أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - فلسطين تكشف بعض الحقائق : لا للتعصّب الدينيّ و الشوفينيّة القوميّة – الشيوعيّة الثوريّة لتحرير الإنسانيّة















المزيد.....



فلسطين تكشف بعض الحقائق : لا للتعصّب الدينيّ و الشوفينيّة القوميّة – الشيوعيّة الثوريّة لتحرير الإنسانيّة


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 00:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فلسطين تكشف بعض الحقائق : لا للتعصّب الدينيّ و الشوفينيّة القوميّة – الشيوعيّة الثوريّة لتحرير الإنسانيّة

- ... كان ماركس رجل علم ... لقد كان العلم بالنسبة لماركس حركيّة - ديناميّة - تاريخيّة و قوّة ثوريّة ... كان ماركس قبل كلّ شيء ثوريّا .
( إنجلز ، " خطاب على قبر كارل ماركس " )
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
- إنّ الثورة الشيوعيّة تقطع من الأساس كلّ رابطة مع علاقات الملكيّة التقليديّة ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطوّرها ، كلّ رابطة مع الأفكار و الآراء التقليديّة .
ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي "
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
- هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليه و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850 "
----------------------------------------------------------------------------------------------------------
- يجب أن يكون هناك حزب ثوريّ ما دمنا نريد الثورة . و بدون حزب ثوريّ ، حزب مؤسّس وفق النظريّة الماركسيّة اللينينيّة الثوريّة و طبق الأسلوب الماركسي اللينينيّ الثوريّ ، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبرياليّة و عملائها .

( ماو تسى تونغ ،" مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ "، ص 1-2)
------------------------------------------------------------------------------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعيّة .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
جوهر ما يوجد فى الولايات المتّحدة ليس ديمقراطيّة و إنّما رأسماليّة - إمبرياليّة و هياكل سياسيّة تعزّز الرأسماليّة - الإمبرياليّة . و ما تنشره الولايات المتّحدة عبر العالم ليس الديمقراطيّة و إنّما الإمبرياليّة و الهياكل السياسيّة لتعزيز تلك الإمبرياليّة .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 43 ، 16 أفريل 2006 )
" ما نراه فى نزاع هنا هو الجهاد من جهة و ماك العالمية / ماك الحرب من جهة أخرى و هو نزاع بين شريحة ولّي عهدها تاريخيا ضمن الإنسانيّة المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولي عهدها تاريخيّا ضمن النظام الإمبرياليّ . و هذان القطبان الرجعيّان يعزّزان بعضهما البعض ، حتّى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنّك ستنتهى إلى تعزيزهما معا . و فى حين أنّ هذه صيغة مهمّة جدّا و حيويّة فى فهم الكثير من الديناميكيّة التى تحرّك الأشياء فى العالم فى هذه المرحلة ، فى نفس الوقت ، يجب أن نكون واضحين حول أيّ من " هذين النموذجين الذين عفا عليهما الزمن " قد ألحق أكبر الضرر و يمثّل أكبر تهديد للإنسانيّة : إنّه الطبقة الحاكمة للنظام الإمبرياليّ التى عفا عليها الزمن تاريخيّا ، و بوجه خاص إمبرياليّو الولايات المتّحدة ."
( التقدّم بطريقة أخرى، جريدة " الثورة " عدد 86 ، 29 أفريل 2007؛ " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان وكتاباته مكتبة الحوار المتمدّن ، ترجمة شادي الشماوي )
- ... كان ماركس رجل علم ... لقد كان العلم بالنسبة لماركس حركيّة - ديناميّة - تاريخيّة و قوّة ثوريّة ... كان ماركس قبل كلّ شيء ثوريّا .
( إنجلز ، " خطاب على قبر كارل ماركس " )
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

و نحن نتابع مجريات النضال عربيّا و عالميّا ضد جرائم الحرب و الإبادة الجماعيّة و المجازر و المذابح التي لا تتوقّفمنذ أكثر من ثلاثة أشهر في حقّ الشعب الفلسطيني في غزّة أساسا و كذلك في الضفّة الغربيّة ، رصدنا مواقفا و شعارات تستحقّ منّا التوقّف عندما من باب المسؤوليّة الشيوعيّة الثوريّة ، تعليقا و نقدا لإنارة من يرنو إلى بلوغ الحقيقة التي هي وحدها الثوريّة كما قال لينين العظيم و السعي بناء على ذلك إلى الفعل على أصعدة عدّة لتغيير العالم .
1- عودة إلى طبيعة الصراع ضد الكيان الصهيوني :
يبدو أنّ من أهمّ أحداث هذا الأسبوع في ما يتّصل بحرب الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة – الأمريكيّة ضد الشعب الفلسطيني هو مثول دولة الكيان الصهيوني لأوّل مرّة في تاريخه أمام محكمة العدل الدوليّة نتيجة شكوى تقدّمت بها دولة جنوب أفريقيا . و لسائل أن يسأل ما مغزى أن يكون المتقدّم بملف الشكوى و المطالبة بإيقاف العدوان دولة جنوب أقريقيا و ليست دولة عربيّة أو إسلاميّة ؟
بديهي أنّ دولة جنوب أفريقيا لم تقم بما قامت به إنطلاقا من كونها مسلمة أو عربيّة . لا صلة لها بالعروبة و الإسلام . صلتها بالقضيّة الفلسطينيّة إنسانية و بحث عن العدالة . فجنوب أفريقيا عاشت في ظلّ نظام أبارتايد أي الفصل أو الميز العنصري الشبيه إلى حدّ كبير بما يمارسة الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلّة و قد كلنت للمناضلين و المناضلات ضد الأبارتايد علاقات جيّدة مع حركة التحرّر الوطني الفلسطينيّة . و من هذا المنطلق الإنساني و بحثا عن العدالة للشعب الفلسطيني و مناهضة لنظام الأبارتايد العنصريّ في الكيان الصهيوني ( و طبعا وقوفا ضد الإبادة الجماعيّة للفلسطينيّين )، أخذت دولة جنوب أفريقيا على عاتقها الدخول في مواجهة مفتوحة مع الكيان الصهيوني و داعمه الولايات المتّحدة . و هذا ينمّ عن و يؤكّد مجدّدا طبيعة الصراع ضد مغتصبى فلسطين . إذن ليس الصراع صراعا دينيّا و لا هو صراعا قوميّا بحتا بل هو صراع وطني و قومي ( و ليس شوفيني في الأصل ) و إنسانيّ بالمعنى الأمميّ . ؛ وطني بالنسبة إلى الفلسطينيّين بصفة مباشرة و قومى من جهة الشعوب العربيّة المتطلّعة إلى الوحدة القوميّة و إنسانيّ أمميّ بما هو حقّ تقرير مصير شعب و معاداة للعنصريّة و مناهضة الإستعمار بشتّى أشكاله كما مناهضة النازيّة الصهيونيّة .
و يترسّخ هذا أكثر حينما نلمس أنّ ما من دولة إسلاميّة أو دولة عربيّة قامت بهذه الخطوة ذلك أنّ جلّها إن لم تكن كلّها بدرجات متفاوتة رجعيّة و غارقة إلى العنق في النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي و مندمجة فيه و واقعة تحت وطأة و كلاكل الإمبرياليّة العالميّة المتحالفة مع الصهيونيّة .
و يذكّرنا موقف دولة جنوب أفريقيا هذا بموقف شخص لن ينساه التاريخ الفلسطيني ضد الصهيونيّة ألا وهو أوكاموتو ، عضو الجيش الأحمر الياباني ، الذى وضع حياته على كفّه و قدّم خدماته للقضيّة الفلسطينيّة و سُجن في الكيان الصهيوني و أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى ... ( ليس هذا مجال التفصيل في قصّته المهلة و المعروفة عالميّا ) . و هذا المثال أيضا يزيد من تأكيد البعد الإنسانيّ و الأممي لطبيعة الصراع ضد الصهيونيّة كإستعمار إستيطاني إحلالي عنصري نازي. و قاد قال الشاعر التونسي ، مختار اللغماني ، في ديوانه " أقسمت على إنتصار الشمس " بشأن أوكاموتو هذا البيت المعبّر للغاية و الذى ورد ضمن قصية مهداة إلى هذا المناضل الأمميّ : " أوكاموتو أحبّك يا أخى الإنسان ، أحبّك يا من لم تكن قارئا للقرآن " .
و نستخدم مفردة " عودة " في عنوان هذه النقطة للتذكير بأنّ طبيعة هذا الصراع موضوع نقاشنا كان واضحا إلى درجة لا بأس بها لدي طليعة منظّمة التحرير الفلسطينيّة منذ أواخر ستّينات القرن العشرين و هناك جهد من تيّارات كثيرة للإنقلاب على هذه الحقائق ودفنها و تعويضها بأوهام ضارة جدّا.
2- في نقد بعض الشعرات المسموعة أثناء التحرّكات الجماهيريّة :
في بعض البلدان العربيّة ، لاحظنا رفع شعار " خيبر خيبر يا يهود – جيش محمّد سيعود " . و من الأكيد أ،ّ ألصوليّة أفسلاميّة تقف وراء هذا الشعار الخاطئ أصلا و المجافي لحقيقة طبيعة الصراع الدائر و الضار بالتالى بالقضيّة الفلسطينيّة . فالصهاينة ليسوا يهود خيبر الذين تعايش معهم المسلمون إلى ما بعد " فتح مكّة " قبل طردهم من الجزيرة العربيّة . لا يمكن أن نرمز إلى صهاينة اليوم بأنّهم يهود خيبر فهذا لا يصحّ . و لا صلة لمعظم يهود العالم اليوم في فلسطين المحتلّة بخيبر كقبيلة يهوديّة كانت تعيش في المدينة أساسا . فالأشكيناز أي اليهود القادمون إلى فلسطين من البلدان الغربيّة قد عاشوا في بلدانهم الأصليذة لقرون إن لم يكن لألف سنة و أكثر و من ذلك يهود بولونيا . هذا من ناحية و من الناحية الأخرى ، السيفرديّون أي يهود الشرق قد عاشوا مندمجين إلى درجات متفاوتة في بلدان الشرق لقرون و قرون . منذ أكثر من 75 سنة تأسّس كيان مدعو دولة يهوديّة وهو في الحقيقة دولة صهيونيّة مرتبطة إرتباطا عضويّا بالإمبرياليّة العالميّة لا سيما منذ عقود الإمبرياليّة الأمريكيّة قبل كلّ شيء . و لا يمثّل هذا الكيان جميع اليهود في العالم و حتّى داخله هناك ( خاصة في القدس ) يهود ضد دولة الكيان الصهيوني و قد رفع هؤلاء اليهود في شهر أكتوبر 2023 ، و هم يواجهون جيش و شرطة المحتلّين ، أعلام فلسطين و عبّروا عن تضامنهم مع غزّة فنالوا ما نالوا من ألوان القمع و تلجيم الأصوات . فهل ندين هؤلاء اليهود المناضلين ضد الصهيونيّة و الواقفين مع تحرير فلسطين لأنّهم هشّموا القوالب الجاهزة الأصوليّة الإسلاميّة ؟
شعار " خيبر خيبر ..." موضوعيّا يدينهم بينما هم على صواب ن و لا يميّز بينهم و بين الصهاينة و هذا يعود بالوبال على القضيّة الفلسطينيّة بدل يخدمها .
و نسترسل لنلفت النظر إلى أنّ اليهود في الولايات المتّحدة و في بريطانيا على سبيل الذكر لا الحصر ، المناهضين للصهيونيّة و الإمبرياليّة ( بمختلف منظّماتهم ) أبلوا البلاء الحسن و إجترحوا بطولات في فضح بايدن و داعمى الكيان الصهيوني و في فضح إجرام الكيان الصهيوني نفسه . و نظنّ أنّنا لسنا في حاجة إلى ذكر أمثلة عن ذلك فشاشات العالم نقلت و تنقل ذلك و لا نعتقد أنّ من يتابع الأحداث فاتته تلك المشاهد المعبّرة . فهل ندين هؤلاء و نتهجّم عليهم و نتوعّدهم و نتهدّدهم بعودة " جيش محمّد " أم نقف إلى جانبهم اليد في اليد و الكتف إلى الكتف لنندّن بالصهيونيّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة و البريطانيّة إلخ و نساندهم و ندعم معا المقاومة الفلسطينيّة ؟ و من اللافت أنّ ما بذله اليهود في الولايات المتّحدة و بريطانيا من أجل إيقاف إبادة الشعب الفلسطيني لم يقم به معظم العرب و معظم المسلمين . و هذه حقيقة أخرى تزيد من تأكيد خطأ الشعار الأصولي الإسلاميّ الخاطئ و مدى ضرره .
أمّا عن " جيش محمّد " فنقول أنّنا رأينا على أرض الواقع " جيوش محمّد " و ما فعلته . ألم يتصدّى جيش السعوديّة لصواريخ يمنيّة كانت موجّهة إلى الكيان الصهيوني ؟ و ألم يفعل جيش الأردن الشيء نفسه ؟ و الجيش المصريّ ألم يحاصر غزّة و يمنع عنها الماء و الغذاء و الدواء و ما إلى ذلك و جميع هذه التحرّكات السعوديّة و ألردنيّة و المصريّة تعدّ حسب القانون الدولي أعمالا حربيّة ! ضد من ؟ و من أجل من ؟ لكم الإجابة .
أضف إلى ذلك ، ما فعلته تركيا إلى الآن حيث تراها تدين و تتهدّد و تتوعّد ، على لسان أردوغان ، و لم تتجرّأ حتّى على طرد السفير الصهيوني كما فعلت بلدان عديدة من أمريكا الجنوبيّة وهي بالمناسبة لا مسلمة و لا عربيّة ! و أيضا ليتذكّر من نسي ما فعله الإخوان المسلمون في مصر و في تونس لمّا آلت إليهم السلطة السياسيّة و أمسكوا بمقاليد الحكم : هل جرّموا التطبيع مثلا . لا أبدا بل أحبطوا ، في تونس ، مشاريع قوانين في هذا الصدد .
ما من شكّ في أنّ تحرير فلسطين يقتضى الإدراك التام لطبيعة المعركة و من هم الأعداء و من هم الأصدقاء و ليكن واضحا لمن لم يستوعب الدرس بعدُ أنّه مثلما هناك مسيحيّون صهاينة ( و بايدن أعلن على الملأ أنّه ما من حاجة لأنّ يكون المرء يهوديّا ليكون صهيونيّا ) هناك مسلمون صهاينة و هناك عرب صهاينة ... و هؤلاء و أولئك من أعداء الثورة الفلسطينيّة و ليسوا من أصدقائها . و من هنا ، ندعو إلى بذل الجهود الفرديّة و الجماعيّة لوضع شعار " خيبر خيبر ..." في مزبلة التاريخ لخطله و إلحاقه الضرر بالقضيّة الفلسطينيّة علما و أنّ الفلسطينيّين أنفسهم ليسوا جميعا مسلمين و من يروّج لذلك ينكر الوجود المسيحي و حتّى وجود يهود تاريخيّا فلسطينيّون ( كما وُجد يهود في عدّة بلدان عربيّة أخرى ) كما وجود أناس يحملون أفكارا لادينيّة و منهم الشيوعيّون إلخ . و الوحدة الفلسطينيّة وحدة وطنيّة و ليست دينيّة بتاتا . و إمضاء خمسة فصائل فلسطينيّة ( الجبهة الشعبيّة و الجبهة الشعبيّة القيادة العامة و الجبهة الديمقراطية و الجهاد الإسلامي و حماس ) لبيانات مشتركة و الدعوات إلى الوحدة الوطنيّة و الردّ الجماعي على المبادرة المصريّة خير مثال على ذلك .
و لئن كان الموقف اليمني المساند و الداعم للنضال الفلسطيني بشكل عملي و فعّال جيّد فإنّ رفع قادة اليمن الحوثيّين لشعار " الموت لليهود " إلى جانب الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل " خاطئ الخطأ كلّه ( " الموت لليهود " ) لأنّه موقف عنصريّ و موقف لا يفرّق بين العدوّ و الصديق ضمن اليهود و يطمس طبيعة الصراع الوطني و القومي و الأممي كما شرحنا أعلاه .
و نمرّ إلى شعار شوفيني قومي مقيت هو الآخر ، شعار رفعه البعض في تحرّكات جماهيريّة : " يا أمريكي يا جبان الشعب العربي / الفلسطيني لا يهان " . لمن لم يدرك مكمن الخطأ و كنهه و خطره و يكتفى بالظاهر على أنّ هذا الشعار يعادى الإمبرياليّة الداعمة للصهيونيّة ، نتوجّه بالكلمات التالية : الصيغة تنطوى على قنبلة تفجّر النضال الفلسطيني و المساندة و الدعم الأمميّين ( و تذكّروا أنّ للصراع طبيعة أمميّة أيضا ) . و نشرح فنقول المشكل في المفردة " أمريكي " التي تعنى بصيغة أخرى " الأمريكان عامة . و هذا غلط فادح للغاية . بأمّ أعيننا رأينا و سمعنا ، و لسنا من الذين بهم صمم أو هم عمي لا يبصرون ، مئات آلاف و ربّما ( بعمليّة جمع من تحرّكوا في عدّة مدن ) الملايين من شعب الولايات المتّحدة الأمريكية من الكثير من المشارب الفكريّة ( و بالمناسبة ، الجالية العربيّة و المسلمة بعتراف شهود عيان و تقارير الصحفيّين أقلّية ضمن المحتجّين ) يحتجّون على سياسات بايدن و حكومته و قد تنوّعت أشكال النضال و قد وصفها من وصفها أحيانا بالمبدعة .
و هؤلاء المحتجّين على الصهيونيّة و الإمبرياليّة ( و منهم اليهود الذين مرّ بنا ذكرهم و منهم الشيوعيّون الثوريّون أنصار الشيوعيّة الجديدة بقيادة بوب أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة و قد عرّب شادي الشماوي عديد وثائقهم الدعائيّة و التحريضيّة بشأن مناصرة حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير و مناهضة الصهيونيّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة و المجازر التي يقترفانها ، و نشرها على ألنترنت على صفحات الحوار المتمدّن ) ليسوا أعداء الثورة الفلسطينيّة بل هم أصدقاؤها و إن كانوا من معارضي الأصوليّة الإسلاميّة و الشوفينيّة القوميّة . و من يعدّهم بمثل ذلك الشعار الأخرق أعداء يلحق ضررّا و أيّ ضرر بالقضيّة الفلسطينيّة .
و لنكرّر ملاحظة وردت و ترد على لسان الكثير من المتابعين للأحداث ألا وهي أنّ الشعب الأمريكي الذى أضحى شبابه في غالبيّته مناهضا للصهيونيّة و إبادتها الجماعيّة للفلسطينيّين و مدينا لبايدن على أنّه مجرم حرب ، و مناصرا للحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة ، قدّم و يقدّم ( و تضحيات البعض على أكثر من صعيد صارت معلومة )ما لم يقدّمه عرب و مسلمون من عشرات الدول ! و من الممكن أن يقدّموا المزيد و المزيد مستقبلا . و نلفت النظر إلى أنّ تحرّكات الشارع الأمريكي تضغط على إدارة بايدن ضغطا مباشرا أكثر ممّا تضغط عليه تحرّكات بعض العرب في هذه أو تلك من البلدان . و قد تفرض عليه تغيير موقفه جزئيّا على الأقلّ ليوقف إطلاق النار .
و بالملموس بعض الأمثلة عربيّا . ما هي مساهمات مصر و شعبها في هذه المعركة بالذات – طوفان الأقصى ؟ ( ولا نريد الغوص في الجدال التاريخي الذى يطول و هذا ليس مجاله ) حقيقة ، دون مداورة و مناورة، مساهمة الجماهير الشعبيّة أقلّ ما توصف به ببساطة هو أنّها دون المطلوب ( لأسباب شتّى ) . و ما وفّره نظام السيسي هو الحرب ضد الفلسطينيّن في غزّة بمحاصرتها و منع الغذاء و الدواء إلخ عنها ( حسب القانون الدولي ) و هديّته المفخّخة للفلسطينيّين شقّها الأوّل هو الدعوة إلى جعل غزّة منزوعة السلاح ليستعبدها ويتصرّف فيها الصهاينة كما يشاؤون و شقّها الثاني هو المبادرة المصريّة التي تطعن المقاومة في الظهر و تقدّم أجلّ الخدمات لنتنياهو كما حلّل من يفقهون جوهر تلك المبادرة .
و من مصر إلى تونس التي بدت في مستهلّ العدوان الصهيوني على غزّة متميّزة في موقفها المساند للشعب الفلسطيني و في ردّة فعل البعض من مواطنيها و مواطناتها . لكن لسوء الحظّ عرقلت الرئاسة و سلطات أخرى إصدار قانون تجريم التطبيع ، و شعبيّا تراجعت بشكل محسوس التعبئة لتحرّكات جماهيريّة مساندة و دعما للنضال الفلسطيني فمن عشرات الآلاف إلى آلاف إلى مئات في 29 نوفمبر 2023 و طوال شهر ديسمبر 2023 ، لم يحصل أيّ تحرّك شعبيّ من تنظيم اللجنة الوطنيّة المتكوّنة من نقابات و أحزاب و جمعيّات .( على أنّ هناك تحرّكات للعشرات في مناسبات متفرّقة ). و هذا أيضا غير كافي بالمرّة حتّى لا نقول شيئا آخر .
من واجب المناضلين و المناضلات من أجل تحرير فلسطين أن يفضحوا الأعداء ومنهم الرجعيّة العربيّة أو عرب أمريكا، العرب الصهاينة . و كما وسمهم الشاعر الفلسطيني الكبير ، " عرب أطاعوا رومهم ، عرب باعوا روحهم " ، طبعا دون التاضى و لو لحظة عن التصدّى للصهيونيّة و الإمبرياليّة و بالأشكال المتاحة .
3- النظرة المثاليّة الميتافيزيقية إلى الواقع و الصراع الطبقي و الوطني و القومي و الأممي تشوّه الحقائق و تعرقل تقدّم نضالات الشعوب :
فلسفيّا ، الأصوليّون الإسلاميّون الرافعون لشعار " الموت لليهود " و كأنّ جميع اليهود أعداء و ليس الصهاينة من يهود و مسيحيّين و مسلمين و عرب و غيرهم يرفضون الإعتراف بالواقع الموضوعي المتناقض المكذّب لأوهامهم . و نظرتهم هذه توسم بالمثاليّة الميتافيزيقيّة تسعى إلى إدخال الواقع في القوالب الجاهزة الأسطوريّة و العنصريّة التي يتبنّونها و يروّجون لها جاعلين من صراعات الحاضر إمتدادا لصراعات الماضي ضاربين بمميّزات عصرنا ، عصر الإمبرياليّة و الثورة الإشتراكيّة عرض الحائط . و بهذا المعنى هم خارج التاريخ و يريدون ليّ عنقه ليتناسب مع قراءتهم المثاليّة الميتافيزيقيّة . اليهود ليسوا وحدة متجانسة شأنهم في ذلك شأن المسلمين و المسيحيّين و البوذيّين و غيرهم . أمر لا يرقى إليه شكّ ، إلاّ لدي المثاليّين الميتافيزيقيّين ، أنّ هناك يهود صهاينة كما أنّه هناك يهود مناهضين للصهيونيّة و هذا صحيح تاريخيا و حاضرا . و قد رسمت معركة طوفان الأقصى و عمّقت رسم خطوط التمايز ليس في صفوف اليهود فحسب بل في صفوف أصحاب الديانات الأخرى و الإيديولوجيّات الأخرى أيضا . العالم المادي متناقض و في حركة . و يشهد العالم اليوم إشتداد الإستقطاب ين اليهود الصهاينة و اليهود المعادين للصهيونية و إنّه لأمر جيّد أن يحقّق اليهود المناهضين للصهيونيّة بعض الإنتصارات على الطرف الصهيوني عالميّا لأنّه ، ضمن أشياء أخرى ، يعزّز جبهة أصدقاء القضيّة الفلسطينيّة . و من يجحد هذا أعمى بعيون أصوليّة إسلاميّة ، مثاليّة ميتافيزيقيّة .
و الشيء نفسه ينسحب على دعاة القوميّة العربيّة الشوفينيّين فالعرب ليسوا وحدة و الإختلافات في صفوفهم بينة لمن له عيون ليرى بشأن نضال الشعب الفلسطيني ، على سبيل المثال . فهل يستوى ، راهنا ، المطبّعون مع الرافضين و الرافضات للتطبيع مع الكيان الصهيوني ؟ يحسن بالمناضلين و المناضلات من أجل تحرير فلسطين ( سواء كانوا فلسطينيّين أم عرب أو أمميّين من أمم و قوميّات متباينة ) أنيبرزوا للعيان مدى تورّط الرجعيّة العربيّة في الخيانة الوطنيّة و القوميّة و في العمالة لمبرياليّة و في الإستبداد و تفقير الشعوب و تجويعها ذلك أنّهم موضوعيّا في صفوف أعداء و ليس أصدقاء الثورة الفلسطينيّة. و خلط الأوراق لا يخدم سوى الرجعيّة و يضلّل الجماهير الشعبيّة و يجعل بعض الواهمين المثاليّين ينادون ب " تحريك الجيوش العربيّة " . و لنتوقّف عند هذا المطلب لحظة . فقد رأينا تحرّك الجيش السوري الوطنيّ و القومي و ما إلى ذلك في هذه المعركة : لا شيء ، غياب تام حتّى و سوريا تتعرّض للقصف الصهيوني و إنتهاكت متكرّرة لطيران العدّو الصهيوني لمجالها الجوّي ، و يعلم الجميع ( إلاّ من يتجاهلون عمدا التاريخ ) أنّ سوريا لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير أراضيها ، الجولان ، منذ سبعينات القرن الماضي و عندما تحرّك جيشها داس بهمجيّة و بنعاله الرجعيّ آلاف الفلسطينيّين في واقعة تلّ الزعتر ! و قد ألمحنا آنفا إلأى ما إقترفه تحرّك الجيش السعودي و الجيش الأردني و الجيش المصريّ من إعتداءات توصّف بأنّها أعمال حربية ضد الفلسطينيّين حسب القانون الدولي ... فهل يقلع الواهمون ، أنصار الشوفينيّة القوميّة عن غيّهم و ينظرون إلى الواقع المادي الموضوعي بكافة مكوّناته و في حركته و يتفحّصونه بنظرة علميّة ، لا نظرة مثاليّة ؟
4- معاداة الساميّة و الإسلاموفوبيا / رهاب الإسلام وجهان لعملة واحدة :
إنّ من يتعمّدون الخلط بين الصهيونيّة و اليهوديّة يسقطون في العنصريّة في شكل معاداة الساميّة أو معاداة اليهود كيهود . و لن نكفّ عن تكرار أنّ الصهيونيّة و الإمبرياليّة العالميّة و الرجعيّة العربيّة هم أعداء حركة التحرّر الوطني الفلسطينيّة . و مثلما نجد اليهود الصهاينة ضمن الأعداء ، نجد يهودا مناهضين للصهيونيّة ضمن الأصدقاء و هذا ينطبق على المسلمين و العرب فمنهم الأعداء و منهم الأصدقاء و عمليّة الفرز الواقعي اليوم مفيدة و عليها يجب البناء للتقدّم و ليس العكس أي خلط الحابل بالنابل لتمرير قراءة إيديولوجيّة أصوليّة دينيّة أو شوفينيّة قوميّة لا تستوعب الواقع في حركته و تناقضاته . معاداة الساميّة عنصريّة و خطأ يتوجّب تجنّب الوقوع فيه . و قد برز أماممنا في هذه الأشهر الأخيرة كيف أنّ الإمبرياليّة الأمريكيّة سعت لخلط الأوراق بجعل معاداة الصهيونيّة و جرائم الكيان الصهيوني معاداة للساميّة و الحركة الصهيونيّة تستغلّ معاداة الساميّة لتظهر بمظهر الضحيّة في حين أنّها الجلاّد . و قد ركّز الكثيرون عبر العالم على التمييز بين الصهيونيّة و الكيان الصهيوني و معاداة الساميّة لكسر أساس من أسس الدعاية الصهيونية و الإمبريالية العالميّة . و علينا أن نعمّق هذا التمييز ، لا أن نردم الهوّة التي حفرت بالأظافر .
و تستغلّ الإمبرياليّة العالميّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة بوجه خاص أفكار و تصرفات الأصوليّة الإسلاميّة في عدّة بلدان ( وهي قد رعتها و تحالفت معها و إستخدمتها بعدّة طرق ) لتشنّ حملات داية تنعت بالإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام لتحوّل جميع المسلمين لى مصدر للخوف و الإرهاب . و هكذا يتجلّى أمامنا أنّ معاداة الساميّة و رهاب الإسلام وجهان لعملة رجعيّة واحدة لا بدّ من تجازوهما قولا و فعلا بإعتبار أن كلاهما عنصريّان و بإعتبار أنّهما يطمسان جوهر الصراعات العالميّة و القوميّة و الوطنيّة و الطبقيّة و يؤدّيان إلى عدم التفرقة بين الأعداء و الأصدقاء في النضال من أجل التحرّر الوطني و الإنعتاق الاجتماعي و تحرير الإنسانيّة من كلّ أشكال الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي .
5- " لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة " :
و قد رصدنا بوضوح تذيّلا مهينا لبعض القوى اليساريّة للأصوليّة الإسلاميّة و هذا أمر مشين و معيب و من أفدح الأخطاء. فعلى سبيل المثال ، أثناء وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني في تونس أمام المسرح البلدي بالعاصمة ، جرى تسجيل أنّ قيادات من حزب العمّال و من حزب الوطنيّين الديمقراطيّين الموحّد كانوا يرفعون شعار " يا قسّام يا حبيب ، غضرب دمّر تلّ أبيب " و كأنّ الأمر عادي . و بهذا نلفيهم يقدّسون العفويّة و يتذيّلون للأصوليّة الإسلاميّة و يضربوا عرض الحائط بما نبّه إلي لينين العظيم في كتابه المنارة " ما العمل ؟ " ، بدلا من أن يعملوا على رفع وعي الجماهير ، هم الذين يعدّون أنفسهم من " الطليعة " . و كان بأفمكان ببساطة تجنّب هذا الشعار المفرّق للصفوف ( الفلسطينيّة و الجماهيريّة الحاضر حينذاك في ذلك المكان ) بتغيير " يا قسّام " ب " يا مقاوم " ليعكس ذلك الحقيقة الموضوعيّة بعيدا عن المثليّة الميتافيزيقيّة و ليفي بقيّة المقاومة بفصائلها المتنوّعة حقّها في غزة و الضفّة ، و منها الجبهة الشعبيّة و الجبهة الديمقراطيّة مجموعات مثل عرين الأسود و غيرها و إن لم يكونوا بقوّة " القسّام " في الوقت الحاضر . هذه واحدة . و عوضا عن بثّ التفرقة و التذيّل للأصوليّة الإسلاميّة ، لا بدّ من الحثّ على الوحدة الوطنيّة الفلسطينيّة على أساس برنامج وطني مقتالي مناضل كما دعت إلى ذلك فلسطينيّة من نابلس حضرت خلال وقفة نهاية السنة أمام المسرح البلدي نفسه و إعترضت ضمن ما إعترضت عليه ذلك الشعر بالذات حينما رفعه البعض !
" الطليعة " في الوثائق الحزبيّة ، تستحيل في الممارسة العمليّة إلى ذيل للأصوليّة الإسلاميّة و تساهم في تفرقةصفوف المناضلين و المناضلات محلّيا و عربيّا و عالميّا ّ هذا عار على هؤلاء المتمركسين و أشباههم الذين تجاهلوا البيانات المشتركة بين عدد من الفصائل الفلسطينيّة منها الجبهات . و للاريخ ، نذكّر بأنّ بعض الفصائل الفلسطينيّة قد حدّدت تحديدا صائبا طبيعة الصراع ضد الصهيونيّة و الإمبرياليّة و الرجعيّة العربيّة و ذلك منذ ستّينات القرن العشرين و سبعيناته على أنّه وطني و قومي و أممي – إنساني من جانبالمقاومة و نفت بقوّة أن يكون صراعا دينيّا و في بديلها في أواخر ستّينات القرن الماضي ، شدّدت منظّمة التحرير الفلسطينيّة على أنّ حركة التحرّر الفلسطينيّة ليست ضد اليهود بل ضد الصهيونيّة و الإمبرياليّة و الرجعيّة العربية و رسمت هدفا لها دولة علمانيّة تكونلليهود مكانة فيا كمواطنين و ليس ك " أهل ذمّة " أو ما شاكل ذلك . و " الطليعة " تتنكّر مجدّدا لهذه الحقائق التاريخيّة و هذه الحقائق الساطعة و هذا الإرث النيّر لحركة التحرّر الوطني الفلسطينيّة لتتذيّل للأصوليّة الإسلاميّة لا لشيء إلاّ لأنّها قويّة حاليّا لأسباب يطول شرحها . ماركسيّا ، القوّة لا تعنى بأيّ شكل من الأشكال صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي و الجدليّة تعلّمنا أنّ القويّ قد يصبح ضعيفا و العكس بالعكس و كما أعرب عن ذلك ماو تسى تونغ صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياس هي المحدّدة في كلّ شيء .
و لعلّه من المعلوم لدي الكثيرين أنّ الماركسيّات و الماركسيّين / الشيوعيّات و الشيوعيّين يعتمدون التحليل الملموس للواقع الملموس و لا يتوانونعن تحمّل مسؤوليّة إنارة الطريق أمام الجماهير الشعبيّة و ليس لتحير الوطن أو الأوطان فحسب بل كذلك لتحرير الإنسانيّة جمعاء من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
في عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكيّة ، ينبغي إدراك أنّ التحرّر الوطني وحده ليس كافيا لتحقيق تحرّر الجماهير الشعبيّة من بقيّة أشكال الإضطهاد و الإستغلال . و قد عايننا كيف تحوّلت المستعمرات المحرّرة التي لم تنتهج الطريق الإشتراكي في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية إلى مستعمرات جديدة أو صارت تابعة لقوّة توسّعيّة إقليميّة ( و بهذا المضمار ، لا مناص من لفت عناية القرّاء إلى و من دعوتهم إلى التفكير في مغزى و دلالات موقف نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني الذى صرّح بأنّ عمليّة طوفان الأقصى عمليّة إنتقام لقتل قائد إيراني مثيرا بذلك زوبعة و محوّلا نضال شعب إلى عمليّة إنتقام لقائد إيراني ّ) . و من يشكّ في ذلك ، عليه / عليها بإلقاء نظرة على الفيتنام و على الجزائر ، على سبيل المثال لا الحصر . ففي هذهين البلدين لا تزال الجماهير الشعبيّة من العمّال و الفلاّحين و النساء ... تعانى الأمرّين من الإستغلال و الإضطهاد . فهل هذا ما يراد للشعب الفلسطيني بعد كلّ التضحيات الجسام التي بذلها و يبذلها طوال عقود و جيلا بعد جيل ؟ أم يراد له أن يعيش في ظلّ نظام ديني أتوقراطي على الشاكلة الإيرانية أو الأفغانيّة أو السعوديّة إلخ ؟
لا بدّ لكلّ شيوعي و شيوعيّة أن يعي و ينشر ، أفرادا و جماعات و منظّمات و أحزاب ( متى وُجدت ) ضرورة الربط بين التحرّر الوطني و الإنعتاق الاجتماعي لتحرير الوطن و الإنسانيّة بفضل الثورة الإشتراكية في البلدان الرأسمالية - الإمبرياليّة و الثورة الوطنيّة الديمقراطيّة كتمهيد للثورة الإشتراكية في المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة بقيادة الأحزاب الشيوعيّة و الإيديولوجية الشيوعية لتحرير الإنسانيّة من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي .
بإختصار ، ما من إيديولوجية برجوازيّة قادرة على تحرير الإنسانيّة . و عليه على الشيوعيّات و الشيوعيّين أن يكونا حقّا شيوعيّات و شيوعيّين و يناضلوا من أجل الثورة الشيوعيّة و لا شيء أقلّ من ذلك .
و قد أكّد لينين العظيم حقيقة ما إنفكّ التاريخ يؤكّد صحّتها : " لا حركة ثوريّة دون نظريّة ثوريّة " . " و كما خطّ قلمنا في مقال سابق " ما هي الحقائق التي سجّلتها مقولات ماويّة منذ عقود و تؤكّدها الآن مجدّدا المعركة في فلسطين و حولها ، و أين تكمن مصالح الإنسانيّة ؟ "، النظريّة الثوريّة اليوم ،
" شيوعيّة اليوم ، الشيوعيّة الأكثر تطوّرا و تقدّما و رسوخا علميّا ، الإطار النظري الثوري للموجة الجديدة من الثورة الشيوعية و الذى على أساسه ينبغي تأسيس الأحزاب الشيوعيّة الثوريّة هو الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشيوعيّة الجديدة و مهندسها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة .
و التعريف المقتضب لهذه الشيوعيّة الجديدة هو :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيء مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( شادي الشماوي ، " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، مكتبة الحوار المتمدّن )
و للإطلاع عن كثب على مضمون هذه الشيوعيّة الجديدة و دراستها بشموليّة و عمق لازمين و نقديّا ، ننصح بكتابين ترجمة شادي الشماوي ، متوفّرين للتنزيل من مكتبة موقع الحوار المتمدّن و هما " الشيوعية الجديدة – علم وإستراتيجيا و قيادة ثورة فعليّة ، و مجتمع جديد راديكاليّا على طريق التحرير الحقيقي " و " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " . و من يتطلّع إلى الغوص في جدالات حول و إنطلاقا من الشيوعيّة الجديدة فعليه / عليها بمقالات و كتب ناظم الماوي وهي أيضا متوفّرة بصفحات موقع أنترنت الحوار المتمدّن و بمكتبته . "



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين : الحقيقة وحدها هي الثوريّة – حزب العمّال التونسي يسع ...
- فلسطين : أنتم تقاتلون على طريقتكم و نحن نقاتل على طريقتنا
- فلسطين : من فوّهة البندقيّة تنبع السلطة السياسيّة
- فلسطين : حرب الشعب هي الحلّ ضد الرجعيّ و المحتلّ !
- فلسطين : أنبذوا أوهام النصر الوشيك على الأعداء و إستعدّوا لل ...
- فلسطين : من حقّنا أن نثور ضد الرجعيّة
- فلسطين : بدون جيش شعبي لن يكون هناك شيء للشعب
- ما هي الحقائق التي سجّلتها مقولات ماويّة منذ عقود و تؤكّدها ...
- يستحقّ المشاهدة و النقاش الجدّي و العميق : الحوار الصحفيّ ال ...
- جدال في تونس حول دستور جديد : نقاط توجّه أساسيّة شيوعيّة ثور ...
- الشيوعيّة أم الإشتراكيّة ؛ شيوعيون أم إشتراكيّون ؟ في نقد كت ...
- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة- في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، ...
- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة - في نقد كتاب م ...
- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي - في نقد كتاب ...
- ي نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، - مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1 ...
- مزيدا عن دغمائيّة حزب - الوطد الثوريّ - و تحريفيّته
- حزب - الوطد الثوري - و تخريجاته النظريّة الدغمائيّة و التحري ...
- ملاحظات بشأن المنهج المثالي الميتافيزيقي لحزب - الوطد الثوري ...
- دغمائيّة و تحريفيّة حزب - الوطد الثوري - تتجلّى في معالجته ل ...
- كمونة باريس و الفهم الدغمائيّ التحريفيّ لحزب - الوطد الثوري ...


المزيد.....




- مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية يلتقي مسؤولين من البوليس ...
- بيان المكتب الجهوي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بالجنوب
- الدفاع التركية تعلن تحييد 58 مسلحا من حزب العمال الكردستاني ...
- في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة أكتوبر 2019
- نـــــــداء حزب التقدم والاشتراكية للمشاركة في المسيرة الشعب ...
- الصين الشيوعية تحتفل بعيدها الـ75.. هل تصمد حتى المئوية؟
- تعزية الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ا ...
- تعزية الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ا ...
- ? أخبار الاشتراكي: 1/10/2024
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - فلسطين تكشف بعض الحقائق : لا للتعصّب الدينيّ و الشوفينيّة القوميّة – الشيوعيّة الثوريّة لتحرير الإنسانيّة