أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري














المزيد.....

العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 15:13
المحور: الادب والفن
    


العقل الباطن في
"اسمي وشم ذاكرة"
عبد السلام عطاري
"اسمي وشمُ ذاكرةٍ
على ذراعِ الصّبيةِ
بحرفينِ يحرقانِ
طراوةَ الجِلْد
حرفانِ يكدحانِ
على ألْسِنةِ المراهقين
المراهقون الذين يغيبون عن المَدرسةِ
وحصصِ الدروسِ المُمِلةِ
ويُشْعِلونَ التّبغَ المَسروقَ
بين صبّارِ الحواكير
خلفَ دورةِ المياه
تحتَ سورِ المقبرة
تبغُ دُكّان الحارةِ العجوزِ
حرفانِ يطيران
ويتوارى الاسمُ
يتوارى خلفَ حزوزِ العُمرِ
وصبّارِ الانتظارِ
حرفانِ من اسمي
والأسماءُ سِيّان"
الطفولة وذكرياتها تبقى عالقة في الذاكرة رغم مرور السنين، فهي الفترة الأهم، الأجمل في الحياة، عبد السلام عطاري يتناول طفولته بطريقة لافتة، فرغم أن الفكرة واضحة إلا أن هناك مفاصل في القصيدة تجعلها متميزة.
بداية ننوه إلى أن غالبية الألفاظ في القصيدة مكونة من أربعة حروف وأكثر، وإذا ما كان هناك لفظ من ثلاثة حروف فإنه يضيف عليه أل التعريف كما هو الحال في: "الجلد، التبغ، العمر، وهذا يأخذنا إلى مكانة الماضي عند الشاعر، فهو يراه كنز ثمين فقدمه لنا بألفاظ (كبيرة)، وهنا نتجه إلى أسباب هذا الأمر وما الدوافع/ المسببات له.
أعتقد أن العقل الباطن للشاعر الذي كان حاضرا في القصيدة، فهناك إشارات تدل على أن القصيدة لم تأتي من خلال حالة وعي الشاعر بما يكتبه، بل من خلال أثر الطفولة عليه/ وما استخدامه لصيغة المثنى والجمع التي جاءت بأكثر من لفظ: "بحرفين/حرفان، يكدحان، يطيران/ المراهقين/المراهقون، حصص، الدروس، حزوز، الأسماء" إلا تأكيد للأثر الذي ما زال عالقا في العقل الباطن، كما أن وجود أل التعريف في "الصبة، المراهقين/المراهقون، المدرسة، الدروس، المسروق، الحواكير، الحارة، المقبرة، ناتج عن حرص الذاكرة على مخزونها الذي تحفظه، فيظهر هذا الحرص من خلال أل التعريف.
وهنا نطرح سؤال: لماذا لم يعرف الشاعر الذاكرة التي جاءت في فاتحة القصيدة/ "اسمي وشم ذاكرة"؟
أعتقد أن الإجابة تكمن في الفاتحة التي جاءت بوعي كامل وصفاء ذهن الشاعر، فهو بدأ القصيدة من خلال فكرة قادته إلى ماضيه، لكن بعدها، وبعد أن استخدم "وشم ذاكرة" لم يعد (يسيطر) على القصيدة وهيمنت ذاكرته على القصيدة، وكانت صيغة المثنى والجمع واستخدام أل التعريف، دلالة على هذا الأمر.
وهنا نتجه إلى الألفاظ المكررة: "اسمي/الاسم/الأسماء (مكرر اربع مرات)، حرفان/حرفين ( مكرر ثلاث مرات)" التي تخدم فكرة الإجابة على السؤال، المحور الأساسي في القصيدة هو "اسمي" وهو المحرك للذاكرة، لكن هل كان يمكن لأثر "اسمي" فقط أن يُكون/ يًوجد القصيدة ويجعلها حية وموجودة بين أيدينا؟ أعتقد لا، فلا بد من وجود أداة قادرة على تكون وصياغة القصيدة، وما الحروف: "حرفين/حرفان" إلا الوسيلة التي أوجدت/ أخرجت/ كونت القصيدة، وما تكرارها، إلا تأكيد للعلاقة المتماهية بين اسمي/الشاعر وبين الحروف/القصيدة.
وهنا نتجه إلى الألفاظ التي جاءت بأثر "حرفان": "حصص، مملة، حزوز" فتكرار الحرف في اللفظ الواحد يؤكد أن هناك ترتيب في اللاوعي جعل القصيدة منتظمة ومرتبة ومنسجمة بهذا الشكل، أختم وأقول لو جئنا بعشره من "عبد السلام عطاري" لما استطاعوا كشعراء واعون أن يأتوا بمثل هذا الترتيب والتناسق في القصيدة.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة الفلسطينية د. عدوية السوالمة حول دور الاعلام والسوشيال ميديا وتأثيره على وضع المرأة، اجرت
بانوراما فنية بمناسبة الثامن من اذار - مارس يوم المرأة العالمي من اعمال وتصميم الفنانة نسرين شابا


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الصهيوني الفلسطيني في رواية قناع بلون السماء باسم خند ...
- النكبة في الرواية الفلسطينية
- رواية المرافعة حسام الديك
- السواد والغضب في ديوان -ركاب الرحيل- نائلة أبو طاحون
- ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات عربية فلسطينية، سير ذاتية، الج ...
- التنوع والتعدد في رسائل أسامة الأشقر
- الكتابة والسجن
- طريقة تقديم الألم في قصيدة -من أيتم النور في قلبي- عبد الله ...
- كتاب -ذرة تراب على جبين عاشق شخصيات فلسطينية معاصرة سيرة ذات ...
- الناقد في كتاب وقفات مع الشعر الفلسطيني كميل أبو حنيش
- الأسير والمرأة في مجموعة -عطر الإرادة- سائد سلامة
- كتاب المجلس بولول فوه الكتاب المقدس لقبائل الكيشي مايا
- العهد العربي، المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام سميح غنادري
- الحالة النفسية في مجموعة -العبور دون جدوى- فايز محمود
- جمالية النص والتمرد في -دفاتر المطر- ليلى السايح
- الفرح في قصيدة -حوارة- عبد الناصر صالح
- الريف الأردني في مجموعة -أقاصيص أردنية- عيسى الناعوري
- المرأة الشرقية ومشاكلها في رواية -رحلة إلى ذات امرأة- صباح ب ...
- أدبية الكتابة في -بعيدا عن استعراض المنصة، شاهد إثبات- محمد ...
- الأسئلة في -دهان عربي- للأسير محمد جوهر --دهان عربي


المزيد.....




- وفاة الموسيقية الفنلندية البارزة كايا سارياهو عن عمر ناهز 70 ...
- توجت بـ3 جوائز في مهرجان -كان-: جيل جديد يرسم خريطة طريق للس ...
- وفاة نجمة أفلام فاسبيندر الممثلة الألمانية مارغيت كارستنسن ...
- بعد 3 عقود وأكثر من ألف كتاب.. دار أرواد السورية -خرابة- داخ ...
- أليك بالدوين: قاض أمريكي يدعم اتفاق تسوية مع عائلة المصورة ا ...
- بيل كوسبي الممثل الكوميدي الأمريكي يواجه تُهما جنسية جديدة
- المغرب: تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالابتدائي تدريجيا ابتد ...
- شاهد- حصان طروادة.. أسطورة ملحمة هوميروس الإغريقية تتجدد في ...
- إيران تكرم احدى قامات اللغة العربية
- ميدالية فضية لسورية في بطولة العالم للفنون القتالية في روسيا ...


المزيد.....

- لعبة الصبر / قصص قصيرة / محمد عبد حسن
- مسرحية -لسانها- / رياض ممدوح جمال
- الموت لا يزال أرواحًا في أعمال (لورانس دوريل -رباعيات الاسكن ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الخطاب التاريخي المضمر في رواية "حتى يطمئن قلبي" للكاتب ال ... / حبيبة عرسلان – أسماء بن التومي
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة طلال ... / طلال حسن عبد الرحمن
- كتاب حكايات وذكريات الكاتب السيد حافظ كيف تصبح كاتبًا مشهور ... / السيد حافظ
- نقد الخطاب المفارق، السرد النسوي بين النظرية والتطبيق / هويدا صالح
- رواية للفتيان قمر من سماء عالية ... / طلال حسن عبد الرحمن
- التاريخ السياسي للحركة السريالية (1919-1969) بقلم:كارول رينو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رواية للفتيان عينان في الماء طلال ... / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - العقل الباطن في -اسمي وشم ذاكرة- عبد السلام عطاري