محسين الوميكي
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 02:52
المحور:
الادب والفن
حَمَاسُ تُوَزِّعُ عَلَى صَمْتِنَا
مَفَاتِيحَ الْحُرِّيَّةِ
وَالِانْعِتَاقِ
وَالْمُقَاوَمَةُ تَرْفُلُ فِي ثَوْبِ النَّصْرِ
رَافِضَةً كُلَّ انْبِطَاحٍ
فَزَمَنُ التَّطْبِيعِ وَلَّى
وَمَضَى
وَحَلَّ فِينَا زَمَنُ النَّخْوَةِ
وَالْكَرَامَةِ
وَالْفَخْرِ
صَمْتُنَا حِجَابٌ
لِشَلَّالَاتِ الدَّمِ الْمَهْدُورِ
فِي غَزَّة الْعِزَّة
لِأَكْفَانِ الضَّحَايَا
الَّتِي غَطَّتْ غَزَّةَ الْحُرَّة
فِينَا مَنْ يَمْشِي
عَلَى إسْفَلْتِ الذُّلِّ
وَالْخُنُوعِ
وَيُخْفِي وَجْهَهُ كَالنَّعَامَةِ
يَرْضَخُ لِلطَّاغُوتِ
وَيُحَاصِرُ الْأَحْلَامَ
وَيَغْتَالُ الْأَمَانِيَ
يَضَعُ الدَّسَائِسَ
وَيَبْتَكِرُ الْمُؤَامَرَاتِ
وَيَصْنَعُ الْخِذْلَان
كَثُرَ فِينَا بَائِعُو الْكَلَامِ
وَتُجَّارُ الْقَضِيَّةِ
لَكِنَّ فِلَسْطِين تَقُولُ لَنَا:
السَّاكِتُ عَنِ الْحَقِّ
شَيْطَانٌ أَخْرَس
آهٍ! كَمْ يُعَذِّبُنِي
اِبْتِعَادُنَا عَنْ لَحْظَةِ الْمَوْعِدِ
عَنْ لَحْظَةِ الِانْتِفَاضَةِ
عَنْ لَحْظَةِ الِانْتِصَارِ
وَفِينَا مَنْ يَجْتَمِعُ
لِذَرِّ الرَّمَادِ فِي الْعُيُونِ
وَلِكَيْ يَتَمَخَّضَ الْجَبَلُ
لِيَلِدَ لَنَا فَأْرًا
وَلِيَبْقَى الْهَوَانُ
جَاثِمًا عَلَى صُدُورِنَا
وَلِكَيْ نَصْمُتَ
صَمْتَ الْقُبُورِ
آهٍ! كَمْ يُعَذِّبُنِي
هَذَا الصَّمْتُ الْمُطْبِقُ
وَفِينَا مَنْ فَضَّلَ تَقْبِيلَ التُّرَابِ
تَحْتَ أَقْدَامِ الْحُرِّيَّةِ
وَفِينَا مَنِ اخْتَارَ أَنْ يُعَانِقَ الذُّلَّ
وَهَاجَرَ رَوْضَةَ الضَّمِيرِ
وَصَوْتَ الْأُمَّةِ
تَجَاوَزْنَا السَّاعَات
وَلَمْ نَسْتَفِدْ مِنْ كَثْرَةِ اللَّدَغَاتِ
وَأَصْبَحَ الصَّمْتُ عِنْدَنَا عَادَات
وَرَقدْنَا فِي أَعِمَقِ سُبَاتٍ
وَصِرْنَا فِي مَسَاكِنِنَا كَالْأَمْوَاتِ
وَفِي الْمُسْتَقْبَلِ
سَنُلَقِّنُ لِأَبْنَائِنَا كَذِبَ الْأَحْدَاثِ
لَكِن حَفْنَةُ صَبْرٍ
عَلَى حَفْنَةِ صَبْرٍ
سَنَنَالُ النَّصْرَ الْمُبين
آهٍ! كَمْ يُعَذِّبُنِي هَذَا الصَّمْتُ الْمُطْبِق
#محسين_الوميكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟