أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )















المزيد.....

متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند انطلاق عملية سياسية في أي بلد فإنها سرعان ما تكون بحاجة الى تطوير و إصلاح مستمر , لا بد أن تعتمد إجراءات الإصلاح و تنفذ وفق سياقات دستورية و إلا ستكون عملية التغيير ليست إصلاحا بل انقلابا غير دستوري على العملية السياسية و انحرافا لمسارها , لذلك فالدستور إن لم يكن مرنا يتقبل عملية الإصلاح فسوف يصل الوضع في البلد الى طريق مسدود كنتيجة طبيعية لحالة الاختناق السياسي .
يبدو أن الوضع الحالي في العراق قد وصل الى مرحلة الاختناق و الى نهاية الطريق المسدود , إذ ليس هنالك سياقات دستورية بموجب الدستور العراقي الحالي تسمح بتطوير و إصلاح العملية السياسة الجارية في العراق لأن دستوره غير مرن و ليس فيه مخرج لإجراء إصلاحات جوهرية .
بتخطيط و إرادة المحتل الأمريكي الذي استخدم خبرته العالية في اساليب فرض الهيمنة و استغلالا لحالة العراق في فترة ما بعد الاحتلال تم صياغة مكونات الدستور العراقي الحالي الذي أدخل الحالة السياسية في العراق داخل شرنقة الاختناق السياسي التي يصعب الخروج منها .
وفق سياقات الدستور العراقي الحالي يمكن إجراء بعض الإصلاحات و هنالك إصلاحات جوهرية أخرى لا يمكن شمولها بالإصلاح فالباب مغلق امامها , فالمادة 142 – رابعا من هذا الدستور هي السبب وراء استحالة اجراء اصلاحات جوهرية و منعت من ازالة الألغام العديدة المنتشرة في بنود عديدة منه دون موافقة الأحزاب القومية الكوردية , فقد اعطت هذه المادة ما يشبه حق النقض ( الفيتو ) لهذه الأحزاب , فبدون موافقتهم لا يمكن إجراء أي تعديل دستوري جوهري و صار بسببها هذا الدستور جامدا غير مرنا , فنص هذه المادة :
" يكون الاستفتاء على المواد المعدلة ناجحا بموافقة اغلبية المصوتين و إذا لم يرفضه ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات أو أكثر . "
لأسباب تعود الى عهد النظام السابق و بمساعدة و حماية القوات الأمريكية تمكنت الأحزاب القومية الكوردية من بسط سيطرتها بشكل شبه كامل على محافظات إقليم كوردستان الثلاثة ( أربيل و السليمانية و دهوك ) و بذلك اصبحت موافقة الأحزاب القومية الكوردية شرطا لإجراء أي تعديل دستوري , فأن أكثر من ثلثي المصوتين في هذه المحافظات الثلاثة سترفض بالتأكيد التعديلات الدستورية إن رفضته الأحزاب الكوردية المهيمنة على الإقليم , لذا فأن هذه المادة هي احد الأسباب الأساسية وراء شكوى معظم العراقيين من دستور بلادهم و لا يستطيعون تغيره و كانه صار عبئا عليهم و ليس مرجعا يستندون عليه لتنظيم حياتهم السياسية .
بعد أن تراجعت عقلية المعارضة لدى بعض قيادات الاحزاب الشيعية و منها قيادة حزب الدعوة بكافة اجنحته بدأت تظهر ملامح نهج وطني عراقي جديد لدى هذه القيادات يسعى الى اعادة بناء الدولة العراقية بعيدا عن المحاصصة الطائفية و العرقية و من ابرز هذه الأجنحة جناح نوري المالكي الذي اسس كتلة سياسية باسم " دولة القانون " , فكان تأسيس هذه الكتلة جرس انذار للأحزاب القومية الكوردية يحذرهم من خطر انهيار المسار المحاصصي للعملية السياسية الذي ساهم في تشكيله المحتل الأمريكي للعراق , لقد تصاعدت و برزت لدى تكتل الأحزاب الكوردية و خصوصا لدى الحزب الذي يتزعمه السيد مسعود البرزاني النزعة الانفصالية اكثر مما كانت عليه حيث اصبح هذا الحزب من اهم الأطراف الأساسية المعاكسة و المقاومة لعملية الإصلاح السلمي للعملية السياسية في العراق و راح يفكر برسم حدود اقليم كوردستان بالدم , حدود امتدت خارج الخط الأزرق لتضم الى الإقليم ما يشتهي من مدن و مناطق يعتبرها مناطق متنازع عليها .
لم يستطع المشروع الإصلاحي لكتلة دولة القانون من ايجاد ارضية و قاعدة راسخة لنموه و تطوره و سرعان ما انهارت هذه الكتلة بسبب الصراع السياسي و الطائفي و العرقي المحتدم بين اطراف العملية السياسية فعاد نوري المالكي للتخندق الطائفي من جديد و صار يتحدث بعبارات طائفية " ما ننطيها " , و قصد هنا أن الشيعة لن يسلموا سلطة العراق لطائفة أخرى .
إن نمو مشروع وطني عراقي و انهيار المسار السياسي المبني على المحاصصة العرقية و الطائفية يعني انهيار المستقبل السياسي للأحزاب القومية الكوردية و سقوط حلمها في فصل إقليم كوردستان العراقي عن العراق و تأسيس الدولة الكوردية .
كنتيجة للخلاقات بين كتلة الأحزاب الكوردية و كتلة الأحزاب الشيعية التي اخذت تتسع يوما بعد يوم سقط التحالف الكوردي الشيعي الذي كان قائما منذ زمن المعارضة , فالذي كان يوحد هاتين الكتلتين هو عدائهم للنظام السابق و بعد سقوط هذا النظام اخذت اواصر التحالف بينهما تضعف يوما بعد يوم حتى انتهى مبرر وجوده .
ما تشهده الساحة السياسية في العراق حاليا هو تخندق الأحزاب السياسية فيها في اكثر من خندقين , الخندق الاول هو خندق الإصلاحيين الذي يطالبون و يعملون على أنهاء المحاصصة السياسية و اعتماد نظام سياسي بديل عنها هو نظام حكم الأغلبية السياسية , و الخندق الثاني هو للمتشبثين بالمحاصصة السياسية , و هنالك احزاب و حركات سياسية خارج هذين الخندقين و منها الحزب الشيوعي العراقي و حركات التيار المدني الديمقراطي يحاولون بناء خنادق لهم .
لا شك أن التخندق الجديد ليس ضعفا أو انهيارا للعملية السياسية الجارية في العراق منذ 2003 , بل بالعكس فهذا التخندق هو بداية للتصحيح و التغيير الذي ستكون اولى نتائجه تشكيل كتل سياسية عراقية وطنية عابرة للقوميات و الطوائف .
لقد صار واضحا أن الكثير من العراقيين يعتقدون أن الديمقراطية التوافقية كانت مرحلة مؤقتة و انتقالية و لا يجوز لها الاستمرار على حساب مصالح العراق و تطوره , و يعتقدون ايضا ان الاستمرار على النهج التوافقي اصبح امرا مرفوضا و لا بد من تطوير العملية السياسية و البحث عن حلول واقعية و ممكنة للتعامل مع الواقع العراقي لغرض الانتقال من مرحلة الديمقراطية التوافقية الى ديمقراطية الأكثرية النيابية و ان يكون الانتقال سلمي و ليس عبر الفوضى الثورية .

(( يابع ))



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 1 ...
- هل ستحمل الانتخابات الرئاسية القادمة في تايوان مستجدات جيوسي ...
- هل تَتَشَكَلْ حاليا حضارة عالمية جديدة ...؟
- الأرجنتين تحت رحمة الفوضى الاقتصادية القادمة
- الاستعمار الحديث و نظامه النقدي
- إبادة الجيش العراقي اثناء انسحابه من الكويت
- إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة ( 3 )
- إيران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (2)
- ايران من تصدير الثورة الى بناء الدولة (1)


المزيد.....




- -حميدتي-: مصر قصفت قواتنا وأمدت الجيش السوداني بطائرات صينية ...
- الجزائر تراجع اتفاق الشراكة مع أوروبا
- باريس: سنسلم كييف طائرات -ميراج 2000-
- قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أط ...
- الخارجية الأمريكية: لبنان ينبغي ألا يتحول إلى غزة أخرى
- خبير شؤون إسرائيلية: إيران شماعة يعلق عليها نتنياهو فشله في ...
- دقلو -حميدتي-: مرتزقة من أوكرانيا في صفوف الجيش السوداني ودو ...
- هدم فندق في لاس فيغاس جراء التفجير
- -حزب الله- ينفذ 22 عملية نوعية ضد الجيش الإسرائيلي ويتصدى لم ...
- حماس وفتح تبحثان إدارة غزة بعد الحرب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )