أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير ياسين شليبه - بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الكاتب العراقي غائب طعمه فرمان 17 آب 1990 حول المؤثرات الأجنبية في أدب غائب طعمه فرمان















المزيد.....



بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الكاتب العراقي غائب طعمه فرمان 17 آب 1990 حول المؤثرات الأجنبية في أدب غائب طعمه فرمان


زهير ياسين شليبه

الحوار المتمدن-العدد: 8063 - 2024 / 8 / 8 - 06:50
المحور: الادب والفن
    


سنحاول في هذه الدراسة أن نتابع تأثر الروائي العراقي الراحل غائب طعمه فرمان بأدباء أجانب مثل مكسيم غوركي وإينازيو سيلوني وآرثر ميلر وفوكنر، وسنعمل على بيان ذلك بالأمثلة.
وعلى الرغم من تأثر مجموعة كبيرة من قصاصي الخمسينات بأعمال غوركي الواقعية الاشتراكية، وبرواية “الأم” بخاصة، كما ظهر ذلك بوضوح في مجموعات قصصية كثيرة، مثل مجموعة “سعيد أفندي” لعبد الرزاق الشيخ علي، الذي قدم لنا أبطالاً ثوريين تُقال على ألسنتهم خطابات وشعارات حماسية من قبيل: “... نحن الفقراء نكره الحروب”( ) وقدم للقارئ نساء ثوريات متحمسات، إلا أن فرمان حاول أن تبدو شخصياته عفوية في بعض الأحيان، كما هو واضح في شخصية “أم جاسم” بطلة “حصيد الرحى”، التي سنتطرق إلى بعض جوانب تأثرها بأعمال غوركي. ويبدو تأثير “بين الناس” لغوركي واضحًا في قصة “صورة” التي تقدم بطلاً يعاني من الفقر والإفلاس والديون والغربة، إلا أن هذا الطالب الجامعي في القاهرة على قدر كبير من الهموم الثقافية ولديه رغبة كبيرة للقراءة.
ويزداد هذا التأثر عندما يطلع الأديب الشاب على اعمال مكسيم غوركي، الذي أثر في أغلب الكتاب الواقعيين من مختلف الآداب القومية. ونورد هنا مقطعًا من “بين الناس” لغوركي، الذي يشير إلى حب البطل للعلم والقراءة، كما هو الحال عند شخصية الطالب في قصة “صورة”. نقرأ عند غوركي “ما أكثر ما كنت أمضي إلى الصيدلي... وكانت دروس الصيدلي الموجزة توحي لي دائمًا بإجلال متزايد ومحبة فائقة للكتاب”( ) ويهتم غ. ط. فرمان بوصف حقارة المكان ليدل على فقر أهله “... وتناول قميصه وبنطلونه من المسامير المثبتة على الحائط ...وظل ساهما يطوف من غير غاية، سكران في خمرة همومه، تائها في بحار سأمه، حاملا مشاكل الدنيا كلها على كتفيه... ورأى مكتبة تعرض الكتب بشكل مغر وجذاب ... وتمنى ان يدخل الى المكتبة ويتربع على ارضها النظيفة ... يمسك كتابا من تلك الكتب التي احبها من اعماق قلبه وينغمر في اجوائها ... وتذكر أنه جائع وترك المكتبة وقواه منهارة ... ولمح من بعيد محلا للفول المدمس”. ( )
ونجد أن غوركي كان قد سبقه إلى هذا النوع من الوصف “... كانت شقتها خاليه ونظرت إلى الجدران العارية المشوهة بمسامير معوجه وحفر مسامير...”.( ) وبسبب تصويره لواقع الفقراء، عمل غوركي على وصف المكان وقذارته ليقدم صورة حية لحياة شخصياته، وليقدم ربطًا بين المكان والإنسان، وكثيرًا ما يتكرر عنده وصف الخنافس والفئران والجرذان وهي تتحرك وسط أماكن جلوس الناس، بل على أجسادهم في بعض الأحيان كما سنرى! في “بين الناس” يصف غوركي أحد الأماكن السكنية “قد تخرج فأرة، أحب الفئران فهي أشياء صغيرة، هادئة، سريعة الحركة...”.( )
ويقول أيضًا: “.... والصراصير تسمع حركتها وهي تسرح على الموقد وبين القدم، واليأس يأخذ بمجامع نفس ويعتريني الإشفاق على هذا الجندي وشقيقته حتى تكاد الدموع تطفر من المآقي.....”.( )
ويقول غ. ط. فرمان عن بطل قصته “بيت الخنافس” “وسئم الحياة مع خنافسها الكثيرة وجرذانها القليلة الحياء....”. ( )
ونلاحظ أنه، هو ايضاً يعبر عن تعاطفه مع الجرذان من خلال النبرة التي جاءت بها العبارة الأخيرة “القليلة الحياء”، وتتكرر هذه الحالة في قصص أخرى وفي روايته الثالثة “المخاض”، التي كان بطلها يسكن في حي بغدادي قديم.
ويصور غوركي شخصية دافيدوف القذرة “حين قمت وبافل بتغسيل دافيدوف المشرف على الموت، وكانت الاوساخ والحشرات تأكله....”. ( ) ويعبر دافيدوف عن ذلك شعرًا:
“وجلست على تختي العالي
في صمت يشبه صمت القبر
صرصار ينهش في لحمي
صبحًا ومسًا وأوان الظهر”. ( )
أما بالنسبة لغائب فإنه يلتقي في حياته بسجين إيراني ويكتب عنه “مزرعة الحقد” فيصفه بطريقة غوركي:
“...وخلع قميصه فجأة،...وأخذ يقلب القميص بين يديه...ثم يخرج منها شيئًا ما يهرسه بين أصبعيه، ثم يسحقه بين أظافره بنشوة وتشف وقال:
- ماذا أعمل بها إن جسمي لم ير الماء منذ أكثر من سنة.. وصمت قليلاً وفلتت من يديه حشرة سقطت على الأرض السوداء فطاردتها بلهفة كفه المتوكئه على أصابع هزيلة”. ( )
ولم ينكر الأديب الراحل غائب طعمه فرمان تأثير غوركي عليه، وقال إنه قد قرأ أعماله في بداية شبابه وبرر هذا التأثير بقوله:
“أعتقد أن غوركي أثر تأثيرًا كبيرًا علي لثلاثة أسباب”
أولا: إن الكتب التي يقرأها الإنسان في بداية حياته المبكرة تبقى عالقة في الذاكرة وتصمد الانطباعات المتكونه عنها أمام النسيان، ثانيًا: طرح غوركي عالمًا جديدًا بالنسبة للحياة القديمة التي كنا نألفها. مكسيم غوركي قدم لنا أمثله نموذجية لحياة من نوع آخر. إضافة إلى عظمة غوركي الأسلوبيه، وأسلوبه المليء بالتشابيه وتعابيره التي كانت جديدة بالنسبة لنا. كذلك يجب ألا ننسى ذخيرته العميقة، ومعرفته القوية بالحياة، ولهذا يسحرك غوركي عندما يتحدث عن شخصية معينة، وتحس بحب كبير لها، وتعاطف معها، ذلك لأن شخصياته مستمدة من الواقع، يأخذها من المجتمع الذي عرف كل تفصيلاته. غوركي لا يلفق بأعماله وهذا سر نجاحه. إنه كان يجمع مادة دقيقة وكبيرة عن المجتمع والناس ويبني عليها ما يريد أن يقدمه من الشخصيات الاجتماعية في أعماله الأدبية. أعتقد أن التأثير برز من هذا المنطلق وأعتقد أن مجموعتي الأولى “حصيد الرحى” يتجسد فيها تأثير غوركي، تأثيرات مباشرة من أعمال غوركي... أقصد تأثير غوركي من حيث الشرائح الاجتماعية، والمادة الحياتية. والتأثير واضح من حيث الموضوعات التي تطرقت إليها في قصص هذه المجموعة، حتى أسلوب “حصيد الرحى” في التعبير، والوصف والتشبيهات، فيه الكثير من أسلوب غوركي.. من الممكن ملاحظة تشبيهات ومقارنات وعبارات معينة في “حصيد الرحى” تشبه كثيرًا مقارنات غوركي. مكسيم غوركي يفرط في استخدام التشبيهات، والأسلوب، الذي يحاول فيه أن يرتفع إلى مستوى رفيع جدًا، فهو متمكن من اللغة الأدبية. وأنا الآن انظر إليه بطريقة أخرى، أو بالأحرى من زاوية أخرى، فبعد فترة الشباب أخذت أهتم بصنعة غوركي الأدبية الإبداعية، الصنعة بمعناها الحِرَفي، أقصد بالصنعة الأستاذية، وفيها نوع من التكلف والاهتمام والدقة والجدية والحذاقة اللغوية والتشابية الحياتية، التي استنبطها من تجاربة الشخصية الخاصة به، من تجواله في روسيا ومعايشته لأهلها وطبيعتها”. ( )
وقد صور غائب ط. فرمان صدى غوركي وغيره من الكتاب الأجانب في روايته الثانية “خمسة أصوات” والتي تناولت جانبًا معينًا من حياته أثناء عمله الصحفي في بغداد، حيث يقول شريف لصديقة الصحفي سعيد بأنه نسخة من غوركي. ( ) وأشار الكاتب في هذه الرواية إلى النتاجات الروائية الأجنبية التي كان يقرأها هو والأبطال الآخرون.
هذا وقد ظهر تأثير غوركي على فرمان في قصص مجموعته الثانية “مولود آخر” أيضًا، ففي قصة “عمران” يصور بطلها العامل في مصنع الدخان، الذي يسرق علب السجاير من المصنع لكي يبيعها ويدفع أجور الطبيب، مبرراً سرقته لزميله العامل، الذي أمسك به متلبسًا بالجريمة قائلاً له: “... هو الله باليني بَلْوَه ما أخلص منها...دلاّني على دَرب الحكيم (الطبيب) اللي يريد إرغيف من جلد ضعيف”. ( )
أما غوركي فقد تناول موضوعة السرقة في روايته “بين الناس” مصورًا عالم الفقراء، حيث قال أحد أبطالها أوسيب للرواي:
“أسَرَّ في أذني في زاوية بعيدة عن مرمى الأنظار:
- أكبر لص بيننا إذا شئت أن تعلم هو البناء بيوتر، فهو لص شَرِه، ورب أسرة كبيرة العدد، لا تغفل عنه، فكل شيء في نظره مفيد فهو لا يغض النظرعن شيء مهما حقر، سواء كان أوقيه من المسامير، أو عشر قرميدات أو كيسًا من الكلس – كل شيء مفيد!” . ( )
والسرقة تنتهي بالفشل في كلا الحالتين عند غوركي وفرمان، ولنقرأ في “بين الناس” عن هذه السرقة: “...ودفعت المزامير في يد الوكيل، فأخفاها في معطفه وخرج، وسرعان ما رجع أدراجه فسقط كتاب المزامير عند قدمي. وقال وهو يبتعد خارجًا:
- لا أستطيع أن آخذه، لَسَوف يكون سببًا في هلاكي....”. ( )
أما عمران فقد “نسى عتبة الباب الخشبية المنتصبة فتعثرت قدماه بها، وهوى جسمه على الأرض بقوة.. وكان جسمه ممدودًا.. وغير بعيد منه كانت سدارته تتناثر حولها علب السجاير”. ( )
ونلاحظ هنا أيضًا أن فرمان لم “يستعر” من غوركي شخصية ثورية سياسية مثل بافل أو أم بافل في قصته “الأم” لغوركي، بل لجأ إلى تصوير حالة مأساوية يعاني منها الإنسان الصغير مثل العامل عمران الذي لم ينتفض على واقعه، بل كان عفوياً يفكر بكسرة الخبز قبل السياسة، مما أثار حفيظةَ بعض النقاد المتحمسين الذين رأوا في أشخاص هذه المجموعة الإحباط واليأس والسلبية. وبلا شك أن فرمان عمل ذلك بوعي نقدي وبفهم لطبيعة العمل القصصي، الذي يعني بتصوير الحياة بالدرجة الأولى، ولكيلا يسقط في المباشرة وحماسة الشعارات.
ونشير هنا في هذه المناسبة، إلى أن الكاتب لم يقدم شخصية ثورية إيجابيه متحمسه لأفكاره في أغلب رواياته اللاحقة، على الرغم من علاقاته بالسياسيين، لأنه في واقع الأمر كان يجد الإحباط في أوساط المثقفين الذين كانت تربطه وأياهم صداقات. أما بالنسبة للحزبيين فكان يجد صعوبة في فهمهم “وكانوا لا يفتحون قلوبهم ومنغلقين على أنفسهم”( ) على حد تعبيره لنا في لقاءاتنا الشخصية معه. وعلينا أن نتذكر هنا بأن بعض هؤلاء الحزبيين المنغلقين على أنفسهم كانوا يعملون على تصوير الكاتب فرمان وكأنه جزء من سياساتهم، بل تنظيمهم لكنه في حقيقة الأمر لم يكن كذلك.
أما بالنسبة لتأثر غائب ط. فرمان بالروائي الإيطالي إنيازيو سيلوني صاحب رواية “فونتمارا” الشهيرة، التي كتبها عندما كان عضوًا في الحزب الشيوعي الإيطالي، فقد حدث بسبب ترجمته إياها إلى العربية عن الإنجليزية في منتصف الخمسينات لكنها فُقدت ولم تُنشر، فظهرت فيما بعد ترجمتها من قبل الأديب الراحل عيسى الناعوري، وهناك ترجمة أخرى لها من قبل كاتب مصري فقدنا اسمه الكامل. ولم ينكر فرمان تأثره برواية “فونتمارا” لدى إجابته على سؤال وجهناه إليه في إحدى الجلسات الأدبية الشخصية حيث قال: “فعلاً أنا ترجمت رواية “فونتمارا” إلى العربية وكان ذلك في عام 1956 في مصر، وأعطيت النسخة الأولى والوحيدة لدار المكتب الدولي للنشر والتوزيع، الذي نشر الإعلان المذكور، ومن المؤسف حقًا أنني فقدت النسخة المترجمة، ولم احتفظ بأخرى، في الحقيقة لا أذكر كيف فقدتها، وصدرت فيما بعد ترجمة عيسى الناعوري عن الإيطالية، بينما أنا ترجمتها عن الإنجليزية. وكما سبق وأن ذكرت لك بأنني كنت معجبًا بأعمال إينازي سيلوني وتأثرت كثيرًا بروايته “فونتمارا”، بلغة مليئة بالعامية. لا تختلف أجواء هذه الرواية كثيرًا عن أجواء روايتي “النخلة والجيران”، ما عدا أن الأخيرة كتبت عن أحداث كانت تدور في المدينة وأزقتها، بينما الأولى مأخوذة من الريف الإيطالي، أما أنا فقد كتبت عن أحداث دارت في بغداد...وبالمناسبة أقول إن “فونتمارا” تعتبر من الأعمال الأولى، التي كتبها قبل خروجه من الحزب الشيوعي الإيطالي. ”( ) ولا مجال هنا للحديث بالتفصيل عن أوجه الشبه بين هاتين الروايتين وقد تناولناها في أطروحتنا الأكاديمية عام 1984 وهنا أيضًا لم يتأثر ببطل فونتمارا الذي يدخل السجن بسبب تهمة سرقه ملفقه ضده ويخرج منه ثوريًا متحمسًا، بل صور بطل “النخلة والجيران”، روايته الأولى، بمعزل عن الأحداث السياسية، ويدخل السجن جرّاء اقترافه جريمة قتل مما أثار حفيظة أحد النقاد، لعدم تصوير الروائي للحالة الثورية في العراق في فترة الحرب العالمية الثانية( ). وفونتامارا مترجمة إلى الروسية ولغات أخرى.
وقد توصلنا إلى “فونتمارا” بطريقتين، بفضل مشاهدة فيلم مستوحى من هذه الرواية أولاً، وبسبب قرائتنا الإعلان المنشور على الغلاف الخلفي لمسرحية “موت بائع جوال” للكاتب الامريكي آرثر ميلر عن تعريب غائب ط. فرمان لـ” فونتمارا” وأنها ستنشر قريبًا.
أما كتاب “موت بائع جوال” فقد استعرته من مكتبة غ. ط. فرمان الشخصية وعندما انتهيت من قرائته لاحظت نفسًا إبداعيًا متشابهًا لروايته الثالثة “المخاض” الرائعة، حيث يوجه الروائي اهتمامه نحو مستقبل الإنسان الصغير في شيخوخته وضمانه الاجتماعي وأهمية الإنسان وقدرته على القيام بأعمال كبيرة في شبابه.
فلنتابع معًا الكاتب الأمريكي آرثر ميلر وهو يصور بطله ويلي لومان من خلال حديث زوجته لندا عنه وحوارات أخرى، ومن ثم سنقارن بينه وبين فرمان. تقول لندا عن ويلي لومان: “.... لا أقول إنه رجل عظيم، ولا كسب الكثير من المال في حياته، وما نشرت الصحف اسمه أبدًا، وليس هو أعظم الشخصيات التي عاشت على الأرض، ولكنه إنسان، وثمه شيء فظيع يحدث له الآن، إذن فضريبة العناية والاحترام يجب أن تدفع. ويجب ألا يُسمح له بأن يسقط في قبره ككلب عجوز...أبدًا...أبدًا...العناية والتكريم لا بد أن تقدم لمثل هذا الإنسان، وأنت تصفه بالجنون... والرجل الصغير يضنيه التعب تمامًا كما يضني الرجل العظيم، إنه يعمل لشركة منذ سته وثلاثين عامًا. وفتح لهم مجاهيل الأرض، والآن في شيخوخته يحرمونه من مرتبه”. ( )
أما غائب فرمان فقد قدم في “المخاض” شخصية السائق نوري من خلال الحوار الذي دار بينه والبطل الراوي:
“لم أنس حتى لون سيارتك. كانت سيارة شوفرليت جديدة، وأين ذهبت؟ لم تبعها إن شاء الله.
- وهل هي لي لأبيعها؟ هي ملك للشركة، وأنا ملك للشركة. والشركة تخاف أن تعطيني سيارة جديدة في الليل، خوفًا عليها. فإن نظري في الليل ليس قويًا. والشركة تخاف على ملكها. ”( )
كان ويلي لومان عند ميلر يتحدث عن نفسه عندما كان شابًا، وعن ذكرياته في بدايات عمله فتبرر ذلك لندا:
“لقد تعب تمامًا، وليس الكلام عنده الآن إلا بديلاً من المشي الذي يعجز عنه، وإذا سافر سبعمائة ميل ووصل فليس ثمة من يعرفه هناك، ولن يجد من ينتظر قدومه. وما أدراكم ما يدور في عقل رجل قطع سبعمائة ميل دون أن يكسب سنتًا واحدًا، لماذا بحق السماء لا يتحدث إلى نفسه، لماذا؟ وعندما يذهب إلى شارلي ليستدين منه خمسين دولارًا يقدمها لي زاعمًا أنها مرتبه، .. متى يستطيع أن يمضي في هذا، إلى متى؟”. ( )
أما في “المخاض” فإن الراوي يحدث صديقه عن السائق نوري:
“... إنها الشيخوخة يا إسماعيل. مثله في البلدان الأخرى يتقاضون تقاعدًا أما هو فلا أعرف أين ستذهب زوجته إذا توفي... إنه صندوق معبأ بالحكايات هذا كل ما كسبه في عمر طويل قضاه في شق الطرق للناس.... خمسة وثلاثون عامًا قضاها في دروب العراق الترابية الوعرة، الباهته المعالم ينقل الناس، .... ولم يحصل إلا على شيخوخة موحشة تتدفأ بالذكريات”. ( )
ويلي لومان يدفأ عظامه بذكرياته العزيزة عليه، وكان يحدث زوجته لندا.
“... كأنه إله من شباب! كأنه هرقل، تغمره الشمس من كل جانب، أتذكرين؟... أتذكرين كيف لوَّح لي من بعيد، ومن حولي ممثلو الجامعات والزبائن الذين أحضرتهم والتحيات والهتافات المتصاعدة، لومان... لومان... لومان... يا إلهي الجبار، ما زالت لديه فرصه لأن يكون عظيمًا، نجم كهذا...”. ( )
يتحدث نوري السائق عن نفسه برومانتيكيه:
“... البَلاَّم إذا مات على الشط وهو يبحث عن رزقه خير له من أن يموت في فراشه... نعم السيارة خربت، ولكن أنا الذي بقيت سالمًا... ألا يكفيك هذا؟... شوفي هديه! أنت مع الأسف ما مجرّبه... الإنسان يمر بأوقات يتساوى فيها الربح والخسارة، حين تكون حياته نفسها معلقه بشعره. ذاك الوقت ما نفع الربح والخسارة؟ أهلاً بالموت إذا جاء في الوقت المناسب، ولكن الصعب أن يخسر الإنسان حياته في غير الأوان، قبل أن يكمل الشيء الذي يريد أن يكمله، وهو في منتصف الطريق لا هو في بغداد ولا هو في كركوك”. ( )
ونلاحظ أن ويلي لومان يصف نفسه، عندما كان شابًا بهرقل، أما هديه زوجة نوري السائق فتحدث كريم بطل الرواية عن زوجها بمرارة وألم:
“.... نوري يحسب نفسه عنتر بن شداد، عوض بن علق... اللي يسمعه يقول حياته عَدْلَه مثل الميل في العين... بَسْ السُوالِفْ المكَسْرَه ما يحكيها، السوالف اللي جلبت له البليه، وجعلته سائقًا عند الناس، بينما كان من أول أصحاب السيارات في بغداد”. ( )
وكلاهما اعتمدا على الأسطورة والماضي في التشبيه: هرقل – عنتره بن شداد، وكلا البطلين يواجهان نفس المصير بسبب شيخوختهما وعدم مقدرتهما على السياقه ويلي لومان يخاطب هوارد مدير الشركة التي يعمل فيها:
“الله يعلم يا هوارد، عمري ما طلبت من رجل خدمة، ولكن أنا كنت في الشركة منذ كان أبوك يحملك بين ذراعيه....”. ( )
إلا أن هوارد ينهي كل شيء ببرود، يدمر البائع الجوال، هرقل زمانه:
“لا أريد أن تكون مندوبنا، منذ زمن طويل وأنا أريد أن أقول لك هذا...
- هوارد أنت تفصلني؟
- اعتقد أنك في حاجة لراحة طويلة كاملة”. ))
أما نوري، فقد قدم للمحكمة بسبب دهسه لأحد عابري الطريق وأصر القاضي “.... على أن يحمل ضحيته، ويدخل به إلى المحكمة... وحكمت المحكمة بغلق القضية، على أن يبقى الحق العام. وهو يقضي بأن تسحب من السائق نوري حسن إجازته لشيخوخته وضعف بصره”. ( )
وهناك الكثير من التشابه بين شخصية نوري سائق سيارة التاكسي ووالد الكاتب، الذي يعتبر من سائقي السيارات القدامى في بغداد وهناك قصص وحكايات حقيقية في رواية “المخاض” مأخوذة من حياته الشخصية. ولم أدون في ما تبقى من اوراقي غير المفقودة فيما إذا حدثتُه عن تأثره بآرثر ميلر كما فعلنا سابقًا بالنسبة لغوركي وسيلوني وفولكنر أم لا. إلا أنه اطلع على اطروحتي ولا أذكر انه رفض هذه الأفكار. كان معجبًا بهذا الأديب الأمريكي ولا بد أن يكون لهذا الإعجاب تأثيره عليه، لا سيما وأنهما ينتميان إلى نمط متشابه من المعالجة الأدبية للواقع.
بالنسبة لرواية "الصخب والعنف" لوليم فوكنر، فقد استعرتها من غائب ط. فرمان، وتحدثت معه بعد قراءتها، فإنه لا ينكر رغبتَه في الاطلاع على أسلوبه، ولا يرفض تأثرَه بتكنيكه كما يبدو ذلك من الشكل الروائي الذي اعتمده لبناء روايته الثانية “خمسه أصوات”. ويُعد الروائي المصري فتحي غانم (في حدود معلوماتنا) أول من استخدم هذا الشكل في روايته “الرجل الذي فقد ظله.” ( ) ثم حذا حذوه فرمان، ومن بعدهما ظهرت رواية “شرق المتوسط”. ( ) لعبد الرحمن منيف، و”البحث عن وليد مسعود” و”السفينه” ( ) لجبرا إبراهيم جبرا، و”أصوات” ( ) سليمان فياض، و”الرجع البعيد” لفؤاد التكرلي. هذه الأراء كانت متداولةً في الصحافة العربية، ولا يعني هذا أن كل هذه الروايات متشابهة في بنيتها وشكلها الروائي مع “الصخب والعنف” ( ) تشابهًا كبيرًا. أما من ناحية (الأجواء) والأسلوب، فنلاحظ أن روايات جبرا إ. جبرا وفؤاد التكرلي (إلى حد ما) أكثر التقاءًا مع عالم فوكنر بسبب توجهاتهما الفكرية والأدبية واهتماماتهما باللغة، رغم أنه أكّدَ لي شخصياً بأنه يرفض هذه الآراء ولم يُعجب بأسلوب فوكنر. وأخبرني كذلك غائب ط. فرمان بأنه لم يعجب بها ورفض تأثره بها معتبراً أن روايته عراقية المضمون كتبها بدون التفكير إطلاقاً بها، ولا أقصد هنا أن على الناقد أن يقتنع دوماً بما يقوله الكاتب. كذلك فإن كلَّ ما يقرأه المبدع يبقى في إدراكه الداخلي ويمكن أن يستوحيه في أعماله بدون وعيه، لكنه بالمقابل أعجب بدوسباسوس. وإني أعرف أن غائباً حقاً لا يميل إلى هذا النوع من الروايات المعقدة، أما قراءتها بالإنجليزية فلا بدّ أن صعوبة فهمها ستكون أكثر. وأعلم أيضاً أنه كان يبحث عن مضامين عراقية، وسمعتُ أنه اعتمد في ذلك على بعض أصدقائه المقربين، وسألته عن هذا الأمر، قال: إنه يستمع، لكنه يدقق كل شيء.
"ظلال على النافذة" مكرّسة لموضوعة اجتماعية: مشكلة عائلة عراقية صغيرة بأسلوب واقعي ممزوج بأليغوريا "بسيطة" وعظية كما يبدو من أسماء أبطالها التي تدل على حالها وطبيعتها ومكانها في المنظومة الروائية، أما "الصخب والعنف" فإنها لا تصور تفكك أسرة عادية فحسب، بل انهيار سلالة عريقة تمثل شرف الجنوب، أضطرَّ الكاتب فيما بعد إلى شرحها بالتفصيل لصعوبتها في ملحق خاص مهم لطبعة جديدة للرواية. وهذا وحده كافٍ لتوضيح الفرق الكبير بين الروايتين! وقد يمكن ملاحظة بعض التشابه الطفيف والاختلاف بين شخصيات هاتين الروايتين مثل كونتن وبنجي وجاسون وماجد وفاضل وشامل وأختهم فضيلة وحسيبة زوجة فاضل، التي هربت من العائلة لسوء معاملة أفرادها لها باعتبارها بلا حسب (لاحظ أن اسمها حسيبه)، فهي لا تشبه كادي، التي فقدت بكارتها وتخرج من عائلتها( ).
لم أتناول هذه المقارنة بالتفصيل أولاً لأن الأطروحة لا تتسع لكل الموضوعات وثانياً لعدم قناعتي التامة بها بسبب الفرق الكبير بين أسلوبَي الكاتبين ولغتهما وطريقة تقديم الشخصيات ووصفها، وبناء الحدث، والزمان، والمكان. يتميز فوكنر بغموض سرده عن شخصياته وتقديمها من خلال لغاتها المتعددة المستويات وبتكنيك معقد يصعب فهمه، ولغة مثقلة بجمل وعبارات تصور انتقالات الزمان والمكان والهرونوتوب يجعلها عصية الفهم، ولهذا يصعب مقارنتها بروايات غائب فرمان الواقعية والصريحة والبعيدة عن التعقيدات. إنهما من مدرستين مختلفتين تماماً.
لنأخذ مثلاً بنجي المتخلف عقلياً، غريب الأطوار يتواصل من خلال الشكوى، يقدّمه فوكنر في فصله الأول المكرّس له بلغةٍ تعكس عَائقَه، حيث يختلط فيها الحاضر بالماضي إذ إنه لا يميز بينهما، فهو يروي كل الأحداث الماضية قبل 30 سنة كما لو كانت تحدث حالياً، بحيث يحصل الانتقال الزمني دوماً، فيبدو ذلك حتى في الجملة الواحدة. إنه معتوه غير قادر على أي شيء، لذلك لا يمكن مقارنته تماماً بفاضل الشاب النجار الطيب لمجرد أنه بسيط وأن زوجته تركته.
الأب عبد الواحد ليس بمستوى كومبسن فكرياً وثقافياً ولا اجتماعياً ولا مجتمعياً، ولا يائساً ومدمناً، بل يبحث عن حبه القديم وكنّته حسيبة المجهولة المصير، والتي لم تهرب لتبيع الهوى مثل كادي.
كونتن أراد أن "يسترَ" شرف أخته كادي لفقدها عذريتها بدون زواج، ولهذا يدّعي أنه هو من قام بذلك ليحفظ شرف العائلة كلها قبل أن ينتحر، ولم يصدقه والدُه.
فالجنس هنا أليغوريا عميقة للغاية يدخل ضمن الصراع بين الشمال والجنوب مكتوب بلغة لايمكن مقارنتها ب "ظلال على النافذة" لعدم وجود هذه الفكرة رغم بعض الإيحاءات.
لم يمارس ماجد "سفاح المحارم" ولم يقل ذلك ولم يطرح هذه الفكرة او الرمز، بل تعاطفَ مع زوجة أخيه حسيبه رغم تلميحاته عنها في مونولوجاته متذكراً صديقته القديمة زهره في ذكرياته.
إنه شامل الذي حاول أن يختلق علاقة جنسية بين الأخ الكبير ماجد وزوجة أخيه فاضل ويعيد فلسفة العلاقة العائلية في مسرحيته الفاشلة.
وجاسن فإن تصرفاته اللاإنسانية نتاج التغيرات الاقتصادية والرأسمالية والمجتمعية في الشمال والجنوب، فلم يصل شامل إلى مستواه من الانحطاط رغم سلبيته. وليست فضيلة مثل دلزي الخادمة الزنجية المؤمنة القوية الشكيمة، والأم كارولينا المعتدّة بنسبها وحسبها لكن المريضة المحبطة والمؤمنة القدرية، هي أيضاً لا يمكن مقارنتها بوالدة ماجد الغائبة. وأكرّرُ هنا أن لأبطال "ظلال على النافذة" أسماء وعظية بسيطه تعكس صفاتهم، بينما "الصخب والعنف" تتسم بأليغوريا أعمق كونها تصور التحولات في الجنوب الأميركي وانهيار سلالاته.
لهذا السبب، أنا قلتُ عنها: إنها تشابهات طفيفة ولم أتعمق بالفكره ولم آخذ بها أصلاً على عكس ما أساء بعضُهم الفهم، وشخصنَ الأمرَ بطريقة لا تليق بالأكاديميين. أما إذا أردنا المقارنة من أجل المقارنة بأي ثمن فيمكن تناول العديد من الروايات من هذا المنطلق، بخاصة تلك المكرّسة للعائلات. أنظر: كتابي: غائب طعمه فرمان. دراسة نقدية مقارنه، دار الكنوز الأدبية 1996 بيروت ص 268
يمكن مثلا، ومن هذا المنطلق التبسيطي "مقارنة" شخصيات "ظلال على النافذه" ب"مذلّون مهانون1861" لدوستوييفسكي1821-1881 بطريقة قد تبدو "ساذجة": ماجد بالراوي الكاتب الطيب إيفان بتروفيتش (فانيا)، شامل الوصولي بالأمير المحتال الأب فولكوفسكي، فاضل بأليوشا، حسيبه بناتاشا، وعبد الواحد بوالد ناتاشا نيكولاي أخمينيف، أم ناتاشا بزوجة عبد الواحد، وفضيلة بالخادمه مارفا!
ويمكن أيضًا عمل الأمر نفسه مع "الصخب والعنف" بطريقة معقولة أكثر، لا سيما وأن فوكنر أعجب بدوستوييفسكي كثيرًا: كونتِن بالراوي إيفان رغم أن الثاني غير محبط، والمصرفي سيدني هربرت هيد وجاسِن بالأمير الوالد فولكوفسكي، عشيق كادي الأول دالتون أميس الذي فقدت معه عذريتها بالأمير ألكسييه (أليوشا)، وكادي بناتاشا وببنت سميث (أم نيللي) التي هربت إلى باريس مع فولكوفسكي سارق أموال والدها، ونيللي المتسولة، حفيدة سميث بالبنت الإيطالية الفقيرة المتسيبه في الطرق التي يلاقيها كونتن صدفةً في الشارع ويساعدها فيتصورونه يتحرش بها، وكوبسن الأب بوالد ناتاشا رغم الفارق الشاسع بينهما، والسيده كارولينا بوالدة ناتاشا والخادمه الزنجية دلسي بنظيرتها الروسية مارفه.
كذلك، يمكن مقارنة "مذلّون مهانون" ب "بائعة الخبز" 1889 للفرنسي كزافييه دي مونتابين 1823-1902 إذ إنهما تنتهيان بحبكة متشابهة حيث تنجلي الحقيقة صدفةً: في (مذلون مهانون) من خلال رسالة لدى حفيدة سميث (نيللي) تتضمن اعتراف والدتها بأبيها الحقيقي الأمير فولكوفسكي، الذي ينكر أبوّتَه لها، وفي (بائعة الخبز) الرسالة مخبأة في لعبة طفلها القديمه.
ونلمس تشابهًا بسيطًا في شخصية ويلي لومان عند آرثر ميلر وعبد الواحد من حيث رغبتهما في حماية البيت والحفاظ على وحدة العائلة وتماسكها، بل إن “النخلة والجيران” يتجسد فيها أيضا هذا المضمون، لكنها أوضح بكثير في "المخاض" وتصل إلى درجة تأثّر حقيقيٍّ لم ينكره غائب ط. فرمان، كما أشرتُ في كتابي عنه.
على العكس من ذلك، نرى أن الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني أقرَّ بإعجابه برواية "الصخب والعنف" وتأثره بها إيجابياً.
أنظر:
- د. رضوى عاشور. الطريق إلى الخيمة الأخرى. دراسة في أعمال غسان كنفاني. بيروت، دار الآداب 1981، ص85-86
- الدكتور حبيب بولس. نقاط الالتقاء والابتعاد/ التشابه والاختلاف بين رواية: "الصخب والعنف" لفوكنر ورواية "ما تبقى لكم" لكنفاني. الحوار المتمدن.
وهناك دراسات أكاديمية وأطاريح دكتوراه باللغة الروسية منذ الستينات مثل:
- ن. خ. سلطانلي. الواقعية الجديدة في القصة العراقية بعد الحرب العالمية الثانية. باكو 1972
- م. عماروفا. حياة وأعمال رائد القصة القصيرة العراقية ذنون ايوب، موسكو 1967
وأنظر دراستنا حول بعض هذه الأطاريح الروسية وتأثر الكتّاب العراقيين "السايكولوجيين" بالأدب الغربي في مجلة البديل العراقية:
- د. زهير ياسين شليبه. الأدب العراقي في الاستشراق السوفييتي. البديل، العدد 8 يونيو حزيران 1986 بيروت.
وأخرى حديثة مثل:
- ن. يو. مُرادوف و أ. ل. سافتشينكو جامعة فارونيج، سلسلة العلوم الإنسانية، 2004 العدد رقم 1
دراسة أكاديمية باللغة الروسية للباحثين مرادوف وسافتشينكو مكرسة لهذه المقارنة.



#زهير_ياسين_شليبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الكاتب العراقي غائب ط ...
- الغرباء وغسل العار
- موعد ترجمه
- موعد ترجمة
- مسودَن العراق
- حمام الدار للكويتي سعود السنعوسي: المضمون والبنية وطرق السرد


المزيد.....




- فنان مصري: -الزعيم- تقاعد واعتزل الفن دون رجعة
- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير ياسين شليبه - بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الكاتب العراقي غائب طعمه فرمان 17 آب 1990 حول المؤثرات الأجنبية في أدب غائب طعمه فرمان