أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: عن بعض لواعج الجواهري، ومواجهاته / 4/ -عــدا عليَّ كما يَستكلبُ الذيـبُ-














المزيد.....

رواء الجصاني: عن بعض لواعج الجواهري، ومواجهاته / 4/ -عــدا عليَّ كما يَستكلبُ الذيـبُ-


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 8008 - 2024 / 6 / 14 - 02:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عن بعض لواعج الجواهري، ومواجهاته / 4
"عــدا عليَّ كما يَستكلبُ الذيـبُ"
* رواء الجصاني
---------------------------------------------
... مما جاء في ديوان الجواهري بصدد القصيدة هذه: "ان رهطاً من الحاكمين، يساندهم نفر من طلاب مجد كاذب، وزعامات مزيفة، قد تألبوا على الشاعر – عام 1953- اثر فضحه تحالفاً سياسياً بغيضاً، وأغرى كل واحد من الفريقين، دعاته المأجورين والحاسدين والحاقدين، بشتمه..." مما فرض على الشاعر الكبير أن يتصدى لهم بهذه البائية الغاضبة:
عدا عليَّ كما يَستكلبُ الذيبُ
خَلْقٌ ببغدادَ أنماط ٌ أعاجيبُ
خلق ٌ ببغدادَ منفوخ ٌ ، ومُطَّرح ٌ
والطبلُ للناس منفوخ ٌ ومطلوبُ ...
لو شئتُ مزَّقْتُ أستاراً مُهَلْهَلَة ً
فراحَ سِيَّان ِ مهتوكٌ ومحجوبُ

*... وللقاريء أن يرى، ومن المقدمة، كم هي الآلام التي يخلفها تجاوز الذئاب، بدوافع الحقد واللؤم لا غير... كما سيرى في مسار القصيدة كم هي قدرة الشاعر – أي شاعر فما بالكم بمثل الجواهري – ان يتدرع بسلاح الكلمة والحرف، ليردّ على هجمات المتجاوزين من طلاب المجد السياسي والثقافي الزائف:
إنّي لأعذِر "أحراراً" إذا برِموا
بالحرِّ يَلويه ترغيبٌ وترهيبُ
والصابرينَ على البلوى إذا عَصَفوا
بالصَّابر الشَّهْم آدَته المطاليبُ
والخابطينَ بظلماء ٍ كأنَّهُمُ
"بغلُ الطواحين" يَجري وهو معصوبُ ...
عُفْرُ الجباه ِ على الأقدام شيخهُمُ
من السِّبالين ِ بالايماء مسحوبُ ...
والعالفون حصيدّ الذُّلِّ راكَمَهُ
هُمْ والجدود ! فموروثٌ ومكسوبُ ...
منافقون يُرُونَ الناسَ أنَّهُمُ
شُمٌّ ، أُباة ٌ ، أماجيد ٌ ، مصاحيبُ ...
والنَّاسُ واللَّهُ يدري أنَّهُمْ هَمَلٌ
غُفْلٌ ، سَوامٌ ، عضاريطٌ ، مناخيبُ

*... وبعد العرض، والتوصيف أعلاه، يصل الشاعر الخالد في قصيدته ذات الاثنين والأربعين بيتاً إلى توكيد اندحار "الذئاب" المهاجمين، وليثبت لهم وسواهم، وبالتوثيق التاريخي كم هي خيبة المتطاولين، مذكّراً بما حدث للمتنبي العظيم الذي قال عنه الجواهري أكثر من مرة أنه "صديقي، وجاري، ولصق داري" ... فتضيف البائية العصماء:

مشتْ إليَّ بعوضاتٌ تُلدِّغُني
وهل يُحسُّ دبيبَ النمل ِ يَعسوبُ
ما أغربَ الجلفَ لم يعلَقْ به أدبٌ
وعنده للكريم الحرِّ تأديبُ ...
تسعونَ كلباً عوى خلفي وفوقَهُمُ
ضوءٌ من القمر المنبوح ِ مسكوبُ
ممَّنْ غَذَتْهُم قوافيَّ التي رضعتْ
دمي ، فعندَهُمُ من فيضه كوبُ
وقبلَ ألف ٍ عوى ألفٌ فما انتقصَتْ
"أبا محسَّدَ" بالشَّتْم الأعاريبُ

*... وبزعمنا – على الأقل – نرى ان التياع الجواهري، من إيذاء أولئك المتطاولين، قد ولد قصيدة هجاء فريدة في هدفها وثورتها... وقد عبّرت، وتعبّر، بشكل مباشر عن لوعة كل من عانى ماضياً، ويعاني حاضراً، من الذئاب البشرية، وإن تبرقعت بأردية وألسنة الادعاء والتنطع والتثاقف... ثم يستمر الشاعر فيترفع ويفضح وينور جنباً إلى جنب، في تداخل لا فكاك منه، كل يكمل الآخر، ويترابط معه:
يا منطوينَ على بُغضي لعلمِهمُ
أنّي لدى النَّاس ، أنَّى كنتُ ، محبوبُ
تُغلي الحزازاتُ فيهم أنَّ أرؤسَهُمْ
دُونٌ ، وكعبي رفيعُ الشأن مرهوبُ
ويَستثيرُ شَجاهم أصيدٌ عَصَرتْ
منه الخُطوب وشّدَّته التَّجاريبُ
يردِّد الجيلُ عن جيل ٍ أوابدَه
فهُنَّ في الدَّهر تشريق وتغريبُ ...
ما كنتُ أوَّلَ محسود ٍ تهضَّمه
وَكْسٌ ، وحاربه بالسبِّ مسبوبُ
ولستُ أوَّلَ مأخوذ ٍ بمجتمع ٍ
يمشي الضلال به ، والإفك ، والحوبُ
ولستُ آخرَ رَكاض ٍ مشى رَهَقاً
فجاوزَ العدوَ ، مشيٌ منه تقريبُ

*... ولكي لا يبقي الشاعر ثمة عتباً ما، أو غضباً كابتاً النفس، تأتي الأبيات الأخيرة لتوجز، وكما جرت العادة في الفرائد الجواهرية، خلاصات بينة، تبقي "القصيد لظىً" "وتذري مع الريح الأكاذيب"... ولا نعرف حتى اليوم من بقي من تلكم "الذئاب" التي عنتهم القصيدة... ولكننا نعرف، ومع الجميع، خلود الجواهري، الذي يختم مخاطباً المتجاوزين، وأذنابهم:
... مُسَهَّدين على مجدي ونسبتِهِ
كما تُسَجَّلُ للنَّهْر المناسيبُ
يُريحُ جَنبيَ أنْ يُذكي جوانحَكُمْ
جمرٌ من الضِّغْنة الحمراء مشبوبُ
أطَلْتُ هَمَّكُمُ والدَّهرُ يُنذركمْ
أنْ سوف لا ينقضي همٌّ وتعذيبُ
يَبقى القصيدُ لَظىً والأرض مشربة ً
دماً، وتُذرَى مع الريح الأكاذيبُ
---------------------------------------------------* رواء الجصاني



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواء الجصاني : لكـوكب حمـزة.. -محطات- ايضا في بـراغ.. وفي مو ...
- رواء الجصاني : عن بعض لواعج الجواهري// ومواجهاته / 3 // أأنت ...
- رواء الجصاني : عن بعض لواعج الجواهـري، ومواجهاته / 2 / ياغري ...
- رواء الجصاني : عن بعض لواعج الجواهـري، ومواجهاته ... 1/ استض ...
- رواء الجصاني : ذكريات عن مكتـب العمال المركزي، الشيوعي ببغدا ...
- في الذكرى السنوية 76 لمؤتمر -السباع- وتأسيس اتحاد الطلبة الع ...
- في الذكرى السنوية 76 لمؤتمر -السباع- وتأسيس اتحاد الطلبة الع ...
- رواء الجصاني: هذا ما كان، وحصل، بين الجواهري والشيوعيين العر ...
- رواء الجصاني : عن بعض شؤون وشجون الجاليات العراقية، ومتطلبات ...
- ايضاح وتوضيح : كل نشاطات مركز الجواهري الثقافي تمول ذاتيا .. ...
- رواء الجصاني : وقفات سريعة عند بعض شؤون، وشجون، الحرب الشرق ...
- رواء الجصاني: وقفـات سريعـة عند بعـض شؤون، وشجون، الحــرب ال ...
- الجواهــري -يُـطرطـرُ- مسؤولين وسياسيين عراقيين
- رواء الجصاني : وقفات سريعة عند بعض شؤون، وشجون، الحرب الشرق ...
- رواء الجصاني :وقفات سريعة عند بعض شؤون، وشجون، الحرب الشرق – ...
- رواء الجصاني : وقفات سريعة عند بعض شؤون، وشجون، الحرب الشرق ...
- رواء الجصاني: وقفـات سريعـة عند بعـض شؤون، وشجون، الحــرب ال ...
- رواء الجصاني: وقفـات سريعـة عند بعـض شؤون الحــرب الشرق – او ...
- وقفات سريعة عند بعض شؤون الحرب الشرق – اوسطية، الراهنة (10)
- رواء الجصاني : وقفات سريعة عند بعض شؤون الحرب الشرق – اوسطية ...


المزيد.....




- -حميدتي-: مصر قصفت قواتنا وأمدت الجيش السوداني بطائرات صينية ...
- الجزائر تراجع اتفاق الشراكة مع أوروبا
- باريس: سنسلم كييف طائرات -ميراج 2000-
- قتل ويُتم وجوع وتداعيات مدى الحياة.. هكذا سلبت الحرب حقوق أط ...
- الخارجية الأمريكية: لبنان ينبغي ألا يتحول إلى غزة أخرى
- خبير شؤون إسرائيلية: إيران شماعة يعلق عليها نتنياهو فشله في ...
- دقلو -حميدتي-: مرتزقة من أوكرانيا في صفوف الجيش السوداني ودو ...
- هدم فندق في لاس فيغاس جراء التفجير
- -حزب الله- ينفذ 22 عملية نوعية ضد الجيش الإسرائيلي ويتصدى لم ...
- حماس وفتح تبحثان إدارة غزة بعد الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: عن بعض لواعج الجواهري، ومواجهاته / 4/ -عــدا عليَّ كما يَستكلبُ الذيـبُ-