|
العوبة مؤتمر الدول السافلة
سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 16:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ينعقد في الكويت هذه الايام مؤتمر للدول التي نسميها بالسافلة. يلاحظ بانها في معظمها نفس تلك الدول التي يدين لها العراق بالكثير والكثير جدا من المال !
مما نراه في الاخبار هو قيام هيئة النزاهة بجهد ما لاسترجاع ما سرق وهدر من الاموال. وقد افلحت لحد الآن هذا إن صدقنا بياناتها ، باسترجاع حوالي الترليون دينار من المال العام. فما دامت هذه الهيئة ناجحة في عملها هذا فما تكون الحاجة يا ترى لما يسمى بمؤتمرات اعادة الاعمار ؟ والاهم من كل هذا اليس الاجدر برئيس الحكومة القيام بسد منافذ السرقة والفساد في البلد اولا قبل الشروع بالمشاركة بمؤتمرات الاستجداء هذه ؟ فمن حقنا كسكان لهذا البلد التأكد من ان هذه الاموال الجديدة إن اتت لن تنتهي في جيوب الفاسدين. اليس كذلك يا رئيس الحكومة ؟ فاين هو هذا الضمان ؟ هذا من جهة.
من الجهة الثانية بدلا من الاستمرار في منح الاموال او إقراضها لماذا لا تقوم هذه الدول بشطب ديونها على العراق وبمساعدته في تسليم السراق والمفسدين ممن هربوا واختبأوا في اراضيها ؟ الن يكون هذا اجدى من إثقال كاهل البلد بالمزيد من القروض والديون كما رأينا من الاخبار حتى قبل بدء اعمال هذا المؤتمر مثل خبر لقرض بريطاني وآخر ياباني ؟ لكن اليست هذه هي اصول اللعبة ؟ اي اللعبة المتمثلة بزيادة الديون لتسهيل عمليات الابتزاز مثلما نرى من مثال تلك الاقطاعية البريطانية المسماة الكويت. فلا تبادر بشطب ديونها المتبقية للعراق ، لكن تنظم مؤتمر لنهبه. لماذا ؟ لانها بكل بساطة مجرد اقطاعية تابعة وجدت لتنفيذ اجندات الدول التي انشأتها والقاضية بانهاء العراق. ولن يكون من المجدي كذلك مطالبة العبادي ليطالب بدوره تلك الدول بشطب جزء من هذه الديون او كلها. فليس هذا هو الهدف الذي اوتي بهذا القاتل الاقتصادي لترؤوس الحكومة في المقام الاول.
إن عقد العوبة مؤتمر الدول السافلة في فترة رئاسة العبادي معناه ثقة هؤلاء به. ولم لا يثقون وهو الآن يطبق نظرية القاتل الاقتصادي المعروفة. وهذه النظرية كانت قد بدأت مع لعبة داعش في البداية ، اي توجيه ضربة كبيرة لموارد البلد الاقتصادية ودفعه نحو العجز المالي لدفعه لاحقا نحو الاستدانة. وقد نجح تطبيق هذه النظرية مع نتيجتها المتمثلة بديون تقدر الآن ب 120 مليار دولار حسب الارقام المتداولة. وإلا فلا من منطق من اقراض البلد المديون اصلا المزيد من المال وفيه علاوة على ذلك طبقة واسعة جدا من السراق والفاسدين بعضهم في حكومته ممن لا يريد رئيسها ولا يرغب في الاطاحة بهم وايداعهم السجن. هذه الدول السافلة ليست مهتمة بمساعدة العراق لانتشاله من ازمته ولا بمساعدته في محاربة الفساد فيه بقدر اهتمامها بالاستحواذ على ثرواته النفطية واصوله الصناعية واستعباد مواطنيه. ولهذا السبب قد اسميناها بالسافلة لانها فعلا كذلك. فمنطق هذه يتمثل بإغراق اي بلد باية طريقة بالديون ثم المبادرة الى الامعان في استنزافه بقروض اضافية باية حجة سواء كانت اعادة اعمار او مجرد استثمار ! اما التمنع الذي تعلنه هذه الجهات السافلة عن ولوجهم بالاستثمار او عن عدم توفر اجوائه فهو ليس إلا ضغوط لدفع البلد نحو تنازلات اكبر.
هذه الاصول التي ستعرض للبيع والتي قد بُنيت اصلا من اموال الشعب العراقي مقدر لها ان تبقى في ايدي مالكيها الجدد لعشرات السنين قابلة للتمديد الى ما لا نهاية. وقد لوحظت الغبطة الشديدة التي ارتسمت على وجه كامل شياع السوداني وزير الصناعة في احد البرامج وهو يتلو انواع المعامل والاصول التي سيقومون بعرضها في مؤتمر السفلة امام من اسماهم بالمستثمرين والذين في حقيقتهم ليسوا إلا لصوصا. لاحظوا معنا مفارقة ان مؤتمر الدول السافلة هذا عنوانه اعادة اعمار العراق بينما ما سيجري فيه هو عرض بيع الاصول العراقية. لا بد للعراقيين من الاعلان عن عدم ثقتهم بكل من يحاول ان يجرهم الى العوبة هذه الهاوية التي هدفها ابتزاز البلد لرهن ثرواته للاجنبي. فإن حدث مثل هذا الاعلان الذي ندعو له فسيعيد سفلة هذه الدول حساباتهم. ولا من عجب طبعا صمت السفلة الصغار الآخرين المعروفين باسم اعضاء مجلس النواب عن هذه المؤامرة ، واولئك ممن يسمون انفسهم بالحاج هذا والحاج ذاك ، وكل من تدثر بالدين... فلكل هؤلاء مصلحة ايضا في سرقة العراق.
يجب الاعلان عن عدم الثقة بالعبادي إن استمر في طريقه هذا. وبان ثمة اعتراضات كبيرة على طريقة ادارته للبلد وبكونه غير جاد في محاربة الفساد العام وفساد حكومته. واننا على هذا لا نثق بدولة لا يعرف اين تختفي ثرواتها. ومن حقنا كأهل لهذا البلد معرفة مصير الاموال المسروقة اولا وعن الكيفية التي سيتم بموجبها تسديد الديون المتراكمة ثانيا دون التورط مع اية مؤتمرات لالاعيب سافلة. وبالنتيجة فنحن لا نقبل بتكبيل البلد بديون اضافية ناهيك عن رهن اصول البلد الصناعية والخدمية بحجة اعادة الاعمار كما يحاول العبادي القيام به بمعية وزرائه.
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صحفيون روس يرفعون الغطاء عن شبكة تدريب للإرهابيين في سوريا
-
نريد إقالة الفاسد مدحت المحمود
-
البرامج الانتخابية واهميتها
-
الضغوط تتزايد على وزير نفط الاقليم
-
اين التحقيق في سقوط المحافظات الشمالية بيد داعش ؟
-
اعضاء مجلس النواب ونظافة اليد
-
هل يريد التحالف المدني تعريض جمهوره للسع مرة اخرى ؟
-
الاهداف المبتغاة من حل الجيش العراقي
-
دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (2)
-
دستور العراق... هو دستور تقسيم العراق الجزء (1)
-
نحو انهاء الاوضاع الشاذة في الاقليم
-
ازمة الاقليم تكشف جزءاً من المستور
-
اصدقاء دكتاتور اربيل يهرعون لنجدته والعبادي يستجيب
-
خدعة المناطق المسماة المتنازع عليها
-
فضائيات التطرف والفساد
-
شركة لافارج الفرنسية مولت داعش في سوريا
-
تحرير اجزاء كركوك العربية وحدها فقط ام مع كامل الحقول النفطي
...
-
العبادي يتآمر على العراق بمعية الامريكان
-
الاردن (الشقيق جدا) قاعدة الارهاب !
-
الامريكيون ليسوا قوات احتلال... !
المزيد.....
-
ترامب يكشف ما إذا سيحضر جنازة البابا فرنسيس في روما
-
من ترامب إلى ماكرون.. استمع إلى ردود فعل قادة العالم على وفا
...
-
هل سيكون البابا القادم أفريقياً؟
-
اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة قد يمت
...
-
مجال جديد للذكاء الاصطناعي.. إنقاذ أشجار الكرز اليابانية
-
ياكوفينكو يحدد العيب الرئيسي في سياسة الغرب المناهضة لروسيا
...
-
نجل أردوغان: لا أرغب في أن أصبح رئيسا
-
تونس.. مظاهرات واسعة تندد بإيقاف أحد محامي المعارضة (فيديو)
...
-
تفاصيل إلغاء خطاب عراقجي في مؤتمر كارنيغي النووي
-
مراسلنا: مقتل 42 فلسطينيا في غارات إسرائيلية عنيفة على قطاع
...
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|