|
تحليل مسلسل الأنميشن بعنوان الآخر/Another
رابعة خضر الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 7910 - 2024 / 3 / 8 - 22:13
المحور:
الادب والفن
أنمي "another" هو مسلسل أنمي ياباني من اثنتي عشرة حلقة، مقتبس من رواية يابانية تدور الأحداث حول الصف رقم( 3 )، وهو حالة خاصة بحيث يعاني هذا الصف من لعنة يموت بسببها الطلاب والمدرسين وأفراد عائلاتهم، لذلك يحاولون فهم هذه الظاهرة وأسبابها بهدف القضاء عليها، تتاولى الأحداث حتى نرى الجرائم تحصل بشكل متسلس في نهاية الأنمي، كانوا يعتقدون أن السبب هو وجود طالب اضافي في الصف وهو شخص عبارة عن شخص ميت في الحقيقة. هنالك من سيعتبر هذا الأنمي ممل لكنه أعجبني جدًا، في أول الحلقات يحصل حوار بين الشخصيات حول لوحة "الصرخة للفنان مونخ" وعن القلق الوجودي، أحسست أن الأنمي بالتحديد لا يتحدث عن مجرد لعنة خيالية بل اللعنة هي عبارة عن رمز فقط لحتمية الموت وعدم تقبل الانسان لها وحزنه على موت أحبائه، وأيضا خوفه هو من الموت، والدليل برأيي هو أن جميع الشخصيات التي ماتت في أول المسلسل ماتت بحوادث طبيعية. أعجبني كيفية العمل على الجانب النفسي للطلاب في هذه الحال حيث الخوف، تبلد المشاعر أحيانًا وأحيانًا النبذ، ومشاعر المنبوذ، وتقبله لحالة كونه منفي وأن يصبح غير موجود بالنسبة للآخرين فقط لمجرد أنه يتصرف بشكل مغاير عن تصرفاتهم. عندما يتم نفي الطالب ساكاكيبارا بسبب أنه تحدث مع زميلته في الصف وتدعى ميساكي المنفية، وكانت حجة ذلك من قِبَل مسؤولي الصف أنه من أجل حماية الطلاب من الموت، وحول هذا الوضع يحصل حوار بين ميساكي وساكاكيبارا حيث تسأله: هل يبدو أن تصرفهم حيالنا لامنطقي. فيجيبها هو: بالطبع. وهذا السؤال تهكمي، حيث أن الانسان أمام أحداث الوجود و"الوضعية الحد"^١، وحتمية الموت ومشاكل أخرى تواجه الانسان أيضًا كاليأس والمرض وما إلى ذلك إذ في أحوال كهذه لا يمكنه أن يتصرف بمنطقية. في النهاية يكتشفون أن إنهاء اللعنة يكمن باكتشاف الطالب الميت وقتله، فيقول أحدهم في تسجيل صوتي محفوظ:(( عليكم إعادة الميت إلى الموت)) أعتقد أن كاتب الرواية وصانعي الأنمي يذهبون لأبعد من ذلك إذ المقصد هنا فلسفي ووجودي وعبثي، أي أن يتقبل الطلاب ظاهرة الموت، وأن الشخص الميت قد مات بالفعل ولن يعود هكذا تنتهي اللعنة وهذا استدليت عليه من أول الحلقات حيث قبل 15 سنة يموت طالب محبوب يدعى ميساكي يومياما ويتعامل الطلاب كأنه لم يمت ويضعون مقعدًا فارغًا له في الصف ، لأنهم لا يريدون تقبل فكرة موته ولا يحتملون أن زميلهم قد مات، حتى أن ميساكي قالت جملة أنها لا تريد أن تصدق أن أختها ماتت بسبب لعنة عبثية. ومن وقتها وهم يعانون من تلك اللعنة، أظن معناها أيضًا التفكر بالوجود والذي يؤدي لوعي السببية، أيضًا المعلم وهو في الصف يشرح لتلاميذه عن التشخيص والذي هو جزء من المجاز من خلال إعطاء صفات بشرية لما هو غير بشري، فيقتبس المعلم قول باسكال: "ما الإنسان سوى قصب مفكر" في نهاية الأنمي عندما يكتشفون سر القضاء على اللعنة ألا وهو إعادة الميت للموت عبر قتله، ينتشر الخبر بين الطلاب فيؤدي ذلك في النهاية إلى قتل بعضهم البعض لنصبح في "حالة الانسان ذئب لأخيه الانسان" كل واحد فيهم تحركه الرغبات الأنانية والغيرة والحسد ليس فقط بهدف القضاء على اللعنة بالإضافة إلى أن الجميع يظن أن ميساكي هي الميت بسبب كونها غريبة الأطوار. فتنتشر الفوضى، هنالك من سيقتل خوفًا لئلا يُقتل هو بالرغم من أن الميت لم يكن ولا أي طالب من الطلبة، بل كانت المعلمة ميكامي حيث كانت مساعدة مدرس والصف الثالث الوحيد الذي فيه مساعدة مدرس اي الشخص الاضافي هو في صف المعلمين وليس في صف الطلاب، وهنا ساكاكيبارا وهو يحاول قتلها يتوقف لوهلة متسائلاً حيث كان ميكامي متفكر ولم تحركه عواطف الخوف والصدمة كما البقية فشك أنه لعل ميساكي ليست على حق وأن المعلمة ليست هي الميتة وإن قتلها واكتشف أنها حية ستتلطخ يديه بالدماء ويصبح قاتلاً، لكن في النهاية تؤكد له ماساكي أنها رأتها تموت بأم عينها مع أن هذا الأمر كان نقطة ضعف للأنمي، لأن ميساكي لم تقل ذلك منذ البداية. لقد أشاروا في حلقات الأنمي للصلاة في المعبد وأنها لم تنفع في إنهاء اللعنة، لكنهم أعادوا الاشارة لذلك في الحلقات الأخيرة إلى كون اللعنة انتهت يوما ما وأنه ربما بسبب الصلاة في المعبد، لا أعلم أحس أنهم يريدون القول أن القضاء على الفوضى يكون عبر الدين أو الصبر على المشكلات يكون بالدين مثل إشارة لكون الدين أفيون وما إلى ذلك.
(١)الوضعية الحد: تعبير عن الحواجز والعثرات التي يواجهها الانسان في رحلته الوجودية مثل اليأس والمرض، والموت وأي شيء خارج ومضاد لإرادته الشخصية ..
#رابعة_خضر_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول فيلم الختم السابع لبيرغمان
-
قراءة في كتاب المياه بلون الغرق((قياسات المرارة) لإميل سيورا
...
-
حول الإلقاء الشعري
-
سلفادور دالي ولوحته -إصرار الذاكرة-
-
قراءة جديدة لقصيدة محمود درويش-أنا يوسف يا أبي-
-
مجموعة قصائد (2)
-
مجموعة قصائد
-
قراءة في شعر إيميلي ديكنسون
المزيد.....
-
فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..إما أن نَنتَصر أو ن
...
-
مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
-
خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و(
...
-
-من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا
...
-
إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص
...
-
رحال عماني في موسكو
-
الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج
...
-
أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
-
شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم
...
-
عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ
...
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|