|
حين يصبح القصر في نفس مستوى حزب . فتلكم مهزلة . فهل بلغ الضعف من الدولة حتى تصدر بيان يرد على عبدالاله بنكيران ؟ ماذا لو كان الحسن الثاني على قيد الحياة ؟
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين كان القصر اقوى من عبدالاله بنكيران ، فابعد بنكيران وعين بدله كوزير اول سعد الدين العثماني – الرجوع لدراسة حقبة على ضوء ما حصل بين الدولة وبين حزب العدالة والتنمية ، وعبدالاله بنكيران اللذان اصبحا في نفس مستوى الدولة . مهزلة . -- . إن القصر ، وباسم الملك حين ابعد عن الوزارة الأولى ، وبسرعة قياسية شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، من خلال خطاباته التي كان يصيبها الإسهال ، وبنفس السرعة القياسية رمى اليد على سعد الدين العثماني ، الضعيف المهادن ، ليعوض بنكيران المزعج ، فانه كان يبحث عن كيفية ترويض قواعد حزب العدالة والتنمية ، أكثر من بحثه عن كيفية إخضاعه لقيادة الحزب ، المعروفة بانبطاحها أكثر من أحزاب الإدارة التي أسستها وزارة الداخلية ، وأحزاب المخزن التي مثلها كل من مجموعة ادريس لشكر ، و المالكي ، ونبيل بنعبدالله . بعد الإعلان عن إبعاد بنكيران ، لم تتردد العديد من الأقلام والمواقع ، من الإعراب ، عن بهجتها ، وسرورها ، وفرحتها لهذا ( المصاب ) ، الذي أصاب بنكيران ، وكأن الآتي بعد ضرب الرأس ، سيكون الجسد ، بل كل الجسد . اي الحزب ، ومنه التحالف الحزبي الذي جلس معه في حكومة الملك ، خلال حقبتين وزاريتين . ان المتمعن في الانحدار اللاّاخلاقي ، في التشفي في شيء يعتبر عاديا ومسلما به ، طالما ان الذي يحكم هو الملك ، وليس الحكومة ، ولا الوزير الأول ، وهذا باعتراف بنكيران نفسه حين قال " إن الملك هو الذي يحكم ، وأنا اكتفي بمساعدته " ، او عندما اعترف قائلا : " إن فؤاد الهمة لعب دورا أساسيا في تأثيث الحكومات التي كان البيجيدي ضمنها " ، قد يوحي للأجنبي الذي يجهل كل شيء عن بلادنا ، أننا حقا نعيش الديمقراطية الايطالية ، وان الأزمة القائمة ، هي أزمة أحزاب ، بسبب التضارب والاختلاف في برامجها الانتخابية والحزبية . والحال ان الأحزاب الملكية حين تشارك في الانتخابات الملكية ، فهي تنفد توصيات وأوامر القصر ، بالانخراط في العملية الانتخابوية لإعطاء مصداقية مفقودة ، لديمقراطية نظام ، يترنّح بين مشروعين متباعدين ، مرة باسم الأصالة ومرة باسم المعاصرة ، ومرة باسمهما معا ، ومن ثم طمأنة الدول المانحة بصلابة الديمقراطية الملكية ، التي تعتبر استثناء عن ( الديمقراطيات ) السائدة بالمنطقة ، وبالدول العربية . اي ضمان ثقة الأجنبي حتى يستمر العطاء الذي يتم بأوجه مختلفة . ان الحقيقة في كل ما حصل ، هو ان أسباب التعطيل في تشكيل الحكومة ، وهو ما سموه ( بالبلوكاج ) ، لم يكن من صنع بنكيران الذي لا حول ولا قوة له أمام آلة النظام الجهنمية ، القادرة وحدها على الإخضاع والترْكيع ، بل وتذويب الحجر والحديد ، فأحرى بنكيران ، التائه بين دروب الوزارة الأولى ، وبين الحزب ، وبين منزل زوجته بحي الليمون . بل ان ما يسمى ( بالبلوكاج ) ، كان مقصودا ، وبأوامر القصر للأحزاب الملكية ، في عدم الانصياع لإملاءات بنكيران ، وحتى يتم وضع العصا في عجلته . فلا يعقل ان أحزابا تتحرك بتيليكوموند ، ستخلق المشاكل لبنكيران من تلقاء نفسها ، لو لم تكن هناك مؤامرة مدبرة ضد شخص بنكيران المزعج ، لما يسميه ب " الحكومة العميقة " ، وهو يقصد بهم مستشارو الملك ، برئاسة فؤاد الهمة الذي فرضته عليهم حركة 20 فبراير . ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، مستعد لتنفيذ كل ما يطلبه منه الملك ومحيطه ، بل هو مستعد ان يذهب بعيدا في انبطاحه وخضوعه ، وانْ كانت الأمور تحسم على حساب أكاذيبه ( وعوده ) التي وعد بها رعايا الملك من كل صوب وحدب ، بل هو مستعد أن يتلقى كل الضربات الموجهة للملك ولمحيطه، فقط في سبيل ان يبقى الملك راضيا عليه كشخص بدون مبادئ ، وغريب عن السياسة التي جعلته بفعل قرارات النظام التي مررها ، يصبح أقبح ، وأذل ، وأهون شخص ينظر إليه الشعب ، الذي أصابه في مصدر عيشه وقوته . وهنا لا ننسى جريمة صناديق التقاعد ، وصندوق المقاصة ، وإهانة الموظفين ، والمهندسين ، والأطباء ، والأطر حملة الشواهد المعطلة ، بل لا ننسى وفي سبيل البقاء في الحكومة ، انه كان مستعدا للتحالف حتى مع الشيطان الذي خاصمه بالأمس ، مثل التجمع الوطني للأحرار ، والاتحاد الاشتراكي ، وحزب التقدم والاشتراكية ، بل ان الشخص كان مستعدا للتعامل حتى مع حزب الملك حزب الأصالة والمعاصرة . ان بنكيران كغيره من ( زعماء ) الأحزاب الملكية ، كان يدرك جيدا ، ان وجوده كوزير أول ، وليس كرئيس للحكومة ، التي رئيسها يبقى الملك الذي يترأس شخصيا اجتماعاتها ، انّ ما يميزه عن غيره من الأحزاب ، ليس الإيديولوجية ، ولا السياسة ، ولا الانتماء الى المدارس السياسية المختلفة ، لان كل هذا مات ، وأصبح في خبر كان مع تدمير الاتحاد السفياتي ، وأوربة الشرقية ، وتحطيم جدار برلين ، اي موت السياسة ، وموت الإيديولوجية ، وطغيان المصلحة الشخصية ، والأنانية ، والوصولية ، والانتهازية . بل ان الشيء الوحيد الذي كان كل ( زعماء ) الأحزاب الملكية يتصارعون من اجله ، وهنا لا ننسى ان حزبا " الطليعة " و " الاشتراكي الموحد " هما أحزاب ملكية كذلك يشاركون في انتخابات الملك ، قصد الدخول لبرلمان الملك ، ولما لا لحكومة الملك ، هو السبق لمن يكون له شرف الحصول على دور لتنفيذ برنامج الملك ، وليس برامج الأحزاب غير الموجودة أصلا . ولا أدل على ذلك ، وفي تحدٍّ مكشوف لجميع الأحزاب الملكية ، فان الملك كان قد صادق في ذاك الابّان على البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، في 26 شتنبر 2016 ، اي في غمرة الحملة ( الانتخابية ) ، وفي غمرة طرح جميع الأحزاب لقرآنها ( برامجها ) الحزبية ، التي اختفت لصالح برنامج الملك ، بمجرد انتهاء العملية الانتخابية التي نظمها الملك . ان اية حكومة ، وأيا كان الوزراء الذين سيشاركون فيها ، وأيا كان الوزير الأول المعين من قبل الملك ، الذي سيكون على رأسها ، اي وزيرا أولا من بين الوزراء ، وليس رئيسهم ، لان رئيس الوزراء الذي يرأس المجالس الوزارية يبقى الملك ، سيشتغلون على أساس برنامج الملك ، وهو البرنامج الحكومي لسنة 2017 ، الذي صادق عليه الملك في 26 شتنبر 2016 . أي ان الملك طرح برنامجه حتى قبل فرز أصوات انتخابات الملك . إذن ما الجدوى من هذا اللغط ، على إبعاد شخص بنكيران المزعج ، لبعض محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، ووضع اليد على سعد الدين العثماني المهادن ، والمعروف بضعف الشخصية ؟ لقد تم إبعاد سعد الدين العثماني من وزارة الخارجية ، لأنه فشل فشلا ذريعا في إدارتها ، إداريا ، وسياسيا ، ودبلوماسيا . ولا غرابة ان الشخص ومن موقعه كوزير ، كان يطالب بتطبيق الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به من جانب واحد ، اي دون استشارة الطرف المعني به الذي هم جماعة البوليساريو . انّ هذه الدعوة لسعد الدين بتطبيق الحكم الذاتي من جانب واحد ، هو تشكيك من قبل النظام في مغربية الصحراويين ، وفي مغربية الصحراء ، وليس هؤلاء من شكك في مغربيتهم ، او شككوا في مغربية الصحراء . كما ان فشل الحكم الذاتي ، دفع بالنظام ، الى التّغْطية على خبطته العشوائية الفاقدة للبوصلة ، حين ابتكر اختراع الجهوية الموسعة الاختصاصات للأقاليم الجنوبية ، قبل ان يستدرك الزلة والتيه ، حين عمّم نظام الجهوية على كل المغرب ، وليس فقط على الأقاليم الجنوبية . ودرعا لكل المخاطر ، فقد أقام النظام ، الجهوية على أساس مقاربة بوليسية خاصة ، وليس على أساس مقاربة اقتصادية او اجتماعية ، وهو ما جعل حتى نظام الجهوية هذا ، يبرح مكانه ما دام يتوصل بأموال التمويل من العاصمة الرباط ، وما دام ان الشخصية الأولى في الجهة تبقى الوالي والعامل التابع لوزارة الداخلية . ان إبعاد شخص عبدالاله بنكيران ، المعروف بخطاباته النارية في حق محيط الملك ( فؤاد الهمة ) ، وهو المصاب بالإسهال اللغوي في ترأسه الاجتماعات والمهرجانات الحزبية ، وهو المعروف بإرساله إشارات اللّمْز والغمْز ، و إيّاك أعْني يا جارة ، والإتيان بشخص سعدالدين العثماني الفاقد للشخصية ، والفاشل في وزارة الخارجية ، والشخص المهادن ، والمعروف بالدروشة والسهولة في الانصياع ، والذي يفتقر الى كاريزما بنكيران الخطابية والسياسية ، و يفتقد الى حركاته البهلوانية والشيطانية ، في إرسال الرسائل الواضحة والمشفرة ، مثل ما قاله لميلودة حازيب من حزب الأصالة والعاصرة " أدْيالي كْبَرْ منْ دْيالكْ " ، والذي سبق كطبيب للحمقى ان تعامل معهم ، هو تهكم وإهانة من الملك و محيطه ، ليس الى حزب العدالة والتنمية وحده ، بل هو تهكم واهانة موجه لكل ( زعماء ) الأحزاب والنقابات الملكية . بل هو تهكم واهانة موجهة الى الشعب الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة . الملك ومحيطة سيخلدون الى الراحة من التصريحات الاستفزازية لبعد الاله بنكيران ، وسيضمنون تمرير كل الاقتراحات والقرارات التي يطرحها محيط الملك مع سعدالدين العثماني الذي كان اختياره ذكيا ومقصودا . وقد تكون الرسالة من هذا الاختيار ، انتقاما من الذين قاطعوا انتخابات الملك ، لأنهم لا يعرفون ما يريدون ، فحق لهم طبيب للإمراض العقلية . لكن اكبر اهانة وتهكم ، كان لجميع الأحزاب والنقابات الملكية ، التي وضعت رقبتها في مقصلة نظام لا يرحم . ان المعنى من تعيين سعدالدين العثماني ، هو ان الملك ومحيطه ، لا يعطون أهمية للحكومة ، طالما ان كل الأحزاب تتهافت على تطبيق برنامج الملك . فهل الاهانة والتهكم هما لكل الأطياف : أحزاب ، نقابات ، حكومة ، برلمان ، الشعب الذي قاطع انتخابات الملك بنسبة تراوحت بين 75 و 77 في المائة ؟ ان ردة القصر ببيان على خرجة عبدالاله بنكيران وحزب العدالة والتنمية ، دليل على التخبط الذي يوجد فيه وعليه القصر ، ومنه الدولة . فهل اصبح القصر والدولة العلوية في نفس مستوى حزب العدالة والتنمية ، صنيعة بوليس ادريس البصري وبوليس الحسن الثاني . مهزلة .. الّلي دارْ راسو في النخالة – كيْنَقْبو الدْجاجْ .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل الجمعوي والصحوة الديمقراطية .
-
إيران . السعودية . حزب الله . البوليساريو
-
إشكالية الصحراء الشرقية
-
الديمقراطية معركة مستمرة وشاملة
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
هل الصحراء الشرقية / تندوف / مغربية ام جزائرية ؟
-
البرنامج الثوري الذي بقي حبرا على الورق . الانتفاضة المسلحة
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين
...
-
انعقاد القمة السادسة والثلاثين ( 36 ) للاتحاد الافريقي بأديس
...
-
حقوق الانسان في الدولة المخزنية البوليسية
-
البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين
المزيد.....
-
تصرف صادم.. معلمة تغلق فم طالب كليًا باستخدام شريط لاصق لإسك
...
-
طائرة بدون طيار ترصد حالة نادرة لحوت ضخم قبالة سواحل إسبانيا
...
-
-محطة أساسية- في رمضان.. رحلة بين أكشاك سوق القيصرية بالسعود
...
-
وزير دفاع كوريا الجنوبية: بيونغ يانغ أطلقت 4 صواريخ -كروز-
-
روسيا..ابتكار عدسة خادعة مثابة -درع- قادرة على إخفاء الأجسام
...
-
مراسلتنا: الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا خلال اقتحام قواته ط
...
-
رئيس التشيك: استنفدنا قدراتنا على مساعدة أوكرانيا بالأسلحة
-
سجينان يحفران نفقا بفرشاة أسنان للهروب إلى مطعمهما المفضل
-
اتفقا على عقد لقاء قريب.. وزير الخارجية السعودي يجري اتصالًا
...
-
الشرطة البريطانية: المشتبه بإضرامه النار برجل أمام مسجد في ب
...
المزيد.....
-
العدد 64 من «كراسات ملف»: «اتفاقات أبراهام» ومعضلة اندماج إس
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
ديكتاتورية البروليتاريا بين الطموح النبيل والواقع المرير
/ أسعد منذر
-
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استقلالية الانطلاقة ومركزي
...
/ أسامة خليفة
-
الفساد، والفئة البرجوازية الكبيرة وعلاقتها براس المال الاجتم
...
/ مؤيد احمد
-
غبش الصورة .. تمثلات الجميل في السؤال الفلسفي
/ محمد الميالي
-
موسى فرج وسحرة السلطة
/ د. صالح الطائي
-
بعد عشر سنوات: دروس من الثورة المصرية
/ ديجان كوكيك
-
تهافت الأصوليات الإمبراطورية
/ حسن خليل غريب
-
سيميائية الصورة في القصيدة العربية PDF
/ ياسر جابر الجمَّال
-
طه حسين ونظرية التعلم
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|