أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة














المزيد.....

مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


مركزية الوهم العربي:
بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة

قحطان الفرج الله

مفهوم "المركزية" الذي يقوم على نزعة الشعور الجارف بتفوق الأنا (سواء كانت غربية أو إسلامية) وصفاء هويتها ونقاء أصلها.
بحسب الدكتور عبد الله ابراهيم الناقد والمفكر العراقي، الذي قدم تحليلًا معمقًا للمركزيات الثقافية في مشروعه الفكري. يركز تحليله على تفكيك الأسس الحضارية والمعرفية للثقافتين الغربية والإسلامية، مع التركيز على العالم المعاصر الذي يزداد تعقيدًا وتشابكًا، وتتصاعد في أذهان الكثيرين فكرة "المؤامرة الكونية" التي تستهدف العرب وتضعهم في موقع الضحية.
هذا الاعتقاد، الذي أصبح جزءًا من الوعي الجمعي، يزعم أن العرب يتعرضون لمؤامرات تهدف إلى إضعافهم وتقويض مكانتهم في العالم. وقد يكون ذلك حقيقيا من جانب الصراع مع الكيان الصهيوني، لكن هل هذا الوهم يعكس حقيقة أم أنه يعبر عن هروب من مواجهة الواقع؟
لهذا الوهم جذور عميقة فلم تكن فكرة المؤامرة الكونية وليدة اليوم، بل ترسخت عبر عقود من التوترات السياسية والتدخلات الأجنبية. من الاستعمار إلى النزاعات الإقليمية، أصبح من السهل على بعضهم تفسير كل فشل أو تحدي بأنه نتيجة لتآمر خارجي. هذه السردية، وإن كانت تحمل بعض جوانب الحقيقة، إلا أنها لا تعكس الصورة الكاملة. فهي تتجاهل العوامل الداخلية التي ساهمت في تردي الأوضاع في العالم العربي، مثل الفساد، وسوء الإدارة، وغياب الرؤية المستقبلية، ومهيمنات الغيب وخرافات الميتافيزيقا ، التي تدعمها افكار راجت في العالم العربي تحت عنوان (التنمية البشرية) التي تُسوق الجهل والوهم والتخلف بشكل انيق !!!!
يقدم د.عبد الله إبراهيم نقدًا لهذه المركزيات من خلال تحليل الأسس المعرفية والثقافية التي تقوم عليها، ويقترح أن هذا التمركز يؤدي إلى صراعات وتوترات بين الثقافات المختلفة
ويدعو إلى تجاوز هذه المركزيات من خلال تبني رؤية أكثر شمولية وتعددية، تعترف بقيمة وتنوع الثقافات المختلفة دون التمركز حول الذات.
هذا التحليل يعكس رؤية إبراهيم النقدية العميقة ويقدم إطارًا لفهم التوترات الثقافية والحضارية بين الشرق والغرب.
إن أول من طرح سوال التأخر هو ( شكيب ارسلان) في كتابه لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟
ومع هذا يتناول أسباب تراجع المسلمين وتقدم الأمم الأخرى. الكتاب جاء استجابة لطلب من الشيخ محمد رشيد رضا، الذي طلب من أرسلان تحليل أسباب ضعف المسلمين وقوة الغرب… وبعين فاحصة فهو ركز على ( تأخر المسلمين) في اعلاء واضح لهوية فرعية وحصره في الدين !!!! على الرغم من اننا نعي ان الحضارة الاسلامية كانت حضارة منتجة وموثرة على هذا الكوكب لكن هذا لا يعني انها الوحيدة على هذه الجغرافيا….
وحينها يكون السؤال اين التفوق العربي الذي يجعل من أمة العرب افضلية على غيرها…؟
هذا الوهم الذي يغذي العقل العربي بمورفين اليقين المزعوم …موردة الاساس نصوص دينية وتاريخية ووهم متخيل (للفردوس العربي المفقود) على هذه الارض ..تؤكد على مكانة العرب كأمة مختارة أو مفضلة. ومع ذلك، فإن هذا التفوق المتخيل يتناقض مع الواقع الذي يظهر تراجعًا واضحًا في مختلف المجالات. فالاعتقاد بالتفوق يخلق حاجزًا نفسيًا يمنع من قبول النقد الذاتي والتعلم من الآخر. وفي عصر يتطلب التعاون والانفتاح، يصبح التمسك بهذا الوهم عائقًا أمام التقدم.
فمن نحن؟ لعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي الإنجازات التي يمكن للعرب أن يفخروا بها في العصر الحديث؟ إذا ما قارنا العالم العربي بدول أخرى كانت في مراحل مشابهة من التطور قبل عقود، سنجد أن الفارق كبير. فمن التقدم التكنولوجي إلى الحريات المدنية، تجد المجتمعات العربية نفسها متأخرة. هذه الحقيقة تدفعنا للتساؤل: هل هناك ما يبرر الشعور بالتفوق؟ أم أنه حان الوقت للاعتراف بالتحديات الحقيقية والعمل على مواجهتها بجرأة وواقعية؟
لا يقتصر تأثير هذا الوهم على الجانب النفسي فقط، بل يمتد ليشكل عائقًا أمام التقدم السياسي والاجتماعي. فالاعتقاد بأن المؤامرات الخارجية هي السبب الرئيسي لكل مشكلاتنا يجعلنا نتجاهل الحلول الواقعية، ويعزز ثقافة الاستكانة والاعتماد على الآخر. هذا الوهم يبعدنا عن مواجهة التحديات الحقيقية، ويعطل أي جهود صادقة للتغيير والإصلاح.
وبعيدا عن جلد الذات او تثبيط الهمم، أود أن أدعو إلى إعادة النظر في هذا الوهم المركزي الذي يسيطر على الوعي الجمعي العربي. بدلاً من الهروب إلى نظريات المؤامرة أو التمسك بشعور غير مبرر بالتفوق، علينا أن نواجه الحقائق بشجاعة، وأن نعمل على بناء مستقبل أفضل يقوم على النقد الذاتي والتعلم من التجارب الأخرى. فالتحديات التي نواجهها اليوم تتطلب منا فكرًا منفتحًا ورؤية بعيدة المدى، وليس التمسك بأوهام ماضٍ لم يعد موجودًا.



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في الثقافة والادب
- شراء الديون: شبكة فساد مُحكمة في العراق**
- المثقف والهوية الطائفية .
- دعونا نقول شكرًا لمن يعمل…
- محنة السادس الاعدادي في العراق
- الحلاج من جديد…
- الخيال ونظرية الخلق الفنى عند سليمان العطار
- الكتاب الذي لم تقرأه النساء…(تحرير المرأة)
- رسالة مفتوحة … السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السودان ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء العراقي المهندس محمد شي ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السو ...
- يوسف الصائغ … (الباحث عن كلمة حبّ وقبلة)
- الفنان علاء بشير… والدهشة خارج الألوان
- الهوية الغاطسة ... (المثقف) العراقي...
- الغرفة رقم (2)
- علم اجتماع الأدب صراع المنهج والأدوات
- علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي
- جسد مُحتضر، وروح متوقدة ...
- سليمان العطار كتابٌ عظيم لم يُقرأ بعد
- (نهدان وقميص بلا أزرار)


المزيد.....




- -لون الرمان- وغيره.. أفلام سوفيتية وروسية في برنامج الدورة ا ...
- -حوريات- لكمال داود تفوز بجائزة -غونكور- المرموقة
- دعمت كلينتون سابقا وهاريس حاليا.. هل أصبحت الفنانة بيونسيه ف ...
- هل يمكن العيش بلا أيديولوجيا؟.. الصادق الفقيه: مفتاح الاستقر ...
- نعاه كاظم الساهر.. كوينسي جونز ترك بصمته على مغنين عرب أيضا ...
- صحيفة -شارلي إبيدو- تسخر من ترامب وهاريس بـ-كاريكاتير- (صورة ...
- منح الكاتب الفرنسي من أصل جزائري كمال داود جائزة غونكور عن ر ...
- “يعرض الآن” مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 31 مترجمة على قن ...
- شاهد.. النجم البريطاني يسقط في فجوة على المسرح أثناء حفل موس ...
- منى زكي: تجسيد أم كلثوم تجربة غيّرت حياتي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة