أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ضاع موطني بين الملّايات والماكيرات














المزيد.....

ضاع موطني بين الملّايات والماكيرات


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 7423 - 2022 / 11 / 5 - 01:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعني بكلمة موطني في عنوان المقالة النشيد الوطني "العراقي"، كون البلدان التي تحترم تاريخها وتراثها وشعرائها قادرة على أن يكون لها نشيد وطني من كلمات أحد شعرائها وتلحين أحد أو مجموعة من ملحنّيها. والأناشيد الوطنية للبلدان المختلفة نرى فيها تراث وتاريخ وجغرافية وأمل وقوّة بمستقبل أفضل لها وشعوبها، والأناشيد الوطنية تلعب دورا في بثّ الحماس بين أبناء الشعب ليتكاتف من أجل بناء بلده، حتّى أنّ بعض البلدان التي تعتمد أكثر من لغة تكتب نشيدها وتلحنّه باللغات الرسمية فيها كما كندا التي تنشد نشيدها الوطني باللغتين الأنجليزية والفرنسية. والعراق فيه وكان فيه العديد من الشعراء الفحول ذوي القصائد الوطنيّة التي من الممكن لو توفّرت الوطنية عند ساسة اليوم، لكان لنا نشيد وطني عراقي يغوص في تاريخ هذه الأرض وتراثها ويحلّق عاليا فوق نخيله وجباله لينظر من الأعالي لرافديه وهما يبثّان الحياة في الأرض التي يراد لها أن تموت ببطء وعذاب!!

النشيد الوطني العراقي مرّ بمراحل عدّة، ففي العهد الملكي تمّ تلحين السلام الملكي من قبل الضابط الإنكليزي الميجر جي. آر. موري، وكان لحنا بلا كلمات، ومع ذلك حاول أحد الشعراء العراقيين كتابة كلمات تتناغم واللحن. وبعد نجاح ثورة الرابع عشر من تمّوز تمّ تلحين السلام الجمهوري من قبل الموسيقار العراقي لويس زنبقة وأسماه نشيد موطني وهو غير نشيد "موطني" اليوم، وكان كما السلام الملكي بلا كلمات. بعد إنقلاب الثامن شباط 1963 ووصول البعث للسلطة أُعتمد نشيد الجمهورية العربية المتحدّة/ المصريّة (والله زمان يا سلاحي) وهو من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين والحان الملحن المصري كمال الطويل وغناء أم كلثوم كنشيد وطني للعراق!! وفي العام 1981 أستبدل صدام حسين النشيد الوطني "العراقي" بآخر من كلمات الشاعر السوري شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية.

بعد الأحتلال الأمريكي لم يسعى الذين وصلوا للسلطة ليكون لـ "بلدهم" نشيد وطني من كلمات وألحان أحد شعراء العراق الكبار وجيش من ملحنّيه الذين رفدوا المكتبة الفنية العراقية بمئات الألحان المميزة، بل ذهبوا الى نشيد "موطني" من كلمات الشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان والحان محمّد فليفل. هذا النشيد لا يزال هو النشيد الرسمي للدولة العراقية، على الرغم من أنّ هناك قصائد كثيرة تستطيع أن تكون وبفخر نشيدا وطنيا عراقيا، لكن من أين نأتي بعراقيين في السلطة لينجزوا هذه المهمّة!!؟

الأناشيد الوطنية تعزف في مختلف المناسبات، كأستقبال الوفود الأجنبية، وعندما يعتلي أبطال الرياضة منصّات التتويج، وعندما ينشده التلاميذ في المدارس ليتعلمّوا من خلال إداءه حب الوطن والعمل على رفع إسمه عاليا. فهل يُنشد النشيد الوطني "العراقي" في مثل هذه المحافل!؟

عزف نشيد "موطني" في حضرة الماكيرة سارة حيدر وبحضور ضباط كبار من الجيش العراقي، فضيحة وطنية وأخلاقيّة وسياسيّة لم تحصل في أي بلد يحترم تاريخه وشعبه لليوم. لسنا ضد عمليات التجميل التي تقوم بها المختصّات في هذا المجال مطلقا، ولسنا في وارد نقدهنّ أبدا، الّا أنّ حضورهنّ في الصف الأول الى جانب رتب عسكرية كبيرة جعلت من هذا النشيد وإن كان غير عراقي نشيد مبتذل، كما هو مبتذل أيضا وهو يُنشد عند حضور ملّاية أو رادود في تجمّع جماهيري.

المسألة اليوم ليست محاسبة من أهان النشيد الوطني "العراقي" بعزفه أمام ماكيرة، بل العمل على أعتماد نشيد وطني عراقي حقيقي نابع من تراث هذه الأرض وتاريخها، نشيد كتبه شاعر عراقي يعرف معنى الوطن، وملحنّ عراقي يجيد تلحين أغاني الناس. ليكن هدفنا جميعا هو الضغط على سلطة المحاصصة لتبني مثل هذا النشيد، الذي يجب أن يتغنّى ببلادنا وشعبنا.

وعودة لعنوان المقالة من جديد أقول أنّ الذي ضاع بين الملّايات والماكيرات ليس النشيد الوطني، بل الوطن نفسه وهو يباع في مآتم مرّة، وفي سهرات حمراء مرّة..



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجاميع الظل الحاكمة بالعراق
- سحق العراق بين إلإطارين
- إنتخاب رئيس للجمهورية إنتصار للإتحاد الوطني وقوى المحاصصة ول ...
- من حرق المصاحف والمساجد في إيران ..؟
- الإسلاميّون وعمائمهم علّموني الوطنية والنزاهة والأخلاق..!!
- لتتعلّم بغداد من ليفربول
- مستقبل العراق وآفاقه الضبابية
- غيتو الخضراء ... مفارقات تاريخيّة
- خطورة التنازل الطوعي عن الديموقراطيّة بالعراق
- قطار ولاية الفقيه وصل حدود النجف الأشرف
- أقليم كوردستان ليس جزءا من الحلّ
- مبنى البرلمان العراقي لا يمثّل سلطة الشعب ولا القانون
- بين منهاج حزب الدعوة الأسلاميّة وتسريبات المالكي
- السيّد الصدر .. من المخجل جدّا جدّا
- الصدر والمشروع الأيراني في العراق
- السيد مقتدى الصدر: أن كان هذا نصرا فلا أهلا ولا سهلا به
- رحل من كان يمسح الله عن قدميه الطين .. رحل مظفر النوّاب
- الشعوب الأوربية تغامر بمنجزاتها التاريخية
- من أوراق أنتفاضة تشرين الخالدة..... أنتُنَّ اللواتي لَكُنّ ك ...
- أولويات الأسلام السياسي في العراق من وجهة نظر ميليشياوية


المزيد.....




- المتهم بمحاولة اغتيال ترامب -مصدوم- من التهمة الموجهة إليه
- الخارجية الروسية: نقل الولايات المتحدة منظومات -ثاد- إلى إسر ...
- دراسة مفاجئة عن عواقب شرب الحوامل للقهوة!
- الحمض النووي يحل لغز مكان دفن كريستوفر كولومبوس
- وزير الخارجية البريطاني يشارك في اجتماع للاتحاد الاوروبي لأو ...
- الجيش الصيني يجري مناورات ضخمة بالقرب من تايوان
- غوتيريش: أي هجمات على اليونيفيل قد تشكل جريمة حرب
- الدفاع المدني: مقتل 15 شخصا في قصف مدرسة تؤوي نازحين في غزة ...
- -استفزاز- صيني جديد قرب تايوان
- -كنا نلعب-.. غزة: أطفال بين أكثر من 40 قتيلاً في الغارات الإ ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - ضاع موطني بين الملّايات والماكيرات