أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كريمة مكي - جامع قرطاج و التصالح المنتظر مع التاريخ














المزيد.....


جامع قرطاج و التصالح المنتظر مع التاريخ


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 17:34
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


قرطاج عاصمة الامبراطوية القديمة اتخذ منها ʺبورقيبةʺ قصرا للعمل و السُّكنى و بَنَى فيها ʺزين العابدينʺ جامعا فسيحا ليؤمّه كل العابدين فوق أرضها.
كان اسمه بدايةً جامعʺ العابدينʺ و جاءت الديمقراطية الهجينة، التي قبرت ثورة الياسمين، برئيس مؤقت يحمل حقدا دفين على وطنه و على دولة الاستقلال التي لم يرى فيها إلاّ خرابا في خراب!! و كان حقده الأكبر مصبوبا على ʺزين العابدين بن عليʺ الذي كم هاجمه، قبل الثورة، من المنصات الإعلامية المعادية خارج تونس من أجل إسقاطه و الحلول محلّه كما وعدته تلك المنصات الخبيثة.
كان له ما أراد مثلما خطّط معهم فجيء به رئيسا لتونس بعد رحيل ʺبن عليʺ، و لأنه كان يخطط معهم ضدّ تونس و من أجل مصلحة نفسه فقط ، فقد خرج من قصر قرطاج ذليلا محقورا بعد أن انكشفت حقيقة مبادئه السامية التي غالط بها كلّ من توسّم فيه خيرا و كنتُ أسبقهم منذ أن قرأت له و أنا صغيرة كتابه ʺ لماذا ستطأ أقدام العرب أرض المريخʺ لكني انتبهتُ قبلهم عندما سمعته يتكلّم بتلك الحِدّة عن ʺ بن عليʺ في القنوات التي انتدبته لذلك.
ف ʺبن عليʺ لم يكن شرا كله و لا كان خيرا كلّه...كان حاكما وطنيا حافظ على بلده و لكنه ضَعُفَ أمام أقاربه و أصهاره فأخرجوه من الباب الصّغير و كان من قبلهم رصينا مُهابا.
كانت غاية ʺ منصف المرزوقيʺ و هو في الرئاسة محو اسم سلفه خاصة و أنّ الناس، في عهده، صارت تحِن لعصا ʺبن عليʺ الغليظة التي بها يستتب الأمن. فكان أن بادر بتغيير اسم جامع العابدين و أقام في ذلك احتفالا.
هو لا يدري أنّ التاريخ هو من يحفظ للقادة أعمالهم و ليس تلك الرخامة التي وضعها على جدار الجامع و هو يحسب أنه أتى إنجازا.
ولأنّ لكل رئيس مزاياه و مساوئه فإنّ مساوئ ʺبن عليʺ قد عدّدناها طويلا منذ الثورة و لكن آن الأوان للاعتراف عَلَنًا لكلّ رئيس وطني تونسي بما قدّمه من جليل الأعمال لهذه البلاد.
فإن كان ʺبن عليʺ أخطأ في مكان و أصاب في آخر فهو في ذلك مثله كمثل الباجي قايد السبسي كمثل بورقيبة أب الاستقلال.
جميعهم، عليهم رحمة الله، اجتهدوا في حبّهم لتونس فأصابوا و أخطئوا.
و يبقى أن أجمل أثر تركه ʺبن عليʺ لتونس هو ذلك الجامع الأنيق الفسيح المتربع على أجمل منطقة في الأرض الخضراء: ربوة قرطاج.
قرطاج و ما أدراك ما قرطاج...
نعم يا سادة...
قرطاج بكل تاريخها الحافل الطويل بَنَتْ لها في عهد ʺزين العابدين بن عليʺ جامعا للمسلمين.
ألا يكفي ذلك لوحده لنكرم ʺبن عليʺ و نعيد له حقه لعلّه ينام بعدها هانئا في قبره؟؟
آن أوان إرجاع الحق لأصحابه و الاعتراف لكل حكامنا الوطنيين بمجهودهم في الحفاظ على هذه البلاد.
و ليس أجمل من أن يقود مسيرة الاعتراف رئيسنا المجاهد المخلص قيس سعيد و هو في آخر عُهدته الأولى فيُبادر بإعادة التسمية الأصلية لجامع قرطاج ليبقى كما أريدَ له بدايةً جامعا لكل العابدين في قرطاج و تبدأ معه تونس مرحلة تطبيب الجراح بالترحّم أولا على كل حكّامها الراحلين ليتحقّق لها، من بعدُ، ذلك التصالح المنتظر مع ماضي الأحقاد المتعب الثقيل.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكمة الأوّلين و الآخِرِين!
- إلى رئيسنا القادم: لِيُطِيعَكَ المساكين، لا تنسى حَقِيبَتَيْ ...
- يا ويلنا، يا قرطاج، من فتنة القمصان!!
- قرطاج: هذا أوانك...لتداوي جراحهم و جراحك!
- قميصه الأسود و قيامة قرطاج!
- العروسة المسحولة و ما حالها إلّا كحال العرب الخانعة لاسرائيل ...
- الطوفان العظيم... و ما عَلاَ السّفينة إلاّ عَلَمُ فلسطينb ...
- لا غالبة إلاّ هي...‼
- و لا نحمل في القلب إلاّ... الآهَاتْ!!
- قلوب غريبة...
- أقلوبنا كقلوبهم...لا...لا يستوون!
- صوت الرّحمة... صوت الأم!
- من التي ماتت يومها و من منّا التي بقيت حيّة؟!
- مِداد قلم بنت أبيها في زمن الشِدّة القيسيّة ( الأخيرة)
- و كَيْفَ الحَالْ ...!
- من كاهنة الحفيدة إلى الكاهنة المسلمة الأبيّة!
- إلى قيس سعيد : دع المرأة تُعلن المرحمة يوم الاستقلال...
- الحُبُّ لَحْنٌ و الدَّهْرُ مُنْشِدُهُ...
- يوم نبشتُ عميقا في قبر الأحزان!!
- ما أصدق لغة السّماء!


المزيد.....




- من سيكون أول -تريليونير- في العالم.. منظمة أوكسفام تكشف أسما ...
- إسرائيل تضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية.. مشاهد ...
- الصين - الولايات المتحدة: هل يغير ترامب توترا تاريخيا للعلاق ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقدم استقالته بسبب -فشله في منع ...
- السعودية.. تفاعل على لقطات بين ترامب وريما بنت بندر في حفل ا ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- كيف وجد الغزيون منازلهم التي عادوا إليها بعد وقف إطلاق النار ...
- الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات ...
- زلزال بقوة 6.4 درجة يهز جنوب تايوان ويخلف 27 إصابة
- عودة ترامب إلى البيت الأبيض تخيم على منتدى دافوس


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - كريمة مكي - جامع قرطاج و التصالح المنتظر مع التاريخ