أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - اسبينوزا الحَنين














المزيد.....

اسبينوزا الحَنين


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 14:08
المحور: كتابات ساخرة
    


ما الّلسانُ إلّا راقصةٌ طَروبٌ لَعوب، في «حانة» فَمٍ مَلوثٍ بلعابٍ غيرِ مَرغوب، وتطهيرُهُ لن يأتيَ من تملُّقٍ بل من نبضِ قلبٍ بالخير خَضوب، فلئن تَطهَّرَ فذلكَ لسانٌ موهوبٌ أبيٌّ ومَهيوب، وإن تَعهَّرَ في حاناتِها وأُنْسِ الدَّروب فذاك لسانٌ مضروب، ومثقوبٌ باثنتينِ ومعيوبٌ؛ «يَدُّبُّ لما في الجُيوب ، يَهُّبُّ شطرَ بغاء طَروب». وما كانَ طهرُ اللسانِ إلّا في صِدقٍ فطريٍّ محبوب .

ولا شكَّ أني كاتبٌ محدثٌ نكرةُ وغيرُ مندوب، وفي فضاء الأدب ربما غيرُ مرغوب ولا مطلوب، ولا ريبَ أن جريدةَ «الزمان» هي للصحافةِ جبينٌ وما سواها إمّا مَرافقٌ أو كُعوب، هي صحيفةُ نراها تستقبلُ بترحيبٍ كلَّ ذي حرفٍ طيبٍ مَكتوب، ولو ترى (الكمالَ مصطفى) إذ يستقبل النصوص بجَمالٍ ومثالٍ من أسلوب.

أقولُ بعدما نفيتُ شكٍّ مَعصوبٍ ورَيبٍ مَصحوب؛ قدِ استهجنتُ ذاتَ يومٍ نشرَ مقالتي في صفحةِ كتاباتِ القراء تُسمى «أغلبية صامتة» وبوجهٍ غَضوب، رُغمَ أنّي في سوحِ الصَّحافةِ جهولٌ ومُحدثٌ وغيرُ مطلوب، بيدَ أني لمحتُ لمَّا تصفحتُ الموقعَ أن المقالةَ قد زارَها ستةَ الاف من شمالٍ وجنوب، فأيقنتُ آنئذٍ...

أنهُ لا حاجةَ للقارئ العربيِّ بقلمِ أديبٍ مُتنَظِّرِ و(مُتحضِّرِ) الأسلوب، نراهُ يُدَندِنُ بنصوصٍ ذي لفظٍ أعجميٍّ مجٍّ وفكرهُ فيهِ جاثمٌ سجين، ويُبيِّنُ لنا أنَّ الإبستمولوجيا تسبرُ سيكولوجيةِ الأنثروبولوجيا ان تَشَرَّب الهيموغلوبين بالأوكسجين وتَغرَّبَ عن النيتروجين. وتراهُ يُخَنخِنُ بان لسانَ الضاد عاجزٌ عن مجاراة أسلوبِ فكرهِ الفذِّ المتين، وأنَّ لسانَ قرآنِ رب العالمين، قد ولَّى مُدبراُ ولم يُعقِّب لمّا رأى حرفَهُ الحَصين وذرفهُ الرَّصين. وما حرفُهُ بحَصين ولا فكرُهُ برَصين ولا ذكرُهُ برزين، وإن هو إلا فكرٌ تعيسٌ وذِكرٍ بئيسٍ بحرفٍ أجوفٍ مسكين، وهو في رَنين وطنينِ الفرنجة حبيسٌ مَهين، ولا شفاءَ لذا كاتبٍ مسكينٍ إلا بتقميطٍ لأربعينَ يوماً بشَجرٍ من يَقطين، في أقاصي سَواحلِ نيوزلندا ولا حرَجَ من ساحلِ الأرجنتين، كي يشفى من رَمدِ شكسبيرَ وكمدِ نيتشهَ وأمدِ اسبينوزا وزبدِ فرويدَ اللعين، فيُغادرَ التنطُّعَ والتعبيرَ بحرفٍ غربيٍ غريب غير مكين، ثمَّ يبادرَنا حثيثاً بطرفٍ وذرفٍ وصرفٍ عربيٍّ راقٍ وأمين.

إنَّ ذاكَ الأديب (المفكر) لمسكين، ومثلهُ كمثل أنثى فرس نهر في حديقة حيوان برلين، تَتَشَمَّمُ بينَ الحشائش عن فحلٍ ملطَّخٍ بالطين، ليعرسَ عليها فتُرزقَ بصغارٍ وَسِخينَ حلوين، لا يشبهوا صغارَ العَربِ العفنين ، ولا أطفالَ غينيا بيساو ولا سيئولَ أو بكين.

لعلّي قد تجاوزتُ ههنا حدودَ أدبِ حِوارٍ غَربيٍّ (متحضر) رزين، ورُبَما طَفا وبانَ ما في صَدري من لؤمٍ همجيٍّ غاطسٍ تحت الوَتين، ومن سُرورٍ عاطسٍ بغُرورٍ صبيانيٍّ طامسٍ دفين، رُغم أني على رصيفِ الأدبِ لم أزل نكرةً مُحدَثةً بل لبونٌ هجين، غير أنّي لا أترنَّى لفحلِ فرسٍ مُزخرفٍ بالطين، بل أتهنَّى بعُيون المَها بين رصافةٍ وجسرِ على ضفاف الرافدين، وأتمنَّى رحلةً لدروبِ القيروانَ أو للشامِ لشمِّ عبق الياسمين، وأتبَنَّى ما همسَ به عنترةَ لعُبيلةَ من شجن دفين..

أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ * فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ

وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً * أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي

أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي * وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ

وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوماً * وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ

عَلَى (ابستمولوجيا)عُبَيلَةُ كُلَّ * يَومٍ سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين
- رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ
- عن رحيلِ -كريم العراقي-
- [ أنَا وَصَدَّامُ وَمُظَفرُ النُّواب ]
- [ مِن عَليِّ الجَنابي إلى عَليِّ السُّودانيّ مع التَّحية ]
- أنا والشَّيخُ محمَّدُ الغَزالي
- - بلْ لا قيمةَ للفَهمِ بلا أَدَب -
- عَصفُ الغَيْبِ وريحُ الشَّيبِ
- الشِّعرُ الحرُّ أبنٌ غيرُ نجيب
- تجَّارُ الجَمالِ الزَّائِف
- ما الأمرُ بِنُمُوٍّ بلِ إنقِلاب
- وأولئِكُمُ القَوْمُ العَبَث
- (القَولُ الفَصلُ في القَلبِ والعَقل)
- هَلّا دَرَيتَ أنَّك النّوْفَلُ النَّفَلُ
- مُناجاةٌ : (مَاذا عَسَانِي)
- صديقتي الخالة
- منادِيلُ الطُّفُولَةِ


المزيد.....




- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...
- كريستوفر نولان يستعد للعودة بفيلم جديد ومات ديمون مرشح للبطو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - اسبينوزا الحَنين