أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - أنثى الماء..في ثوبها المرمري.. للكاتب المتميز تونسيا وعربيا د-طاهر مشي














المزيد.....

أنثى الماء..في ثوبها المرمري.. للكاتب المتميز تونسيا وعربيا د-طاهر مشي


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7621 - 2023 / 5 / 24 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


"أنا مؤسس أول جمهورية شعرية أكثر مواطنيها نساء.."(نزار قباني)


وتأخذنني هواجس السفر،رحال أنا بين الفصول،تائه والأمل موؤود على عتبات الانتظار ،أتراني قد ربحت المعركة الأولى أم أنني أحتضر في صمت مميت؟
تداعب ذاكرتي بين حين وآخر نسمات شوقي إليك،كتذكرة سفر لماض رحل ولن يعود..كم كنت صبورا، وربيعك المتمنع يغادر ككل الفصول، تتملكني لهفة البقاء، في محرابك طويلا، أستنشق عطورك المنثورة في كل الزوايا، ويعود نبضي المسلوب مغردا في رباك من جديد..
تحاصرني الذكريات..يتملكني الحنين للحظات عناق تدغدغ نبضي الذي سكنت منذ أول نظرة.
ليأتي الربيع مبشرا بهطول المطر،ويعود طيفك..يغازلني في حلمي،ويرحل على عجل.
(الشاعر المبدع والكاتب القدير طاهر مشي)
تستمدّ صورة الأنثى في النصوص-العشقية-بلاغة حضورها من غيابها.فهي الغائبة-الحاضرة أو الحاضرة-الغائبة بإمتياز،بلاغة التجلي في التخفي أو التخفي في التجلي..فهي أنثى الشعر أكثر منها أنثى الواقع،أنثى الحلم أكثر منها أنثى الحقيقة،أنثى الماء أكثر منها أنثى الطين،أنثى الوله أكثر منها أنثى الإمتلاء،أنثى الأمنية المهدورة لا الأمل المتبغى..
يوغل الكاتب-د-طاهر مشي-في استحضار طيفها إلى المدى الذي تتداخل فيه تخوم المكان وحدود الزمان،وكل عناصر الوجود المتقابلة: الخصب،الجدب..الدياجير..الضياء..الصقيع..القيظ،..الحضور والغياب..إلخ
وهي الثنائيات المتقابلة التي تسهم مجتمعة في تعميق جراح الكاتب/المحب،والكشف عن خباياها الهاجعة في كيانه..وهي كذلك صور التشظي وقد تحوّلت إلى-لهيب-شعري يحرق،ويتعالى النداء ولا رجع لصداه..
من الجدير-في هذه القراءة المتعجلة-أن نتبيّن معالم البنية الصوتية للتشكيل اللغوي في هذا الخطاب في محاولة لربط هذه المعالم بما لها من دور في إنجاز التجربة،وفي تحقيق قدرتها التأثيرية،فالملامح الصوتية التي تحدّد -هذا النص النثري المشحون بالعواطف- قادرة على بناء طبقة جمالية مستقلة (1)،والبنية الصوتية للشعر،كما للنثر ليست بنية تزينية،تضيف بعضا من الإيقاع،أو الوزن إلى الخطاب النثري ليتشكّل من هذا الخليط قصيدة من الشعر،بل هي بنية مضادة لمفهوم البناء الصوتي في الخطاب النثري،تنفر منه،وتبتعد عنه بمقدار تباعد غايات كل منهما،وهذا يعني أنّ إرتباط الشعر وكذا النثر بالموسيقى إرتباط تلاحمي عضوي موظّف،فبلأصوات يستطيع -الكاتب- أن يبدع جوّا موسيقيا خاصا يشيع دلالة معينة،واللافت أنّ هذه الآلية الصوتية غدت في نظر النقاد مرتكزا من مرتكزات الخطاب في الشعر العربي الحديث،وهذا المرتكز يقوم على معنى القصيدة الذي غالبا ما يثيره بناء الكلمات كأصوات أكثر ما يثيره بناء الكلمات كمعان (2).
ظاهر الأمر أن الحب الذي يستولي على النفس كلها هو أحرى بالدوام،وحقيقة الأمر أن الحب الذي يبلغ هذا المبلغ هو أقرب الحُبَّين إلى الخطر وأدناه إلى التبدُّل؛لأن النفس الإنسانية لا تدوم طويلًا على حالة الاستغراق أو الشبع والامتلاء،وقد يُضمن الدوام للحب الذي يستريح من جانب إلى جانب ولا يكلف الطبع جهدًا عظيمًا في موالاته بالمدد والتجديد،ولكنه لا ضمان للحب الذي يحتاج أبدًا إلى مدد يكفل له كل استغراق وامتلاء،ولا يصبر على فراغ بعضه إلا نزع إلى حالة أخرى من حالات الاستغراق والامتلاء..
وإذن؟
قد لا أبالغ إذا قلت أنّي لست من الذين يتناولون -نصوص المبدعين-بأنامل الرّحمة ويفتحون أقلامهم أبواقا لمناصرة كلّ من ادّعى الإبداع،إلاّ أنّي وجدت نفسي في تناغم خلاّق مع هذا الخطاب النثري للطاهر مشي الذي فيه كثير من التعبيرية وقليل من المباشرة والتجريد يغري متلقيه بجسور التواصل معه،مما يشجع على المزيد من التفاعل،ومعاودة القراءة والقول،فكان ما كان في هذه-القراءة المتعجلة-من مقاربة بدورها عاجلة،سعت إلى الكشف عن بعض جماليات هذا الخطاب مربوطة بالبنية اللغوية التي عبّرت عنها،كما سعت إلى تلمُّس معالم الرؤيا في هذا الخطاب الذي تراءت معالم رؤياه غربة-عاطفية-وحنين جارف لمعشوقة ينتشر عطرها بين ضلوع الكاتب..-
هذه الغربة العاطفية العاصفة-تعاني وتعاين وتحلم،ولكنّها لا تهرب،بل تواجه بغير قليل من الصمود،وبغير قليل من المعاناة تماهيا مع وجدان تعتمل في داخله الأحاسيس وتحتدم المشاعر..ويندلق الحب في ثناياها المتعرّجة غزيرا بحجم المطر..
قبعتي..أستاذ طاهر-وثق أن ربيعك سيأتي..يعبق بعطر المطر..



الهوامش:
1-اللغة العليا ص:116جون كوبن.ترجمة أحمد درويش.ط2 القاهرة 2000
2-البنيات الأسلوبية في لغة الشعر العربي الحديث ص:38-ط-الإسكندرية 1990



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مقتضب مع د-طاهر مشي-الشاعر التونسي الكبير:
- حول فوائد الزكاة : الاستظلالُ بظلِّ عرش الله..يوم لا ظلَّ إل ...
- ها أنا شارد..في تفاصيل الغياب- الألم العاري..قصيدة مثيرة للت ...
- قراءة متعجلة في قصيدة الشاعر التونسي السامق جلال باباي..-أنا ...
- قصيدة -خلف مدينتك- للشاعرة التونسية القديرة نعيمة مناعي..صور ...
- من لا يعرف الروائي التونسي الكبير عامر بشة..أقول
- تمظهرات التناص..روعة البناء الفني وتمثلات الوجع الإنساني في ...
- الكاتب الصحفي الدولي-محمد المحسن-يثمّن رجالا ما هادنوا الدهر ...
- الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي.. يرثي الشهيدة-شيرين أبوعاق ...
- قراءة في قصيدة (لست صالحة للرسكلة) للشاعرة التونسية المتميزة ...
- تمظهرات البعد الفلسفي..في قصيدة الشاعرة التونسية القديرة نعي ...
- تجليات الذاتِ الأنثوية..في أفق قصيدة النثر النسوية العربية و ...
- تجليات الخيال الإبداعي..وتمظهرات قوة البصيرة الفكرية لدى الش ...
- الشاعرة التونسية السامقة فائزة بنمسعود:- الأدب النسوي يحمل ف ...
- على هامش يوم العمال العالمي *: الإتحاد العام التونسي للشغل.. ...
- قراءة-متعجلة-في قصيدة مذهلة للشاعر التونسي الكبير جلال باباي ...
- قراءة سيميائية أنتروبولوجية* لقصيدة الشاعر التونسي الكبير د- ...
- على هامش يوم الأسير الفلسطيني : قصيدة الشاعر التونسي القدير ...
- قراءة فنية في قصيدة الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعود ...
- حين يرسم الشاعر التونسي القدير جلال باباي بالكلمات لوحاته ال ...


المزيد.....




- بيل كوسبي الممثل الكوميدي الأمريكي يواجه تُهما جنسية جديدة
- المغرب: تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالابتدائي تدريجيا ابتد ...
- شاهد- حصان طروادة.. أسطورة ملحمة هوميروس الإغريقية تتجدد في ...
- إيران تكرم احدى قامات اللغة العربية
- ميدالية فضية لسورية في بطولة العالم للفنون القتالية في روسيا ...
- حيوانات اللاما تشل حركة القطارات في فيينا بعد هروبها من السي ...
- معمل الحرير.. متحف يحيي حقبة ذهبية لتاريخ لبناني عريق
- بري أكد رفضه الدعوة لجلسة تكرر مسرحية الفشل: -ما حَدا بيهَوّ ...
- مصر.. فنان مشهور يقع ضحية وهم وعملية نصب بآلاف الدولارات
- الروائي غوستاف فلوبير.. رائد الواقعية في الأدب الفرنسي


المزيد.....

- لعبة الصبر / قصص قصيرة / محمد عبد حسن
- مسرحية -لسانها- / رياض ممدوح جمال
- الموت لا يزال أرواحًا في أعمال (لورانس دوريل -رباعيات الاسكن ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الخطاب التاريخي المضمر في رواية "حتى يطمئن قلبي" للكاتب ال ... / حبيبة عرسلان – أسماء بن التومي
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة طلال ... / طلال حسن عبد الرحمن
- كتاب حكايات وذكريات الكاتب السيد حافظ كيف تصبح كاتبًا مشهور ... / السيد حافظ
- نقد الخطاب المفارق، السرد النسوي بين النظرية والتطبيق / هويدا صالح
- رواية للفتيان قمر من سماء عالية ... / طلال حسن عبد الرحمن
- التاريخ السياسي للحركة السريالية (1919-1969) بقلم:كارول رينو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رواية للفتيان عينان في الماء طلال ... / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - أنثى الماء..في ثوبها المرمري.. للكاتب المتميز تونسيا وعربيا د-طاهر مشي