أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي الياس نصار - فوز اليسار الأوروبي بين الوهم والحقيقة.















المزيد.....

فوز اليسار الأوروبي بين الوهم والحقيقة.


فادي الياس نصار

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فوز اليسار الأوروبي، و انتصارات اليمين.
كعادتهم، وبعد كل عملية انتخابية، يُحلل الشيوعيين الفرنسيين النتائج، ليعلنوا بعدها رؤيتهم الخاصة، بكل صدق ولكل الشعب، وعليه جاء تصريح زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي "فابيان روسل" بعد صدور نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، مباشرة، قائلاً: "إن اليساري الذي يعتبر نتائج الانتخابات التشريعية إيجابية عموماً في الوقت الذي أفرزت فيه أكثر من76 نائباً(جديد) من اليمين المتطرف لديه قليل من الغشاوة على عينيه".

ماهي خلفية هذا التصريح؟.

صحيح أن حصول تحالف الجبهة الشعبية الجديدة (اليساري) على178 مقعداً، يعتبر نصراً على المعسكر اليميني، ورغم فرحتنا الكبرى (كشيوعيين) بذلك النصر، إلا أنه نصر ناقص وذلك يعود الى أولاً: إن المقاعد التي حصل عليها اليسار، موزعة على أحزاب الجمعية الأربعة
( فرنسا الأبية، الحزب الشيوعي، الحزب الاشتراكي والخضر) وليست لمصلحة حزب واحد.
ثانياً : يقف تحالف الجبهة اليسارية على حافة الإنفجار، ذلك كون الخلافات بين أحزابها مبدئية وعميقة، ولاتزال قائمة.

وبناء على ماسبق، نجد أن حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) هو المنتصر الحقيقي في تلك الإنتخابات، كونه ضاعف تقريباً عدد مقاعده (كان 78 فاصبح 142مقعداً) وحصل على أكبر كتلة برلمانية (كحزب واحد)، حيث لايوجد أي حزب آخر لديه لوحده أكثر من 100 نائب، ( كتلة الرئيس ماكرون والجبهة الشعبية عبارة عن ائتلاف عدة احزاب).

اليسار على صفيح ساخن!!.

تضم الجبهة اليسارية الى جانب الشيوعيين،
أحزاباً أخرى ليس لها جميعها ذات البوصلة، فيما يخص السياسة الداخلية والخارجية. على حد سواء.

فعلى الرغم من أن، الحزب الرئيس في الجبهة اليسارية الفائزة، حزب "فرنسا الأبية" ينتمي إلى اليسار الراديكالي، إلا أنه يعتبر محور توترات كثيرة حيث لاتزال الخلافات قائمة بين زعيمه ميلانشون والحزب الشيوعي منذ أن أساء لهم في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، وفي انتخابات البرلمان الأوروبي.

أضف الى أن الشيوعيين يختلفون مع "حزب الخضر" في العديد من الرؤى التي تخص المجتمع وقضايا الطاقة والمهاجرين وغيرها.

في المقلب الآخر نجد أن الحزب الإشتراكي الفرنسي الذي كان خلال فترات تسلمه الحكم، محط انتقاد حاد من قبل النواب الشيوعيين، وصلت الى حد الفضيحة، فكان اعتراضهم علنياً على سياسة فرنسا (الخارجية والداخلية) إبان حكم :هولاند" الإشتراكي.
وهنا لابد من ذكر بعض القضايا في السياسة الخارجية للحزب الإشتراكي، والتي وقف النواب الشيوعيين ضدها بالمطلق (كمثال حي وقريب ولاتزال البشرية تعاني من نتائج سياسته الخارجية).

أولاً: سوريا الضحية!!
في الوقت الذي كان موقف الحزب الشيوعي واضحاً من الحرب على سوريا، وبعد مرور عامين على بدايتها، دافع هولاند (اليساري) باستماتةٍ عن الخطة المقترحة من جانب فرنسا وبريطانيا لرفع حظر تصدير السلاح للمعارضة السورية.
وطالب قادة دول الإتحاد الأوروبي، بتمديد العقوبات الأوروبية على سوريا.

كذلك عارض الشيوعيين الفرنسيين تسليم حكومة هولاند، أسلحة(ثقيلة) الى الفصائل المسلحة الإرهابية في سورية) عام 2014، الأمر الذي فضحه الصحافي كزافييه بانون، في كتابه (في كواليس الدبلوماسية الفرنسية) والذي أورد تصريحاً للرئيس هولاند شخصياً قال فيه: (لقد بدأنا عندما تأكد لنا أن الأسلحة ستكون في أيدٍ أمينةٍ.. وفي ما يتعلق بالأسلحة الفتاكة، فإن أجهزتنا قامت بعمليات التسليم).

وكذلك فضحوا دعم فرنسا (في عهد الحزب الإشتراكي) لجبهة النصرة، وتشريع شراء النفط السوري المسروق، (يذكر أن وزير خارجية فرنسا الأسبق الإشتراكي "لوران فابيوس"، أطلق مقولته الشهيرة: إن النصرة تنجز شغلاً جيداً في سورية)، في إشارةٍ واضحةٍ منه الى أن النصرة تبيع نفطها الى الشركات الفرنسية العاملة في المنطقة ولا تتعرض لها، وفي مقدمة تلك الشركات تأتي (لافارج) عملاق إنتاج الأسمنت).

ضد نهب أفريقيا!!
كان ومازال، موقف الشيوعي الفرنسي واضح ضد تدخل بلادهم في أفريقيا، وكان نوابه فتحوا النار عدة مرات على حكومة بلادهم بعد الإبادة الجماعية في (رواندا) عام 1994 والتي أودت بحياة مليون رواندي، (في عهد ميتران)..ومن بعدها خاضوا حرباً علنيةُ(على صفحات جريدة حزبهم "لومانيتيه") ضد مجازر ارتكبتها حكومة هولاند الإشتراكي، في جمهورية مالي، لحماية مواقع إنتاج اليورانيوم التي تديرها شركة (أريفا) الفرنسية الحكومية، في دوله النيجر القريبة من مالي.

وناضل الحزب الشيوعي الفرنسي من أجل إلغاء اتفاق استعماري قديم، يُلزِم 14 دولة أفريقية، على وضع 85% من احتياطاتها الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي تحت سيطرة الوزير الفرنسي للرقابة المالية(حتى في عهد الرؤساء الاشتراكيين) .

ولاننسى أن كل القادة الأفارقة الذين رفضوا تلك السّياسة الإستعمارية، كانوا إمّا يقتلون أو يتحوّلون إلى ضحايا إنقلابات عسكرية، (حتى في عهود الرؤوساء اليساريين).

ليس حباً بأوكرانيا!!.
في برنامجها الإنتخابي، دعت الجبهة الشعبية الجديدة إلى "الدفاع بلا كلل عن سيادة الشعب الأوكراني وحريته وكذلك سلامة حدوده"، من خلال تسليم الأسلحة الضرورية، وإلغاء ديونه الخارجية، والاستيلاء على أصول القلة الذين يساهمون في المجهود الحربي الروسي وإرسال قوات حفظ السلام لتأمين محطات الطاقة النووية...دون التطرق الى تدخلات العم سام ولا حتى لغطرسة حلف الناتو.في القارة الأوربية. فالقصة ليست حباً بأوكرانيا وإنما تدليس للناتو.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أي نوع من اليسارٍ هذا؟؟.

اليسار البريطاني، والذئب بلير!!
تتغير صيغة سؤالنا السابق عند الحديث عن حزب العمال البريطاني، لتصبح: ما مدى خطورة اليسار البريطاني على شعوب العالم؟.

صحيح أن حزب العمال الذي فاز بأغلبية الأصوات في الإنتخابات التشريعية البريطانية، محسوب على يسار الوسط، إلا أن تاريخه يشي بأنه صديق لشعبه فقط (لمن يصوت له)، وليس للشعوب المضطهدة، وهو عبارة عن اتحاد لجماعات معينة وفق مصالح آنية (حركة نقابات العمال، ومجموعة الجمعيات الاشتراكية وحزب العمال المستقل والجمعية الفابية والإتحاد الماركسي الاشتراكي الديمقراطي)، وفي داخله تياران، الأول هو تيار اليسار الحقيقي(الماركسي ) بقيادة "جيرمي كوربن"، والثاني هو اليسار الذي فاز في الإنتخابات بزعامة "كير ستارمر" تلميذ الذئب الاستعماري "طوني بلير".
ويعتز " ستارمر" هذا بأنه هو مَنْ قاد حملة عزل "جيرمي كوربن"(الماركسي)، من على رأس الحزب قبل عام بسبب موقفه من القضية الفلسطينية. بتهمة "معاداة السامية"، قائلاً بأن هذا أكبر إنجاز داخلي يفاخر به، ويستدعيه كلما أراد إقناع الناخبين بقدرته على تغيير البلاد.
فبعكس "كوربن" الذي لم يتغيب عن أي اجتماع أو مظاهرة مؤيدة لفلسطين ومنددة بالاحتلال الإسرائيلي والحصار، والذي حاربه أعضاء الحزب من اليهود، ومعهم الصحافة الإسرائيلية علناً. سارع "ستارمر" بعد فوزه مباشرة ليتعهد -في اتصال هاتفي- مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة التعاون مع إسرائيل ضد "التهديدات الخبيثة".
صحيح أنه أكد في اتصال آخر للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" أنه مع حل الدولتين. لكنه لم يشر ولو بكلمة واحدة الى المجازر التي ارتكبت بحق شعب غزة.
كما أكد "ستارمر" (اليساري فرضاً) للرئيس الأوكراني "زيلينسكي"، أن الدعم البريطاني لأوكرانيا لن يتراجع، وأنه بإمكان أوكرانيا استخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية لضرب أهداف عسكرية داخل روسيا، (بحسب تقرير نشرته وكالة بلومبرغ).
وإعلن "ستارمر" أنه سيرسل الى حكومة كييف شحنة جديدة من صواريخ بريمستون المضادة للدبابات، و90 قطعة مدفعية ذاتية.

كذلك سارع مع وزير خارجيته فور صدور نتائج الإنتخابات، وإعلان فوزه، لحضور قمة في واشنطن، للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حلف شمال الأطلسي...في خطوة تأييد ودعم لتحركات الحلف ضد شعوب العالم.

الوريث الحقيقي لطوني بلير!!
من الطبيعي أن يقف "ستارمر" ضد "كوربن" و تياره اليساري الحقيقي لابل و يحاربه، ذلك أن الأخير كان في الصفوف الأولى في المظاهرات المنددة بالحرب على العراق، عام 2003 ، فيما كان معلم
"ستارمر" الذئب "طوني بلير" ( صاحب فكرة “عقيدة المجتمع الدولي”)، يصدر أوامره للمشاركة بقوة في عاصفة الصحراء وكل العمليات العسكرية، على العراق، التي استمرت عشرون عاماً، وراحَ ضحيتها مليون إنسان.

في فضاء البروباغندا يعد "ستارمر" من قادة الصف اليساري الانكليزي، لكنه تلميذ نجيب من مدرسة "بلير" لابل وريث سياسته التي باركت تدخَّل المملكة المتحدة عسكريًا في “سيرَّاليون” في مايو 2000 ( عملية “باليسر”)، وقبلها في “تيمور الشرقية” عام 1999، وفي “كوسوفو” (قادت القوات البريطانية تدخلاً عسكرياً قام به حلف الناتو) .

أما على أرض الواقع، فإن اليسار صاحب الرؤية الأممية المناصرة للشعوب المضطهدة،لم يفز، بل فازت مدرسة هولاند و بلير.
فاز اليسار الذي يعتبر أن السياسة أهم من الفكر.
اليسار الذي يبرّر النيوليبرالية واحتلال الدول والحصار الدولي والتدخل في شؤون الأمم ويصفق للقطب الواحد، ويسكت عن اتفاقيات مُذِلّة للشعوب.
يسار يدعم تفتيت العائلة، و يروج للمثلية، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة، ويطبق برامج تخريب المجتمعات. يسار يأوي إرهابيي النصرة وداعش، ويرسل السلاح لتدمير الشعوب( سوريا، العراق، اليمن واوكرانيا)، يدعم غطرسة الناتو، ويبارك وحشية إسرائيل، هذا اليسار ليس ذاته اليسار الذي ننتمي إليه، والذي أنجب يوماً سلفادور الليندي، لومومبا، نهرو، وتشافيز ولولا دا سيلفا...وغيرهم.

من نافلة القول، أن بوصلتنا واضحة، دائماً إلى جانب الشعوب المضطهدة وقضاياها وأولها فلسطين...فمن له أذنان فليسمع.



#فادي_الياس_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحب والسنديانة الحمراء
- الإيزيديون أولى الديانات وأخر الشعوب.
- لبنان حلم الرب


المزيد.....




- من دون علمها.. شاهد الطريقة المبتكرة لتحرير فقمة من بلاستيك ...
- مصر.. مقتل مواطنين بإطلاق نار في المكسيك وبيان من وزارة الخا ...
- أوقفت حركة المرور على الجانبين.. شاهد آثار الغارة الإسرائيلي ...
- المرشد الإيراني: ما قامت به قواتنا المسلحة هو الحد الأدنى من ...
- هل تشهد مصر شتاء قارسا؟.. هيئة الأرصاد تجيب
- الشرطة الإسرائيلية: خسائر كبيرة بالممتلكات إثر سقوط صواريخ ف ...
- متى ستبدأ الرحلات إلى الكواكب الأخرى؟
- الكونغو.. انقلاب قارب يسفر عن مقتل العشرات
- تغير المناخ يتصدر عناوين الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريك ...
- تونس تواجه مستقبلا غامضا أمام تشبت سعيد بالسلطة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي الياس نصار - فوز اليسار الأوروبي بين الوهم والحقيقة.