خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 10:10
المحور:
الادب والفن
باسم الله جرت السفينة، وأشرعتْ أشرعتها في بحر من ليلٍ وسكون، كل موجة تنطق تسبيحًا، وكل ريح تهب بأمر خفيٍّ كأنه يُحدِّث النجوم في سماء بعيدة.
يا ماء الأرض، اجمعي دموعك، فقد آن الأوان لتصنعي تاريخًا، ولتنتهي قصص قديمة بأمر من ربٍّ لا يُعصى. يا سماء، اقلعي عن بكائك، ففي الغيب نهاية مشرقة، وجبال الجودي تنتظر بلهفة هذا اللقاء.
ارتفعت السفينة كقصيدة على أجنحة النسيم، تسبح في أفقٍ لا نهاية له، وتنحتُ بأشرعتها لوحات من الرجاء واليقين.
هنا، تحت ظلال الليل الصافي، جاء الأمر للكون أن يسكن، أن يُسلم زمام الأمور لربٍّ يغفر ويرحم. السفينة استوت على جبلٍ بعيد، وصار لها مأوى في حضن الطبيعة، بعيدًا عن صخب العالم القديم.
ويا لهذا الخاتم النبيل، حين اختفى الطوفان وابتلعته الأرض، كما تبتلع الظلمات بصيص الأمل، ولكنها هذه المرة تنحت في الحجر ذكرى للأبد.
أصبحت السفينة رمزًا، قصيدةً ترويها الرياح في ليالي الصحراء الباردة، قصة الأمان والنجاة، قصة الخلاص حين يعمّ الطوفان، وحين يكون الإيمان هو السفينة، والله هو الربّان.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟