أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبري الرابحي - المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية














المزيد.....

المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7736 - 2023 / 9 / 16 - 02:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم يكن من السهل أن ترى منزلك يتداعى للسقوط، لم يكن من السهل فقدان الأهل والجيران والتشبث بأمل الإنقاذ من تحت الركام أو السيول الجارفة.تلك الكوارث الثقيلة على الممتلكات والذكريات وحتى القلوب والتي ستظل عالقة في أذهان كل ضحاياها وحتى معاصريها.
عرفت كل من المغرب وليبيا خلال الأيام القليلة الفارطة أعتى الكوارث الطبيعية خلال ما يزيد عن نصف قرن، فزلزال المغرب أعقبه سريعاً فيضانات ليبيا لتتكبد البشرية خسائر هامة حوّلت الأنظار جميعاً نحو هذين البلدين المنكوبين.
زلزال المغرب:
يقع المغرب على منطقة صفائح تكتونية مستقرة نوعاً ما مما جعل فرضيات الكوارث الجيولوجية مثل الزلزال العنيف الذي هز عدة مدن مغربية مستبعداً ويصعب توقعه.ففي حين تتواتر الأخبار حول قرابة 3000 قتيل فإن الأمل في إنقاذ الناجين مازل قائماً، هذه المنطقة المنكوبة المتاخمة لمدينة مراكش المشهورة ذات الطابع السياحي المميز في خريطة المغرب تحولت سريعاً إلى كتل من الأنقاض بسبب عنف الزلزال والطابع العمراني للمنازل المشيدة في مناطق جبلية واسعة مما جعل عمليات الإنقاذ ذات صعوبة بالغة قد تطول لأيام.
فيضانات ليبيا:
ليبيا بدورها عرفت للوقت طويل إستقراراً مناخياً جعلها تبدو آمنة من كل تهديد محتمل، غير أن التطرف المناخي وتركز الأعاصير في منطقة حوض المتوسط جعلها في مرمى إعصار دانيال العنيف الذي حول مدينة درنة شرقي البلاد إلى مدينة عائمة بسبب التساقطات الهامة وإنهيار سدّين بالتزامن مع الإعصار الذي تفاقمت حصيلة ضحاياه لتصل إلى أكثر من 5000 ضحية فضلاً عن آلاف المفقودين الذين مازلت جهود الإنقاذ متواصلة العثور عن ناجين.
هذه الكوارث وإن كانت طبيعية يصعب توقع حدّتها ألقت بظلالها على الساحة الدولية وتحول معطى التدخل الإنساني إلى موضوع سياسي بحت كشف المواقف والتحالفات وحتى بعض ردود الأفعال بين السيادية الصرفة والعدائية المفترضة.
تقديم المساعدات الإنسانية وردود الأفعال الدولية:
تواترت بيانات التضامن على أعلى مستوى بين الدول وتقدمت الكثير منها بعروض المساعدات وإنتفت خلالها حتى بعض الخلافات التاريخية أمام أهمية التضامن الإنساني خاصة بين الدول الشقيقة، حيث تغلّب المشترك الحضاري على كل توتر قائم أو متوقع لكسر جليد القطيعة الديبلوماسية التي طالت بينها.ففي حين رحب الجانب الليبي بكل المساعدات الإنسانية الموجهة للمنطقة المنكوبة فإن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إستثنى منها المساعدات الغذائية حفظاً لكرامة شعبه المكلوم كما ألقت أزمة الحكم بظلالها من خلال حكومتين لنفس البلد تربط كل واحدة منها إصطفافات لمحاور مختلفة فضلاً عن حصيلة الحرب الأهلية لأكثر من عشر سنوات وما خلفته من أضرار على البنى التحتية إضافة إلى التركيز كلياً على التنازع المسلح بين أبناء الوطن الواحد.
المغرب أيضاً رحبت بالمساعدات لكنها إعتذرت عن قبولها جميعاً وفقاً لضوابط تراها مجدية لتسهيل عمليات الإنقاذ حيث بررت قبولها لمساعدات كل من الإمارات وقطر وإسبانيا والمملكة المتحدة بأنها ستكون مساعدات تقنية بحتة وفقاً لتنظيم النجدة برؤية مغربية موضوعية.
غير أن هذا الموقف إعتبره كثيرون رداً عدائياً تجاه دول بعينها والتي تعيش منذ سنوات خلافات جوهرية وتنازعاً حول المصالح بالمنطقة أساساً وتحديداً دولة الجزائر.
أكثر دعاة هذه السردية تطرفاً هو الإعلام الفرنسي الذي شنّ حملة كبرى على الموقف المغربي وإعتبره لا يليق بدول الجوار التي كانت لوقت طويل علاقاتها الديبلوماسية مستقرة.لكن البحث عن الإمتدادات الإقليمية والتحالفات الإستراتجية كانت مبرراً موضوعياً لمحللي الموقف المغربي. فمنطقة شمال إفريقيا بما تمثله من مستعمرات سابقة لفرنسا جعلتها تعاني لوقت طويل من هيمنة إستعمارية قديمة جديدة حتى من خلال تقاطع المواقف بخصوص قضايا شائكة على رأسها النزاع حول الصحراء الغربية بين المغرب والجزائر.
كما لا يخفى على أحد أن المصالح الفرنسية أصبحت مهدّدة أكثر من أي وقت مضى بعد الإضطرابات التي عرفتها كل من النيجر بوركينا فاسو ومالي والتي رفعت جميعها لواء مناهضة الإمبريالية الفرنسية والتحرّر من كل أشكال هيمنتها التاريخية، هذه المستجدات تجعل فرنسا في حاجة ماسة لدول شمال إفريقيا خاصة في ظل حشدها للدعم الدولي لتنفيذ تدخل عسكري في النيجر لإرجاع المسار الديمقراطي إلى جادته حسب رؤيتها والقضاء على زعامات الإنفصال الجيوإستراتيجي عن فرنسا وتهديد مصالحها في مناطق واسعة من وسط إفريقيا.
لكن الثابت أن أي دولة منكوبة بسبب التطرف المناخي أو صراعاتها الداخلية وترفض المساعدات هي دولة بصدد الدفاع عن سيادتها الوطنية أمام تسابق القوى الإقليمية للإنجاد الإنساني الذي يخفي في ما يخفيه تقاطعات مصلحية وإستمالات إستراتيجية لمحاور معينة.
هذا الموقف لا يمكنه نسف المشترك الحضاري والإنساني بين الشعوب ولا يعتبر سياسة خارجية عدائية بقدر ما يعني الشجاعة في الإفصاح عن الموقف دون هواجس الفشل في إدارة الأزمات وفتح الباب أمام أجهزة معادية تستغل مثل هذه الفرص وتهيء لها الأسباب أحياناً.
ولعل جائحة كوفيد 19 قد عرّت من خلال سلاح التلاقيح الدعاية السياسية وتقاسم الأدوار وإمبريالية المساعدات الإنسانية لإعادة تشكيل الخارطة الإقليمية وتشكيل تحالفات جديدة وتكتلات إقتصادية تحت عنوان يستوجب الإحتراز دائماً وهو المساعدات الإنسانية التي قد تكشف هواجس الميتا إمبريالية التي لا تتخلف عن الإمتداد والتوسع تحت عناوين وواجهات عدة.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود
- حمّى الإنقلابات وإعدام الديمقراطية
- ملف الهجرة: لعبة الإمبريالية وتكلفتها الإنسانية
- مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال
- تونس، موسم الهجرة بلا بوصلة
- تونس، البعض يذهب للديمقراطية مرتين
- أزمة القطاع العام و ربيع الليبرالية
- تونس، أي طريق للجمهورية الإجتماعية؟
- تونس: السجال السياسي و حمى التضادد
- دستور سعيد أم دستور تونس الجديدة؟
- شيرين أبو عاقلة: حرة فلسطينية لن تصمت
- تونس:تواصل الأزمة و أزمة التواصل


المزيد.....




- بالديدان والقرع.. هكذا احتفل قاطنو حديقة حيوانات لندن بعيد ا ...
- كيبيك تعزّز إمكانية القتل الرحيم بخيارات جديدة لمرضى التنكس ...
- ترامب وهاريس يسابقان الزمن لكسب الأصوات قبل يومين من موعد ال ...
- إيران.. روايات متضاربة حول حادثة تعري طالبة جامعية (فيديو)
- تقرير يكشف تقديرات إسرائيل لعدد أسراها الأحياء في غزة
- كيف تمكنت إسرائيل من تنفيذ إنزال في العمق اللبناني؟
- لماذا يجب علينا جميعا تناول المزيد من الألياف بما في ذلك الف ...
- نيويورك تايمز: تفاصيل جديدة عن هزيمة فاغنر في مالي
- فيديو يكشف مساهمة شركات إسرائيلية في هدم منازل رفح
- موقع كندي: أينشتاين عارض الاستيطان الصهيوني وتنبأ بالكوارث ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - صبري الرابحي - المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية