|
في ذكرى ثورة 14تموز المجيدة ولو متأخرا
مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8053 - 2024 / 7 / 29 - 10:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(في ذكرى ثورة 14تموز المجيدة ولو متأخرا) هناك الكثير من الكتاب والصحفيين العراقيين؛ من يقول ان النظام الجمهوري، نظاما دكتاتوريا؛ قد اسقط بطريقة دموية، نظاما واعني هنا النظام الملكي، نظاما ديمقراطيا وليبراليا، ولو قدر له الاستمرار لما كان حال العراق كما هو حاله قبل عقود والى الآن. صحيح ان الطريقة التي تم بها تصفية العائلة المالكة، طريقة دموية ما كان لها ان تكون اصلا. كان بالإمكان ان يوضعوا تحت الاقامة الجبرية او غير ذلك مما يمنع اتصالهم ببريطانيا العظمى، لاستدعاها كما وقد حدث في ثورة مايس 1941 على اعتبار من انهم يمثلون الحكومة الشرعية، ومن ثم بعد ان ستتب الاوضاع وتستقر الامور؛ لصالح الثورة، اطلاق سراحهم او نفيهم الى حين. ايضا؛ صحيح تماما ان عبد الكريم قاسم، فردي ودكتاتوري، كما كل النظم الجمهورية التي جاءت بعده، كلها انظمة دكتاتورية. ثم؛ لم يقل اي منها من انهم انظمة ديمقراطية.. كما ان هناك ايضا؛ الكثير من الكتابات العراقية، تؤكد ان عبد الكريم قاسم ليس رجل دولة، كما انه ليس رجل سياسة. هذا ليس صحيحا لجهة ما قامت الثورة به من انجازات وطنية شاملة وجذرية وعميقة. عبد الكريم قاسم، رجل دولة، ورجل سياسة عند خط الشروع؛ لم يُمنح الزمن الكافِ؛ ليكون بهذا الزمن لو استمر، قد صقل كفاءته كرجل دولة وسياسة. عبد الكريم قاسم، في داخله، في العقل والذهن والنفس منه؛ يحمل وعيا عميقا بهموم الوطن والشعب؛ هذا هو الذي قاده كما رفاقه الاخرون الى قيادة ثورة اطاحت بالنظام الملكي. قائد الثورة وكما قياداتها الأخرون؛ قادوا الثورة؛ بدافع من الشعور الوطني العميق هو وكل رفاقه؛ للتخلص من نظام كان مرتبطا ارتباطا كاملا بالاستعمار البريطاني، وهو كان ايضا( النظام الملكي) أداة هذا الاستعمار في المنطقة العربية وفي جوارها. الامر هنا الاكثر اهمية؛ هو ان الثورة ما كانت لتحدث لو لم يكن هناك في الشعب العراقي وبكل من يمثله من قوى واحزاب وطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي وغير الحزب الشيوعي من القوى الأخرى الوطنية والعربية والقومية؛ وعيا عميقا بأهمية التخلص من نظام ملكي مغرقا من قدميه الى رأسه؛ في ان يكون في خدمة الراعي البريطاني، والامريكي. والأخير بدأ في السنوات الأخيرة من عمر النظام الملكي البائد كما كان يسمى في حينه؛ تغلغله ونفوذه في النظام الملكي؛ عندما تم اسقاطه بثورة مجيدة؛ مثلت إرادة كل العراقيين الذي لتفوا حولها منذ الايام او الاصح منذ الساعات الاولى لانطلاقها. ان عبد الكريم قاسم رجل دولة ورجل سياسة؛ لم تصقله التجربة، ما ينتج منها من تراكمات يحولها الزمن الى النوع او الكيف؛ فقد حكم العراق لأربع سنوات، واشهر اقل من صابع اليد الواحدة. عليه فأن عبد الكريم قاسم رجل دولة ورجل سياسة. اما الادلة على ذلك فهي اولا القرار رقم 80. فقد منع هذا القرار شركات النفط، من التنقيب والحفر خارج رقع الامتياز. وهو قرار كان له الأهمية الكبيرة جدا في المحافظة على ثروات العراق من ان تسرقها شركات النفط. بحسب المصادر من ذوي الاختصاص؛ من ان الشركات كانت تعطي او تمنح العراق؛ كمية محددة سلفا من المال وبالاتفاق مع حكومة النظام الملكي او تقبل بها، وهي راضخة. في عهد حكومة الثورة عندما طلبت الحكومة من الشركات زيادة الانتاج، لزيادة حصة العراق طبقا لذلك؛ لتوفير المال الضروري لقيام حكومة الثورة بأحداث تنمية عميقة وجذرية وواسعة. استمر هذا الوضع بطريقة او بأخرى حتى قام العراق في الاول من حزيران سنة 1972 بتأميم النفط العراقي. ثانيا، قانون الاصلاح الزراعي الذي حرر الفلاح العراقي من ربقة وسيطرة الاقطاع. فقد كان الاقطاع وفي حدود معينة لا يسيطر على الارض فقط، بل انه بطريقة او بأخرى يسيطر على الفلاح، وبالذات في مناطق جنوب العراق. حتى ان اي فلاح يحاول الهجرة او مغادرة الأرض بسبب سوء العيش، والفقر المدقع وغير هذا الكثير؛ يمنع تماما، وحين يتم اكتشافه او اكتشاف نيته او هو في وضع الهروب؛ يقوم السركال والحوشية، بأمر من الاقطاعي؛ بمعاقبته عقوبة شديد جدا، حتى يكون عبرة لغيره. رغم ذلك كانت هجرة فلاح الجنوب تتدفق باستمرار الى بغداد العاصمة اولا والى البصرة حين الموانيء وفرص العمل. ثالثا، اخراج العراق من دائرة الاسترليني. فقد كان الخروج من قبضة الاسترليني؛ بداية للتحرر الاقتصادي والمالي والتجاري في ذلك الزمن الذي كانت بريطانيا فيه تسمى بريطانيا العظمى، عالميا. رابعا، القضاء على العشوائيات حول العاصمة والمدن الكبرى العراقية التي كانت في حينها جاذبة للسكان بسبب توفر فرص العمل والحياة الافضل بالقياس الى حياتهم التي هجروها مضطرين منها. فقد قامت الثورة بزعامة عبد الكريم قاسم ببناء اسكان شعبي في كل محافظات العراق بالإضافة الى بغداد العاصمة. كما انها اي الثورة قامت بتوزيع الارضي، ليتم القضاء نهائيا على العشوائيات. السؤال المهم هنا لكل من يحاول ان يبيض صفحة النظام الملكي، ما الذي جعل هذا العدد الكبير والكبير جدا؛ ان يهجروا ارضهم التي نشئوا فيها؟ انه وبكل بساطة هو الظلم وشظف العيش وقسوة العيش، في حياة ينعدم فيها كل او اقل مستوى لحياة سوية. خامسا، اخراج العراق من حلف بغداد، وهو حلف شكل او يراد منه ان يكون اداة بأيد الاستعمار البريطاني في بسط سيطرته ونفوذه على المنطقة العربية وعلي جوار المنطقة العربية، كما هو حال الشراكات مع القوى العظمى واقصد هنا تحديدا امريكا وغيرها من القوى الدولية الكبرى الحليفة لأمريكا والمعقبة لسياستها في الوقت الحاضر. سادسا، تسليح الجيش العراقي. فقد اصبح بعد الاربع سنوات التي حكم فيها العراق عبد الكريم قاسم ورفاقه؛ قادرا على الدفاع عن البلد. إما النظام الملكي فهو على العكس من ذلك تماما، خلال سنوات حكمه التي امتدت من سنة 1921الى قيام ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في عام 1958. بالإضافة الى انه نظام تابع الى بريطانيا؛ لم يقم باي تنمية حقيقية. ان الاهم هو انه قد باع ثروة العراق الى الشركات البريطانية وغيرها بأثمان بخسة جدا.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب نتنياهو امام مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ: اكاذيب واو
...
-
خطاب نتنياهو اماما الكونجرس الامريكي بمجلسيه النواب الشيوخ:
...
-
فلسطين- الاوطان العربية: هناك محوران مصارعان فيهما
-
مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة: لعبة تكتيكية امريكية اسرائيل
...
-
قراءة في اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية
-
انبوب البصرة- العقبة: مشروع امريكي؛ لن يكت حظا له، ابدا، من
...
-
العلاقات الامريكية الاسرائيلية السعودية.. متى بدأت والى اين
...
-
الحرب بين اسرائيل والمقاومة اللبنانية قادمة في المقبل من الز
...
-
من يكون الرئيس الايراني المقبل؟ استقراء استباقي
-
لبنان- فلسطين- اسرائيل: الى اين؟
-
المساواة بين الضحية الجلاد: جريمة
-
الاتفاق الامني الامريكي السعودي المرتقب
-
الهجوم الايراني على اسرائيل..تحول من الصبر الاستراتيجي الى ا
...
-
ماذا تريد امريكا من العراق؟
-
كيف واين يكون الرد الايرني على العدوان الاسرائيلي على القنصل
...
-
التاريخ المتداول: حقائق ام وقائع تمحو الحقائق؟
-
نهاية الحرب في اوكرانيا...بالتجميد ام بافتاقية سلام
-
دولة الاحتلال الاسرائلي في نهاية المطاف سوف تقبل صاغرة بشروط
...
-
استثمار القدرات العربية في دعم الشعب الفلسطيني
-
امريكا والعراق: علاقة ملتبسة
المزيد.....
-
مصر.. فيديو متداول لسائق سيارة -ميكروباص- أعلى كوبري مشاة..
...
-
هاريس أم ترامب: أيهما أفضل للمنطقة العربية شعوبا وحكومات؟
-
الذكاء الاصطناعي يحلّ -لغز الحياة-: كيف يتصل الحيوان المنوي
...
-
تكهنات بالانهيار - اجتماعات على مستوى عال لإنقاذ الحكومة الأ
...
-
ليبيا.. تأجيل محاكمة رئيس الاستخبارات العسكرية في عهد معمر ا
...
-
باللون الأحمر.. فالنسيا تجدد التحذيرات من عواصف رعدية وأمطار
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مجمع لحزب الله وينشر ما وثقته كا
...
-
الصحة اللبنانية تعلن حصيلة ضحايا -العدوان الإسرائيلي- على لب
...
-
الصومال.. استقالة مسؤولين كبار في الحكومة
-
الغارديان: القوات الأوكرانية تنهار في دونيتسك وخاركوف
المزيد.....
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
المزيد.....
|