أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان الفرج الله - علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي














المزيد.....

علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 6927 - 2021 / 6 / 13 - 02:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يطرح المفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي منذ فترة عدّة مفاهيم تثير الأسئلة أكثر من طرح الأجوبة، وهذا بحد ذاته جهدٌ فكري مهم.
إن التفتيش عن السؤال يعني ديمومة التفكير، وكذلك يعني فتح آفاق كبيرة لا نوافذ ضيقة، صلابة علم الكلام القديم التي تتوقف عند (معرفة الله وصفاته وأفعاله) تسيل -إذا استعرنا مصطلح بومان بتصرف- نحو معرفة الإنسان نفسه، هل إنسان علم الكلام القديم هو ذاته إنسان العصر الحديث؟ هل طريقته وأدوات تفكيره هي ذاتها؟ بعد حل الكثير من شفرات الطبيعة وشفرات الإنسان وميوله ورغباته، وتحليل دوافعها، وسلوك الحياة بدلا من الغرق في بحار الميتافيزيقا التي صلبت الكثير من المفاهيم التي أصبحت بمرور الزمن (أصنامًا مقدسة) يكون الإنسان بتراكم المعارف والعلوم والأدوات ليس هو ذات الإنسان السابق.
وبالعودة إلى فلسفة عالم الاجتماع البولندي (بومان) الذي يرى أن الحداثة هي مرحلة صلبة أيضًا معرفًا إياها بأنها "مرحلة سابقة من سيادة العقل على كلّ شيء، وظاهرة ما بعد الحداثة التي وصفها بأنها حداثة سائلة وهي حسب رؤيته مرحلة نعيشها حاليًا من تفكك المفاهيم الصلبة والتحرر من الحقائق والمفاهيم والمقدسات" وبذلك هو يقترب من مفهوم (الصلابة الهشة) القابلة للاذابة والتحرك بفعل العوامل الخارجية كأنها جبل جليدي ضخم ولكنه لا يقوى على مصارعة شمس تفكير الإنسان وتطور حياته المستمرة، وهذا الجبل سرعان ما يتصلب من جديد بتوقف عوامل الإذابة.
أما (الصلابة المآسية) التي وقع فيها علم الكلام القديم في تحجير المفاهيم وعدم قبول تحركها بعوامل الزمن والتطور والمعرفة فهي عاجزة عن تحليل نفسها فضلا عن فهم حاجة الإنسان.
قد يجد بعضهم الحل في (التصوف) أو (البوذية) أو الديانات الروحية مع التحفظ على هذه المقاربة ولكن التصوف لم يطرح حلًا كلاميًا بقدر ما طرح حلًا روحيًا متجرًا من فكرة (الترغيب، الجزاء) (الترهيب، والعقاب) إلى فكرة التوحد مع الخير المطلق من أجل الخير ذاته، وبذلك يكون طرحه فرديًا خالصًا لتجربة تختلف معطياتها من إنسان لآخر. وبهذا المنهج يكون فهم العالم الخارجي غير قائم على صورة واحدة، فما يراه الحس غير ما يدركه الخيال وهو لا يقع تحت منظومة واحدة منسجمة بل قد تكون متعارضة ومتقاطعة يفسرها الصوفي (بالكشف) ويسترها بالكتمان والغموض الشديد.
معايير التميز في الكلام الجديد لا تعني استغناء الإنسان عن الله! فالرفاعي يعترف بافتقار الإنسان في طبيعته إلى الاتصال بوجود غني لا نهائي لا محدود كي لا يقع في الاغتراب الميتافيزيقي.
وهو يقر بحاجة الإنسان المستمرة للدين كحاجة روحية لايمكن الفرار منها ومع ذلك يعترف بعجز الإنسان عن طرح الأجوبة الشافية "للاسئلة الميتافيزيقية الكبرى" وبذلك هو يقف تجاه الأجوبة السابقة التي طرحها علم الكلام القديم موقف واضحًا حين وصف إجاباتهم (والإجابات المرحلية) التي يجب أن تخضع لعوامل تغير الزمان والبيئة والثقافة وعلى حد تعبيره "إن استئناف رسالة القران وتموضعها في سياق متطلبات المسلم -الإنسان- الروحية والأخلاقية لن تنجزها أدوات النظر ومناهج الفهم القديمة، لأنها تمثل عبئًا ينهك دلالة النصوص، عبر تكرار المعنى الذي أنتجته في الماضي، ومصادرة تعدد الدلالة" وبذلك يضع يده بشكل مباشر على تفعيل عوامل حركية النص الذي يتفاعل مع الإنسان ولا يمكن أن يعيش دون أن يعطي الإجابات أو يساعد في الوصول إليها بفعل اذابة الصلابة لا تحطيمها والتخلي عنها.
وهنا يطرح الرفاعي عدة أسئلة ضمنيًا هل خلقت الحياة من أجل النص (في البعد الدلالي الواحد)؟ أم خلق الإنسان صاحب العقل الذي يرى عدة وجوه؟ هل الدين مختلف بعامل التعدد؟ أم انه متعدد بعوامل الفهم؟ وهل الحل في التمسك بتحجير النصوص أم البحث عن البعد القيمي للدين؟ كيف يمكن فهم الأبعاد الروحية في الدين كقواسم مشتركة؟
إن التخلي عن فكرة (الفرقة الناجية) يفتح ابواب حياة للإنسان الحر نحو فهم النصوص وفهم نفسه، وتحرير اختياراته التي أساسها وجود خالق عظيم متعدد الصور ، وبذلك يكون الإنسان واعيًا بالاختيارات التي يسلكها في حياته أي متمكنا من خلق قيمه الخاصة من خلال استخدام أدوات المستمرة بالتصاعد لا أدوات غيره القديمة …وهذا ما يعطي للبعد الروحي أهمية قصوى كما يقول (كير كيجارد) "إن الشيء الجوهري أن أجد أن حقيقة تكون حقيقة بالنسبة لي، وأن أجد الفكرة التي أرغب في الحياة أو الموت من أجلها، … وعلى الرغم من المشكوك فيه تمامًا والمليء بتناقضات ظاهرية لا نهاية لها، فإن اليقين العاطفي، والإيمان الأعمى بالله فقط يمكن أن يتجاوز اضطراب الوجود المحدود "



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...
- سليمان العطار كتابٌ عظيم لم يُقرأ بعد
- (نهدان وقميص بلا أزرار)
- المشروع الثقافي...
- خطة لإنقاذ العالم
- ما بعد العزلة
- (علي المرهج) و(تشارلس بيرس) وفردوس البراجماتية المفقود
- البحراوي وكينونة الوعي ...
- ((اشعر بالعار لأنك من الناصرية))
- اشعر بالعار لأنك من الناصرية
- آدم الأخير المحو والإثبات
- ثورة الوعي الوطني ....شعلة لمستقبل مختلف
- هيا لنخون الوطن ...
- فواكه ماجد السفاح
- عارف الساعدي وتشكيل المتخيل الشعري...
- المحبّة تطرد الموت.
- صلاح نيازي ... يا غصننا المُطعم...
- الشعر الصوفي في ميزان خاص
- شوارع احمد عبد الجبار وإقدامه العارية
- سليمان العطار ... المترجم مفكرا قراءة في -الكيخوتي- المقال ا ...


المزيد.....




- مصر.. فيديو متداول لسائق سيارة -ميكروباص- أعلى كوبري مشاة.. ...
- هاريس أم ترامب: أيهما أفضل للمنطقة العربية شعوبا وحكومات؟
- الذكاء الاصطناعي يحلّ -لغز الحياة-: كيف يتصل الحيوان المنوي ...
- تكهنات بالانهيار - اجتماعات على مستوى عال لإنقاذ الحكومة الأ ...
- ليبيا.. تأجيل محاكمة رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد معمر ا ...
- باللون الأحمر.. فالنسيا تجدد التحذيرات من عواصف رعدية وأمطار ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مجمع لحزب الله وينشر ما وثقته كا ...
- الصحة اللبنانية تعلن حصيلة ضحايا -العدوان الإسرائيلي- على لب ...
- الصومال.. استقالة مسؤولين كبار في الحكومة 
- الغارديان: القوات الأوكرانية تنهار في دونيتسك وخاركوف


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان الفرج الله - علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي