أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن : ( الأوراد / ربنا فى ضهرى )















المزيد.....

عن : ( الأوراد / ربنا فى ضهرى )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال الأول :
زارنا شيخ صوفى من بلدنا ومن أقاربى ، وصليت معه العشاء ، وبعدها سمعته يرتل مثل ترتيل القرآن كلام غريب جدا ، فسألته عنه فقال إنه ( حزب ) أو ( ورد) الشيخ ابو الحسن الشاذلى . فسألته عن هذا فقال ان الأحزاب والأوراد هى صيغ التصوف فى التهجد ، وقال إن لكل طريقة الأوراد الخاصة بها ، وفى الطرق الشاذلية هناك حزب الشاذلى وحزب ابن مشيش . ورأى عدم إقتناعى بما أسمع فسكت ، وأصابنى الاحراج فلم أسأله . وأسألك هل هذه الأوراد تتفق مع الاسلام ؟ وهل كان يقولها النبى عليه السلام ؟

إجابة السؤال الأول
لكل دين أرضى مصطلحاته وعباداته والتى تعبر عن عقيدة هذا الدين . ودين التصوف من مصطلحاته التعبدية الأوراد أو الأحزاب ، وهى عبادات يقرءونها تعبّر عن عقائدهم فى وحدة الوجود والاتحاد بالله والحلول الالهى فيهم . وكل هذا من أبشع أنواع الكفر . فالشاذلى فى حزبه الذى يردده الشاذلية يقول مثلا : ( اللهم صلني بإسمك العظيم الذى لا يضر معه شيئ في الأرض ولا في السماء، وهب لي منه سراً لا تضر معه الذنوب شيئاً ، واجعل منه وجهاً تقضى به الحوائج للقلب والعقل والروح والسر والنفس .. وادرج أسمائي تحت أسمائك وصفاتي تحت صفاتك وأفعالي تحت أفعالك .. واغنني حتى تغنى بي ، واحيني حتى تحيى بي ما شئت ومن شئت من عبادك ،واجعلني خزانة الأربعين ). وهذا تعبير صريح عن الحلول والاتحاد . والصوفى المغربى ابن مشيش له ورد مشهور بأنه صلاة ابن بشيش ، يقول فيه : ( وزجُني في بحار الأحدية ، وانشلني من أوحال التوحيد ، واغرقني في بحر عين الوحدة ) ، أى يجعل التوحيد ( لا إله إلا الله ) ( أوحالا ) ، ويدعو أن يغرق فى الذات الالهية ويتحد بها بعيدا عن تلك ( الأوحال ) ، أى يصف الاسلام بالأوحال .!. عليهم جميعا لعنة الله جل وعلا .
إسلاميا :
1 ـ من حيث المصطلحات :
1 / 1 : مصطلح ( الورد ) ومشتقاته يأتى بمعنى مختلف تماما ، وهو الدخول ، ومنه قوله جل وعلا : (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) القصص ) (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً (71) مريم ) ( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) الأنبياء ) ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمْ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) هود ).
1 / 2 : مصطلح الحزب والأحزاب جاء كثيرا فى القرآن الكريم ، ومنه : ( فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) المؤمنون ) ( وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم ) ( يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ ) الاحزاب 20 ) ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) الاحزاب) ( جُندٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنْ الأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الأَحْزَابُ (13) ص ).
2 ـ من حيث التعبُّد :
2 / 1 : قال جل وعلا : ( أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79) الاسراء ) . وهذا هو التهجد بتلاوة القرآن الكريم فى الليل وفى الفجر . وهذا أمر للمؤمنين والنبى ، وثوابه المقام المحمود ، أى الجنة . قال جل وعلا عن أهل الجنة وهم يحمدون فيها ربهم جل وعلا : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) فاطر ).
2 / 2 : وعن قيام الليل تعبدا بذكر الله جل وعلا والصلاة وقراءة القرآن قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 : ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) السجدة )
2 / 2 / 2 : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9) الزمر )
2 / 2 / 3 : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) الذاريات )
2 / 2 / 4 : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل ) .
3 ـ هذا زائد على الصلوات الخمس المفروضة . لذا هو ( نافلة ) كما جاء فى سورة ( الاسراء ) . والنافلة تعنى الزياد كقوله جل وعلا عن ابراهيم عليه السلام : (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ) (72) الأنبياء )
السؤال الثانى :
ينتشر بين الناس قولهم ( ربنا فى ضهرى ) . يعنى ربنا ينصرهم ويدافع عنهم ويؤيدهم . هل هذا جائز اسلاميا ؟
إجابة السؤال الثانى :
ـ ( الله فى ضهرى / ظهرى ) هذه الصيغة حرام إسلاميا للأسباب الآتية
1 ـ لا تليق بجلال الله جل وعلا ، إذ تقترب من معنى الحلول والاتحاد الصوفية .
2 ـ هى إخبار عن ان الله جل وعلا ينصر القائل . وهذا تطاول على علم الله جل وعلا وإنتهاك للغيب الالهى ، فمن قال له هذا ؟
3 ـ المفروض فيمن يدعو الله جل وعلا أن ينصره:
3 / 1 : أن يكون نصيرا لله جل وعلا ، أى لا يتخذ معه إلاها ولا يؤمن بحديث غير القرآن الكريم ، وأن يقف ضد من يؤمن بذلك ينصر الله ، وحينئذ ينصره الله جل وعلا . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) محمد )
3 / 2 : أن يدعو الله جل وعلا تضرعا وطمعا وخوفا ، لا أن يفتئت على الخالق جل وعلا .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجر
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت المؤقت والموت الدائم
- عن ( حوارات ):
- عن ( السعودية وأمريكا / حديث حب الدنيا رأس كل خطيئة )
- ( ف 4 ) ( أولو الأمر ) فى الشورى الاسلامية
- عن ( عانس سوداء / حرف / السرقة من كافر )
- عن ( آه من حماس / الباقورى والدين والتدين )
- ( ف 4 ) الشورى الاسلامية هى حُكم الشعب وليس حكم الفرد
- عن ( الامام الترمذى الكافر الكذاب )
- عن ( شهد الله ، والله يشهد )
- العلاقات الخارجية للدولة الاسلامية العلمانية
- عن : ( هل الملائكة تحارب مع حماس ؟ / تسع آيات وبصائر ومثبور ...
- عن ( مواقف من الصلاة / كعب الأحبار )
- لمحة سريعة عن (جريمة قتل الأطفال والنساء بين اليهود والمحمدي ...
- عن ( الاحتراف الدينى / الصوم والهدى فى الحج / القاموس القرآن ...
- عن ( شريعة قتل الأولاد / كعب الأحبار )
- يسألونك عن إسرائيل
- عن ( الإكراه على البغاء / لا تهمنا هدايتك / معانى الأسماء )
- عن ( عيد الهلاوين / العفاريت)( شق الجيوب )( الدروز العرب )
- الصلوات الخمس بين المشقة والتيسير
- عن ( حماس تعترف / تركيا الآثمة / الصلاة فى ميضأة مسجد ضرار )


المزيد.....




- مصر.. دار الإفتاء توضح حكم الصلاة بالقفازين لشدة البرد
- دول إسلامية تدعو أمريكا للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار ف ...
- زاخاروفا: الأعياد المسيحية لم تكن يوما سببًا لدعوة برلين للس ...
- عمره 3000 سنة.. شاهد حجم الدمار في المسجد العُمري بغزة بعد ق ...
- اللجنة الوزارية العربية الإسلامية: نرفض مناقشة مستقبل قطاع غ ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف القواعد الأمريكية في الع ...
- 11عملية للمقاومة الإسلامية ضد قواعد أمريكا في العراق وسوريا ...
- المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: يجب إشراك الرم ...
- بلينكن يجري مباحثات مع نظرائه من دول عربية وإسلامية
- الدولية الإسلامية لتمويل التجارة تناقش التمويل الإسلامي وأرص ...


المزيد.....

- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة
- ظاهرة الهوس الديني في مصر - مقال تحليلي / عادل العمري
- فرويد والدين / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - عن : ( الأوراد / ربنا فى ضهرى )