حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 7738 - 2023 / 9 / 18 - 01:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الابليس او الشيطان مفهوم قديم قدم الاديان المسماة بالاديان الإبراهيمية الثلاث . فقد كان الشيطان موجودا بمسميات اخرى في كل الاديان التعددية. وعندما ظهرت الاديان الابراهيمية جعلت من الشيطان جزءً من من منظومتها اذ اطلقت يده في حض الانسان على ارتكاب الشرور والمعاصي في مواجهة الصلاح الذي يحض عليه الاله الواحد الاوحد خالق الانسان والارض بما عليها وكل الكواكب الشمسية الاخرى والمجرات التي تقدر بالملايين ...
في الديانة الاسلامية تمكن الشيطان من تشويش الرسول باضافة ايتين الى سورة النجم، وهما: "أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى"، "تلك هي الغرانيق الأولى، وإن شفاعتهن لترتجى" .
السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا خلق الله الشيطان ومنحه سلطة مطلقة في حض الانسان على ارتكاب الشرور الى ان تقوم الساعة ، وجعله قوة لايستهان بها في حض البشر لارتكاب المعاصي وصرفهم عن تعاليمه المنزلة على انبياءه؟
الفكر الديني لايقف عند مثل هذا السؤال ويراه سؤالا سخيفا وينظر الى الشيطان من منظار آخر ، اذ يرى ان وجود الابليس او الشيطان ضرورة ايمانية ، فالله خلق الشيطان ليمتحن من خلاله البشر فيما اذا كانوا قادرين على الصمود امام شروره ام لا .
لكن هذا الجواب يقابله سؤال مهم وهو : اذا كان هدف الله هو إصلاح البشر وهو كذلك ، فلماذا سيخلق من يدفع البشر إلى ارتكاب الشرور ويطلق يده في هذا المجال بلا اي رادع ؟
هذا السؤال لن يكون مرحبا به من قبل المتدينين في كل الاديان، لكنهم حتى الآن لم يتمكنوا من تبرير فكرة وجود الشيطان الى يوم الحساب حيا يفعل كل ماله علاقة بالشر ويبذل كل مكره وخداعه لإفساد البشر .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟