الدولة العميقة وجو بايدن: تحول محتمل في السلطة؟

خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8041 - 2024 / 7 / 17 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كانت فكرة "الدولة العميقة" موضوعا متكررا في الخطاب السياسي الأمريكي، وغالبا ما تثير صورا لمسؤولين حكوميين غامضين يتمتعون بسلطة هائلة وراء الكواليس. في السنوات الأخيرة، وجد هذا المفهوم تركيزا جديدا: الرئيس جو بايدن. تنتشر التكهنات بأن الحزب الديمقراطي، المتأثر بعناصر ما يسمى بالدولة العميقة، يفكر في عزل بايدن من منصبه بسبب المخاوف الصحية. تتعمق هذه المقالة في العوامل التي تدفع هذه التكهنات، والآليات التي يمكن استخدامها، والخلفاء المحتملين الذين ينتظرون في الأجنحة.

المخاوف الصحية والمناورة السياسية

واجه الرئيس بايدن، وهو أقدم رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، تدقيقا مستمرا على صحته وقدراته المعرفية. على الرغم من تأكيدات فريقه الطبي، فإن الهفوات العامة وعلامات الشيخوخة المرئية قد غذت المخاوف بشأن قدرته على أداء الدور المتطلب للرئاسة. وقد دفعت هذه المخاوف البعض إلى الاعتقاد بأن وسطاء السلطة الديمقراطيين قد يسعون إلى استبداله بشخصية أكثر قوة ومفيدة سياسيا.

دور "الدولة العميقة"

يشير مصطلح "الدولة العميقة" إلى شبكة مزعومة من الأعضاء المؤثرين في الوكالات الحكومية والكيانات الأخرى الذين يعملون بشكل مستقل عن المسؤولين المنتخبين. يجادل النقاد بأن هذه الشبكة تسيطر على القرارات السياسية الرئيسية والاستراتيجيات السياسية. ضمن هذا الإطار، يمكن النظر إلى إزالة بايدن على أنها مناورة استراتيجية لضمان استمرارية أجندة سياسية محددة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

المسارات الدستورية والسياسية للإزالة

التعديل الخامس والعشرون للولايات المتحدة. ينص الدستور على آلية قانونية لإقالة الرئيس الذي يعتبر غير قادر على أداء سلطات وواجبات المكتب. وهذا يتطلب من نائب الرئيس وأغلبية مجلس الوزراء إعلان عجز الرئيس. بدلا من ذلك، لا يزال العزل طريقا دستوريا، على الرغم من أنه أقل احتمالا بالنظر إلى المشهد السياسي الحالي.

الخلفاء المحتملون

نائب الرئيس كمالا هاريس: بصفتها الخلف المباشر بموجب الدستور، ستتولى هاريس الرئاسة إذا تمت إزالة بايدن. وضعتها فترة ولايتها كنائبة للرئيس كشخصية مركزية في الإدارة، على الرغم من أنها تواجه تحديات في تأمين دعم واسع داخل الحزب والناخبين.

الحاكم غافن نيوسوم: برز حاكم كاليفورنيا كشخصية بارزة داخل الحزب الديمقراطي. وضعته سياساته التقدمية وقيادته رفيعة المستوى خلال وباء كوفيد-19 كقائد مستقبلي محتمل على المسرح الوطني.

السيناتور إليزابيث وارن: تشتهر بدعوتها القوية للإصلاح الاقتصادي والسياسات التقدمية، ولا تزال وارن لاعبا رئيسيا داخل الحزب. إن صرامتها الفكرية وخبرتها في مجال السياسات تجعلها مرشحة قابلة للتطبيق للمنصب الاعلى.

وزير النقل بيت بوتيجيج: حصل بوتيجيج، العمدة السابق لساوث بيند، إنديانا، والمرشح الرئاسي لعام 2020، على اعتراف وطني بعمله في إدارة بايدن. يمكن أن تكون طاقته الشابة وجاذبيته الوسطية أصولا في محاولة رئاسية في المستقبل.

الآثار والعواقب

سيكون لعزل الرئيس الحالي، لا سيما تحت ادعاءات تتعلق بالصحة، تداعيات سياسية كبيرة. يمكن أن يؤدي إلى تعميق الانقسامات الحزبية وتغذية نظريات المؤامرة، مما يزيد من تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية. علاوة على ذلك، سيكون اختيار الخلف قرارا حاسما، يشكل اتجاه الحزب الديمقراطي والأمة.

في حين أن مفهوم الدولة العميقة التي تنسق عزل الرئيس بايدن قد يبدو وكأنه مادة من الإثارة السياسية، فإنه يعكس مخاوف حقيقية واعتبارات استراتيجية داخل الحزب الديمقراطي. لا يزال يتعين ان نرى ما إذا كانت هذه المخاوف ستظهر في العمل السياسي الفعلي. ومع ذلك، ما هو واضح هو أن صحة ومستقبل جو بايدن سيظلان نقطة محورية في السياسة الأمريكية، مع آثار بعيدة المدى على قيادة الأمة وحكمها.

عامل ترامب: الآثار الانتخابية بعد محاولة الاغتيال

أضافت المحاولة الأخيرة لاغتيال دونالد ترامب تطورا دراماتيكيا إلى المشهد السياسي الأمريكي المضطرب بالفعل. لم يحفز هذا الحدث قاعدته فحسب، بل سلط الضوء أيضا على الاستقطاب الشديد ورهانات الانتخابات القادمة. يعتقد العديد من المراقبين أن محاولة الاغتيال قد عززت وضع ترامب كزعيم مرن ومحاصر، مما قد يدفعه إلى انتصار حاسم في السباق الرئاسي لعام 2024. تؤكد زيادة الدعم بعد هذا الحادث على شعور أوسع بخيبة الأمل من الإدارة الحالية والتوق إلى العودة إلى أسلوب القيادة الحازم لترامب. مع تكثيف المناخ السياسي، يمكن أن تعيد الآثار المترتبة على هذا التحول تحديد المسار المستقبلي للحكم والسياسة الأمريكية. ما يعزز ضرورة تحييد بايدن حتى يتسنى الفوز في الانتخابات او التوازن الانتخابي بين الحزبين وجسر الفارق الكبير الذي خلفته عملية الاغتيال وقبل ذلك المناظرة التى اظهرت الضعف البين لبايدن امام ترامب.

#خالد_خليل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات