أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - تأملات وتفنيد وخربشة عقل على جدران الخرافة والوهم















المزيد.....

تأملات وتفنيد وخربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6890 - 2021 / 5 / 6 - 22:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (93) .
- خمسمائة حجة تُفند وجود إله . حجة 451 إلى 463 .

مازلنا أمام سلسلة خمسمائة حجة تُفند وجود إله والتي بدأت بمائة حجة لتزداد إلى مائتين فثلثمائة فربعمائة فخمسمائة ومازال هناك إمكانية للزيادة عن الخمسمائة فنحن أمام فكرة الإله مليئة بالثقوب .
أعتمد فى حججي ونقدي لفكرة الإله على المعطيات والفرضيات والظنون التي يقدمها الفكر الإيماني الديني لأفضح هشاشة فكرة الإله وتناقضها وتخبطها ولأثبت أنها إنتاج فكر بشري غير ناضج متأثرا بحالة نفسية خاصة .

* تفنيد وجود إله .
451 - الله وجود مادي .
إذا افترضنا وجود إله فعلينا أن نفترض ان هذا الإله حيّ , ومعنى أن الله حي أنه ذو وجود مادي وهذا ما يرفضه المؤمنين بالإله , فهذا يجعله وحدة وجودية مثلنا قابلة للقياس والمعرفة والرصد , كما تنزع عنه الوجود المفارق وتنسف مقولة ليس كمثله شئ .
مقولة أن الإله ذو وجود مادي ليس غريب عن الأديان فهو فاعل وناشط وخالق ومرتبط بزمكاننا , كما له صفات مادية وقصص عن صعوده ونزوله وتجواله , كما لم تخلو الأمور من توصيفات جسدية كالوجه واليد والساق .

452 - الله والتفكير .
- إذا إفترضنا أن هذا الإله حي فلابد أن يكون عاقلاً , وإذا كان عاقلاً فلابد أنه يفكر , وإذا كان هذا الإله يفكر فلابد أن يكون تفكيره متفاعلاً , وإذا كان تفكيره متفاعلاً فلابد أن يكون هناك تفكير آخر لكي يتم التفاعل معه , وبالتالي لا يمكن أن يكون أى من التفكيرين إستاتيكياً ساكناً أو ثابتاً , بل لابد أن يكون التفكيران فى حالة ديناميكية حركة و تغير وإلا إنتفت عنهما صفات الإبداع والخلق والتجديد والتحديث, فلو إفترضنا أن تفكير الإله متغير فيما يتعلق بتفاعله مع التفكير الآخر الحر فهذا ينتقص ويبدد ألوهية هذا الإله .
- التفكير يعني التغير والتطور بينما يعلن المؤمنين بالإله أنه ثابت فلا تستطيع أن تقول بأن تفكير الله متطور متغير أيضا فهذا يعنيى عدم الكمال فهو لم يصل لحالة التفكير المثلي ليكون الحل أن الله لا يفكر .
- هناك نقطة أخري فالتفكير يعني التعامل والتعاطي والتفاعل مع الأشياء وتكوين رؤية وموقف منها لنسأل هنا : هل الله كان يفكر قبل الوجود أى عندما كان هو والعدم أو الفراغ فقط , فكيف يكون هذا ؟!

453 - الله والتصميم .
صفة الله المُصمم صفة مُستحدثة غير واردة فى الكتب الدينية ليستحدثها المعاصرون أصحاب نظرية التصميم الذكي ليسعفوا فكرة الإله المتهالكة ولكن هذه النظرية تنفي الخلق , فالخلق هو إيجاد الأشياء من العدم كاملة دفعة واحدة , أما التصميم المُفترض فتعني أن الله صانع يتعامل مع هو موجود بتنظيمه وترتيبه .
كما أن فكرة التصميم تعني العجز الإلهي فهو خاضع لقوانين ونظم التصميم غير قادر على إنتاج تصميمات بعيدة عن نظمها وقوانينها بينما المُفترض أنه خالق النظم والقوانين .

454 - هل الله يمتلك ذكريات .
لو سألنا المؤمن بالإله :هل الإله يمتلك ذكريات لأجاب على الفور أن الله يمتلك بالطبع ذكريات ومطلقة فهو يملك كل التاريخ بدقائقه وبكل ما صنعه .
لنسأل هنا سؤالين الأول: هل لدي الله ذكريات قبل الوجود أى عندما كان وحيدا هو العدم أو الفراغ , فبالطبع لن توجد ذكريات له حينها حيث لا وجود ليكون منه ذكريات وتاريخ .
السؤال الثاني : بإفتراض أن ذكرياته وتاريخه أزلي مطلق بلا بداية كما تؤمنون فهذا يعني أن الأشياء والوجود أزلي ينافس الإله في الأزلية وهذا يعني أننا أمام أزليتان ومطلقان وهذا لا يجوز فالأزلية واحدة .

455 - العالم أزلي .
- فى مواجهة الزعم بأزلية الله قال ابن سينا ما ملخصه : القول بحدوث العالم يؤدي إلى استكمال الله بالغير , واستكمال الله بالغير يؤدي إلى وجود نقص فيه والنقص بالنسبة لله محال , لذا يكون العالم أزلياً .
- كما قال ابن سينا ما ملخصه : القول بخلق العالم يؤدي إلى دخول الله في علاقة بعد أن لم تكن له علاقة , وبما أن الله لا يطرأ عليه تغيير ما , يكون العالم أزلياً .
- وقال أرسطو : إذا أحدث الله العالم, فإنما يُحدثه ليبقَى هو كما كان , أو يُحدثه لما هو أفضل , أو يُحدثه لما هو مفضول , وكل هذه أغراض بعيدة عما يُتصوَّر في حق الله, لذلك يكون العالم أزلياً .
- وقال ابن سينا بمعنى أرسطو : الفاعل لا يأتي عملاً إلا لفائدته الشخصية, أو لفائدة تعود على غيره , أو لأن الفعل حسن في ذاته , لكن الغرضين الثاني والثالث لا يدفعان وحدهما الفاعل على العمل إلا إذا كانت له مصلحة خاصة , وبما أن هذا الغرض لا يليق بالله يكون العالم أزلياً .

456 - الله والخلق .
- إذا كنا يقولون عن وجوده أنه غير خاضع للزمان والمكان, فكيف للإله أن يشهد حدوث شئ مفارقا له وجودا ومكانا وزمانا فمن هنا لا يكون خلق .. فلنفكر فى هذا التأمل الذى أوقعه فيه أصحاب الفكرة المطلقة المتعالية على الزمان والمكان .
- قال بروكلوس : بأي باعث صمم الإله على الخلق , بعد الصمت الذي ظل فيه منذ الأزل، إلى بدأه في الخلق؟ هل لأنه رأى أن هذا هو الأفضل ؟ إن كان الأمر بالإيجاب , فهو إما كان يعلم هذه الأفضلية أو لا يعلمها , فإن كان لا يعلمه فعدم العلم يُبدد مع الألوهية , وإن كان يعلمها , فلماذا لم يبدأها قبل ذلك العهد ؟!
- قال ابن سينا فيما ملخصه : الله إما كان كافياً لإيجاد العالم أو غير كافٍ له , فإن كان غير كافٍ له , فلماذا أوجده في زمن دون آخر؟ هل كان عاجزاً ثم صار قادراً ؟ فهذا محال! أم هل كان العالم مستعصياً عليه فلم تتعلق القدرة بإحداثه ثم صار ممكناً فتعلقت القدرة بإحداثه ! فهذا محال! أم هل كان حدوث العالم قبلاً عبثاً فلم تتعلق القدرة بإحداثه ثم صار حدوثه ذا غرض وحكمة فتعلقت القدرة بإحداثه بعد ذلك! وهذا محال أيضا لأن العلة واحدة والأوقات متساوية .. أم هل لم تكن سيطرة على الإحداث فلم تتعلق القدرة بالإحداث ثم وُجدت فتعلّقت القدرة به بعد ذلك ؟ فهذا محال! أم هل لم تكن إرادة من القديم لإحداث العالم فلم تتعلق قدرته بإحداثه ثم صار ذا إرادة فتعلقت قدرته به بعد ذلك ؟ فهذا محال لأن الإرادة تكون في هذه الحالة حادثة .. الخلاصة إن خلق العالم في زمن دون آخر مُرجح بلا ترجيح، ولذلك فالعالم أزلي .
- قال ابن سينا : الموجود القائم بذاته لا يمكن إلا أن يكون واحداً من كل وجه , والواحد من كل وجه لا يصدر عنه إلا واحد , وإلا تعددت جهات ذلك الواحد بتعدّد ما يصدر عنه .. فبناءً على منطق ابن سينا لا يكون العالم قد صدر عن الله بل يكون أزلياً لأن العالم متعدد النواحي .

457 - الله والسببية والجبرية .
-إعتماد السببية لإثبات وجود الله سيحتم السؤال عن سببية الله ولكنهم يهدمون منطق السببية الذي يتكئون ويلقونه في صندوق القمامة عليه بإعتبار الله عله أولى غير معلولة , فما الداعي لمنطق السببية هذا فيمكن القول بأن الكون الذي هو أقل تعقيدا من الله ليس بحاجة لمُسبب .
- دعونا نسترسل فى منطق السببية من منظور آخر فبإعتبار الله المُسبب الأوحد , فسيتحتم ظهور الجبرية , فأفعال الإنسان نتيجة سبب وهذا السبب تسبب من علة أخرى حتى نصل إلى علة أولى غير معلولة وهى الله .
لو إنتفت السبيية سيسقط الإستدلال بوجود خالق وإذا أخذت بالسببية فتكون الجبرية حتمية فكل الأفعال والشرور والجرائم الإنسانية سترجع للمُسبب الأول لنقع فى دائرة الجبرية والتسيير .
عندما نحلل ونفسر السلوك وأسبابه وفقا للسببية والجبرية , فالقاتل لن يستحق العقاب لأن القوانين الذي سيرته إحتشدت وترابطت لتحقق فعل مَرصود من السبب الأول الذي رتبه ليحقق قدره ومشيئته وعلمه المُسبق , فالمُسبب الأول هكذا رتب الأحداث والأسباب ليصير موتى على يد قاتل تحقيق المعرفة والقدر الإلهي كما يحقق موت آخر أثر أنزلاقه على قشرة موز ليقع على رأسه ويموت فلا تستهين بقشرة الموز ولا تحاول إبعادها عن طريقك فهى سبب الله فى موتك فلا تعاند أقداره !
-على غرار المثال السابق والقول الشائع بأن الله مسبب الأسباب فهل هناك من يراقبه ويلزمه أن يكون مُسبب الأسباب !!.. هل يقدم تقريره لأحد عن الأسباب ومسبباتها .. هل لو امتنع عن تسبيب الأسباب سينال منه أحد أو تنال من ألوهيته.؟!
من الهزل والسخافة أن نتبنى فكرة تفسر كل الوجود ولا تقدم معها معطياتها وتأكيداتها بل تُصر على أن معطياتها مجهولة عسيرة على الفهم .

458 - الله والمعرفة والجبرية .
هناك فارق بين التوقع والمعرفه , فالتوقع غير يقيني أما المعرفة فهي يقينية , فهل ينتقص من إلوهية الإله أن يمارس الإثنين كل في مجاله الخاص, فهو يمارس التوقع ليؤكد على حرية الإنسان فى السلوك . فالتوقع غير يقيني أما المعرفة فهي يقينية. فهل ينتقص من إلوهية الإله أن يمارس الإثنين كل في مجاله الخاص؟ فهو يمارس التوقع ليؤكد على حرية الإنسان فى السلوك , فالتوقع فعل متغير مرتبط بخارج الذات أما المعرفة أو العلم فهى من مكونات العقل الداخلية وهى جزء لا يتجزأ منه , وعندما يأتى سلوك الإنسان الإيجابى مخالفاً توقعات الإله السلبية عنه فإسقاط صفات بشرية الإنسان على الإله تجعلنا نقول أن الإنسان خيب توقعات الله كأن الإنسان يعيش فى صراع جدلي مع الله يحتم خروج احدهما منتصراً والاَخر منهزماً لإنهاء هذا الصراع.
هذا الكلام يتعامل مع المنطق ولكن يتم نسفه بإدعاء أن معرفة وعلم الإله مطلق لانهائي غير قابل للتراجع والتغيير وأن توقعه يقيني ومن هنا نصل أن الإنسان مُجبر على الإتيان بكل سلوكه رغما عن أنفه وإلا لن تتحقق معرفة وعلم الإله المطلق .

459 – الله والمستحيل .
-هل يمكن ان نسأل عن قدرة الله فى خلق إله مثله فلو رفضنا هذا لأنه مستحيل فقد نلنا من قدرة الله وأصبحت قدرته محدودة خاضعة للمستحيل والمنطق .
يُفترض أن قدرة الله لا تتعلق بالمحال , فالمحال والمستحيل يضع حد لقدرة الله بينما المفروض أن قدرته غير محدودة , فمن يكون مطلق القدرة لابد أن يكون قادر على كل شيء حتى على المحال. لأنه اذا لم يقدر على المحال لصار بإمكاننا تخيل ماهو اعظم منه , كما أن المطلق القدرات لا يقيده المنطق ولا يقيده المحال العقلي. ولكن هذا الناتج محال عقلاً لانه يخالف قواعد التفكير العقلاني وبالتالي فان فرض وجود موجود بهذه الصورة ليس من العقلانية في شيء ., بكلام آخر عندما يقول المؤمن: سؤالك خطأ. نقول له أحسنت ! فهذا هو ما نريد ان نقوله لك بعدم وجود موجود بقدرة مطلقة غير محدودة بل كل موجود مقيد القدرة وهذا مناف لتعريف الإله فبالتالي لا يمكن أن يوجد اله .

460 – الله والقدرة المطلقة .
- يزعمون أن الخالق كلى القدرة فى حين أنهم لا يمكن لهم إثبات ذلك , فهل يستطيع الخالق أن يخلق صخرة لا يقدر على حملها ؟ لو أجاب المؤمنين بـ"نعم"..فإنهم بهذه الإجابة قد جعلوا الخالق غير مطلق القدرة حيث عدم القدرة على حملها !! ولو أجابوا بـ"لا" ..فإنهم بهذه الإجابة قد جعلوا الخالق أيضاً غير مطلق القدرة فلا يستطيع أن يخلق هذه الصخرة .
- هل يقدر الخالق أن يخلق إلهاً أقوى منه ؟ لو أجابوا بـ"نعم" ..فإنهم بذلك قد جعلوا الخالق ضعيفاً وخلعوا من عليه صفة القوة الإلهية المتفردة المطلقة بإمكانية وجود إله أقوى منه , ولو أجابوا بـ"لا" ..فإنهم بذلك جعلوا الخالق غير مطلق القدرة فلا يقدر على خلق إله أقوى منه ! فمن أين تأتى لهم إذن فكرة أن للخالق تلك القدرة المطلقة التي ينسبونها إليه !

461 – الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة .
- الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة أيضا فمن أحشاء هاتين الفرضيتين يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة , ومطلق القدرة تجعله يفعل كل مايريد في المستقبل فلا يحوله شئ , ولكن إذا إستطاع ان يغير ويبدل بحكم أنه كلى القدرة فهو فى ذات الوقت لن يكون كلى المعرفة كالدعاء مثالا ... فإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فهو ليس كلى القدرة وإذا حقق قدرته فهو ليس كلي المعرفة .. إطلاق القدرات لا تتحقق فى كيان شخصاني .

462 - الله مالك المُلك .
- دائما ما كنت أتوقف أن الله مالك الملك لأستغرب من ذكرها , فالإله متفرد وحيد لا ينازعه إله آخر فلا يحتاج أن يثبت ملكيته ليعلنها كحال الإنسان الذي يعيش على الأرض منفرداً مثلا فيكون من الهراء والجنون أن يصرخ معلناً أنه يمتلك الأراضي والوديان والأنهار والجبال , فالملكية تعني الاستئثار فى وجود منافسين .
- لا يمكن القول بأن المُلك مطلق غير محدود لأن القول بهذا سيحول المُلك حينها إلى إله أو إلى صفة من صفاته وليس المُلك صفة من صفاته بل هو شيء من الأشياء التي يملكها وبالتالي فهذا المُلك محدود مهما بلغ من كبر فلا شيء غير محدود سوى الإله
- نقطة أخري فهل قصة أن الله مالك الملك مطلقة عبر كل زمان ومكان فسيقولون : بالطبع نعم فهي صفة مطلقة وليست مستحدثة , لنسال هنا هل الله مالك المُلك قبل خلق الوجود أى عندما كان موجودا هو والفراغ ؟!

463 – الله وزعم العناية الكاملة .
عندما لا يكون هناك أي سكون ولا حاضر إلا الحركة والصيرورة , فلا يمكن لصاحب عناية كاملة أن يستمر في عنايته , لأن مجرد احتفاظه بثبات ذاتي دائم لكينونته أمر مستحيل , فعندما لا يمكن تكرار أي شيء وعندما ينتفي التشابه في كل جزئية ولا يبقي سوي الحركة والصيرورة فمن العبث أن تعتقد أن هناك صاحب عناية كاملة سيعيدك إلي حالة التطابق الذاتي ليعتني بك .
عندما يكون هناك صاحب عناية كاملة فلابد أن تنساب الجزيئات والأشياء في اتساق تام بدون أي اضطراب لأن صاحب العناية الكاملة يضمن الإتساق والأنساق , وطالما أنه لا توجد حركة في هذا الكون إلا ويصاحبها اضطراب ما أى تغير وصيرورة وعشوائية وانتظام فهذا يعني أن صاحب العناية الكاملة غير موجود .

* تأملات .
- نحن نؤمن أو نلحد على خلفية أداء منهجي وفكري لطفل صغير مع إختلاف المداخل والمخارج , ففى الإيمان نكون أطفال بسطاء ودعاء غير معاندين مسامحين متسامحين أمام ما يلقى علينا من أفكار فنمررها ببراءة وبساطة كقصة أمنا الغولة وعندما نلحد فنتبع نهج الطفل الذي يخربش ويشاكس ويتأمل ويتوقف ليسأل عن مكان أمنا الغولة .. هل يوجد أحد لم يسأل من خلق الله .. الملحد لم يوارى هذا السؤال التراب فإستمر بمشاغباته لينتج أسئلة عديدة تُحرج الفكر الإيماني فلا يجد له مخرج سوى أن يقدم تناسل الخرافة والظنون والأوهام .

- الفرق بين المؤمن والملحد هو الغرور والتواضع , هو الفرق بين النضج والهوى !! فالأول لم يتخلص من إحساسه بمحورية وأهمية وجوده فإستسلم للكيان الذي يعطيه الإحساس بأن هناك من خلق الوجود من اجل سواد عيونه ليعتنى به .. يرصده .. يرزقه .. يرتب له الأمور فهو من الأهمية بمكان , أما الملحد فقد أدرك أنه كيان متطور لا يزيد شيئا عن أى وحدة وجودية فى خضوعه لقوانين المادة والطبيعة .

- المعرفة رائعة لتطور الإنسان وإرتقاءه ولكن المعرفة لمن يستطيعون تحملها , فهناك بشر يفضلون أن يكونوا جهله على أن يكونوا مُدركين .. هناك من لا يفضلون معرفة خطورة المرض والخلل حتى لا تألمهم المعرفة .. المعرفة بقدر ما تنير العقول فهى تحتاج نفسية قوية لتتحمل الحقيقة فهى قد تنال من نفوس هادئة مستسلمة راضية .

- الكثيرون من الملحدين جاء إلحادهم إنهم إحترموا فكرة الله وقدرورا شأنه أكثر من المؤمنين ليجدوا الأديان التى تروج للإله تنال منه وتحط من شأنه ليصلوا فى نهاية المطاف أن الألوهية فكرة بشرية .

- أن يخلق الله المادة فهذا يعنى انه كيان مادي وهنا لا توجد اى مشكلة , فالوجود المادى تم تسميته بإله , ليبقى الفرق بين الإيمان والإلحاد أن المؤمنين يستطيبون الصلاة والركوع للجاذبية مثلا , ولكن المؤمنين سيسارعون بالقول أن الله ليس وجود مادي بل وجود لا مادي أنتج مادة وهنا يلزم إثبات نقطتين الأولى هل هناك وجود غير مادي , وكيف يعرفونه , وما هى ماهيته , وهل الوجود الغير المادى ينتج وجود مادى .

- إن هوس الصفات المطلقة قد أصاب المتدينين فهم يقولون بكل غفلة أن الله يتدخل في كل حدث ، ولعمري كيف يمكن لهم أن يقنعوا طفلاً بأن الله هو الذي يحرك شخصياتهم في لعبة الإستغماية أو ركل الكرة ، أويقنعوا راشداً بأن الله هو الذي يحرك الممثلين في أفلام الأيروتك .. لقد انقلبت الصفات المطلقة وأكلت صاحبها , فكلي الرحمة يأكل كلي العدالة , وكلي القدرة يأكل كلي الحب ، لقد تعفن صاحب الكليات وامتلأ بالتناقضات مثلما يمتلئ الهَرم بالأمراض وصار مجرد تصور كل هذه الكليات مجتمعة مسخرة خيالية فاقت كل التوقعات .

-الإيمان بوجود إله جاء من الجهل والعجز فأنا أجهل سبب هذا الشئ إذن الله موجود فهو من صنعه .

- مشكلة المؤمنين فى منهجية وأداء التفكير , فالمؤمن يفكر بعقلية من فعل هذا؟ بينما العلم والتفكير المنطقي يفكر بعقلية كيف حدث هذا؟
لاحظ الفرق ,فالعلم يفكر بطريقة عقلانية بتتبع طريقة حدوث الشيء وهذا يدل على التسلسل المنطقي بتعقب الأسباب , أما المؤمن فيضرب بتعقب الأسباب عرض الحائط ويقفز على المنطق ليبحث عن إسم فاعل !
المصيبه أنه يدعي بأنه توصل لهذا الإسم وبدون أي دليل عقلاني وعذره فقط أنه لم يجد الأسباب والجواب ولابد من القفز بالإستنتاج , لذا صدق من قال عن الإله : إله الثغرات .
أخي الكريم كان عليك أن تسأل كيف حدث هذا أولا ؟ وليس من فعل هذا؟ وبعد أن تعلم فلتضع له إسماً وحينها لن تحتاج للتسرع بإختراع إسم الفاعل .

دمتم بخير ومازال هناك خواطر وحجج وتأملات عدبدة .
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالة الإيمانية تُخرب وتُدمرعقولنا وإنسانيتنا
- الرأسمالية تُخرب وتنتهك إنسانيتنا .
- تكوين الإسلام - إقتباسات القرآن من الشعر الجاهلي
- تهافت التهافت-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- إما تؤمنون بالقرآن والكتاب المقدس أو تكفرون بهما
- ثقافة قميئة تجلب القرف والإنحطاط
- الثقافة البغبغائية - لماذا نحن متخلفون
- تكوين الإسلام-إقتباسات محمد من الصابئية والمندائية
- فوقوا بقي من هذه الغيبوبة والغفلة
- تكوين الإسلام - إقتباس الإسلام من التلمود
- تكوين الإسلام - إقتباسات إسلامية من الزرادشتية
- تأملات فى الإنسان والحياة بدون زيف أو تحايل .
- ثقافة التلصص ودس الأنوف والقهر-لماذا نحن متخلفون
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .
- الإيمان بالغيبيات والخرافة جذر التخلف الرئيسى
- تأملات فى فكرة الإله والأديان والإنسان
- دهاليز الجنس .
- بماذا تُفسر ؟
- البحث فى جذور التخلف - لماذا نحن متخلفون
- الدنيا دي شوية كيميا وفيزيا -نحو فهم الوجود والحياة والإنسان


المزيد.....




- الإمارات تدين سيطرة إسرائيل على المنطقة العازلة في الجولان
- كاميرا CNN ترصد احتفالات السوريين في شوارع دمشق فرحًا بنهاية ...
- سجن صيدنايا.. محررون يروون قصصهم القاسية
- دير الزور.. قتلى في مظاهرات مطالبة بخروج -قسد-
- غموض يلف مصير طلبات لجوء سوريين بعد توقف دول أوروبية عن النظ ...
- -حزب الله- العراقي يصدر بيانا حول التفاهم مع سوريا بعد سقوط ...
- الاتحاد الأوروبي يحث مولدوفا على الحوار مع -غازبروم-
- لا تقدم جديداً للقوات الإسرائيلية التي تتمركز عند مبنى محافظ ...
- البنتاغون يعلن إجراء أول تجربة اعتراض ناجح لصاروخ باليستي
- شقيقة رئيس مصري راحل تبيع أراضي بـ 2 مليار جنيه


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - تأملات وتفنيد وخربشة عقل على جدران الخرافة والوهم