العقل منها.
وكل معرفة نسبية وليست مطلقة فالكل علي حق .
والشق الثاني من نظريتهم المعرفية معني باستحالة المعرفة وصعوبة ادراكها وكذلك ان نقلها وهذا لايعني ان المعرفة غير ممكنة بل ممكنه للفرد فقط.

الدين عند السوفسطائيين:
لقد كانت الحركة السوفسطائية تتمثل الثورة علي المعتقدات السابقة كلها بما فيها الدين . فقد حاولوا عن طريق الجدل ان هو الذي استخدمه سقراط فيما بعد وقسمه الي اثنين سماهما بالجدل الصاعد والجدل الهابط. استخدم السوفسطائيون الجدل ليثبتوا للناس انه لايوجد قانون الهي او قانون الانتخاب الطبيعي بل كل الناس سواسية.
الا ان بروتاجوراس لم يشغل باله كثيراً في البحث في الدين بل اكتفي بالقول في كتابه "عن الالهة" اذ قال لا استطيع اعلم اذا كانت الآلهة موجودة او غير موجودة ، ولا هيئتها ماهي لان اموراً كثيرة تحول بيني وبين هذه المعرفة وهو غموض الموضوع وقصر العمر . الا ان ذلك لم يفهم جيدا كما يذهب بعض المؤرخين لتاريخ الفلسفة اليونانية. بمعني ان كلام بروتاجوراس وكتابه هذا جلب عليه المشاكل حتي احرق كتبه وطرد من اثينا ( هرب ) . الا ان كان السوفسطائيون يعلمونه للناس ليست وان صلة بالدين والفضيلة فقط بل بالنقاس ايضاً. وكانوا علي استعداد للدفاع عن اراءهم بقوة ويقين لذلك جاء ذلك صدمة قويه لاولئك الذين اتخذوا الفلسفة اسلوباً للحياة مرتبط بالدين أوثق ارتباط لذلك نظروا للسوفسطائيون نظرو الفاجر لانهم ضربوا بمعتقداتهم عرض الحائط.
لذا لم يكن السوفسطائيون مع او ضد الدين بل تركوها وشانها ولم يخضوا فيها كثيراً لن الموضوع غامض والعمر قصير.
وكذلك اضاف بردويقوس في نظريته عن الالهة ( الالوهية) قائلا ان الاشياء النافعة للانسان مثل الاجسام السماوية، والانهار والينابيع والطعام والخمر وماشابهها، كلها اشياء ينظر اليها الانيان علي انها اشياء مقدسة والهية. ولذلك اطلقوا علي الخبز ديميتر وعلي الخمر ديونيسوس وعلي الماء بوزايدون وعلي النار هيفايسترس ، وقد عبدوا هذه الاشياء جميعاً علي انها آلهة. ومن هنا نشأت المعتقدات الدينية. لان البشر كانوا يعبدون مايعود عليهم بالنفع واما غير ذلك فلاداعي له كما ذهب بروديقوس . اي ان تاليه البشر للاشياء والطبيعة والظواهر هو مرتبط بما يعود لهم بالنفع وهاذ ماسنجده عند الفلسفة البراجماتية لاحقاً.
السوفسطائيون والاخلاق.
يرى السوفسطائيين خاصة بروتاجوراس ان الاخلاق وسلوك الناس تخضع للنواميس او للعادات والتقاليد الجارية في الاستعمال عند الجماعات المتحضرة . فبروتاجوراس يستجد الحالة الفطرية عند الانسان الاول اي ان الاخلاق مكتسبه تنشأ مع المدينه وتنحدر من التقاليد.
فالانسان الاول كان يعيش عيشة الحيوانات لايعرف معني الفضيلة والكرامة ومن السعادة واللذة ايضا . لذلك ظهرت الاخلاق عندما اجتمع البشر في المدينة ومن اجل ذلك كان لابد ان ينشأ المعلومن الذين يعلمون اهل المدينه الفضائل المختلفة وبذلك يقوم نظرية في الاخلاق التي ربما تحدث عن التربية ايضا في المدينة.
واما اذا اخذنا برائي جورجياس ايضا فالاخلاق هنا تصبح نسبية اي لا قانون ثابت لكل الامم. فكل قوم وكل شخص لديه رايه الخاص فالاخلاق هنا نسبية ، فالخير والشر والحق والباطل والسعاده والالم والكذب والصدق والمنفعة كلها نسبية كل حسب رايه . وهذا الراى ايضاً اخذه ما بعد الحداثة جزءاً منه للتدليل علي اراهم في نسبية كل شئ بما في ذلك الحقيقة.
واما انطيفون فقد تحدث في الاخلاق بعدم وجود تمايز بين الناس اي انه لا فرق بين السيد والعبد وبين اليوناني والبربري لان الطبيعة وهبت الناس كلها الصفات المناسبة للحياة ، والكل يستنشق نفس الهواء ويأكل البربرى كما يأكل اليوناني ايضاً. والمبادئ التي قام بها انطيفون توصلنا الي النتيجة التالية وهي:
رفض التمييز بين البشر جميعاً ورفض التمييز الطبيقي لهم ايضا . وان علامة التحضر هي احترام كل منا للاخر.
وأن الناس جميعاً سواسية بالطبيعة فالصفات التي نجدها عند اليوناني هي نفسها الموجودة لدى البربرى.
فالاخلاق عند السوفسطائيين هي السمة التي تميز الناس علي انهم متحضرين كما ورد ذلك علي لسان بروتاجوراس وانطيفون .
وكذلك يجب ان تقوم الحياة علي الاحترام بين الناس لان كل البشر سواسية . وايضا الاخلاق نسبية وهذا صحيح فما يراه الغرب اليوم فضيلة ومفيدة ومهمة تراه الشرف رذيلة ومضرة وليس ذا فائدة وكذلك العكس. فالاشياء اضحت نسبية حتي في عصرنا هذا فالاخلاق ايضا نسبية ومن الصعب الان الحديث عن شئ مطلق.



• القانون ( العدالة ) عند السوفسطائيون:
سنتناول موضوع القوانين والعدالة عند السوفسطائيون هنا وكذلك بعض ارائهم في المجتمع والسياسية، ولم تخصص لهم فرع لانه لم يرد ذكر وافي لهذين الموضوعين في مراجع كثيرة لذلك سيعمه الباحث مع القوانين.
وقبل الحديث عن القوانين أو العدالة لابد ان نتحدث عن المجتمع اولاً.
فسرد بردويقوس عن حديثه عن المجتمع ركز علي الشباب وارشدهم علي اختيار صائب دون السعي وراء النزوات فقط. وذلك في اختيار هرقل ان هرقل هذا كان شاباً عليه ان يختار زوجة له فظهرت امراتان واحدة سيئة والاخرى طيبة وبعد تفكير فيما عرضته عليه هاتان السيدتان اختار الطيبة لانها ستعده لذا كان يجب علي كل شاب ان ينحي منحي الشاب هرقل.
واما السياسة فيختلط بالقانون ونجد ان السوفسطائيين اختلفوا في ارائهم حول القانون.
فيهيباس وانطيفون يتفقون حول وجوب العودة وتطبيق قانون الطبيعة . بينما يرى الاخرون امثال تراسيماخوس نبذ القانون لانه من مصلحة الاقوى اي ان الاقوياء وضعوها للسيطرة علي الضعفاء . ويذهب كاليكليس عكس هذا التيار اذ يرى ان القانون من وضع الضعفاء لاخذ اشياءهم من الاقوياء لذا لا داعي للقوانين لانها تخدم مجموعة علي معينة من الناس.
يميز انطيفون بين القانون الوصفي اي ذلك القانون الذي وضعه المشرعون ويخضع له مواطنو اي دولة وبين مايسمي بالقانون الطبيعي الذي هو موجود يالطبيعة وهي التي يجب ان يتم تطبيقها.
وهنا يرى انطيفون ان الناس يجب ان يخضعوا لكتا القانونين اي الوصفي والطبيعي ولكن باختيار الناس لا ارغامهم والعدالة عنده هي عدم اعتداء المواطن علي شرائع المدينة التي يعيش فيها . واذا كان الامر كذلك فافضل سبيل يسلكه المرء موافقاً للعدالة ان يخضع للنواميس المدينة في حضرة الناس وان يخضع لقواعد الطبيعة اذا كان بينه وبين نفسه لايشهد احداً. ولكن انطيفون يفضل قانون الطبيعة ، لان قوانين الطبيعة هي الاصل وهي الاهم والاقوى والاكثر حتميه وضرورة . ولذلك فلا يمكن مخالفة قوانين الطبيعة لانها صحيحة و لا يمكن الهروب منها وسيلقي كل مرء عقابه اذا خالف عاملا ام اجرا ولن تزيد أو تنقص هذه القوانين سواء راءه الناس ام لا.
وأما هيبياس فيرى ان القوانين الطبيعية هي التي يجب ان تطبق كما ذهب انطيفون . لان القوانين الطبيعية اهم من التقاليد والاعراف البشرية. ويقول هيبياس انه يعتبر الناس اقرباء وانبياء جميعاً ورفاق ومواطنين بحكم القانون الطبيعي لا الوصفي.
ولكن كما يقول ان كنا اقرباء وابناء جميعا الا ان القانون وهو الطاغية المستمد المتحكم في البشر يرغمنا علي فعلي اشياء كثيرة ضد الطبيعة وهذا غير صحيح. وعلي هذا الاساس اتفق كل ماانطيفون وهيبياس حول القانون خاصة الطبيعي الذي هو واجب التطبيق . وذلك في ثلاثة اشياء وهي:
اولاً: ان القانون الطبيعي من اصل الهي بين الوصفي يضعه البشر.
ثانياً: القانون الطبيعي قانون عام واما القانون الوصفي فليس عام لانه يختلف من بلد الي اخر وهي المشرعون يمكن ان يغيروا فيها حسب هواهم.
ثالثاً: ان القانون الطبيعي هو الاكثر تحقيقاً للعدالة والاكثر الزاماً والاقرب للطبيعة البشرية . واما القانون الوصفي فهو الاقل عدالة واقل الزاماً وذلك لان الناس قد يخرجون عنه.
وكل هذا يرتبط بالسياسية التي يجب تطبيقها في اي دولة كانت من اجل تحقيق العدالة.
• اللغة عند السوفسطائيين:
من المعلوم ان اعلام هذه الطائفة كان كلهم متحدثون بارعون وقد اهتموا باللغة كي يدعموا اراءهم عند النقاش . فعدوا بذلك اول من وضعوا بعض قواعد اللغة ومهدوا الطريق لظهور علم اللغة الحديث.
وكان بروتاجوراس اول من تحدث عن اللغة اذ قسم ( اللغة) الكلام الي اربعة احكام وهي الدعاء ، السؤال ، الجواب ، الامر ويقال انه قسمها الي سبعة هي الحكاية ، والسؤال ، الجواب ، الامر ، التقرير، الدعاء ، والطلب وقد سماها بدعائهم واسس الكلام.
وكذلك قسم اسلوب الكلام الي اسطورة والخطابة والمناظرة. لان اللغة تساعد الانسان خاصة في المناظرة . ونعلم ان هدف بعض السوفسطائيين كان الفوز وباي ثمن علي الخصوم لذلك كانوا يتقنون اللغة جيداً وربما كان ذلك تماشياً مع راى جورجياس من ان الحق مع الاقوى.
ويعد جورجياس اول من ادخل علم النحو في منهج تعليمه وبذا ادخلها علي قواعد اللغة اذ لم تكن معروفة قبله.
واما بروديقوس فقد اشتهر بتبحره في اللغة ومعرفة دقائق معانيها ويرجع الفضل له في تحديد مدلول الكثير من الالفاظ التي كانت نعد من المترادفات . وكان الناس يرجعون اليه عندما يختلفون عن شئ في اللغة فيصحح ذلك لهم.
ولذلك نجد ان السوفسطائيين كانوا بارعين ايضا في الخطابة مثل جورجياس وكاليلكيس ايضا بل اغلبهم لانهم في ذلك الوقت كانوا ياتون لاثينا ممثلين لمدنهم. خاصة ان الناس في ذلك الوقت قد بداوا يهتمون بالخطابة لذلك وجدوا ضالتهم في هذه الجماعة.
ومع ذلك فالسوفسطائيون كانوا رواد عصرهم ويعود الفضل لهم في نقلهم الفلسفة للاهتمام بالانسان والانسانية جمعاً. وتبحرهم في مجالات عدة معرفية كان ام اخلاقيه ولغوية وحتي سياسية ايضاً. وكانوا اصحاب اراء وافكار سديده مع انهم لم يجتمعوا معا بل كان كل واحد منهم يشق طريقه لوحده عند القرن الخامس الي القرن الرابع ق.م ويرجع السبب في النظر الي هؤلاء معاً مالم انهم لم يؤسسوا مدرسي التي تقارن افكارهم كلها بل ان بعض الافكار تعد مكملة لافكار لاحقة وعلي سبيل المثال القوانين الطبيعية عند كل من انطيفون ، وهيبياس ومعظم اراء واقوال السوفسطائيين قد اثر في الفلاسفة الذين اتوا بعدهم ان لم يكن كلهم فمعظمهم منذ سقراط حتي مابعد الحداثه وخاصة البراجماتية التي يمكن ان تعد عودة جديدة للسوفسطائية ذلك بثوب جديد.



#ديفيد_ج._كوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الرغم من الالم نحتفل
- علي المسلمون ان يكونوا اكثر تسامحاً
- الحركة السوفسطائية
- البحث عن سلام غير مرغوب به في الجنوب
- الداعرة الشريفة! قصة قصيرة
- جنوب السودان.. وجامعة الدول العربية
- ريك والحركة هل سينتصر منطق القوة مرة اخري؟


المزيد.....




- لحظة وثقتها الكاميرات.. شاهد اقتياد متهم بقتل رئيس شركة ومنع ...
- إسرائيل توضح أهداف 480 ضربة في سوريا.. ونتنياهو يحذر حكومتها ...
- إسرائيل تستهدف -أسلحة استراتيجية- داحل سوريا بمئات الضربات
- الخارجية الأمريكية: لا نخطط الآن لفتح سفارتنا في دمشق
- الجيش اللبناني يطلق نيرانا تحذيرية على مسلحين حاولوا تجاوز ا ...
- ماكرون لا ينوي حل البرلمان
- مصر.. وفاة آخر ضحايا مذبحة عزبة الصفيح
- -حزب الله- يصدر بيانا يشأن التوغل الإسرائيلي في سوريا وضرب ق ...
- فاكهة فريدة وصديقة للجبنة والجوز.. لماذا لا يجب التوقف عن تن ...
- المقاومة في الأغوار تقض مضجع إسرائيل رغم تعزيزاتها الأمنية


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ديفيد ج. كوج - الفلسفة السوفسطائية