رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 8049 - 2024 / 7 / 25 - 02:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في سنوية رحيله السابعة والعشرين..
استذكار الجواهـري، تبـاهٍ بالوطــنِ والشعــرِ، والتنويـر
- رواء الجصاني(*)
------------------------------------------------------------
في مثل هذه الايام، قبل سبعة وعشرين عاما، وبتاريخ الاحد، السابع والعشرين من تموز عام الفٍ وتسعمئة وسبعة وتسعين، تحديداً، استنفرت وكالات أنباء ومراسلون وقنوات فضائية وغيرها من وسائل اعلام، لتبث خبراً هادراً، مؤسياً، هزّ مشاعر، ليس النخب الثقافية والسياسية فحسب، بل والألوف الألوف من الناس في شتى الارجاء :
"الجواهري يرحل إلى الخلود في احـد مشافي - دمشق، عن عمر يناهز المئة عام"..
وهكذا يطبق "الموت اللئيم" اذن على ذلك المتفرد الذي شغل القرن العشرين، على الأقل، ابداعاً ومواهب، ثم لتروح الأحاديث والكتابات تترى بعد الخبر المفجع، عن عظمة ومجد الراحل العظيم :
- المتميز بعبقريته التي يتهيّب أن يجادل حولها أحد..
- السياسي الذي لم ينتم ِ لحزب، بل كان "حزباً " بذاته، يخوض المعارك شعراً ومواقف رائدة..
- الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها بأتراحها وأفراحها من داخل الحلبة، بل ووسطها، مقتحماً ومتباهياً:
أنا العراقُ لساني قلبهُ ودمي، فراتهُ، وكياني منهُ اشطـارُ
- وذلك الراحل الخالد، نفسه: حامل القلم الجريء والمتحدي الذي "لو يوهب الدنيا بأجمعها، ما باع عزاً بذل المترفِ البطر".. صاحب وناشر صحف "الرأي العام" و"الجهـــاد" و"الثبات".. ورفيقاتهن الأخريات...
- منوّرٌ متميزٌ من أجل الارتقــاء، صدح مؤمناً على مدى عقـود حياته المديدة :
لثورة الفكر تاريخٌ يحدثنا، بأن ألفَ مسيح دونها صلبا..
- ملهمُ "آمنت بالحسين" و"يوم الشـهيد" و "قلبي لكردستان" و"الغضب الخلاق" و"الفداء والدم"... شامخ، يطأ الطغاة بشسع نعـلٍ عازبا..
- والجواهـري ايضا وايضا: متمرد عنيد ظـلّ طـوال حياتـه باحثاً عن "وشـك معتركٍ أو قرب مشتجر".. كيّ "يطعم النيرانَ باللهب"!..
- مبدعٌ فرائـد "المقصورة" و"زوربـا" و"المعـري" و"سـجا البحـر"و"أفروديـت" و"أنيتـا" و"لغة الثياب" و"أيها الأرق" وأخواتهن الكثار .. وهو قبل كل هذا وذاك "أحبَّ الناس كل الناسْ، من أظلم كالفحمِ، ومن أشرقَ كالماسْ".. كما انه "الفتى الممراحُ فراج الكروبِ" الذي "لم يُخلِ من البهجة دارا"..
- رائدٌ في حب وتقديس من "زُنَّ الحياة" فراح يصوغ الشعر "قلائداً لعقودهنَّ" ... و"يقتبس من وليدهن نغـم القصيد" .. وقد اجابَ قبلَ أن يسأل " لوقيل كيفَ الحبُّ،قلتُ بأن تُداء ولا تشافى" ..
- وديع كالحمامة ومنتفض كالنس ر، حين يستثيره "ميتونَ على ما استفرغوا جمدوا.."
- وهو لا غيره الذي قال ما قالَ، وما صلى " لغير الشعر من وثـنِ " فبات الشعراء يقيسون قاماتهم على عمود قامته الشامخ ...
- انه وباختصار: ذلك الطموح الوثاب الذي كان، ومنذ فتوته "يخشى أن يروحْ ولم يبقِ ذكرا" ... فهل راحت قصائده - حقا - "ملؤ فـم الزمان"!! وهل ثبتت مزاعمه بأن قصيــده "سيبقى ويفنى نيزك وشهاب" وهو الهاتفُ:
وها هو عنده فلكٌ يدوي.. وعندَ منعمٍ قصرٌ مشيـدُ
يموتً الخالدونَ بكل فـجٍ .. ويستعصي على الموت ِ الخلودُ
ترى هل صدق بما زعم ؟!.. التاريخ وحده من انبأنا، وينبئنا عن الامر،
ويا له من شاهد حـق عزوفٍ عن الرياء!!.
------------------------------------
* رئيس مركز الجواهري للثقافة والتوثيق
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟