أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي - المسار- العدد 46















المزيد.....



المسار- العدد 46


الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)


الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




العدد /46/ تشرين الثاني / نوفمبر 2020

الافتتاحية :

- السياسة والاقتصاد في سورية -


على الأغلب أن القول بأن انقلاب 8آذار1963قد أنتج ثورة هو صحيح، حيث أن الاستيلاء على السلطة السياسية لدولة عبر انقلاب عسكري قد قاد عبر التغيير في السلطة السياسية والعسكرية وفي الجهاز الإداري إلى انتاج أداة سلطوية تمكنت عبر (الاصلاح الزراعي) و(تأميم البنوك والمصانع)، وهما خطوتان بدأتا في عهد الوحدة، من انشاء علاقات اقتصادية-اجتماعية سورية جديدة نقلت البلد من حالة اقطاعية في الريف وحالة رأسمالية جنينية في البنوك والصناعة إلى نمط (رأسمالية الدولة).
أتت الفئة الحاكمة ،بشكليها العسكري والمدني،في مرحلة مابعد 8آذار1963من أوساط ريفية في جبال الساحل وفي منطقة حوران وجبل العرب ومن بلدات صغيرة مثل السلمية ومن مدن صغيرة مثل ديرالزور.كانت ضعيفة التمثيل الاجتماعي في مدن دمشق وحلب وحمص وحماة(فقد حزب البعث نفوذه في حماة بعد ابتعاد أكرم الحوراني عنه عام1962).أنتج 8آذار1963لوحة طبقية جديدة مع اختفاء تلك اللوحة القديمة التي كانت تتسيدها رأسمالية جديدة ،نتجت في الحرب العالمية الثانية كرأس مال تراكمي، نتيجة حاجة جيوش الحلفاء لزراعة القمح والقطن في سورية لتغطية غذاء وكساء ملايين الجنود المنتشرين بين ايران ومصر، وهو ما تم توظيفه في مابعد الحرب في الصناعة والبنوك. تلك الرأسمالية عجزت ولم تستطع تحقيق الاصلاح الزراعي، مماأعاق التطور الرأسمالي، وهو ماتولته قوى ريفية انتهجت طريق (رأسمالية الدولة)، وهو مارأيناه في سورية مابعد 8آذار1963 وفي مصر مابعد 23يوليو1952.
كان الحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي)،منذ مؤتمره الخامس المنعقد بحمص أيام22-23-24كانون أول1978،قد أشار عبر كراس "موضوعات المؤتمر الخامس:الوضع في سورية"(50صفحة)إلى أنه "بتكون قطاع الدولة وامتداده ونموه ،ونمو الدولة،أخذت تتكون بينها وبين المجتمع علاقة تماثل العلاقة القائمة بين رب العمل والعمال"(ص7) وأن الدولة أمسكت "بمقاليد القوة الاقتصادية ،إلى جانب قوتها التقليدية (القمع ووسائله)،فأصبحت أكبر رب عمل وحلت إلى حد كبير محل الرأسمالية التقليدية،وقام قطاع الدولة(القطاع العام)كتعبير اقتصادي عن نوع من رأسمالية الدولة"(ص7).رأى حزبنا أنه تم عبر ذلك "الحاق المجتمع بالدولة"(ص14). تخلى حزبنا عبر المؤتمر الخامس عن نظريات "التطور اللارأسمالي"و"الديموقراطية الشعبية"من خلال تبنيه توصيف (رأسمالية الدولة) للوضع السوري بمرحلة مابعد 8آذار1963وقد ربط الحزب بين (رأسمالية الدولة) وبين (الاستبداد السياسي) من خلال أن الأولى هي القاعدة الاقتصادية – الاجتماعية للبنية السياسية الفوقية المتمثلة في (الاستبداد السياسي) وأنها هي التي جعلته ممكناً.
من هنا كان تبني حزبنا لمقولة (الديموقراطية) كمدخل سياسي- دستوري- تشريعي إلى التغيير الاقتصادي- الاجتماعي وتبنيه (النضال السياسي من أجل التغيير الديمقراطي) بوصفه باباً اجبارياً للدخول إلى البيت حيث غرف (الاقتصاد)و(الاجتماع)و(الإدارة)و(الثقافة) من أجل التغيير في كل منها.من هنا لم نكن نؤمن ب(النضال الاقتصادي المطلبي)كطريق مجدي في ظل أوضاع من الاستبداد السياسي وغياب الديموقراطية،وكان رأينا أن من كان ينادي بذلك منذ سبعينيات القرن العشرين ،من شيوعيي "الجبهة الوطنية التقدمية"،كان يبرر بذلك تبعيته للسلطة القائمة ويبرر ويغطي عدم رغبته بالتغيير السياسي للأوضاع السورية القائمة.نحن نؤمن ب(النضال المطلبي الاقتصادي)في ظل أوضاع ديمقراطية ونحن نعتبره نضالاً طبقياً ضرورياً من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية- الاجتماعية للكادحين بسواعدهم وأدمغتهم ومن أجل تثبيت مكاسب قانونية وتشريعية لهم ومن أجل زيادة وعيهم الطبقي والنقابي وربط هذا الوعي بالعمل السياسي.هذا يمكن تحقيقه في ظل أوضاع ديمقراطية،أما في ظل (رأسمالية الدولة)المقترنة مع (الاستبداد السياسي)فنحن نرى أن الممر الوحيد والمجدي هو (التغيير السياسي) كمدخل اجباري إلى التغيير الاقتصادي- الاجتماعي ، فنحن لانؤمن بأن (الفساد)هو ظاهرة معزولة عن (الاستبداد السياسي)،كماأننا نرى بأن (السلطة)هي التي تصنع (الثروة) في (رأسمالية الدولة) وهي- أي السلطة- التي تنزع (الثروة) إن أرادت.في سورية الآن هناك رأسمالية جديدة أنتجتها رأسمالية الدولة في فترة 1974-2020ولدت من رحم الأخيرة في انعطافات أعوام 1974و1991و2004و2011.هناك انقسام طبقي واضح المعالم الآن في سورية لم يكن بهذا الوضوح في سورية مابعد جلاء الفرنسيين عام1946.كمافي كل تجارب (رأسمالية الدولة) التي شهدها القرن العشرون،التي كانت مقترنة دائماً مع (الحزب الواحد)،فإن المنتهى يكون في (رأسمالية السوق) و(الديموقراطية).في سورية الراهنة فإن الرأسمالية الجديدة لاترى مصلحتها في (الديموقراطية) حتى الآن .
الآن،نحن نرى بأن الأوضاع السورية الراهنة والقائمة منذ انفجار الأزمة السورية في عام2011وحتى الآن هي نتيجة تراكمية لسورية مابعد8آذار1963.أصبح هناك انقسام كبير بين السوريين،وأصبحت هناك مناطق جغرافية من البلد منعزلة عن بعضها البعض.هناك احتلالات وهيمنات خارجية .أصبحت القوى الخارجية من دولية واقليمية هي التي تتحكم بمسار الأزمة السورية.الأولوية الآن هي اطفاء نيران الأزمة السورية عبر حل سياسي(ولوكان هذا تحت رعاية دولية- اقليمية) يقود إلى انتقال ديمقراطي نحو نظام سياسي جديد تتيح حرياته الديمقراطية المجال أمام السوريين من أجل خوض نضال وطني نحو تضميد جراح الأزمة وخوض الكفاح من أجل استعادة السيادة الوطنية السورية ضد كل أشكال الاحتلال والهيمنة والوصاية،وحيث تكون الديموقراطية منصة لخوض نضال اقتصادي- اجتماعي لصالح طبقات وفئات الكادحين والفقراء في بلد يعيش 80%من سكانه تحت خط الفقر.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
- أرقام عن الاقتصاد السوري -
ـ حسب المكتب المركزي للاحصاء (مؤسسة رسمية سورية) فقد بلغ عدد السكان في سورية المسجلين في سجلات الأحوال المدنية 23,595مليوناً مطلع عام2010، كان المقيمون منهم بالداخل 20,866مليوناً حتى نهاية عام2010.
ـ حسب موقع
https://www.worldvision.org/refugees-news-stories/syrian-refugee-crisis-facts#:~:text=About%205.6%20million%20Syrians%20are,Syrian%20refugee%20crisis%20are%20children.
حتى 15آذار2020فإن هناك
5,600مليون سوري لاجىء خارج الحدود السورية، و6,200مليون نازح خارج منازلهم في الداخل السوري، كماأن 12مليون سوري داخل الأراضي السورية بحاجة إلى مساعدات انسانية، كماأن نصف المتضررين من النزوح واللجوء هم من الأطفال.
هناك 3,600مليون لاجىء سوري في تركية،و915ألف بلبنان،و656ألف بالأردن.
ـ حسب المكتب المركزي للإحصاء (مؤسسة رسمية) في عام2010فإن
السكان الفقراء=33%، منهم 11,4% في فقر شديد.
ـ حسب دراسة للأمم المتحدة عن الفقر واللامساواة في سورية (1997-2007) فإن المناطق الريفية في الشمال والشرق (إدلب-حلب-الرقة-الحسكة-ديرالزور) هي الأشد فقراً في سورية
( Unbarb Dvelopment Challenge Report BACKGROUND paper 2011-2015).
ـ حسب موقع
Borgentproject.org/poverty-in-syria-2/
فإن متوسط دخل الفرد نزل من 2807دولار عام2010إلى 870دولار عام2018، والبطالة هي بمعدل 55%، و80%من السكان عام2018يعيشون تحت خط الفقر.
ـ حسب موقع
Theodora.com/wfbcurrent/syria/syria_economy.html
فإن الاقتصاد السوري قد انخفض بنسبة70%من 2010إلى 2017وأن معدل التضخم قد بلغ28,1%عام2017.
ـ حسب "رويترز"في 1382020 فإن ثمانية من عشرة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر حسب الأمم المتحدة،وأن الليرة قد فقدت 80%من قيمتها بين 2011و2020.
ـ حسب (مجموعة البنك الدولي في دراسة عام2017بعنوان "ضريبة الحرب: النتائج الاقتصادية والاجتماعية للصراع في سورية") فإن فترة 2005-2010
كان فيها النمو السكاني=2,7%، نمو قوة العمل=2,6%، نمو البطالة=5%.
حتى نهاية 2016: الخسائر البشرية في الصراع السوري تبلغ 400-470ألف نسمة.
شهدت سورية أكبر أزمة نزوح سكاني (خارج المنازل نحو داخل وخارج الحدود) بالعالم منذ عام1945، وقد بلغت الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الاجمالي من 2011حتى نهاية 2016 ما يعادل 226مليار دولار. حسب الدراسة المذكورة لمجموعة البنك الدولي فإنه إن انتهى الصراع السوري في عام2020 فستكون الخسائر بحجم 13,2ضعفاً عن الناتج المحلي الاجمالي لعام2010الذي بلغ 51مليار دولار، كماأنه إن انتهى الصراع السوري في 10سنوات من بدئه فسيكون الناتج المحلي الاجمالي قادراً فقط في عام2031على استعادة 67,10%من حجمه الذي كان عليه في عام2010.
-----------------------------------------------------------
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي – بيان-
مع استمرار انهيار النظام العربي الرسمي وازدياد التدخلات الدولية في المنطقة وخاصة التحالف الأمريكي الصهيوني لاستكمال هيمنته على الوطن العربي وخلق محاور وصراعات في مواجهة بعضها البعض، وإغراقها في مأزق وأزمات مركبة/ وقد استطاع هذا التحالف الصهيوأمبريالي تحت الضغط والتهديد برفع الحماية عن الامارات والسودان ودول أخرى للتطبيع علناً بعد سنوات من كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة. وبانتظار أن تلتحق باقي الدول العربية واحدة تلو الأخرى بهذا المسار وإدارة الظهر للقضية الفلسطينية، في مخطط يتجاوز إقرار الأنظمة بوجود الكيان الإسرائيلي وتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية معه إلى تشكيل تحالف أو محور إقليمي جديد يشابه محور حلف بغداد في خمسينيات القرن الماضي ولكن بزعامة (إسرائيل) وأمريكا في مواجهة إيران وروسيا والصين، منهجاً سياسة اقتصادية جديدة "تروست أوكارتل" في المنطقة يتحكم بأسواقها واقتصادياتها وتتربع على عرشها إسرائيل باعتبارها مركز التحكم الاقتصادي في المنطقة كلها من خلال التحكم بمسار أنابيب النفط والغاز والسلع وإيجاد ممرات برية وجوية وبحرية تصب في حيفا باتجاه أوروبا.
إننا في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التعيير الديمقراطي إذ نعتبر أن صراعنا مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود، كما نرفض أيضاً كل أشكال الاحتلالات في أكثر من بلد عربي، فإن التطبيع مع الكيان الصهيوني يعتبر خيانة قومية ووطنية، وإننا لعلى ثقة بأن الشعب العربي يقف ضد كافة أشكال التطبيع التي تزحف إليها الأنظمة العربية لضمان استمرارها في الحكم وتأييد استبدادها، وأن اتفاقيات التطبيع والاتفاقيات التي تتم مع العدو الإسرائيلي لا يمكن أن تقبل بها جماهير شعبنا بأي شكل من الأشكال، وأن تنقلب إلى اتفاقيات دائمة مع شعوب أمتنا، كما وأن الكيان الإسرائيلي يدرك ذلك ويسعى من خلال اتفاقيات التطبيع مع الأنظمة إلى سحق تطلعات الشعوب في التحرر و النهضة.. وإبقاء دولنا تدور في فلك التخلف والتبعية والاستبداد.
إن توالي انجرار الأنظمة العربية إلى الرضوخ لعمليات التطبيع علناً مع الكيان الإسرائيلي يملي على هيئة التنسيق الوطنية وكل القوى الوطنية و لقومية التحرك الجاد نحو تشكيل كتلة شعبية واسعة على امتداد الوطن العربي ودعوة الشارع الشعبي لمواجهة عمليات التطبيع ووقف زحفها، والمبادرة إلى تشكيل التجمعات و إطلاق حملات توعية عبر دراسات وأبحاث وحوارات على كافة وسائل التواصل حول مخاطر التطبيع على القضية الفلسطينية وعلى وجودنا كأمة، والقيام بكل الإمكانات المتوفرة بدعم القوى الفلسطينية التي تشكل رأس الحربة في مواجهة المشاريع الصهيونية في الاستيطان والتوطين والتهجير ورفض انزلاق الأنظمة العربية إلى التطبيع والتحالف مع العدو الإسرائيلي الذي يهدف إلى منع شعوب الأمة من التحرر و التحرير و النهضة و التقدم.
دمشق 2/11/2020 المكتب التنفيذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يساهم بايدن في حل الأزمة السورية؟
• نوفمبر 19, 2020 …the levant
• مصطفى سعد
كان التدخل العسكري الأمريكي المباشر في سوريا عام 2015 لعدة عوامل وأهداف، وهي كما حددها الرئيس الأمريكي في حينها “باراك أوباما”: أولها، القضاء على الإرهاب، وثانيها الوصول لحل سياسي في البلاد اعتماداً على بيان جنيف 1 والقرار 2254، والأخير إخراج إيران من سوريا. الأزمة السورية
أوباما نفسه الذي اتبع أسلوباً دبلوماسياً مع إيران، وتوصّل إلى اتفاق متعدّد الأطراف بشأن برنامجها النووي قرأه بعض “جهابذة” السياسة على أنّه ضعف منه.
بايدن وهو من رجالات تلك الفترة يعتبر امتداداً لسياسة أوباما الذي كان يريد الاتجاه شرقاً نحو الشمال الأقصى، ووضح هذا من بيانه الانتخابي في أنّ هدفه الحدّ من سرعة صعود الصين واحتوائها، وكما هو متوقع بأساليب دبلوماسية وسياسية على طريقة الرئيس أوباما، كزيارته لفيتنام عام 2016، وإعلانه رفع الحظر عن بيعها السلاح الأمريكي.
ومما جاء في البيان أيضاً سيعيد الاتفاق مع إيران لكن دون أن يتخلّى عن شرط أوباما في انسحابها من سوريا، بل سيكون مثل ما هو متوقع اتفاق على الحدّ من طول أذرع إيران في بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت، وحتى سيحدّد العلاقة بين طهران وحماس.
وإذا استعرضنا بعضاً من مواقفه السابقة، نرى أنّه كان من الرافضين تسليح المعارضة السورية، والتي ما يزال البعض يراهن عليها، وهنا نستذكر رأي الدكتور المعتقل “عبد العزيز الخير” عندما سئل عن السلاح في الثورة السورية، فأجاب إنّها لن تسقط النظام بل ستأخذنا إلى ملعبه، وأضاف إذا تسلحت تأسلمت وإذا تأسلمت تطيفت. الرأي الذي أثبتت التجربة صوابيته.
وكان مع باراك أوباما في تغيير سياسته تجاه الإخوان المسلمين وأنقرة، وذهب في دعمه باتجاه الأكراد ليعتمد على القوى الكردية في محاربة داعش، متحدياً بوضوح حليفه الأقوى في حلف الناتو. أما موقفه من القضية الفلسطينية فهو مع حلّ الدولتين ويرفض ضم الضفة الغربية لأنّ في ذلك إعاقة لعملية السلام.
في المقابل، نرى أنّ ترامب قدّم سوريا لتركيا وروسيا وإيران على طبق من فضة عبر مؤتمر سوتشي، وما نتج عنه من نفوذ تركي في سوريا وسيطرتها عبر قواتها الرسمية أو عبر بيادق سورية في يدها، نقل سفارة بلاده للقدس واعتبرها عاصمة إسرائيل، كما ومن الملاحظ التقارب الروسي التركي والذي نجم عنه اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا يوم إعلان فوز بايدن، وهذا ليس بفعل الصدفة طبعاً.
ومع هذا يرى قسم من الائتلاف السوري المعارض وبعض القوى والأحزاب والشخصيات الإسلامية ذات الهوى التركي، أنّ رحيل ترامب ليس في مصلحة الشعب السوري، وأنّ الرئيس بايدن قد يتراجع عن قانون قيصر (الذي لا يمكن أن يسقط أي نظام) ويعيد العلاقة مع إيران، وبالتالي تمكين نظام الأسد في دمشق. الأزمة السورية
ونجد الرؤيا ذاتها لكن من زاوية مختلفة عند وسائل الإعلام الرسمية أو التابعة للنظام، أنّ وصول بايدن لسدّة الحكم من مصلحة الشعب السوري ويؤدّي لتمكين الأسد. وهنا ندرك أنّ البلاء ليس في أن تولد بمنطقة تعدّ الأخطر والأكثر توتراً على هذا الكوكب، ولا هو العيش في انتظار جرة الغاز وربطة الخبز والكهرباء، ولا في الفساد والخوف والفقر والقمع والذل، البلاء الحقيقي أن تعيش لتقرأ وتشاهد منظرين في السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية وخبراء إستراتيجيين ومستشارين يستقون تحليلاتهم واستنتاجاتهم من مسلسلي وادي الذئاب وسمبسون أو من أنظمة يقتاتون على ما ترميه لهم من فتات.
لكن هذا لا يعني أنّ مجيء بايدن يجعل الحل السياسي قريباً وينهي مأساة السوريين، لأنّ بايدن “أحسن” من ترامب كما يصرّ البعض على التوصيف، فجميعنا نعلم أنّ السياسة الخارجيّة للولايات المتحدة لا تنقلب رأساً على عقب بين جمهوري وديمقراطي، بل تحكمها بعض الثوابت أهمها المصالح الاقتصادية والأمن القومي، لكن توجهات الديمقراطيين نحو شرق آسيا وتخلّيهم عن الشرق الأوسط لن يكون بترك فراغ للقوة أو باستنقاع الأزمات في هكذا منطقة، على الرغم من كونه احتمالاً وارداً لكن على الأرجح ستكون آلية خطة الولايات المتحدة في فترة بايدن هي محاولة تخفيف التوتر والصراعات (وعبّر عن ذلك صراحة ضمن بيانه الانتخابي كتأكيده على إنهاء الحرب في اليمن) ورسم الخطوط العريضة بدقة للدول الفاعلة بالإقليم.
ختاماً، الحل السياسي قادم مهما تأخر، ومن أهم أسباب تأخره فشل المعارضة الوطنية الديمقراطية بخلق كيان أو كتلة جامعة لأسباب، مما جعل القوى الإسلامية تتصدّر المشهد. لها
اليوم، وبعد فشل الإسلاميين، عسكرياً وسياسياً، ومجيء رئيس أمريكي يدعم القوى الكردية والحوار بين مجلس سوريا الديمقراطية والمجلس الوطني الكردي، ويقف في وجه الإخوان المسلمين ومن لفّ “لفيفهم”، يجعل الفرصة مواتية جداً لتشكيل قطب جديد للمعارضة السورية يكون ذا طابع علماني يساري، ويضم جميع القوى التي تؤمن بالديمقراطية وتريد بناء دولة القانون والمواطنة، وترفض جميع الاحتلالات والهيمنة الخارجية والميليشيات الموجودة على امتداد مساحة البلاد. الأزمة
------------------------------------------------------------------
- لماذا يجب على أمريكا أن تقود مرة أخرى: إنقاذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعد ترامب -
بقلم: جوزيف ر. بايدن الابن.
مجلة "فورين أفيرز" مارس / أبريل 2020
(تمت ترجمة النص من قبل هيئة تحرير موقع الحزب الشيوعي السوري (المكتب السياسي) https://www.scppb.org

بكل المقاييس تقريبًا، تضاءلت مصداقية وتأثير الولايات المتحدة في العالم منذ تركنا أنا والرئيس باراك أوباما المنصب في 20 يناير 2017. لقد قلل الرئيس دونالد ترامب من شأن حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، وقوضهم، وفي بعض الحالات تخلى عنهم. لقد انقلب على خبراء المخابرات ودبلوماسيينا وقواتنا. لقد شجع خصومنا وبدد نفوذنا لمواجهة تحديات الأمن القومي من كوريا الشمالية إلى إيران، ومن سوريا إلى أفغانستان إلى فنزويلا، مع عدم وجود أي شيء عمليًا لإظهاره. لقد شن حروبا تجارية غير حكيمة ضد أصدقاء الولايات المتحدة وأعدائها على حد سواء، والتي تضر بالطبقة الوسطى الأمريكية. لقد تخلى عن القيادة الأمريكية في حشد العمل الجماعي لمواجهة التهديدات الجديدة، وخاصة تلك التي ينفرد بها هذا القرن. والأكثر عمقا أنه ابتعد عن القيم الديمقراطية التي تمنح القوة لأمتنا وتوحدنا كشعب.
وفي الوقت نفسه، فإن التحديات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة -من تغير المناخ والهجرة الجماعية إلى الاضطرابات التكنولوجية والأمراض المعدية -قد أصبحت أكثر تعقيدًا وأكثر إلحاحًا، في حين أن التقدم السريع للاستبداد والقومية والنزعة المضادة لليبرالية قوض قدرتنا على مواجهتها بشكل جماعي. تواجه الديمقراطيات -المشلولة بسبب الحزبية المفرطة، والفساد، والمثقلة بعدم المساواة الشديدة -وقتًا أكثر صعوبة في تقديم الخدمات لشعوبها. الثقة في المؤسسات الديمقراطية منخفضة. انتهى الخوف من الآخر. والنظام الدولي الذي شيدته الولايات المتحدة بعناية شديدة يتفكك. يميل ترامب والديماغوجيون في جميع أنحاء العالم إلى هذه القوى لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية.
سيتعين على الرئيس الأمريكي القادم أن يخاطب العالم كما هو في يناير 2021، وسيكون التقاط التفاصيل مهمة هائلة. سيتعين عليه أو عليها إنقاذ سمعتنا، وإعادة بناء الثقة في قيادتنا، وتعبئة بلدنا وحلفائنا لمواجهة التحديات الجديدة بسرعة. لن يكون هناك وقت نضيعه.
كرئيس، سأتخذ خطوات فورية لتجديد الديمقراطية والتحالفات الأمريكية، وحماية المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة، ومرة أخرى سأجعل أمريكا تقود العالم. هذه ليست لحظة خوف. هذا هو الوقت المناسب للاستفادة من القوة والجرأة التي دفعتنا إلى النصر في حربين عالميتين وأسقطت الستار الحديدي السوفياتي.
أدى انتصار الديمقراطية والليبرالية على الفاشية والاستبداد إلى خلق العالم الحر. لكن هذه المجابهة لم تحدد ماضينا فقط بل أيضاً مستقبلنا.
تجديد الديمقراطية في الداخل:
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نصلح وننشط ديمقراطيتنا، حتى عندما نعزز تحالف الديمقراطيات التي تقف معنا في جميع أنحاء العالم. إن قدرة الولايات المتحدة على أن تكون قوة من أجل التقدم في العالم وتعبئة العمل الجماعي تبدأ في الداخل. هذا هو السبب في أنني سأعيد تشكيل نظامنا التعليمي بحيث لا يتم تحديد فرصة الطفل في الحياة من خلال الرمز البريدي أو العرق، وإصلاح نظام العدالة الجنائية للقضاء على الفوارق غير العادلة والقضاء على وباء الحبس الجماعي، واستعادة حقوق التصويت والعمل على ضمان إمكانية الاستماع إلى الجميع، وإعادة الشفافية والمساءلة إلى حكومتنا.
لكن الديموقراطية ليست مجرد أساس المجتمع الأمريكي. إنها منبع قوتنا. إنها تقوي وتوسع قيادتنا للحفاظ على سلامتنا في العالم. إنها محرك براعتنا الذي يدفع ازدهارنا الاقتصادي. إنها قلب من نحن وكيف نرى العالم -وكيف يرانا العالم.إنها تسمح لنا بتصحيح الذات ومواصلة السعي للوصول إلى مُثُلنا بمرور الوقت.
كأمة، علينا أن نثبت للعالم أن الولايات المتحدة مستعدة للقيادة مرة أخرى -ليس فقط بمثال قوتنا ولكن أيضًا بقوة نموذجنا. وتحقيقا لهذه الغاية، بصفتي رئيسا، سأتخذ خطوات حاسمة لتجديد قيمنا الأساسية. سأقوم على الفور بإلغاء السياسات القاسية وغير المعقولة لإدارة ترامب التي تفصل الآباء عن أطفالهم على حدودنا؛ إنهاء سياسات اللجوء الضارة التي ينتهجها ترامب؛ إنهاء حظر السفر؛ طلب مراجعة الوضع المحمي المؤقت للسكان المعرضين للخطر؛ وسأحدد قبولنا السنوي للاجئين عند 125000، وسأسعى إلى زيادته بمرور الوقت، بما يتناسب مع مسؤوليتنا وقيمنا. سأعيد التأكيد على الحظر المفروض على التعذيب وسأعيد المزيد من الشفافية في العمليات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك السياسات التي تم وضعها خلال إدارة أوباما وبايدن لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. سأعيد التركيز على مستوى الحكومة على النهوض بالنساء والفتيات حول العالم. وسوف أضمن أن البيت الأبيض مرة أخرى هو المدافع العظيم -وليس المعتدي الرئيسي -على الركائز والمؤسسات الأساسية لقيمنا الديمقراطية، من احترام حرية الصحافة، إلى حماية وتأمين الحق المقدس في التصويت، إلى التمسك باستقلال القضاء. هذه التغييرات هي مجرد بداية، دفعة أولى ليوم واحد على التزامنا بالوفاء بالقيم الديمقراطية في الوطن.
كأمة، علينا أن نثبت للعالم أن الولايات المتحدة مستعدة للقيادة مرة أخرى.
سأطبق قوانين الولايات المتحدة دون استهداف مجتمعات معينة، أو انتهاك الإجراءات القانونية، أو تمزيق العائلات، كما فعل ترامب. سأؤمن حدودنا مع ضمان كرامة المهاجرين ودعم حقهم القانوني في طلب اللجوء. لقد أصدرت خططًا تحدد الخطوط العريضة لهذه السياسات بالتفصيل وتصف كيف ستركز الولايات المتحدة على الأسباب الجذرية التي تدفع المهاجرين إلى حدودنا الجنوبية الغربية. بصفتي نائب الرئيس، حصلت على دعم من الحزبين لبرنامج مساعدات بقيمة 750 مليون دولار لدعم التزامات زعماء السلفادور وغواتيمالا وهندوراس لمكافحة الفساد والعنف والفقر المستشري الذي يدفع الناس إلى مغادرة منازلهم هناك. تحسن الأمن وبدأت تدفقات الهجرة في الانخفاض في بلدان مثل السلفادور. كرئيس، سأبني على تلك المبادرة من خلال استراتيجية إقليمية شاملة مدتها أربع سنوات بقيمة 4 مليارات دولار تتطلب من البلدان المساهمة بمواردها الخاصة وإجراء إصلاحات كبيرة وملموسة يمكن التحقق منها.
سأتخذ أيضًا خطوات لمعالجة التعامل الذاتي، وتضارب المصالح، والأموال السوداء، وفساد الرتب التي تخدم أجندات ضيقة أو خاصة أو أجنبية والتي تقوض ديمقراطيتنا. يبدأ ذلك بالنضال من أجل تعديل دستوري لإلغاء الأموال الخاصة تمامًا من الانتخابات الفيدرالية. بالإضافة إلى ذلك، سأقترح قانونًا لتعزيز الحظر المفروض على الرعايا الأجانب أو الحكومات التي تحاول التأثير على الانتخابات الفيدرالية أو الحكومية أو المحلية في الولايات المتحدة وتوجيه وكالة مستقلة جديدة -لجنة الأخلاقيات الفيدرالية -لضمان التنفيذ القوي والموحد لهذا الأمر وغيره من قوانين مكافحة الفساد. يؤدي الافتقار إلى الشفافية في نظام تمويل الحملات لدينا، إلى جانب عمليات غسيل الأموال الأجنبية الواسعة النطاق، إلى ضعف كبير. نحن بحاجة إلى سد الثغرات التي تفسد ديمقراطيتنا.
بعد اتخاذ هذه الخطوات الأساسية لتعزيز الأساس الديمقراطي للولايات المتحدة وإلهام العمل للآخرين، سأدعو زملائي من القادة الديمقراطيين في جميع أنحاء العالم لإعادة تعزيز الديموقراطية إلى جدول الأعمال العالمي. اليوم، تتعرض الديموقراطية لضغوط أكبر من أي وقت مضى منذ الثلاثينيات. ذكرت منظمة فريدوم هاوس أنه من بين 41 دولة تم تصنيفها على أنها "حرة" من عام 1985 إلى 2005، سجلت 22 دولة انخفاضًا صافياً في الحرية على مدار السنوات الخمس الماضية.
من هونغ كونغ إلى السودان، ومن تشيلي إلى لبنان، يذكرنا المواطنون مرة أخرى بالتوق المشترك إلى الحكم الصادق والبغض العالمي للفساد. جائحة خبيثة. يؤجج الفساد القمع، ويقوض الكرامة الإنسانية، ويزود القادة الاستبداديين بأداة قوية لتقسيم الديمقراطيات وإضعافها في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، عندما تتطلع الديمقراطيات في العالم إلى الولايات المتحدة للدفاع عن القيم التي توحد البلاد -لقيادة العالم الحر حقًا -يبدو أن ترامب ينتمي إلى الفريق الآخر، ويأخذ كلام المستبدين بينما يظهر ازدراءه للديمقراطيين. من خلال ترؤسه لأكثر الإدارات فسادًا في التاريخ الأمريكي الحديث، فقد منح الرخصة للحكام الفاسدين في كل مكان.

خلال السنة الأولى لي في منصبي، ستنظم الولايات المتحدة وتستضيف قمة عالمية من أجل الديموقراطية لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر. وستجمع القمة بين الديموقراطيات في العالم لتقوية مؤسساتنا الديمقراطية، ومواجهة الدول التي تتراجع بصدق، وصياغة أجندة مشتركة. بناءً على النموذج الناجح الذي تم وضعه خلال إدارة أوباما وبايدن مع قمة الأمن النووي، ستعطي الولايات المتحدة الأولوية للنتائج من خلال حشد التزامات جديدة مهمة في ثلاثة مجالات: مكافحة الفساد، والدفاع ضد الاستبداد، وتعزيز حقوق الإنسان في دولهم وخارج البلاد. بصفتي ملتزم القمة في الولايات المتحدة، سأصدر توجيهاً رئاسياً بالسياسة يحدد مكافحة الفساد كمصلحة أمنية وطنية أساسية ومسؤولية ديمقراطية، وسأقود الجهود الدولية لتحقيق الشفافية في النظام المالي العالمي، وملاحقة الملاذات الضريبية غير المشروعة، ومصادرة الأصول المسروقة، وجعل الأمر أكثر صعوبة على القادة الذين يسرقون من شعوبهم للاختباء خلف شركات واجهة مجهولة.
ستضم قمة الديمقراطية أيضًا منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم التي تقف في الخطوط الأمامية للدفاع عن الديمقراطية. وسيصدر أعضاء القمة دعوة للعمل من أجل القطاع الخاص، بما في ذلك شركات التكنولوجيا وعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يجب أن تعترف بمسؤولياتها واهتمامها الكبير في الحفاظ على المجتمعات الديمقراطية وحماية حرية التعبير. في الوقت نفسه، لا يمكن أن تكون حرية التعبير بمثابة ترخيص لشركات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتسهيل انتشار الأكاذيب الخبيثة. يجب أن تعمل هذه الشركات على ضمان أن أدواتها ومنصاتها لا تعمل على تمكين دولة المراقبة، أو تقويض الخصوصية، أو تسهيل القمع في الصين وأماكن أخرى، أو نشر الكراهية والمعلومات الخاطئة، أو تحفيز الناس على العنف، أو البقاء عرضة لسوء الاستخدام.
سياسة أجنبية للفئة المتوسطة:
ثانياً، ستجهز إدارتي الأمريكيين للنجاح في الاقتصاد العالمي -بسياسة خارجية للطبقة الوسطى. للفوز بالمنافسة في المستقبل ضد الصين أو أي بلد آخر، يجب على الولايات المتحدة أن تشحذ قدرتها الابتكارية وتوحد القوة الاقتصادية للديموقراطيات حول العالم لمواجهة الممارسات الاقتصادية التعسفية وتقليل عدم المساواة.
الأمن الاقتصادي هو الأمن القومي. يجب أن تبدأ سياستنا التجارية في الداخل، من خلال تعزيز أكبر أصولنا -الطبقة الوسطى لدينا -والتأكد من أن الجميع يمكنهم المشاركة في نجاح البلد، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الرمز البريدي أو الدين أو التوجه الجنسي أو الإعاقة. سيتطلب ذلك استثمارات هائلة في بنيتنا التحتية -النطاق العريض والطرق السريعة والسكك الحديدية وشبكة الطاقة -وفي التعليم. يجب أن نمنح كل طالب المهارات اللازمة للحصول على وظيفة جيدة في القرن الحادي والعشرين؛ مع التأكد من حصول كل أمريكي على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة؛ رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا في الساعة؛ وقيادة ثورة الاقتصاد النظيف لخلق عشرة ملايين وظيفة جديدة جيدة -بما في ذلك وظائف النقابات -في الولايات المتحدة.
سأجعل الاستثمار في البحث والتطوير حجر الزاوية في رئاستي، بحيث تقود الولايات المتحدة زمام الابتكار. لا يوجد سبب يجعلنا نتخلف عن الصين أو أي بلد آخر عندما يتعلق الأمر بالطاقة النظيفة، أو الحوسبة العمومية، أو الذكاء الاصطناعي، أو 5G، أو السكك الحديدية عالية السرعة، أو السباق للقضاء على السرطان كما نعرفه. لدينا أعظم الجامعات البحثية في العالم. لدينا تقليد قوي في سيادة القانون. والأهم من ذلك، لدينا عدد غير عادي من العمال والمبتكرين الذين لم يخذلوا بلدنا أبدًا.
ستعمل السياسة الخارجية للطبقة الوسطى أيضًا على التأكد من عدم التلاعب بقواعد الاقتصاد الدولي ضد الولايات المتحدة -لأنه عندما تتنافس الشركات الأمريكية في ساحة لعب عادلة، فإنها تفوز. أنا أؤمن بالتجارة العادلة. يعيش أكثر من 95 في المائة من سكان العالم خارج حدودنا -نريد الاستفادة من تلك الأسواق. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على بناء الأفضل في الولايات المتحدة وبيع الأفضل في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني إزالة الحواجز التجارية التي تعاقب الأمريكيين ومقاومة الانزلاق العالمي الخطير نحو الحمائية. هذا ما حدث قبل قرن من الزمان، بعد الحرب العالمية الأولى -وأدى إلى تفاقم الكساد الكبير وساعد في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
الشيء الخطأ الذي يجب فعله هو وضع رؤوسنا في الرمال والقول لا مزيد من الصفقات التجارية. ستتاجر الدول مع الولايات المتحدة أو بدونها. السؤال هو من يكتب القواعد التي تحكم التجارة؟ من سيتأكد من أنهم يحمون العمال والبيئة والشفافية وأجور الطبقة الوسطى؟ يجب أن تقود الولايات المتحدة، وليس الصين، هذا الجهد.
بصفتي رئيسًا، لن أبرم أي اتفاقيات تجارية جديدة حتى نستثمر في الأمريكيين ونجهزهم للنجاح في الاقتصاد العالمي. ولن أتفاوض على صفقات جديدة دون وجود قادة عماليين وبيئيين على الطاولة بطريقة هادفة ودون تضمين أحكام إنفاذ قوية لإلزام شركائنا بالصفقات التي يوقعونها.
تمثل الصين تحديا خاصا. لقد أمضيت ساعات طويلة مع قادتها، وأنا أفهم ما نواجه. تلعب الصين اللعبة الطويلة من خلال توسيع انتشارها العالمي، وتعزيز نموذجها السياسي الخاص، والاستثمار في تقنيات المستقبل. وفي الوقت نفسه، صنف ترام الواردات من أقرب حلفاء الولايات المتحدة -من كندا إلى الاتحاد الأوروبي -على أنها تهديدات للأمن القومي من أجل فرض تعريفات ضارة ومتهورة. من خلال عزلنا عن النفوذ الاقتصادي لشركائنا ، يكون ترامب قد أعاق قدرة بلدنا على مواجهة التهديد الاقتصادي الحقيقي.
تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون أكثر صرامة مع الصين. إذا نجحت الصين في مسارها ، فسوف تستمر في سرقة الولايات المتحدة والشركات الأمريكية من التكنولوجيا والملكية الفكرية. كما أنها ستستمر في استخدام الإعانات لمنح الشركات المملوكة للدولة ميزة غير عادلة - وتمهيدًا للهيمنة على تقنيات وصناعات المستقبل.
الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة هذا التحدي هي بناء جبهة موحدة من حلفاء وشركاء الولايات المتحدة لمواجهة السلوكيات التعسفية وانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، حتى في الوقت الذي نسعى فيه للتعاون مع بكين في القضايا التي تتلاقى فيها مصالحنا، مثل تغير المناخ، وحظر الانتشار النووي، والأمن الصحي العالمي. تمثل الولايات المتحدة بمفردها حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. عندما نتحد مع الديموقراطيات الحليفة، تتضاعف قوتنا. لا تستطيع الصين تحمل تجاهل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي. يمنحنا هذا نفوذاً كبيراً لتشكيل قواعد الطريق في كل شيء من البيئة إلى العمل والتجارة والتكنولوجيا والشفافية، لذلك سنستمر في عكس المصالح والقيم الديمقراطية.
العودة إلى رأس الطاولة:
ستضع أجندة السياسة الخارجية لبادن الولايات المتحدة مرة أخرى على رأس الطاولة، في وضع يمكنها من العمل مع حلفائها وشركائها لتعبئة العمل الجماعي بشأن التهديدات العالمية. العالم لا ينظم نفسه. على مدى 70 عامًا، لعبت الولايات المتحدة، في ظل الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين، دورًا رائدًا في كتابة القواعد، وصياغة الاتفاقيات، وتنشيط المؤسسات التي توجه العلاقات بين الدول وتعزز الأمن الجماعي والازدهار -حتى ترامب. إذا واصلنا تخليه عن تلك المسؤولية، فسيحدث أحد أمرين: إما أن تحل دولة أخرى مكان الولايات المتحدة، ولكن ليس بطريقة تعزز مصالحنا وقيمنا، أو لن يفعل ذلك أحد، وستحدث الفوضى. في كلتا الحالتين، هذا ليس جيدًا لأمريكا.
القيادة الأمريكية ليست معصومة من الخطأ. لقد ارتكبنا العثرات والأخطاء. في كثير من الأحيان، اعتمدنا فقط على قوة جيشنا بدلاً من الاعتماد على مجموعة كاملة من نقاط القوة لدينا. يذكرنا سجل السياسة الخارجية الكارثي لتراب كل يوم بمخاطر اتباع نهج غير متوازن وغير متماسك، والذي يفسد دور الدبلوماسية ويشوه سمعته.
لن أتردد أبدًا في حماية الشعب الأمريكي، بما في ذلك، عند الضرورة، باستخدام القوة. من بين جميع الأدوار التي يجب على رئيس الولايات المتحدة أن يشغلها، ليس هناك ما هو أكثر أهمية من دور القائد العام. تمتلك الولايات المتحدة أقوى جيش في العالم، وبصفتي رئيسًا، سأحرص على بقائها على هذا النحو، مع القيام بالاستثمارات اللازمة لتجهيز قواتنا لتحديات هذا القرن، وليس القرن الماضي. لكن يجب أن يكون استخدام القوة هو الملاذ الأخير وليس الأول. يجب استخدامه فقط للدفاع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة، عندما يكون الهدف واضحًا وقابل للتحقيق، وبموافقة مستنيرة من الشعب الأمريكي.
لقد حان الوقت لإنهاء الحروب الأبدية، التي كلفت الولايات المتحدة دماء وأموالاً لا توصف. كما جادلت منذ فترة طويلة ، يجب علينا إعادة الغالبية العظمى من قواتنا إلى الوطن من الحروب في أفغانستان والشرق الأوسط وتحديد مهمتنا بدقة على أنها هزيمة القاعدة والدولة الإسلامية (أو داعش). يجب علينا أيضًا إنهاء دعمنا للحرب التي تقودها السعودية في اليمن. يجب أن نحافظ على تركيزنا على مكافحة الإرهاب، في جميع أنحاء العالم وفي الداخل، لكن البقاء في صراعات لا يمكن كسبها يستنزف قدرتنا على القيادة في قضايا أخرى تتطلب اهتمامنا، ويمنعنا من إعادة بناء أدوات القوة الأمريكية الأخرى.
يمكننا أن نكون أقوياء وأذكياء في نفس الوقت. هناك فرق كبير بين عمليات النشر واسعة النطاق والمفتوحة لعشرات الآلاف من القوات القتالية الأمريكية، والتي يجب أن تنتهي، واستخدام بضع مئات من جنود القوات الخاصة ورجال الاستخبارات لدعم الشركاء المحليين ضد عدو مشترك. هذه المهمات الصغيرة قابلة للاستمرار عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، وهي تعمل على تعزيز المصلحة الوطنية.
ومع ذلك، يجب أن تكون الدبلوماسية هي الأداة الأولى للقوة الأمريكية. أنا فخور بما حققته الدبلوماسية الأمريكية خلال إدارة أوباما وبايدن، من دفع الجهود العالمية لإدخال اتفاقية باريس للمناخ حيز التنفيذ، إلى قيادة الاستجابة الدولية لإنهاء تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، إلى تأمين صفقة تاريخية متعددة الأطراف لوقف إيران من امتلاك أسلحة نووية. الدبلوماسية ليست مجرد سلسلة من المصافحات والتقاط الصور. إنها تبني العلاقات وترعاها وتعمل على تحديد مجالات الاهتمام المشترك أثناء إدارة نقاط الصراع. إنها تتطلب الانضباط، وعملية متماسكة لصنع السياسات، وفريق من المهنيين المتمرسين وذوي الخبرة. كرئيس، سأرتقي بالدبلوماسية باعتبارها الأداة الرئيسية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة. سأعيد الاستثمار في السلك الدبلوماسي، الذي أفرغته هذه الإدارة، وأعيد الدبلوماسية الأمريكية في أيدي محترفين حقيقيين.
تتطلب الدبلوماسية أيضًا مصداقية ، وقد حطم ترامب مصداقيتنا. في تسيير السياسة الخارجية، وخاصة في أوقات الأزمات، تعتبر كلمة الأمة أثمن أصولها. من خلال الانسحاب من معاهدة بعد معاهدة، والتراجع عن سياسة تلو الأخرى، والتخلي عن مسؤوليات الولايات المتحدة، والكذب بشأن الأمور الكبيرة والصغيرة، أفلس ترامب كلمة الولايات المتحدة في العالم.
كما أنه أبعد الولايات المتحدة عن الحلفاء الديمقراطيين الذين تحتاجهم بشدة. يجب أن يقوم حلفاؤنا بنصيبهم العادل، ولهذا أنا فخور بالالتزامات التي تفاوضت عليها إدارة أوباما وبادين لضمان قيام أعضاء الناتو بزيادة إنفاقهم الدفاعي (وهي خطوة يدعي ترام الآن الفضل فيها). لكن التحالف يتجاوز الدولارات والسنتات. إن التزام الولايات المتحدة مقدس وليس تعاملاي. يقع حلف الناتو في قلب الأمن القومي للولايات المتحدة، وهو حصن المثل الأعلى الديمقراطي الليبرالي -تحالف القيم، مما يجعله أكثر ديمومة وموثوقية وقوة من الشراكات التي يتم بناؤها عن طريق الإكراه أو المال.
كرئيس، سأفعل أكثر من مجرد استعادة شراكاتنا التاريخية. سأقود الجهود لإعادة هيكلتها بما يلائم العالم الذي نواجه اليوم. يخشى الكرملين من قوة حلف شمال الأطلسي، وهو التحالف السياسي العسكري الأكثر فعالية في التاريخ الحديث. لمواجهة العدوان الروسي، يجب علينا الحفاظ على القدرات العسكرية للتحالف قوية مع توسيع قدرته أيضًا على مواجهة التهديدات غير التقليدية، مثل الفساد المُسلح والمعلومات المضللة والسرقة الإلكترونية. يجب أن نفرض تكاليف حقيقية على روسيا بسبب انتهاكاتها للمعايير الدولية والوقوف إلى جانب المجتمع المدني الروسي، الذي وقف بشجاعة مرارًا وتكرارًا ضد النظام الاستبدادي الفاسد للرئيس فلاديمير بوتين.
العمل التعاوني مع الدول الأخرى التي تشاركنا قيمنا وأهدافنا لا يجعل الولايات المتحدة في ورطة. يجعلنا أكثر أمانًا ونجاحًا. نحن نعزز قوتنا، ونوسع وجودنا في جميع أنحاء العالم، ونعظم تأثيرنا مع مشاركة المسؤوليات العالمية مع شركاء راغبين. نحن بحاجة إلى تعزيز قدراتنا الجماعية مع الأصدقاء الديمقراطيين خارج أمريكا الشمالية وأوروبا من خلال إعادة الاستثمار في تحالفاتنا التعهدية مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتعميق الشراكات من الهند إلى إندونيسيا لتعزيز القيم المشتركة في منطقة ستحدد مستقبل الولايات المتحدة. نحن بحاجة إلى الحفاظ على التزامنا الصارم بأمن إسرائيل. ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لإدماج أصدقائنا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا في الشبكة الأوسع للديموقراطيات واغتنام فرص التعاون في تلك المناطق.
من أجل استعادة ثقة العالم، سيتعين علينا إثبات أن الولايات المتحدة تقول ما تعنيه وتعني ما تقوله. هذا مهم بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالتحديات التي ستحدد عصرنا: تغير المناخ، والتهديد المتجدد بالحرب النووية، والتكنولوجيا التخريبية.
يجب على الولايات المتحدة أن تقود العالم لمواجهة التهديد الوجودي الذي نواجه -تغير المناخ. إذا لم نفهم هذا الأمر بالشكل الصحيح، فلن يهم شيء آخر. سأقوم باستثمارات ضخمة وعاجلة في الداخل تضع الولايات المتحدة على المسار الصحيح للحصول على اقتصاد طاقة نظيفة خالٍ من الانبعاثات -بدرجة صفر بحلول عام 2050. وبنفس القدر من الأهمية، لأن الولايات المتحدة تخلق 15 بالمائة فقط من الانبعاثات العالمية، سأستفيد من اقتصادنا والسلطة الأخلاقية لدفع العالم إلى العمل الحازم. سأعود للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ في اليوم الأول لإدارة بايدن، ثم سأعقد قمة لانبعاثات الكربون الرئيسية في العالم، وحشد الدول لرفع طموحاتها ودفع التقدم أكثر وأسرع. سوف نلتزم بالتزامات قابلة للتنفيذ من شأنها أن تقلل الانبعاثات في الشحن والطيران العالميين، وسنتبع تدابير قوية للتأكد من أن الدول الأخرى لا يمكنها تقويض الولايات المتحدة اقتصاديًا بينما نفي بالتزاماتنا. ويشمل ذلك الإصرار على أن توقف الصين -أكبر مصدر للكربون في العالم -دعم صادرات الفحم وتعهدي التلوث إلى بلدان أخرى عن طريق تمويل مشاريع طاقة الوقود الأحفوري القذر بمليارات الدولارات من خلال مبادرة الحزام والطريق.
فيما يتعلق بعدم الانتشار والأمن النووي، لا يمكن للولايات المتحدة أن تكون صوتًا ذا مصداقية بينما تتخلى عن الصفقات التي تفاوضت عليها. من إيران إلى كوريا الشمالية، ومن روسيا إلى المملكة العربية السعودية، جعل ترامب احتمال انتشار الأسلحة النووية، وسباق تسلح نووي جديد، وحتى استخدام الأسلحة النووية أكثر ترجيحًا. كرئيس، سأجدد التزامنا بالحد من التسلح لعصر جديد. منع الاتفاق النووي الإيراني التاريخي الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما وبادين إيران من الحصول على سلاح نووي. ومع ذلك، تجاهل ترامب الاتفاق بتهور، مما دفع إيران إلى إعادة تشغيل برنامجها النووي ولأن تصبح أكثر استفزازًا، مما زاد من خطر اندلاع حرب كارثية أخرى في المنطقة. ليس لدي أي أوهام بشأن النظام الإيراني، الذي شارك في سلوك مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقمع المتظاهرين بوحشية في الداخل، واعتقل الأمريكيين ظلماً. لكن هناك طريقة ذكية لمواجهة التهديد الذي تشكله إيران على مصالحنا ،- وقد اختار ترامب الخيار الأخير. أزاح مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني مؤخرًا، طرفًا خطيرًا، لكنه أثار أيضًا احتمالية تصاعد دائرة العنف في المنطقة، ودفع طهران للتخلي عن الحدود النووية التي تم وضعها بموجب الاتفاق النووي. يجب على طهران العودة إلى الامتثال الصارم للاتفاق. إذا فعلت ذلك، فسأعود للانضمام إلى الاتفاقية وأستخدم التزامنا المتجدد بالدبلوماسية للعمل مع حلفائنا لتقويتها وتوسيعها، مع صد أنشطة إيران الأخرى المزعزعة للاستقرار بشكل أكثر فعالية.
مع كوريا الشمالية، سأقوم بتمكين مفاوضينا وأبدأ حملة مستدامة ومنسقة مع حلفائنا وغيرهم، بما في ذلك الصين، لتعزيز هدفنا المشترك المتمثل في نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية. سأسعى أيضًا إلى تمديد معاهدة ستارت الجديدة، وهي ركيزة للاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا، وأستخدم ذلك كأساس لترتيبات جديدة للحد من الأسلحة. وسأتخذ خطوات أخرى لإظهار التزامنا بتقليص دور الأسلحة النووية. كما قلت في عام 2017، أعتقد أن الغرض الوحيد من الترسانة النووية الأمريكية يجب أن يكون ردع -وإذا لزم الأمر، الرد على -أي هجوم نووي. كرئيس، سأعمل على وضع هذا الاعتقاد موضع التنفيذ، بالتشاور مع الجيش الأمريكي وحلفاء الولايات المتحدة.
عندما يتعلق الأمر بتقنيات المستقبل، مثل 5G والذكاء الاصطناعي، فإن الدول الأخرى تكرس الموارد الوطنية للسيطرة على تنميتها وتحديد كيفية استخدامها. تحتاج الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان استخدام هذه التقنيات لتعزيز المزيد من الديمقراطية والازدهار المشترك، وليس للحد من الحرية والفرص في الداخل والخارج. على سبيل المثال، ستنضم إدارة بايدن مع الحلفاء الديمقراطيين للولايات المتحدة لتطوير شبكات 5G آمنة يقودها القطاع الخاص ولا تترك أي مجتمع، ريفي أو منخفض الدخل، خلفها. نظرًا لأن التقنيات الجديدة تعيد تشكيل اقتصادنا ومجتمعنا، يجب أن نتأكد من أن محركات التقدم هذه مرتبطة بالقوانين والأخلاق، كما فعلنا في نقاط التحول التكنولوجية السابقة في التاريخ، وتجنب السباق نحو القاع، حيث قواعد الرقمية العمر تكتبه الصين وروسيا. لقد حان الوقت للولايات المتحدة لكي تقود في صياغة مستقبل تكنولوجي يمكّن المجتمعات الديمقراطية من الازدهار والازدهار على نطاق واسع.
هذه أهداف طموحة، ولا يمكن الوصول إلى أي منها بدون قيادة الولايات المتحدة -إلى جانب الديمقراطيات الحليفة -التي تقود الطريق. نحن نواجه خصومًا، خارجيًا وداخليًا، على أمل استغلال الانقسامات في مجتمعنا، وتقويض ديمقراطيتنا، وتفكيك تحالفاتنا، وتحقيق عودة النظام الدولي حيث يمكن أن يقرر الصواب. الجواب على هذا التهديد هو المزيد من الانفتاح، وليس أقل: المزيد من الصداقات، والمزيد من التعاون، والمزيد من التحالفات، والمزيد من الديموقراطية.
على استعداد للقيادة:
يريد بوتين أن يقول لنفسه، وأي شخص آخر يمكنه أن يخدع به حتى يصدقه، أن الفكرة الليبرالية "عفا عليها الزمن". لكنه يفعل ذلك لأنه يخاف من قوتها. لا يمكن لأي جيش على وجه الأرض أن يضاهي الطريقة التي تنتقل بها فكرة الحرية بحرية من شخص لآخر، وتقفز عبر الحدود، وتتخطى اللغات والثقافات، وتغذي مجتمعات المواطنين العاديين عند ناشطين ومنظمين ووكلاء تغيير.
يجب علينا مرة أخرى تسخير تلك القوة وحشد العالم الحر لمواجهة التحديات التي تواجه العالم اليوم. يقع على عاتق الولايات المتحدة أن تقود الطريق. لا توجد دولة أخرى لديها هذه القدرة. لا توجد أمة أخرى مبنية على هذه الفكرة. علينا أن ندافع عن الحرية والديموقراطية، وأن نستعيد مصداقيتنا، وأن ننظر بتفاؤل وتصميم لا يلين تجاه مستقبلنا.
----------------------------------------------------------------------------------------
الركود السياسي
صبحي أنطون (عضو المكتب السياسي للحزب 1973-1978) من صفحته على الفاسبوك
المرحلة التي تلت فشل ثورة 1848 سمّاها ماركس مرحلة "الركود السياسي". والمرحلة التي تلت فشل ثورة 1905 في روسيا سمّاها لينين أيضا بمرحلة " الركود السياسي ".
في مقدمة الترجمة الروسية لرسائل ماركس إلى كوغلمان كتب لينين يقول: في أهدأ المراحل وقد يُقال في أكثرها عذوبة وسذاجة على حد قول ماركس في مراحل الركود الكئيب على حد قول هيئة تحرير نيوزايت، كان ماركس يعرف كيف يشعر مسبقا باقتراب الثورة وكيف يرفع البروليتاريا حتى تدرك مهماتها الطليعية الثورية." في هذه المرحلة كان برنامج العمل عند ماركس كالتالي:
أولا: الاهتمام بالعمل التنظيمي.
ثانيا: تنشيط العمل التثقيفي البطيء.
ثالثا: وضع مهمات نضالية للسير البطيء نحو الثورة الاجتماعية.
رابعا: رفع وعي (البروليتاريا) كي تدرك مهماتها الثورية ولخوض نضال عنيد.
وما قاله لينين في مقال بعنوان مهمات البروليتاريا في ثورتنا:" ان التاريخ في تلك المرحلة 1871-1914 بعد هزيمة كومونة باريس وقد وُضع في جدول الأعمال العمل التنظيمي. والتثقيف البطيء ولم يكن ثمة عمل آخر .... العامل الانكليزي تفسده الأرباح الاستعمارية، كومونة باريس مسحوقة، الحركة الوطنية البرجوازية أحرزت النصر في ألمانيا 1871. وروسيا نصف الاقطاعية تغط في نومها المزمن."
ويؤكد لينين ذلك في مقال له "إلى الجادة". (بعد فشل ثورة 1905 اجتزنا سنة من الانهيار، سنة من الاضطراب السياسي والفكري، سنة من التيهان الحزبي. تناقص عدد الاعضاء في جميع منظمات الحزب وانهار بعضها الآخر ...رفاق يمينيون دعوا للعلنية مهما كلف الأمر وحتى لو كلف الأمر التخلي السافر عن برنامج الحزب وتكتيكه. إن الأزمة لم تكن دونما ريب مجرد أزمة تنظيمية انما كانت أزمة سياسية فكري).
حذر لينين من اليمينيين الأذلاء الذين لا يرون أبعد من أنوفهم حسب تعبير كاوتسكي إلا (للأشياء التي تصطدم بها أنوفهم والذين يتصورون كل عقبة ترتطم بها انوفهم عقبة هائلة لا تُذلل.) كما حالة الحزب عند لينين كذلك عندنا أيضا، الحركة الشيوعية في سوريا ابتُليت بقيادات عبثت بتاريخ الحزب بمقدرات الحزب وبقواعد الحزب؛ منهم من ذهب نحو المثالية ومنهم من ارتمى في أحضان السلطة.
بناءا على توصيف لينين للوضع القائم في الحزب على مستوى روسيا أعلن بعض الخطوات العملية:
أولا: تقييم علمي لطبيعة المرحلة مع وضع تكتيك جديد مطابق للظروف المستجدة.
ثانيا: أن يستخدم الحزب مختلف اشكال النضال التي تساعد على تحقيق سياسته.
ثالثا: أن يُرفع المستوى الفكري في الحزب باستمرار.
رابعا: أن يوفق الحزب بين العمل السري والعمل العلني.
هذه هي السمات العامة والخاصة التي اتسمت بها المرحلة بعد فشل ثورتي 1848 في اوروبا و1905 في روسيا وبناءا عليه نستطيع استخلاص جملة من الدروس التي تفيد وتفتح الطريق واسعا امام الحزب الذي سيتأهل مستقبلا ليلعب الدور المنوط به في حاضر ومستقبل سوريا.
الخلافات السياسية في تقييم المرحلة السياسية اليوم على المستوى السوري تحتدم أحيانا وتخبو أحيانا أخرى، نتيجة لموازين القوى الداخلية (السياسية الاجتماعية) والخارجية (الاقليمية والدولية) التي تتصارع وتتحرك على الساحة السورية. سوريا كوطن أمسى مفككا مُحتلا من قبل مجموعة من القوى الدولية والاقليمية المعادية لأبسط اشكال الوطنية والديمقراطية. المجتمع السوري مقلوب رأس على عقب فاشت على السطح قوى دينية ظلامية باعت نفسها للشيطان من اجل أن تعيد سوريا ألف عام الى الوراء. هذه القوى الظلامية بأشكالها المتعددة تمتلك امكانية احتلال الشارع السياسي بمعونة ومساندة قوى مشبوهة محليا وعالميا. القوى الوطنية مغلوب على أمرها لا حول لها ولا قوة. والقوى التي تدعي انها ديمقراطية بمختلف تياراتها جربت نفسها في حراك الربيع العربي وانهزمت لانهزاميتها. حيث ركبت الموجة ومدت يدها للتعاون مع قوى معادية تخدم أجندات غريبة تحمل ماركات متعددة وتحمل شعارات الغير وهللت لها طويلا، سكنت الدوحة برعاية تركية وغازلت السعودية واحتمت بأمريكا سبيلا لخلاصها. ضاع استقلال سوريا وانهزمت السيادة الوطنية وبدأت القوى الكبرى المحتلة للأراضي السورية تحسب وتحدد مواقعها الجغرافية على أرض الوطن حسب خطوط العرض والطول. آخذة بعين الاعتبار مواقع الغاز والنفط والثروات الباطنية وغيرها. وأمن اسرائيل أولا وآخرا. ضعُف الصراع الطبقي وتم التعتيم عليه لصالح البؤر الطائفية والمذهبية التي نشطت وازدهرت على مساحة الوطن. لكل دولة ميليشياتها ومرتزقتها تحركها حسب مصالحها الخاصة بها.
في ضوء كل هذا الواقع المتشابك أي مكون أي حزب يمكن له أن ينمو ويتطور؟ أية نواة صلبة يمكن أن تُكتب لها الحياة؟ الطريق طويلة وغير ممهدة. أشبه بالطريق إلى الجلجلة مُتعبة وخطرة والميراث ثقيل ومشوّه. هذا المكون الذي ستكون ولادته قيصرية يتطلب قيادات لماحة في الفكر والسياسة والتنظيم. رجال خُلقوا للزمن الصعب.
يقول إنجلز هذا المكون .." يجب أن يتشكل كحزب مستقل له هدفه الخاص وسياسته الخاصة".
بعد دراسة الواقع الموضوعي للبلد دراسة علمية دقيقة وجب على المكون العضوي أن يدرس خطوات عمله السياسية دراسة مستفيضة تؤهله ان لا يقع في متاهات لا حدود لها ولا قدرة له على تجاوزها. وأن تكون مهامه بالقدر الذي يستطيع تحملها والقدرة على تنفيذها متألقا في مسعاه إلى ذلك. ببرنامج الحد الأدنى سياسيا، مطالب ديمقراطية، دعوة عامة إلى الديمقراطية السياسية والمجتمع المدني والدولة الديمقراطية. مع إقامة حوارات مسؤولة وتحالفات شيوعية شيوعية لأنه ستبرز على الساحة غدا أحزابا وتيارات شيوعية بهويات متعددة. إلى جانب ضرورة إقامة أو السعي لاقامة تحالفات وطنية ديمقراطية. المعركة في الغد وبعد غد ستكون بالنقاط وليست بالضربة القاضية.
يعلمنا علم التناقضات أن نحدد موقفنا من هذا الاحتلال أو ذاك. ضد من نخطو الخطوة الأولى في التناقض التناحري؟ ضد من نخطو الخطوة الأولى في التناقض الثانوي؟ علما أن جميع التناقضات قائمة ومستعرة بيننا وبين جميع الدول المحتلة لأراضينا.
يقول ماركس: " ولهذا لا تضع الانسانية أبدا أمامها إلا المسائل التي تستطيع حلها " في ضوء ما تقدم علينا أن نخطو بعض الخطوات التي لابد منها انسجاما مع مفهومنا لطبيعة مرحلة الركود السياسي التي عشناها على مدى خمسين عاما وأكثر وخاصة بعد فشل انتفاضات الربيع العربي.
أولا: رفع المستوى الفكري للحزب بشكل عام وخاصة بما يتواكب مع التقدم التكنولوجي. مع ضرورة اعادة الاعتبار للنظرية الماركسية والبحث جديا في كيفية استقطاب الأجيال الجديدة البعيدة الى حد ما عن الاهتمام بالشأن السياسي أو الفكري.
ثانيا: في ظل هكذا وضع اجتماعي سياسي جديد وجب العمل السياسي التنظيمي في أوساط العمال والفلاحين والفئات المتوسطة والصغيرة مع التقدير الدقيق لدور الطلبة في العمل السياسي خاصة وأن الطبقة العاملة عندنا لم تنضج كفاية بعد.
ثالثا: في وضعنا الخاص اليوم وجب علينا ان نعي وندرك الحلقة الرئيسية في التنظيم، جدلية العلاقة بين الخط السياسي والخط التنظيمي. في التوصيف العام الخطان متكاملان مكملان لبعضهما البعض. أي تصعيد في الخط السياسي على حساب الخط التنظيمي خاصة عندما يكون التنظيم متخلفا غير مؤهل للتصعيد يكلف الحزب غاليا. وجب دراسة الخط التنظيمي وترميم مواقع الخلل فيه إن على مستوى الهيئات المسؤولة أو القاعدة ككل. التصعيد غير المدروس في الخط السياسي والذي لا يأخذ بعين الاعتبار الوضع العام للخط التنظيمي سيدفع الحزب الى الانشقاقات والانسحابات بشكل عام.
---------------------------------------------------------------------------------------

- الطائفية... محاولة لتحديد المفهوم -
- محمد سيد رصاص -
- موقع "الحوارالمتمدن – "
2882016

لم يكن تيودور هرتزل متديناً بل كان ملحداً ولكن لم يمنعه إلحاده من أن يكون طائفياً. أتت صهيونية هرتزل كرد فعل على انهيار ميوله الإندماجية كيهودي في الآخر الأكثري ضمن المجتمع الأوروبي القائم إثر ما شاهده من نزعة عداء لليهود في باريس أثناء قضية دريفوس التي اتُهم فيها عام 1894 ضابط فرنسي يهودي بالتجسس لمصلحة الألمان ثم ثبتت براءته.
قاده هذا إلى الكتاب التأسيسي للحركة الصهيونية «الدولة اليهودية» عام 1896. كان الإحساس بالذات الطائفية عند هرتزل، وبالتالي صهيونيته، غير ناتجة من تدين بل من وعي بالذات الجماعية الخاصة لليهود كجماعة خاصة قاده إليه «الآخر». كان مؤسس الصهيونية واعياً لذلك، وهو الذي كان يقول: «يتطلب مشروعي استخدام قوة موجودة بالفعل. إنها محنة اليهود. قوتنا تنمو مع ازدياد الضغط الذي نتعرض له» («يوميات هرتزل»، المجلد الأول، طبعة نيويورك، ص237). وبالتالي، ينبع وعي الذات الطائفية من ضغط «الآخر» ورفضه لليهودي وعدائه له.
في باكستان، التي أُسست كدولة قبل اسرائيل بتسعة أشهر، كان المؤسس محمد علي جناح مختلفاً عن هرتزل، لا يشعر بضغط الأكثرية الهندوسية على المسلمين بل بتمايز تفوقي للمسلمين في الهند التاريخية التي حكمها المسلمون رغم كونهم أقلية ولكن كبرى تصل إلى الثلث منذ القرن الثالث عشر حتى مجيء البريطانيين في القرن الثامن عشر. كان جناح أيضاً غير مـــتدين بل كان علــمانياً، ولكنه أراد التمايز الطائفي للمسلمين عن الهندوس في دولة خاصة بهم. كانت طائفــيته لا تتحدد عبر «الآخر» ومن خلال ضغطه، بل عبر نزعة تمايزية واعية لذاتها وتأتي ليـــس من خلال اضــطهاد بل من خلال شعور عند أقلية ذات وضع تمايزي – تفوقي، بحكم تاريخ مديد في الحكم والسيطرة، تجاه الأكثرية. هنا، كانت طائفية هرتزل دفاعية -سلبية فيما الطائفية عند جناج هجومية -تمايزية. ويمكن أن يكون البطريرك الماروني الياس الحويِك الذي ذهب لإقناع مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919 بدولة لبنان الكبير حالة وسطى بين تيودور هرتزل ومحمد علي جناح: احساس تمايزي عند موارنة ومسيحيي جبل لبنان منذ نظام المتصرفية عام 1864 مع شعور أقلوي ضمن المحيط الإسلامي الواسع قادا إلى ما سماه كمال جنبلاط عام 1975 «النزعة الإنعزالية».
عند الأصولية الاسلامية، بشكليها السني الإخواني والشيعي الخميني، هناك حالة رابعة من الإحساس بالذات الطائفية: وعي ذاتي بالجماعة الطائفية، لا دفاعي ولا هجومي- تمايزي ولا انعزالي، لتأكيد هوية ايديولوجية سياسية يراد إلباسها للجماعة عبر «طليعة مؤمنة»، وفقاً لتعبير سيد قطب في كتابه «معالم في الطريق»، أو مفهوم الخميني عن «ولاية الفقيه».

حالات طائفية أخرى
هناك حالات طائفية أخرى: حزب البعث الذي حكم في العراق بين عامي 1968 و2003 الذي رغم أيديولوجيته العروبية أقام نظاماً طائفياً تمييزياً ظهرت أبعاده في أعلى الهرم السلطوي (حتى عام 1977 لم يكن هناك شيعي واحد (الشيعة 63 في المئة من مجموع السكان والسنة العرب 14 في المئة والأكراد 18 في المئة والباقون مسيحيون وتركمان وآخرون) في مجلس قيادة الثورة الحاكم وفي الجيش. ولعل هذا يعود إلى التركيب المختلف لحزب البعث عن ذاك الذي حكم العراق بين 8 شباط (فبراير) و18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963 حين كان في القيادة القطرية أربعة من الشيعة من أصل ثمانية وثلاثة من العرب السنة وكردي شيعي من الفيلية. ولكن كل الضباط الذين قادوا البعث إلى السلطة يوم 8 شباط كانوا من العرب السنة، كما أن القاعدة الاجتماعية للحزب كانت أساساً من العرب السنة في الفترة 1952-1963. وفي القيادة القطرية التي تشكلت في كانون الأول (ديسمبر) 1966، ووالت القيادة القومية للحزب ضد قيادة 23 شباط 1966 في دمشق، كان حزب البعث العراقي بقيادة قطرية محصورة في العرب السنة، كما أن الأساسيين الذين قاموا بانقلاب 17 تموز (يوليو) 1968 من الضباط البعثيين كانوا من الكارثة (أحمد حسن البكر، حردان التكريتي، حماد شهاب) ومن سنة بغداد (صالح مهدي عماش) والرمادي (سعدون غيدان).
أما في حالة بعث العراق 1968-2003 فكان للطائفية طابع وظيفي: استخدام طائفة على قاعدة الولاء الأسهل لعوامل مختلفة للحاكمين (قرابات عشائرية – مناطقي). ولكن ذلك قاد إلى انشاء نظام طائفي ولو بأيديولوجية غير طائفية (حنا بطاطو: «العراق: الشيوعيون والبعث والضباط الأحرار»، الكتاب الثالث، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1992، ص332، ص400- 404).
ويمكن أن تضاف إلى الحالات الطائفية حالة جديدة، فالرهاب من الاسلاميين يقود إلى حالة شبيهة بحالة الرهاب تجاه الشيوعيين في أميركا المكارثية في خمسينات القرن العشرين أمام صعود المد الشيوعي، حيث تتحدد ذات طائفية عبر رهاب الآخر ومن خلاله تحديداً عند الكثير من العلمانيين واليساريين بل و «الملحدين» من أبناء الطوائف الإسلامية غير السنية، أو عند أقليات من غير المسلمين وليس عبر موقف أيديولوجي سياسي مضاد تمايزي كما عند عبدالخالق محجوب والحزب الشيوعي السوداني ضد حركة الاتجاه الاسلامي بزعامة حسن الترابي في الستينات، أو كما يوجد الآن عند الشيوعي في بغداد سواء كان شيعياً أو سنياً من حيث المولد العائلي تجاه حزب الدعوة أو الحزب الاسلامي العراقي، أو عند الشيوعي التونسي حمة الهمامي تجاه راشد الغنوشي.
في الحزب الشيوعي العراقي كانت القيادة في الفترة 1955-1970 تعكس التركيب الوطني العراقي، ولكن كانت القاعدة الاجتماعية للحزب ذات طابع ثنائي شيعي-كردي. وقادت طائفية حزب البعث إلى ارتماء معظم شيعة العراق في النصف الثاني من السبعينات في أحضان حزب الدعوة، وظهر هذا واضحاً عامي 1979 و1980 عندما تحولت ضاحية الثورة شمال بغداد، وأهلها مهاجرون فقراء من محافظات الجنوب منذ 1958، من الشيوعية إلى الشيعية السياسية. واستمر ذلك في فترة ما بعد نيسان 2003 فتحولت قاعدة للتيار الصدري وسميت «مدينة الصدر». أيضاً قاد اضطهاد البعث للأكراد لانفضاضهم عن الشيوعيين نحو حزبي البرزاني والطالباني في السبعينات، وهو ما جعل الحزب الشيوعي العراقي هيكلاً عظمياً في مرحلة ما بعد نيسان 2003. وكان تسيد الأحزاب والحركات الشيعية السياسية في انتخابات برلمانات 2005 و2010 و2014 الوسط الشيعي العراقي تعبيراً عن طائفية ارتكاسية نحو الذات الفئوية بتأثير رد فعل على طائفية النظام السابق عند الوسط الاجتماعي، وعن طائفية واعية لذاتها أيديولوجياً عند تلك الأحزاب والحركات التي لم يرَ ذلك الوسط الاجتماعي منصة ثانية غيرها للتعبير عن ذاته.
في الأول من أيار (مايو) 1959 أنزل الحزب الشيوعي مليون شخص إلى شوارع بغداد في بلد لم يكن سكانه يتجاوزون العشرة ملايين. في ذلك العام كتب السيد محمد باقر الصدر(مؤسس حزب الدعوة) كتاباً أيديولوجياً عنوانه «فلسفتنا» هو عملياً سجال فكري ضد الماركسية من أجل تحديد الذات الأيديولوجية السياسية وبنائها عبر ضدية وظيفية. هنا،يمكن في مرحلة 2003-2016 مقارنة وضع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى بوضع حزب الدعوة من خلال رئيسي الوزراء نوري المالكي وحيدر العبادي...
----------------------------------------------------------------------------------------------

- من زوايا الذاكرة:مرحلة اللجوء إلى بيروت (نيسان1959-شباط1960) –

- الدكتور جون نسطه -
كان الرفيق عبد الكريم نادر من سكان مدينة حمص، عمل مدرسا في ثانويات المدينة، عرف بدماثة الخلق، وبتهذيبه الصارم، وباخلاقه الرفيعة، ولم يكن أحدأ من أصدقاؤه ومنهم شقيقي لبيب يعرف بانتمائه للحزب الشيوعي. على الاغلب كان من التنظيم السري.
• بقي الرفيق عبد الكريم طوال فترة بقائي في لبنان، صلة الوصل بيننا وبين قيادة الحزب ينقل اخر توجهاتها السياسية، وينقل لها مشاكلنا وصعوبات حياتنا.وكان يتردد بشكل دائم علينا يحل مشاكلنا الحياتية، وينقل المساعدات المالية للرفاق العاطلين عن العمل، وهي مقدار ليرتين لبنانيتين في اليوم.
• كان بلطفه ودرايته، بمثابة الاب والصديق والرفيق.
• وكثيرا ما كنت أذهب لزيارته في منطقة الدورة.
• الغرفة التي انضممنا، عون جبور وانا كانت متواضعة جدا
وقذرة، ننام على فرشات على الارض، غير مريحة ومتسخة أيضآ. كان من سكان غرفتنا ايضا الرفاق طلال الموصلي عبد الحميد الاتاسي وشقيقه المرحوم عفيف، رامز سيدي، والمرحوم رامز غطاس، عون جبور وأنا.كلهم من حمص.
كانت ليالينا، يصعب النوم فيها، عندما نطفيء الضوء كانت تهاجمنا جحافل من الصراصير الحمراء والسوداء.ومن ناحية اخرى كانت اصوات الرشاشات النارية والبنادق الاوتوماتكية تلعلع في سماء المخيم وتمنعنا من النوم، كانت معارك تدور بين جماعة مماس وبين رجال الشرطة، وأحيانا تشارك مجموعة ارتين الأسمر فيها، وأحيانا تدور المعارك مع جماعات الطاشناك المسلحة.
كان في مدخل كامب حاجبن المتقاطع مع شارع النهر،يقف رجل ارمني يشوي اللحم والمعلاق ،وهو بنفس الوقت يقوم بوظيفة العين والبصاص على كل من يقترب من مدخل الكامب ،فيعطي انذارا معينا ومتفق عليه مع افراد المسلحين.كنت في الليالي التي يهجرني النوم فيها اتجه نحو الشوا هذا وأتناول اللحم المشوي.وكثيرا ما كان ارتين الأسمر متواجدا،وكان يعرفني بالوجه،فنبدأ بالحديث ،وبعد ليال عديدة نشأت بيننا نوع من المودة، ان لم نقل نوع من الصداقة.ارتين الأسمر كان يتقن العربية إلى حد بعيد،جميل الوجه،وابيض البشرة،طويل القامة،قوي البنيان،رشيق الحركة،رشاشه الى جانبه دوما.
أحيانا وبوسط النهار كان يقطع طريق النهر العريض ويجبر سائق الترام على التوقف،وينادي الركاب بالنزول من عربات الترام،وكلما يرى أحدا من حزب الطاشناك يرديه قتيلا.
ذاع صيت ارتين الأسمر في كل بيروت والناس اصبحت تخاف منه وترهبه.كان كثيرا ما يرسل احدا من جماعته الى المحلات التجارية في وسط بيروت طالبا منهم دفع مبالغ ليست قليلة،كخوة،وكانوا يدفعون وهم صاغرون،وكذلك كان يفعل مع اصحاب المقاهي والمطاعم والملاهي،وحتى بيوت الدعارة.لم تتمكن قوى الامن الداخلي من اعتقاله أو كبحه،حتى أن كمال جنبلاط،عرض عليه بان يعفو عنه ويجنده مع جماعته في صفوف الفرقة 16 التابعة للشرطة،وهي الفرقة الأكثر تدريبا وتسليحا وشجاعة،ولكنه رفض.
كان رفاقنا في الحزب الشيوعي اللبناني عوناً لنا في كل القضايا والمساهمة الفعالية في حل مشاكلنا الحياتية وصعوبات اللجوء السياسي.
كان علينا البحث عن عمل،فطلب رفاقنا مننا الذهاب الى مقر نقابة عمال المطاعم والملاهي،التي يترأسها الرفيق إلياس الهبر،وبعد لقاؤنا معه نصحنا بالتوجه إلى السيد جورج عجرم،مليونير وصاحب مسبح وملهى ليلي،نطلب منه ان نعمل عنده.فلبى طلبنا انا وعون جبور ورامز غطاس الذي عينه حارسا في ورشة العمل التي تبني له عمارة ضخمة من عدة طوابق قريبا من فندق سان جورج الشهير،وعون عينه مساعدا لمحاسبه،وهو فلسطيني يعمل عنده منذ سنوات طويله.أما أنا فطلب مني العمل على صندوق المحاسبة قرب مطبخ الملهى الليلي ،الواقع على البحر،في النهار مسبح،وفي الليل يتحول إلى ملهى ومرقص،تعمل فيه بنات هوى من دول اوروبية مختلفة.كان علي العمل من السابعة مساءا حتى السابعة صباحا،وبأجر ليرتان في اليوم،كنت اشتري منها سندويشة بخمسة وسبعين قرشا، وبنفس المبلغ ابتاع علبة سجائر،ماركة تطتلي سرت رفيعة،ويبقى معي نصف ليرة،ادفع نصفها أجرة مواصلات،والربع الاخر ثمن جريدة،وثمن شفرات للحلاقة.
في صباح احد الايام توجهت إلى غرفتنا في كمب حاجبن،فوجدت قوات من الجيش اللبناني تحاصر الحي،تمنع الدخول أو الخروج منه.فما كان مني الا أن أتوجه الى منزل الرفيق عبد الكريم نادر ،استقبلنتني زوجته اللطيفة من آل غندور من حمص،وشرحت لها المأزق الذي فيه.وهدأت من روعي،وأعدت لي مكان للنوم.
الجيش اللبناني مشط الكمب بيتا بيتا بحثا عن ارتين الأسمر ومماس واعوانهم من المسلحين.وهناك عثروا على رفاقنا وقاموا باعتقالهم ووضعهم في شاحنة عسكرية مكشوفة،وربطوا كل إثنين منهم بكلبجة معدنية.وهنا أحب أن أروي حادثة طريفة وقعت كما رواها لي رفاقي بعد اطلاق سراحهم ،بواسطة محام شيوعي لبناني يدعى أدمون عون،الذي إتصل بوزير الداخلية،ريمون اده،طالبا إطلاق سراح الرفاق،وهذا ما جرى.الحادثة الطريفة هي أن الرفيق عفيف اتاسي كان مرتبطا مع الرفيق عون جبور،وخلال مسيرة الشاحنة بسرعة عالية،قال عفيف لعون،أظن بأن الشاحنة تتجه نحو الحدود السورية بقصد تسليمنا الى المخابرات السلطانية السورية،ولهذا انا سوف ارمي بنفسي من الشاحنة،رغم خطر الموت،الذي افضله عن الوقوع بإيدي مخابرات النظام،عون قال كيف لك ذلك ونحن مرتبطبن ببعضنا البعض.بداء الشد والرد،وسيطر الرعب على رفيقي عون،بحق،وتدخل بعض الرفاق،ومنعوا عفيفا من تنفيذ خطته.
في المساء قدم إلينا الرفيق عبد الكريم نادر وطلب منا ان نضب حواءجنا وكتبنا وفرشاتنا والتوجه إلى حي جديد ،لبيت احد رفاقنا اللبنانيين،الذي كان مسافرا مع عائلته.غادرنا كامب حاجين الى غير رجعة ولم نعد نسمع اخبار ارتين ومماس.
ولكن بقيت معنا ذكرياتنا الطيبة مع صاحب غرفتنا في كمب حاجين،الذي كان يسكن وعائلته بنفس الدار،ويعمل فيها صانعا للاحذية الرجالية.هذا الرجل الشهم الكريم،لم يكن يتقن اللغة للعربية،ومع ذلك كان وقت فراغه يجلس معنا ويشد من عزمنا ويطلب منا الصبر على الغربة والبعد عن الأهل والوطن.وكثيرا يقدم لنا بعض الأطعمة،وخصوصا السمك الذي يصطاده من البحر،بنفسه.
وعندما نرفض هداياه،كان يقول اقبلوها احسن من ان أرميها بالزبالة،وبلغة مكسرة.هذا القول كان يثير غضب بعضا من رفاقنا،وكنت اشرح لهم نيته الطيبة وكرمه المتواضع.وحملنا معنا ذكريات حادثة كادت تودي بحياتنا.
كان ذلك عندما جاء مسؤول حزب الهاشناك الصديق ومعه المجرم المحترف،مماس الذي يحمل رشاشه على كتفه،بقصد التعرف على وجوهنا،حتى لايتصرف معنا كغرباء او مخبرين.وضعنا بعض الكراسي الواطءة على باب البيت ولما حاول مماس الجلوس على احدها رفس الكرسي بقدمه وأداره على الشكل الذي يديره،فما كان من رفيقنا رامز غطاس إلاأن يشب على مماس،رافعا صوته وهو يشتمه بابشع الكلمات،استدار ميماس وهو يخرطش رشاشه بقصد الرمي العشوائي.هب المسؤول الارمني ووقف بيننا وبين مماس يهدء من روعه ويطلب منه عدم الرمي علينا،ووقفنا نحن بوجه رفيقنا رامز نطلب منه السكينة،وتوضيح سبب غضبه وثورته،فاجاب ان ركل او رفس الكرسي يعني بلغة اهل اليول الحمصي،بان بقية الحاضرين كلهم قواد.
اليول طريقة متبعة عند بعض القبضيات من الرجال ،كاسلوب حياة...كل حركة وتصرف تحمل معان معينة لا يعرفها الا اهل اليول،ولا مجال لشرح تفاصيلها الان.كانت حادثة مرعبة ودرامكولية لا تنسى.
بدأ سكان غرفتنا يزداد بوصول بعض الرفاق الجدد،واذكر منهم الرفاق المرحوم طيب تيزيني وفريد الاتاسي ومن ثم زياد إدريس،وبهذا اصبح النوم على فرشاتنا المحدودة امرا صعبا،مما فرض علينا النوم على دوريات،البعض ينام في الليل،والبعض ينام في النهار.اصبحت حياتنا تبدوا اصعب من الحياة في المعتقل.
كنا نقرأ جريدة الاخبار ،جريدة الحزب الشيوعي السوري واللبناني ونتابع معها المستجدات في عالم السياسة ،ونقرأ مقالات امين الاعور النارية في نقد سياسة دولة الوحدة بارتياح،وان كنت انا غير مرتاح لبعض الشطط في مقالاته،واحتفظ بهذا النقد لنفسي.في المساء ايضا يقوم بعض الرفاق بلعب الشدة،الورق،بلعبة الطرنبب،وما يصاحب ذلك من الأصوات العالية والشتائم على الحظ او على اللاعبين،مما يجعل الرفاق البقية في غاية الانزعاج والتوتر،ويضطرهم الى الخروج من الغرفة إلى الجلوس على السطح،وكان أكثرهم تأففا وانزعاجا الرفيقين طيب تيزيني وفريد الاتاسي.
مرت تلك الايام ثقالا على أنفسنا المتساءلة عن المستقبل وطرق متابعة التحصيل الجامعي،واذا بالرفيق عبد الكريم نادر ينقل لنا بشارة قرار قيادة الحزب،بسعيها الحثيث لتأمين مقاعد دراسية جامعية في دول المنظومة الإشتراكية.
شكل هذا النبأ فرحة عارمة في صفوفنا واعطانا أملأ اكيدا بالخروج من وضعنا الصعب والمأساوي،الذي كنا نعيشه في بيروت.
بدأت أنا والرفيق والصديق عون جبور نبحث عن طريقة لتأمين جوازات سفر للسفر القادم.وأخيرا لجأت لقريبي في مدينة طرابلس أطلب المساعدة.فلم يطل بنا الانتظار،حتى اعلمنا بانه تكلم مع صديق قديم له في مدينة بشري يعمل كمختار هناك،ووجد له مخرجا قانونيا لتأمين حصولنا على الجنسية اللبنانية،ومن ثم امكانية اكيدة باستصدار جوازات سفر.والعملية تتم بالإتصال بعائلتين ضعيفتا الحال والطلب منهما تقديم طلب الى دائرة النفوس في مدينة بشري،يدعون فيها بأنهم أغفلوا تسجيل أبناء لهما في حين ولادتهم وأنهم يرغبون بتصحيح الامر وتسويته.
قمنا عون وإنا بتأمين المبلغ المطلوب وجرت الأمور بسلاسة لم نكن ابدا نتوقعها،وحصلنا على هويتين لبنانتين قانونيتين.
هوية عون كانت بإسمه الحقيقي عون جبور.اما بالنسبة لم يجد مختار بشري عائلة باسم نسطه،ولكنه عثر على عائلة باسم الفخري،وهكذا كان إسمي اللبناني جون الفخري.
بدأت عملية التسفير تباعا لرفاق غرفتنا،منهم من سافر إلى براغ ومنهم من سافر إلى موسكو أو صوفيا.
في اليوم الثاني عشر من شهر شباط 1959سافرت انا وعون من مطار بيروت على الشركة السويسرة باتجاه زوريخ .
كان يرافقنا في الطريق الى مطار بيروت رفيق لبناني ارمني يدعى ابو علي،وهناك في بهو المطار كان ينتظرنا الرفيق واصل الفيصل.سألناه عن عنوان في برلين نتصل به حين وصولنا ،فقال لا داعي لذلك،الأمور مرتبة وستجدون من يستقبلكم في مطار برلين فلا تقلقوا ولا تخافوا،المهم ان تخرجوا الآن من المطار دون ان يكتشف أمن المطار إنكم سوريين.وودعنا طالبا لنا النجاح في حياتنا الجديدة في جمهورية ألمانيا الديموقراطية.
كانت عملية التفتيش الجمركي والأمني محرجة ومليئة بالخوف من أن يكتشفوا أمرنا من خلال لهجتنا الحمصية البعيدة عن لهجة أهل بشري.
كان هناك توترا عظيما يسيطر على أرواحنا الشابة ،والتواقة الى الخروج من جهنم بيروت،الى فضاء الحرية وبناء المستقبل.
خرجنا من هذه التجربة الصعبة بنجاح،وصعدنا الى الطيارة،ولكن نوع من الخوف كان ما يزال يسيطر علينا.ما إن أضحت الطائرة تعلوا في الجو حتى طلبنا من المضيفة بأن تحضر لنا ما تيسر من الويسكي،وشربنا كؤوس الفرح والفرج.
طارت بنا الطائرة الى برن عاصمة سيويسرا،ومن هناك الى مطار زوريخ،حيث كان علينا المبيت هناك ليلة واحدة،وفي اليوم التالي الى براغ ومن ثم الى برلين الشرقية.
شركة الطيران قامت بايصالنا الى الفندق المحجوز به من طرفها.في الليلة الليلاء هذه لم نستطع النوم ونحن نغرق بالفراش الوثير وبالمخدات والألفحة من الريش،الأمر الذي لم يكن لنا خبرة فيه في بيروت،حيث كانت فراشنا القاسيات وحشوتهم من قشر الموز المجفف .
في صباح اليوم التالي توجهنا الى براغ دون ان يكون على جوازاتنا تأشيرة دخول،مما كان يثير التوجس في نفوسنا ايضا.هناك كان لدى أجهزة الأمن علما بقدومنا،وبعد ساعتين من الإنتظار صعدنا الى طائرة صغيرة غير نفاثة تهبط وتعلوا في الفجوات الهوائية مما يثير الخوف ايضا،وخصوصاً ونحن نركب الطائرات لأول مرة في حياتنا.
وصلنا مطار برلين الشرقية في مساء اليوم التالي،ونحن لم نحصل أيضا على تأشيرة دخول ،ووقفنا محتارين إلى أين نذهب وكيف نمر من حاجز الأمن،ونحن في حيرتنا هذه،وإذ برجل ألماني يتقدم نحونا ويقرأ أسماءنا.فشعرنا بالاطمئنان والراحة المتناهية.
وقف الرجل أمامنا خطيبا باللغة الانكليزية آاتي كنت وقتها أتقنها،مرحبا بنا ضيوفاً أعزاء على دولة ألمانيا الديموقراطية،دولة العمال والفلاحين ،مشيدا بنضالنا في مواجهة الإستبداد والارهاب السلطوي الخ.
وقمت بكلمة مقتضبة أشكره وأشكر دولة العمال والفلاحين ،بقيادة الحزب الاشتراكي الموحد.وبعدها وبدون أي تفتيش جمركي أو أمني،ركبنا سيارة سوداء متوجهين نحو مستقبل أبيض ومضيء.
---------------------------------------------------------------------------------------------------







زوروا صفحتنا على الفايسبوك للاطلاع و الاقتراحات على الرابط التالي
http://www.facebook.com/1509678585952833- /الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي
موقع الحزب الشيوعي السوري( المكتب السياسي )على الإنترنت:
www.scppb.org

موقع الحزب الشيوعي السوري(المكتب السياسي ) على (الحوار المتمدن):
www.ahewar.org/m.asp?i=9135



#الحزب_الشيوعي_السوري_-_المكتب_السياسي (هاشتاغ)       The_Syrian_Communist_Party-polit_Bureau#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار- العدد 45
- المسار- العدد 44
- المسار- العدد 43
- المسار- العدد 42
- المسار- العدد 41
- المسار- العدد 40
- المسار- العدد 39
- 38المسار- العدد
- المسار- العدد 37
- بيان حول مايسمى بصفقة القرن
- المسار- العدد 36
- المسار- العدد 35
- البرنامج السياسي للحزب
- المسار- العدد 34
- المسار- العدد 33
- بيان حول العدوان التركي
- المسار- العدد 32
- المسار- العدد 31
- المسار- العدد 30
- المسار- العدد 29


المزيد.....




- تقرير يكشف عدد القتلى في لبنان جراء الحملة الإسرائيلية المكث ...
- وزير لبناني: غارة إسرائيلية قرب معبر المصنع الرئيسي مع سوريا ...
- نقص في الكهرباء بالعراق وسوريا وتركيا بسبب الجفاف.. فما الحل ...
- شاهد.. الحرس الثوري يضع اللمسات الأخيرة على الصواريخ التي ضر ...
- وزير لبناني يؤكد قطع الطريق الدولي بين لبنان وسوريا (فيديو) ...
- إسرائيل تطلب من اللبنانيين إخلاء قرى شمال الليطاني والتوجه إ ...
- هل دمرت الضربات الإيرانية قاعدة نيفاتيم وتسترت إسرائيل على ذ ...
- اليميني المتطرف فيلدرز يدافع عن الإبادة الجماعية في غزة
- محلل: من المحتمل أن تتبادل إسرائيل وإيران استهداف المنشآت ال ...
- خبير عسكري: ما يجري على حدود لبنان نقطة تحول وهذا هو الاختبا ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي - المسار- العدد 46