أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ابوحبله - عمليات الاغتيالات نجاح تكتيكي وإخفاق استراتيجي














المزيد.....


عمليات الاغتيالات نجاح تكتيكي وإخفاق استراتيجي


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحامي علي ابوحبله
لم تدخر إسرائيل وسعا في التوسع بأعمال الاغتيالات واعتمدته نهج وأسلوب من أساليب محاربتها الفلسطينيين وكل من يتعارض معها ومع سياستها ، ومنذ قيام هذا الكيان الذي لم يدخر جهدا في استهداف قيادات وكوادر فلسطينية ولم تقتصر الاغتيالات على قيادات ميدانية داخل غزة والضفة الغربية، بل تجاوزتها لتشمل قيادات سياسية وعسكرية في الخارج، كان في مقدمتهم في سبعينات القرن الماضي حيث وقعت الغارة الإسرائيلية على لبنان في 1973 (المعروفة أيضاً باسم عملية ينبوع الشباب بالعبرية أو مذبحة فردان/عملية فردان بالعربية) ليلة 9 نيسان وفي الصباح الباكر من يوم 10 نيسان 1973، عندما هاجمت وحدات القوات الخاصة الإسرائيلية عدة أهداف لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وصيدا بلبنان قتل خلالها ثلاثة من كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية وهم محمد يوسف النجار ، وكمال عدوان ، وكمال ناصر وعملية الشاطئ في تونس حيث اغتيل خليل الوزير ابوجهاد نائب القائد العام واستمر مسلسل الاغتيالات ليشمل صلاح خلف ابواياد والتعمري والشيخ أحمد ياسين وعبد العزيزالرنتيسي وصالح العار وري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه، إضافة إلى قيادات في حزب الله وفيلق القدس.
وتفتح عودة إسرائيل إلى سياسة الاغتيالات -في ظل الحرب على غزة- باغتيالها رئيس أركان حرب حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي إسماعيل هنيه في طهران والباب ما زال مفتوحا ، وعمليات الاغتيال هذه تفتح الباب على محاولة التعرف على إستراتيجية الاغتيالات ومدى اعتماد الاحتلال عليها في تحقيق "مزاعم الأمن".
يذهب أولدريش بوريس وأندرو هوكينز -في دراسة شاركا في كتابتها بعنوان "عمليات القتل المستهدف الإسرائيلية قبل وأثناء الانتفاضة الثانية: مقارنة سياقية"- إلى أن أول عمليات الاغتيالات الإسرائيلية بعد تأسيس دولة الاحتلال حدثت عام 1956.،وكانت تلك عملية متزامنة استهدفت مصطفى حافظ ضابط الاستخبارات الحربية المصرية في قطاع غزة، وصلاح مصطفى الملحق العسكري المصري في الأردن "انتقاما من دورهما في دعم الفدائيين الفلسطينيين".
وهو ما عكس استمرار دولة الاحتلال في سياسة الاغتيالات التي اعتمدتها العصابات الصهيونية قبل عام 1948، كما حدث في اغتيال عصابة شتيرن لكل من اللورد موين وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط عام 1944، والكونت فولك برنادوت المبعوث الأممي للقضية الفلسطينية.
وامتدت سياسة الاغتيالات عبر عقود لتشمل قائمة كبيرة من قيادات منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية وحزب الله، وكثيرا من الشخصيات التي يعتقد أن لها دورا ما في دعم القضية والمقاومة الفلسطينية حتى من غير الفلسطينيين.
واستخدمت إسرائيل عدة أساليب في التنفيذ، منها الطرود المفخخة والمسدسات المزودة بكواتم الصوت، والسيارات المفخخة والقنص والمواد الكيميائية السامة والخنق، والطائرات المسيرة، وصولا إلى القصف الجوي بقنابل ضخمة لضمان التدمير الكامل للهدف
ينطوي اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي في حركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران على مكسب انتقامي معنوي ونجاح تكتيكي هام، خاصة أنه يتبع عملية اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت بفارق ساعات، لكنه ليس حدثا استراتيجيا يغيّر واقع الحرب على الجبهتين وحالة الاستنزاف المستمرة ولن يغير من قواعد الاشتباك وسياسة الردع في معادلة توازن الرعب
تأتي عمليتا الاغتيال بعدما هددّت إسرائيل أنها لن تمر مرّ الكرام على كارثة مجدل شمس، لكن سجل جرائم الاغتيال الإسرائيلية التي طالت شخصيات سياسية لا عسكرية فحسب، سجل دموي حافل بدأ منذ عقود في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإخضاعه، بيْد أن مقاومته استمرت رغم استشهاد عدد كبير من القيادات الفلسطينية في السياسة والثقافة وفي العمل العسكري الجهادي.
لم تكن عمليتا الاغتيال استهداف لحماس وحزب الله فحسب، بل استهداف لكل محور المقاومة برئاسة إيران، خاصة أن قتل هنية تمّ في قلب طهران وداخل منشأة تابعة للحرس الثوري مما يربك الحسابات الايرانيه ويضيق هامش مناورتها، والسؤال بانتظار الرد الإيراني ؟؟؟ رغم أنها تبدو ملتزمة بنظرية “الصبر الاستراتيجي” القائم على استنزاف إسرائيل بالتدريج، ومن خلال “سوار النار” وتأمين استمرار مشروعها النووي؟
وكل المؤشرات تدلل على أن عمليتا الاغتيال لن تدع لتراجع حزب الله عن جبهة الإسناد وعن الرد، وربما هذا يدفع إسرائيل للرد على الرد، مما يعني أن التصعيد يبلغ اليوم مفترق طرق أكثر خطورة من شأنه إشعال حرب لا يرغب بها كل من سيشارك بها أو يجد نفسه متداخلا بها.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تعيش في ورطه نتيجة تغلغل وطغيان اليمين المتوحش ؟؟؟؟
- وسط حرب إعلاميه لليوم التالي للحرب على غزه ؟؟؟؟جل هدفها يهدف ...
- اجتماع روما الرباعي هل يلزم نتنياهو للتوقيع على صفقة تبادل ا ...
- هل سنشهد تحول في الموقف الأمريكي من حرب غزة
- من هو الذئب المخادع الذي يرتدي ثوب الحمل؟
- شروط نتني اهو التعجيزيه ... فما هي فرص عودته باتفاق من واشنط ...
- هل سيكتب النجاح لاتفاق الصين ام أن مصيره مصير الاتفاقيات الس ...
- مطلوب من حكومة محمد مصطفى المصارحة والمكاشفة عن حقيقة الشروط ...
- “هاريس” لخوض السباق أمام ترامب ؟؟؟؟
- الغرور وجنون الغطرسة تدفع بالمنطقة لأتون الصراع
- «العدل الدولية» تدين - إسرائيل -وتطالب بإنهاء الاحتلال وإزال ...
- -هيومن رايتس ووتش- وسياسة الكيل بمكيالين
- عندما تتغلب سياسة التنمر على القانون الدولي
- هل -الدولة العميقة-؟ من يحكم أمريكا ؟؟؟
- قتل عن سبق الإصرار والترصد وفق العقيدة الصهيونية
- مجزرة المواصي ومحاولات تعقيد مسار المفاوضات
- صفقة بإيدن تراوح مكانها ونتني اهو يناور ؟؟؟
- اليمين الشعبوي في خطاب اليمين الأوروبي و المسيحية سلاحه
- جريمة مخيم نور شمس يرقى لمستوى جريمة حرب
- هل فاز حزب العمال بسبب تغيير موقفه من إسرائيل؟


المزيد.....




- من سيكون أول -تريليونير- في العالم.. منظمة أوكسفام تكشف أسما ...
- إسرائيل تضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية.. مشاهد ...
- الصين - الولايات المتحدة: هل يغير ترامب توترا تاريخيا للعلاق ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقدم استقالته بسبب -فشله في منع ...
- السعودية.. تفاعل على لقطات بين ترامب وريما بنت بندر في حفل ا ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- كيف وجد الغزيون منازلهم التي عادوا إليها بعد وقف إطلاق النار ...
- الجيش الإسرائيلي يواجه تبعات فشل السابع من أكتوبر: استقالات ...
- زلزال بقوة 6.4 درجة يهز جنوب تايوان ويخلف 27 إصابة
- عودة ترامب إلى البيت الأبيض تخيم على منتدى دافوس


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ابوحبله - عمليات الاغتيالات نجاح تكتيكي وإخفاق استراتيجي