أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمد علي مقلد - شغب الملاعب إرث ميليشوي














المزيد.....

شغب الملاعب إرث ميليشوي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 11:22
المحور: عالم الرياضة
    



ما شهده ملعب فؤاد شهاب في جونية خلال مباراة في كرة القدم بين فريقي العهد والأنصار يشبه الهجوم الذي شنه أقرباء أحد المرضى على قسم الطوارئ في مستشفى راغب حرب، ويشبه إطلاق النار من على الأسطح المجاورة لملعب نادي الصفاء في وطى المصيطبة.
قلم الزميل عماد موسى الساخر استذكر، في مقالة له عن "غضب الملاعب" "مآثر الجمهور البريطاني العظيم العنفية وسلوك جماهير آنتراخت فرانكفورت الألماني وبازل السويسري وليخ بوزنان البولندي" ورأى أننا، في ملاعبنا، "نتمثل بالرعاع والمجانين" في ملاعب أوروبا.
ما حصل في جونية ليس انعكاساً للصراع السني الشيعي في لبنان أو في المنطقة، وما حصل في المستشفى لا يعبر عن احتقان شيعي شيعي في الجنوب، وما حصل في وطى المصيطبة لا يعبر عن غضب درزي على فريق مسيحي.
المشترك الظاهر هو الشغب والغضب والتشفي من المنشآت الرياضية أو من الأجهزة الطبية أو من الفضاء الرحب، أما المشترك المضمر، وهذا هو الأخطر، فهو ميل جمهور الملاعب إلى تخوين الحكم واتهامه من قبل الفريق الخاسر بالانحياز، أو رغبة الجمهور في تحصيل حقه "بيده" على باب المستشفى كما على باب المصرف، أو تعبير الجمهور، كما هي العادة في بلادنا، عن فرح أو حزن أو غضب بإطلاق النار حتى لو أصاب الرصاص الطائش رأس طفل في سريره أو زجاج سيارة في الشارع أو هيكل طائرة في السماء.
وجه الشبه المضمر مطابق، لا لما يحصل في ملاعب أوروبا، بل لما حصل مع لاعب منتخب كولومبيا أندريس إسكوبار. سجل عن طريق الخطأ هدفاً في شباك منتخب بلاده، اغتيل بعد عودته بأيام. لم ينتظر الجمهور حكم القضاء ولا حكم المدرب ولا حكم السماء. فهل وصل عشق كرة القدم إلى حد فقدان العقل؟
في أوروبا بلغت عقوبة الاعتراض غير المهذب على حكم المباراة حد طرده بالبطاقة الحمراء من الملعب، وعقوبة الاعتداء الجسدي عليه حد حرمان المعتدي مدى الحياة من دخول الملاعب. الحزم في سن القانون وفي تطبيقه هو الكفيل بإطفاء الغضب.
الحكم هو الذي يجسد القانون في الملعب، وهو المرجع الذي يتقاضى أمامه اللاعبون وينفذون أحكامه، ولهم حق الاعتراض والاحتجاج أمام محكمة ال (var) المستحدثة، أي الكاميرات، أو أمام اتحاد كرة القدم المحلي أو القاري أو الدولي، وقرارات الحكم مبرمة حتى لو كانت خاطئة، وإلا فالبديل، "كل يأخذ حقه بيده"
ما يحصل في لبنان هو من أعراض الأزمة السياسية. الهتاف "ألله، سورية بشّار وبس" خير دليل على أن جذور الغضب ليست طائفية بل سياسية بامتياز، وهي من ثمار التربية على العنف، ومن ثقافة عدم احترام القانون، وهذا ناجم عن ضعف مفهوم الدولة وضعف حضورها في الوعي العام. وهذا بدوره ناجم عن تعميم ثقافة ميليشيوية تأسست مع الحرب الأهلية وانتقلت بعد الطائف من الشارع والمتراس إلى أجهزة السلطة، ولم ينتبه البرلماني الشاب في ملعب فؤاد شهاب إلى أن غلطته كمسؤول، حين كان أول المعترضين على الحكم، تضاهي ألف غلطة.
لا يكفي تغريم النادي ومعاقبته وحرمان جمهوره من الدخول إلى المدرجات، وإلزامه بترميم ما جرى تخريبه من المنشآت. ستتكرر هذه الأحداث إن لم تعالج بالحزم وبالتربية على احترام القانون.
حتى في هذه الحادثة، لا حل إلا بالدولة.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا
حوار مع د. ميادة كيالي حول اوضاع المرأة في المنطقة العربية بمناسبة الثامن من مارس يوم المراة العالمي، اجر


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شارل دباس إلى ميشال عون المنهج الطائفي كابوس المؤرخين
- الرئيس بري دعا إلى حوار وهو من عطّله
- ماذا تنتظر يا دولة الرئيس؟
- التاريخ لا يكتب على المتاريس
- على حق ويخطئون
- حين يولد الأمير أميراً
- أقنوما قداسة في فكر هاني فحص
- مرشح؟ غير مرشح؟
- انحطاط الحريرية
- كفاءات جبران باسيل الرئاسية
- سامي الجميل : شجاعة النقد
- -فيلم الحريري- و-أفلام 2005-
- ترشيح فرنجية إنذار مبكر
- قرار القاضي عويدات: أخطاء سياسية وخطيئة
- البيطار وتفاهة الدعاوى ضده
- إذا الشيعية السياسية هي المشكلة فالمارونية السياسية ليست الح ...
- تيار نحو الانهيار(6)
- حكايتي مع بشير الجميل
- ثلاثة تحديات راهنة تواجه الثورة
- الشمعونية بين الجد والحفيد


المزيد.....




- رونالدو يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان
- توقع أن يصبح الدوري السعودي الرابع أو الخامس عالميا.. رونالد ...
- قيمته السوقية تتضاعف بشكل صاروخي.. هكذا فرّط إشبيلية بالتعا ...
- من المرمى إلى المرمى.. هدف على أعتاب غينيس
- بنزيما غاضب من قرار ريال مدريد
- بعد مشاركته في احتفالات فوز برشلونة على ريال مدريد.. تشلسي ي ...
- توتر كلاسيكو برشلونة وريال مدريد ينتقل لمنتخب إسبانيا.. مقطع ...
- -الحبة العجيبة-.. تنقص الوزن دون نظام غذائي ورياضة
- نيغريرا يخرج عن صمته بشأن -قضية برشلونة-
- ليس -البريميرليغ- لكنه يتطور.. رونالدو يتحدث عن الدوري السعو ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - محمد علي مقلد - شغب الملاعب إرث ميليشوي