أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الغاية من الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء















المزيد.....

الغاية من الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8056 - 2024 / 8 / 1 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ، يشكل قيمة مضافة لموقف النظام المغربي من مغربية الصحراء ؟
وهل فعلا حصل اعتراف فرنسي بمغربية الصحراء ، ام ان الهدف مِمّا يسمى بالاعتراف ، هو خلط الأوراق والدفع بانفجار المنطقة ، خاصة ان في نشوب حرب بين الجزائر والمغرب ، سيخدم المصالح الفرنسية، والإسرائيلية ، ومصالح الاتحاد الأوربي ، حيث ستزيد بسط ايدي الاستعمار ، بأشكاله المختلفة ، بمقدرات كل من المغرب ومن الجزائر . وطبعا فنشوب حرب بالمنطقة ، لن تبقى مقصورة بين المغرب والجزائر ، بل ستحشر فيها اطراف أخرى كموريتانية ، مما سيعطي للقوى الامبريالية فرصة الاستفراد بالمنطقة سياسيا واقتصاديا ..
واذا كان هناك اعتراف صريح من طرف فرنسا بمغربية الصحراء ، فماذا يمنعها من اصدار بيان تصدره الحكومة الفرنسية ، او يصدره قصر الاليزيه ، او تصدره وزارة الخارجية الفرنسية ، تخبر فيه بالاعتراف ، وتحدد الأسباب التي دفعتها الى هذا الاعتراف ، وشروط تطبيقه عند استيفاءه لمجموعة من الشروط التي ترطب الجو بدل تسخينه .. الحاجة الماسة ..
فألى الآن ، لم يصدر عن فرنسا بيان رسمي للدولة ، تقضي وتخبر فيه بهذا الاعتراف . وفي غياب البيان تُعتبر فرنسا متحللة من أي اعتراف لم ينشر رسميا ..
ورغم فوضى الاعتراف او عدم الاعتراف ، المنطقة تسير مسرعة نحو عدم الاستقرار ، ونحو الفوضى البناءة ، اكثر منها نحو الحرب المدمرة .. فالرئيس الموريتاني ، وبعد موجة و فوضى النقاش الدائر بالساحة المغاربية حول اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ، يستقبل رئيس الجمهورية العربية الصحراوية السيد إبراهيم غالي ، الذي حضر في زيارة دولة ، لحضور تنصيب الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني . لكن لماذا لم تحضر الرباط وتغيبت ، ولا تزال مثل فرنسا لم يصدر عنها ما يفيد اعتراف او عدم اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء . فمن ذهب لاعتبار زيارة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الى موريتانية ، وهي زيارة رجل دولة ، بالصفعة التي وجهتها موريتانية والجزائر المتحالفة معها ، الى خذ النظام المغربي والى فرنسا ، ليست بالصحيحة ، لان الدولة الموريتانية اعترفت بالدولة الصحراوية قبل اعتراف النظام المغرب بها . اعترفت بالدولة الصحراوية سنة 1979 عند خروجها من وادي الذهب دون الگويرة ، وتقيم معها علاقات سياسية ودبلوماسية . وفي هذا الصدد ، فموريتانية حرة في استقبال من تشاء ، وفي عدم استقبال من لا تشاء ، ولا حرج عليها ، طالما انها تتصرف ضمن سيادة القانون الدولي العام ، وليس ضمن قانون الغاب .. فالزيارة بروتوكولية لحضور تنصيب رئيس دولة ، هي التي وجهت له دعوة الحضور كرئيس الدولة الصحراوي . وهنا لا ننسى ان النظام المغربي بدوره اعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، وامام العالم في يناير 2017 ، واصدر الملك ظهيرا وقعه بخط يد ، يقر فيه بهذا الاعتراف ، الذي زاد جرعات اقوى في التنازل على وضعية ما قبل 1975 ، ووضعية ما قبل 1979 ، عندما تم نشر الاعتراف بالجريدة الرسمية للدولة العلوية .. عدد : 6539 / يناير 2017 .
اذن عن اية صفعة وجه الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواتي ، والجزائر والدولة الصحراوية الى خد فرنسا او خد المغرب ..
لكن عند ذهابنا بعيدا في التحليل لما يتوفر من معطيات حساسة ، فما يسمى بالاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ، وفي غياب بيان رسمي سواء من قبل فرنسا او من قبل الرباط ، أهدافه بعيدة عن الاعتراف ، وتصب فقط في شحن المواقف ، وفي خلط الأوراق ، لتفجير طاقات كانت كامنة من عملية الوضع القانوني للصحراء ، وإمكانية الاعتراف الفرنسي بها في غياب البيان العام من باريس او من الرباط .. فهل فرنسا الدولة العضو بمجلس الامن ، وتتمتع بسلاح الفيتو ، واشرفت على صدور جميع قرارات مجلس الامن بشأن الصحراء ، وهي من تركز على التنصيص في القرارات ، على حق الاستفتاء وتقرير المصير ، وترفض ورفضت جميع المبادرات المبذولة من قبل النظام كخيار الحكم الذاتي ، وتغافلت حتى عن اعتراف النظام المغربي بالجمهورية العربية الصحراوية ، وامام العالم .. تعود اليوم لتتناقض مع ما اتخدته من قرارات منذ سنة 1975 ، أصبحت تسمى بالمشروعية الدولية .
فهل فرنسا حقا ستطعن في كل القرارات التي اشّرتْها بمجلس الامن ، لتتنازل عنها لصالح مغربية الصحراء .. فهل فرنسا حقا محقة في ما تقوم به ، ام انها مجرد أدوار تلعبها باريس لتعطيل وجرجرت الصراع ، بما يمكنها من ابتزاز الحلقة الضعيفة في المسلسل ، والتي هي النظام المغربي ، وابتزاز حتى النظام الجزائري ، والهاء الجميع في مشكل الصحراء بين التأييد او عدم التأييد لمغربيتها .. ما دام ان مشكل الصحراء الغربية ، هو مشكل أممي ، يبحث فيه مجلس الامن مرة او مرتين في السنة ، وتبحث فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار / سطروا على اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار / . ثم كيف تنقلب فرنسا رأسا على عقب عندما تطلّق المشروعية الدولية ، وتلجأ الى المبادرات الفردية التي لن تسمو على المشروعية الدولية ، ولن يكون بأيديها حل اخر خارج حل المشروعية الدولية .. ففرنسا التي تدرك جيدا القانون الدولي ، والمساطر الدولية ، وتعرف بان مشكل الصحراء الغربية ، هو مشكل اممي ، وهي جزء أساسي وفعال ، في المنظومة الدولية التي تساهم في اصدار قراراتها ، ستتخلى بين عشية وضحاها عن كل الإرث الذي مثلته القوانين والقرارات الدولية ، وبما فيها القرارات القضائية التي أصدرتها محكمة العدل الاوربية ، التي ستصدر حكمها في دعوى الابطال المنتظرة للاتفاقيات الفلاحية ، والتجارية ، واتفاقية الصيد البحري ، بين الاتحاد الأوربي وبين النظام المغربي ، حيث ستكون قرارات المحكمة المنتظرة في نهاية الصيف او في الخريف القادم ، بمثابة الموحدة للقرار الأوربي في تعامله مع نزاع الصحراء الغربية ؟
وبما ان فرنسا يستحيل عليها المس بالمشروعية الدولية التي كانت من وراء صدورها ، وتعرف ان سلطات الاختصاص هي الأمم المتحدة ، فما تقوم به فرنسا يكون ضحكا على النظام المخزني ، الذي تشكل بالنسبة له قضية الصحراء الغربية ، قضية حياة او موت .. وفرنسا المدركة بهذه الحقيقة التي لا يتناطح عليها كبشان ، حين تخرج مثل هذه الاشاعات ، وتبقى مجرد اشاعات في غياب البيان الرمسي لفرنسا او للنظام المزاجي البوليسي ، فإنها تمارس سياسة الترياق ، لنظام يحتضر عند ذهاب الصحراء .. ففرنسا لا تستطيع وبمفردها ان تغير المشروعية الدولية ، وتنازع سلطات الاختصاص التي هي الأمم المتحدة . فهل النزاع سيصبح بين الأمم المتحدة ، مجلس الامن والجمعية العامة ، وبين فرنسا التي صوتت على إصدارات / قرارات مجلس الامن ، وساهمت مرات في اشغال اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، حين اعتبرت الأقاليم الصحراوية بالأقاليم المستعمرة ، الذي يتوقف حلها فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ..
فرنسا لن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، ولن تعترف بها ليس حبا في النظام الجزائري ، ولكن في اضعاف الجميع ، فيسهل ابتزازه وترويضه . ففرنسا ، ولا إسبانية ، ولا دول الاتحاد الأوربي ، ولا الولايات المتحدة الامريكية ، ولا إسرائيل العظمى الديمقراطية ، يكون من صالحها التعجيل بحل نزاع الصحراء الغربية . بل ان الحل السريع ، لن يكون حتى في صالح مجلس الامن ، وصالح الجمعية العامة للأمم المتحدة . فطالما هناك استعمار ينتظر ، فالتلويح بالمبادرات الكاذبة مثل اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ، يبقى تلويحا لتضبيب المواقف ، ونشر رؤية الترياق حتى لا يحتضر النظام الذي سينهزم في حرب الصحراء . فنحن ومنذ سنة 1975 ، نخوض المعارك تلو اختها ، وتستمر المعارك ، لكن لن تصل الحرب . لان من سيكسب الحرب ، سيكون مضرا بالاستعمار ، ومضرا بأعداء العالم العربي ، الذين يروا في وحدته ضررا لهم ..
ان فرنسا لا تعترف بمغربية الصحراء ، ولن تعترف بها ابدا . فهل اعترفت اسبانية الدولة والأمة ، بمغربية الصحراء ، رغم مبادرة Pedro Sanchez الأحادية الجانب بها ، وقد تراجع عن اعترافه الذي كان مجرد لعبة ، مثل اعتراف Trump الذي كان تسلية ، خاصة وانه اصبح يفرض شروط أخرى على النظام المغربي ، لإيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية . هل اعترفت إسرائيل بمغربية الصحراء ، في الوقت الذي وقع معها النظام الملكي اتفاق " أبراها " ، الذي ذهب بعيدا حين تم توقيع اتفاقيات عسكرية وبوليسية بين النظام المزاجي البوليسي وبين تل ابيب .. ورغم ذلك إسرائيل لا تعترف بمغربية الصحراء .. وإسرائيل تساند جهود الأمم المتحدة ، وتتشبث فقط بالمشروعية الدولية ..
اذن . ما روجت له فرنسا من اعترافها بمغربية الصحراء ، وفي غياب بيان رسمي من باريس او الرباط ، يبقى خلطا للأوراق ، ويبقى مجرد إشاعة من الاشاعات التي تخلق من كثرتها الفرجة ، دون ان تصل الى الحل النهائي أيا كان ، مع المغرب او ضد المغرب ، لان من سيحدد جنسية الصحراء ، هو نتيجة الاستفتاء انْ تم تنزيله . وتقرير المصير ، الدي يعبر فيه الصحراويون بإرادتهم الحرة عن المستقبل السياسي للأرضي المتنازع عليها ..
ان أي حل غير الحل الاممي ، مرفوض وباعتراف ودعوة فرنسا بمجلس الامن . لذا فان العالم تجاهل حل الحكم الذاتي حين تقدم به النظام في ابريل 2007 ، وتجاهل اعتراف الملك محمد السادس بالدولة الصحراوية في يناير 2017 .. وبقي العالم متمسكا بالشرعية الدولية دون غيرها ..
فلماذا تسرعت الجزائر في خطواتها ؟ والبيان الرسمي من باريس او الرباط لم يصدر بتاتا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموساد الإسرائيلي
- أي نظام سياسي صالح للمغرب ؟
- هل حقا ان فرنسا ايدت الحكم الذاتي بالصحراء الغربية ؟
- الأوراق الملعبة
- هل ممكن انتظار حرب بين النظام المخزني المزاجي البوليسي المغر ...
- بلادي صحروك جففوك
- آخر خلفاء بني أمية .. أنت .. ميتا ..
- حين يقلد النظام الجزائري النظام المغربي
- هل صحيح ان النظام البوليسي المغربي ، يشترط على نظام العسكر ب ...
- ظهور الاميرة سلمى بناني مع الأمير الحسن
- القضاء الإيطالي يصفع وجه المدعو فؤاد الهمة ، ويصفع وجه المدع ...
- ديمقراطية الدولة المخزنية
- من له مصلحة في اشعال الحرب بين نظام المخزن المغربي ، ونظام ا ...
- الموقف الاسباني الألماني من الوضع القانوني للصحراء الغربية
- مجزرة مليلية الدموية 24 يونيو 2022
- الانتخابات الرئاسية في الجزائر
- حين تتسبب الفاشية الإسلامية ، في فوز الفاشية المسيحية .
- هل سيسقط النظام في المغرب ؟
- من يعترف بمغربية الصحراء ؟
- الحكم


المزيد.....




- اعترافات صادمة لجنود إسرائيليين باستخدام الفلسطينيين دروعاً ...
- أردوغان يلتقي الشرع في إسطنبول
- الجيش الإسرائيلي يعلن استمرار عملية -عربات جدعون- في غزة (في ...
- سرقة حمولة 23 شاحنة مساعدات إماراتية في غزة.. واتهامات لإسرا ...
- وزيرة مصرية سابقة تتحدث عن رؤيتها السيدة العذراء قبل محاكمة ...
- طريقة مشيتك في مرحلة الشباب تنبئ بمشكلة صحية مميتة عند الشيخ ...
- طوابير من الدبابات والمدرعات تتجه نحو واشنطن تمهيدا لعرض عسك ...
- بدون مصافحة حتى الآن.. استئناف أشهر استعراض بين الهند وباكست ...
- مشاهد من تحرير قوات -الشرق- الروسية بلدة أوترادنويه في دونيت ...
- معاريف: عقوبات أوروبا وموقف ترامب يقلبان الساعة الرملية لحرب ...


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الغاية من الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء