أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - معضلة تعليب وتسليع الأخبار














المزيد.....


معضلة تعليب وتسليع الأخبار


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8055 - 2024 / 7 / 31 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


مازلت أتذكر رد مارك تومسون في اليوم الأول من تقلده رئاسة تحرير صحيفة “نيويورك تايمز” عام 2012، هو البريطاني في مواجهة الغرور الصحافي الأميركي، عندما شكَكَ عدد من الصحافيين في كفاءته، قال لهم على مهلكم! لا يمكن أن أوصف بغير الصحافي، ومن مَن؟ من زميل صحافي آخر. فأنا قادر على كتابة قصة إخبارية من 1500 كلمة خلال أربعين دقيقة.
تومسون نفسه لم يجد ما يرد به عندما تولى منصبه الجديد كرئيس تحرير ومدير تنفيذي لشبكة “سي.أن.أن” الإخبارية وبعد يومين على اندلاع حرب إبادة غزة نهاية العام 2023.
لقد أصدر هذا الصحافي الذي طالما اعتبر أن فكرة الحياد في الإعلام المعاصر لم تعد مقبولة، تعليماته لموظفي شبكة “سي.أن.أن” تشجع على نشر الدعاية الإسرائيلية وفرض رقابة على وجهة نظر الجانب الفلسطيني، لأنه يؤمن بالأساس بأن قواعد الحياد على شاشات التلفاز أضحت قديمة ولا مكان لها في مجتمع الفضاء الإعلامي المفتوح على الإنترنت.
مهما يكن من أمر، فتومسون، بعد نجاحه في رئاسته تحرير “بي.بي.سي”، ثم جعل صحيفة “نيويورك تايمز” علامة مميزة لنجاح الاشتراكات الرقمية، حيث تجاوز عدد المشتركين في نسختيها المطبوعة والرقمية، عتبة الخمسة ملايين مشترك، أمام مهمة تعليب الأخبار وتسليعها وإغراء الجمهور لشرائها من شبكة “سي.أن.أن” بعد تراجع قيمة تسميتها القديمة كإمبريالية للبث الفضائي.
يحتاج هذا الصحافي الذي لا يُشك ببراعته كما فَعلَ صحافيون أميركيون قبل سنوات، في منصبه كرئيس تنفيذي لأكبر شبكة إخبارية في العالم، إلى أكثر من إصدار التعليمات بشأن قواعد الحياة لينجح في تعليب وبيع الأخبار، من شبكة تلفزيونية تعاني الكساد منذ سنوات.
قبل ذلك علينا أن نسأله من يشتري الأخبار يا سيد تومسون؟ صحيح ثمة تقاليد مازالت قائمة لدى القراء الأوفياء للصحيفة ساعدت في نجاحك في “نيويورك تايمز” لكننا أمام بدائل هائلة لجمهور صار يفضل الترفيه التلفزيوني على الأخبار بعد أن أسقط المواطن الصحافي أهميتها وسرعة تداولها.
بدأ المدير الجديد لشبكة “سي.أن.أن” الإخبارية مهمته بإلغاء نحو 100 وظيفة، وإطلاق خدمة جديدة مدفوعة في منتج إخباري بكلفة تزيد عن مليار دولار قبل نهاية عام 2024، يوفر أخبارا “يجب معرفتها وتحليلات في صيغ وتجارب مقنعة”، ووعد بإستراتيجية رقمية أكثر قوة مع هروب الناس من باقات الكابلات لصالح التلفزيون التقليدي.
كتب تومسون في مذكرة إلى الموظفين، “تحويل مؤسسة إخبارية عظيمة نحو المستقبل ليس بالأمر السهل، بل يحدث على مراحل وعلى مدى فترة من الزمن. إن إعلانات اليوم لا تجيب عن كل الأسئلة ولا تسعى إلى حل كل التحديات التي نواجهها. ومع ذلك، فإنها تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام”.
حسنا، ما هي الأخبار التي يجب معرفتها؟ وهو تعريف جديد للخبر يعيد تومسون كما يعيدنا إلى التعريف التاريخي الذي دونه اللورد نورثكليف مؤسس صحيفة “ديلي ميل” قبل قرن تقريبا، حين اعتبر أن الأخبار معلومات يريد أحدهم منع الناس من معرفتها، وما تبقى هو مجرد إعلانات.
فهل بمقدور المدير الجديد لإمبريالية البث الفضائي صاحبة المجد الآفل أن يعيد تعليب الإعلانات السياسية بوصفها أخبارا ويعيد بيعها؟
يعترف داريل هوليداي الذي يعمل في منظمة صحافة مدنية غير ربحية في شيكاغو، بأن فشل الصحافيين في تلبية حاجة المجتمع ليس سابقة في التاريخ، لذلك علينا أن نتساءل ما هي نوعية الأخبار التي يبحث عنها الناس اليوم، من أجل صناعة نماذج جديدة؟
مع ذلك دعونا نترقب بلهفة الأخبار التي تغير مزاج الجمهور الذي يعيش صراعات ثقافية سامة تحت تأثير البث الرقمي، كي يفكر باستقطاع ثمن قهوته من أجل دفعها إلى “سي.أن.أن” لشراء الأخبار.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية سامة وتصلب شرايين سياسي
- من يُعيد أيامنا العصيبة؟
- أعراض مرض الديمقراطية تسبق اغتيال ترامب
- إصلاحيون تحت عمامة خامنئي
- ماذا لو خسرت إنجلترا؟
- استثمار زائف في ديمقراطية مملة
- درس من مناظرة ترامب وبايدن
- ازدراء الحقائق في العراق الأمريكي الإيراني
- الحرية تكمن في الموسيقى وحدها!
- عزلة جو بايدن الأوروبية
- شطرنج كرة القدم
- أوروبا المحبطة أمام خطر مميت
- هل ضمرت روعة الصحيفة الورقية؟
- إيران والعراق ما بعد خامنئي والسيستاني
- مثالنا النهائي في الأخلاق والحب
- تدمير قرطاج أم هدم معبد فيسبوك!
- ماسك يعمل على كسر الصحافة
- الانتقال من الفشل إلى الفشل جدًا
- الأحلام أكثر ما نحتاجه من النوم
- أزمة الفهم الأخلاقي الأمريكي للمسلمين


المزيد.....




- إطلاق سراح المخرج الفلسطيني الحائز الأوسكار بعد تعرضه للاعتد ...
- تركي آل الشيخ يصدم -سعفان- بقرار مخرج بريطاني (فيديو)
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مخرج فيلم -لا أرض أخرى- عقب تعرضه للض ...
- تركيا تلفت أنظار صناع السينما العالمية بفضل صادرات الدراما
- اُعتقل بعد اعتداء إسرائيليين عليه.. إطلاق سراح المخرج الفلسط ...
- الجيش الإسرائيلي يطلق سراح حمدان بلال مخرج فيلم -لا أرض أخرى ...
- فرنسا: محاكمة الممثل جيرار دوبارديو بتهمة الاعتداء الجنسي مت ...
- الاحتلال يفرج عن مخرج فيلم «لا أرض أخرى»
- المخرج ربيع التكالي: مسلسل -رافل- ملحمة بصرية تحكي وجع تونس ...
- Moscow Fashion Week تعيد تعريف الأزياء المحتشمة بتصاميم مبتك ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - معضلة تعليب وتسليع الأخبار