أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نور فهمي - بردا وسلاما على المبدعين (مقال)














المزيد.....

بردا وسلاما على المبدعين (مقال)


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 22:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


"بردا وسلاما على المبدعين"

يضعون حزام الأمان، لا على صدورهم فقط، بل على عقولهم يحكمون قيده!
يخشون الانسياق وراء شغفهم حد كرهه وتحريمه!
وكلما تجنبوا الخطر..تمنعت وتجنبتهم الحياة!
معذورون هم..فلقد كنت يوما مثلهم؛ أخشى واتراجع..اقتل بيدى فطرتى وهويتى، ابتعد عن حقيقتى،اثور داخلى وانفر من وراء حجاب ( درءا للمصائب الموعودة )
ولكنى منذ زمن؛ قررت نزع حزام الأمان كليا!
قررت خوض التجربة مهما كلفنى ذلك..مهما كانت الأثمان الباهظة أو النتائج.
أشعلت فى نفسى نار الحياة!! ومعها الثورة والغضب والشغف والوهج!!
معها الصبر على سطحية أحكام الآخرين ..على عشوائية سلوكهم..على عبث التقاليد المقيتة التى تمكنت من حيواتهم!!
أحيانا اعجز بشكل تام عن خوض المعارك..أشعر بضعفى وهشاشتى؛ فاستجيب للوحشية، كاستجابة طفل حساس لكلمة اغضبته. اختبأ فترة لمداواة جرحى، ثم أعود لساحة المعركة وكأننى جندى خاض الحروب ألف مرة ولم يقتل أو يهزم بعد!!
فساحات المعارك أضحت كبيتى، "عنوانى" الذى اهرب إليه بعد فترات الراحة المملة الخالية من أى فعل أو ردات فعل، المليئة بالصمت والانتظار السلبى والروتين البغيض.
فى طريق متوازى أخطو خطواتى ..بين الحرب والسلام، اتلاعب بمصيرى وأداعب خطورة مآلى، كأن قدرى يخص "غيرى"، وذاتى لا تمت إلى بصلة!!
متصلة بكيانى حد الانصهار..متباعدة عنه بقدر ألمى!!
تأتى كلمات الطبيب والكاتب اليسارى الراحل( شريف حتاتة )عن المبدع فتلخص حاله ووضعه داخل مجتمعه :
"المبدع الحقيقي فى تغير مستمر ، وينظر إليه بوصفه خطرا يجب محاصرته والقضاء عليه، بينما الأمل الوحيد فى أن تصبح الحياة أفضل مما نجدها ، هو ألا تتوقف عملية الهدم والبناء في أي وقت.
المبدع بطبيعته يضيق بكل ما يحاصر عقله من أفكار وآراء ، يضيق بقيود الدولة والحزب، بقيود المؤسسات الثقافية والفكرية والسياسية والدينية القائمة، إنه يريد أن يقول ما يؤمن به ، بصرف النظر عما يراه غيره أو يحس به أو يفضله".

ومع التضييقات المستمرة والاتهامات التى يرمى بها، مع كل رأى ينشره بين الناس سواء؛ عن طريق مقال أو قصة أو فيلم_ أى ان كان مجال ابداعه_ فإن فلت حينها كل ذلك من أيادى الرقابة، لن يفلت ابدا من ألسنة الناس واتهاماتهم.
ومعدنه الحقيقى سيظهر فقط عند مواجهة نوايا حقيرة يتم "إسقاطها" من خلاله، عند صد ومقاومة محاولات قذرة يمارسها بعض الرجال"ضيقى الأفق" ضد النساء المبدعات خصيصا!!
لأنه ومع الاسف الشديد، بعض الرجال لا يفسرون الأمور إلا بقدر حيوانيتهم وشهوانيتهم.. بعضهم لا يفكر أو يقرر أو حتى يستمع للآخرين إلا من خلال عضوه التناسلى!!
والنساء خاصة اذا كن فى مجال إبداعى معرضات طوال الوقت للتعامل مع هذا النوع الإضافى من كومة القذارات !!
معرضات للتعامل مع اتهامات دنيئة، لا يعانى منها المبدع اذا كان "رجلا"!
وان كان "العند" فى تعريفه بالمعجم يعنى :" الاستكبار والتجاوز فى العصيان"
ففى هذه الحالة وهذا التوقيت يعد
"فضيلة" لا تضاهيها منزلة فضائل الدنيا مجتمعة،
"فرض عين" على المبدعين؛ لاستمرارية الطريق والتحقق والهدف!!
صلاة "عشق و تحرر" ، صلاة "انشقاق"؛ من العام الى الخاص..ومنه الى العام مرة اخرى!!
" نورا" يملأ صدور المبدعين؛
"قوة" يخوضون بها ضعف الحروب التى يخوضوها غيرهم، فإنهم، كما العادة والعرف؛ يحاكمون على جرائم لم يرتكبوها، ويرمون زورا بذنوب الآخرين، ومع ذلك يستمرون؛ فبهم من الجلد على تحمل الأذى؛ "قدرا" لا يستهان به، قدرا يساوى تحمل ألف جندى يصارع فى ساحة حرب على أشدها!!
فاللهم بردا وسلاما على المبدعين..بردا وسلاما عليهم أجمعين!!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى
- (منتهى اللذة..منتهى الألم) مقال
- آيات سينمائية..تلاوة امرأة
- حرية موقوتة (نص نثرى)
- انتحار عارية (قصة قصيرة)
- سمعة الكترونية (قصة قصيرة)


المزيد.....




- الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لبيع الأسلحة المستخدمة في غ ...
- مظاهرات حاشدة وسط لندن دعما لغزة ولبنان (فيديو)
- وزير الداخلية الباكستاني: أكثر من 80 شرطيا أصيبوا في اشتباكا ...
- بعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة - ...
- إسرائيلي فقد والديه في هجوم السابع من أكتوبر يؤكد أن الحوار ...
- إسرائيل -تعدّ- رداً على إيران وتشنّ غارات جديدة على لبنان
- الذكاء الاصطناعي التوليدي: فقاعة زائلة أم ثورة صناعية رابعة؟ ...
- إعلام عبري يتحدث عن إصابة جنرال إيراني كبير خلال استهداف هاش ...
- مصر.. السيسي يترأس اجتماعا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة
- مصدر أمني لبناني يؤكد تواجد صفي الدين في مقر لحزب الله استهد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نور فهمي - بردا وسلاما على المبدعين (مقال)