|
اساطيرنا - تكملة 2
كمال نعناعة
الحوار المتمدن-العدد: 5845 - 2018 / 4 / 14 - 01:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أساطيرنا 4 – بدايات ظهور الأديان: تكملة للحديث السابق
الانسان منذ القدم كانت حياته مربوطة بمجموعة من العوامل الطبيعية (الشمس، القمر، الرعود، الامطار، العواصف و الرياح القوية و الزلازل ..الخ) لذا لا بد ان يفكر من المسؤول عنها. و من اين اتت هذه العوامل. اذا لا بد من وجود آلهة لكل من هذه العوامل تسيطر عليها و تسيرها. و عندما تكون غاضبة على البشر تقوم بأعمال ترعب البشر. لذا فكر البشر بأن يخضع لأهوائها. و لكي يرضيها يصنع لكل آلهة تمثال او صرح و يقدم لها الولاء و الطاعة و القرابين. وتدريجيا تحول الى خضوع و عبادة. و هكذا بدأت الطقوس الدينية على شكل طقوس وثنية و منها بدأت الحضارات الوثنية كحضارة وادي الرافدين في العراق. و في مصر كانت حضارة الفراعنة و في ايطاليا و اليونان الحضارة الرومانية و الرومية و غيرهم. و هكذا في ارض الرافدين ظهرت فكرة الطوفان المربوطة بفكرة خلود البشر و القصة طويلة ولا يهمنا موضوعها حاليا (كقصة كلكامش و انكيدو). و من فكرة الطوفان جاءت قصة نوح و الطوفان حيث فكر بعمل سفينة تنجيه هو المخلصين له مع الكثير من الحيوانات ذكورا و اناثا من الغرق فكان له ما أراد. و بنى (سفينة نوح) للتخلص من الطوفان القادم. و بدأت الاساطير تلعب دورها لفكرة نوح. نحن الان لا نعلم كم كان حجم السفينة لكي تستوعب كل هؤلاء الناجين مع الحيوانات و مخزون الطعام لديهم. علما بأن جميع السفن وقتها كانت لا تتجاوز (15 مترا) و ذلك استنادا الى الكشوفات البحرية التي استخلصها الغطاسون من بحار العالم. علما بأن بقايا هذه السفن موجودة في متاحف العالم. كما اننا للدقة لا نعرف من اين جاءت فكرة نوح هذه. و كيف حدث الطوفان عن طريق الامطار حتى طافت السفينة و غرق كل من كان خارج السفينة و منهم ابن نوح. القصة قد تطول و يمكن الحصول عليها من مصادرها و من القرآن او من الكتب الدينية الاخرى. و يقال ان الحدث كان في العراق في المناطق الجبلية. و السؤال الاخر كم كان عمر نوح؟ هل كان 950 سنة كما هو مذكور في القرآن؟ و هل كان العمر هذا له وحده ام لكل من كان حوله؟ علما بأن الفراعنة الذين كانوا في نفس الزمان كان معدل العمر لديهم تحت الخمسين سنة. و كل صفات الفراعنة اصبحت حاليا معروفة بواسطة الكشف عن عظام المومياءات. و هل من المعقول ان لا نجد أي اثر لنوح و سفينته و جماعته الان؟ هذه الاسطورة صعب جدا تصديقها ولاسيما من قبل الناس المدركين. و الظاهر بأن اسطورة نوح هي تكملة لاسطورة ملوك الطوفان لغرض الحصول على الخلود. الاديان بشكل رئيسي ظهرت على نوعين: النوع الاول: الاديان التي جاءت عن طريق و ظروف و تفكير البشر. مثل الديانة الهندوسية و البوذية و الكنفوشية و المجوسية و كلها كانت في البدايات تدعو لإصلاح و تهذيب و توجيه النفس البشرية. و بعدها اصبحت متطرفة في الافكار حتى صارت بعضها تعادي البعض الاخر بسبب تشعبها الى الكثير من الشعب التي تختلف و لو قليلا عن غيرها في الفكر و الرأي و لكنها تطرفت كثيرا في درجة العداوات. و السبب ان كل فرد يحب ان يتمسك و يتطرف نحو مذهبه و جماعته. هذه الاديان بشكل عام قديمة و التغييرات التي حصلت عليها كثيرة حتى صار بعض الفصائل يعبدون الحيوانا كالأبقار و الجرذان وبعضها الاخر يعبد الاعضاء الجنسية عند البشر و هؤلاء غالبيتهم في الهند ولا زالوا على طبعهم الى الان. النوع الثاني: هم الذين نبذوا الآلهة و بدؤا باعتقاد وجود رب واحد في السماء ولا يرى و هو الذي يسيطر على كل شيء في الوجود. و الكلام بدأ من ابراهيم في العصر السومري في العراق. و كان يبيع تماثيل الالهة التي كان يصنعها والده. و كان ينادي في الاسواق: من يشتري ما لا يرى و لا يسمع؟ ذلك بقصد الاستهزاء و لكن المجتمع وقف له بالمرصاد و قرروا القضاء عليه بالحرق و لكنه استطاع الهروب مع عائلته عبر نهر الفرات لذا سموا بالعبرانيين. ثم تحرك نحو الشمال في منطقة حلب ثم جنوبا الى ما يسمى حاليا بفلسطين. و قد انجب ابراهيم سلسلة من الأنبياء ( الغريب ان كل الانبياء من نسل ابراهيم) منهم يعقوب و اسحاق و اسماعيل و كلهم اعتقدوا بوجود رب واحد في السماء. و سموا بالموحدين. ثم عن طريق اسحاق جاءت سلسلة انبياء حتى وصلت الى موسى و هارون و بدأت الديانة اليهودية. و قصص موسى و شعبه و هارون كثيرة ولاسيما مع العجل الذي صنعه بعض الافراد و قاومهم هارون الى اخره. اما موسى فذهب مرة لرؤية و مكالمة الرب. و لهذا سمي موسى كليم الله. (ظهر له الرب على شكل نور او نار من بعيد). علما بأن النور او النار تكتشف بالأجهزة الحديثة لدينا. البشر يحتاج عند الازمات و الشدة ان يتمسك بشيء ما و يحتاج الى الرب كي يستعين به و يطلب منه الكثير من الحوائج ولاسيما عندما يشعر بأن جميع طرق الحياة مقفلة امامه ولاسيما اذا كان في محيط ظالم. و لكن ما من يسمع ولا مجيب و لا نجد منه اية اشارة. اذا كان الرب بهذه العظمة و القدرة و العدالة كيف يفرق بين شعوب العالم. و هل ان الرب موجود حقا و فقط في منطقة الشرق الاوسط كي يخلق ابو الانبياء ابراهيم و باقي السلسلة الكبيرة من الانبياء في هذه المنطقة. نسأل اين ذكر الله في باقي مناطق العالم؟ ثم اين كان الله قبل حوالي 5000 سنة (أي قبل وجود ابراهيم)؟ و لماذا كانت الاديان بسيطة و بدأت بشخص واحد؟ ثم تطورت تدريجيا في مفاهيمها و تعقيداتها الى ان وصلت الى الدين الاسلامي عن طريق تسلسل من الانبياء و كلهم من نسل ابراهيم. بالنسبة للديانة المسيحية (ولا يهمنا ان كان المسيح روح الله او المسيح هو الله) كما يدعي بعض المسيحيين. المهم جاء المسيح لارشاد الناس بالطريقة السلمية و نجح بذلك و لكن كان له اعداء من اليهود و الرومان مما ادى ذلك الى اعدامه معلقا حتى الموت. بعدها ظهرت الكثير من المقولات و الاساطير منها انه عاد من القبر بعد سبعة ايام. ولا نعلم الى اين ذهب. اين كان الرب عندما شنق معلقا؟ و اذا كان هو الرب فكيف يعدم و هو بهذه القوة و العظمة؟ اليس كان من الافضل حماية نفسه حتى ينجز الكثير من التقدم في كسب الاتباع الى الديانة المسيحية. يقال ان للمسيح معجزات منها السير على الماء و احياء الموتى و ما الى ذلك. و من كان يملك هذه المعجزات هل كان من الصعب عليه الخلاص من اعدامه؟ من الملاحظ ان الديانة المسيحية انتشرت بسرعة سلميا بفضل الاهداف السامية منها المحبة و الاحترام و التسامح. و الدين المسيحي على كل حال له اساطيره كباقي الاديان. اننا الان في القرن الواحد و العشرين. أي قرن العجائب العلمية و الاكتشافات المذهلة كاكتشاف الكون و اختراع الخلويات و الكمبيوترات و الانترنت و عجائبه حتى وصلنا الى تصوير كوكب بلوتو الذي كان من المتعذر رؤيته حتى بأقوى المسابر الكونية الحديثة ثم ايصال الصورة الى الارض. نحن تركنا كل هذه المعجزات للغربيين و بقينا متمسكين بالخرافات و الاساطير القديمة جدا و التي من الصعب تصديقها حتى من قبل قسم من المدركين. من الجدير بالذكر ان نذكر ان خلايا الخلويات و الاجهزة الالكترونية اصغر من خلايا مخ الانسان بآلاف المرات و علينا ان نسأل انفسنا كيف توصل البشر الى هذه المعجزات العلمية العجيبة. و هل لنا دور في هذه المواضيع ام فقط في استخدام هذه المعجزات و الاعتماد على كل ما هو غربي و حتى في مجال طعامنا و نكون خاضعين لهم و لسياساتهم. كفانا نوم يا قوم آن الاوان كي ننهض.
#كمال_نعناعة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أساطيرنا
-
رسالة الى رب العالمين
المزيد.....
-
تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على النايل سات وتابع أ
...
-
رئيس البرلمان الايراني: اتيت الى لبنان بدعوة من السيد نبيه ب
...
-
” أنا بدي أصوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على جميع ا
...
-
البابا فرانسيس يستقبل زيلينسكي في الفاتيكان لمناقشة سبل السل
...
-
الولايات المتحدة: السجن 14 عاما لجندي أمريكي متهم بتقديم -نص
...
-
بطة بطة شفناها جوة البركة محلاها??.. تردد قناة طيور الجنة بي
...
-
المقاومة الاسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا بالجولان المحت
...
-
المقاومة الاسلامية في العراق: هاجمنا بالمسيرات هدفا حيويا با
...
-
المقاومة الاسلامية في العراق: هاجمنا بالمسيرات هدفا بالجولان
...
-
حزب الله: إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية قوة مشاة صهيونية
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|