أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام الجزء الثاني 4














المزيد.....

نظرة للامام الجزء الثاني 4


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8087 - 2024 / 9 / 1 - 20:24
المحور: الادب والفن
    


نظرة للامام الجزء الثاني 4
كان د يصغرني بعشرين سنة , شاب يتطلع للمعرفة ,وكان محدثا على الشرب .. بعد ساعتين عدنا فمررنا في سوق المغايز بالعشار, حيث تحجم فيه الزحام وقل المتسوقون .. وتراكمت على ابواب المحال القمامة التي كان كل بائع منها يدفعها خارج محله قبل اغلاقه, فجأة توقف صاحبي واخذ يمزق صورا لدعايات انتخابية وصادف ان مر رجال امن فقبضوا عليه وصحبوني معه ,لا اعرف اين قضينا تلك الليلة
وفي بوابة مديرية الامن في البصرة (الليث الابيض ).. سمعت احدهم يصيح مناديا على الرجال (تعااالوا ذولة الي ما خلونة أنام من ثلاثة ايام ).. وهرع الذئاب الينا يسبقهم جوعهم للدم ... وكانت وجبة دسمة بين ركل وسب وشتم ورفس ولكمات .
نقلونا بعدها الى زنزانة طويلة , المعتقلون فيها ممدون واعينهم معصوبة على جانبي القاعة بشكل متواز.. وقبل ان يعصبوا اعيننا وجهت صاحبي بان يجيبني بسعلات ان سعلت بين فترة لاخرى , فافهم انه ما يزال قربي وهو ما طبق بيننا .. بعد ساعة اتوا وعصبوا اعيننا .. ثم استدعوا صاحبي للتحقيق .. بعد الافراج علمت بانهم علقوه في مروحة باسلوب ربط اليدين من الخلف .. ولانه كان طويلا فقد كانت رجلاه تلامسان الارض : (اعترف ) مع سب وشتم وركلات وصفع .. قال (فاخبرتهم انا سكران ولا ادري هل مزقت صور المرشحين او لا ..).
في اليوم الثاني استدعوني ليلا وسألني ضابط التحقيق (كنت تضحك على بعد مترين منه وهو يخرب الصور فاعترف ) فاجبته واثقا ..
الجلادون يدخلون الزنزانة ليلا ويتسلون بتعذيب او ازعاج المساجين بمختلف الطرق ,كنت ازيل العصابة من عيني قليلا بحيث يمكنني ان ارى, مرات اكتشفوا ذلك واشبعوني صفعا لكني لم اكف .. كنت اريد ان استكشف ما يجري. واذكر مرة دخل ذئب منهم واخذ يقفز ويهبط على اجساد المساجين فحميت رجلي المصابة بالكاحل برجلي الاخرى فلم اتأثر عندما قفز وهبط على فخذي .... يوما ما رأيتهم يدفعون شابا جميلا بملابس انيقة وعلمت بانه موقف تمثيلي فالشاب من رجال الامن دفعوه ليحدد هوية بعض الاشخاص ,فلم يعصبوه وبدأ فورا بقضم البعض بعيون شرهة مركزة ... ساعة واخرجوه ..تجربتي السابقة قبل ثماني سنوات في مديرية امن اخرى علمتني الدروس واساليبهم ..
وخاطب الجلاد احد المعتقلين ــ وقد نزل توا من التعذيب ففتحوا عينيه وقدموا له ماء وصمون ــ الست الان مرتاح فاجاب .. فقال له <اخبر صاحبك ليعترف ... انت عبرت الحدود هاربا وامسكنا بك >..
ابشع ما شاهدته هنا في هذه الزنزانة من <الليث الابيض > ابواب خشبية بارتفاع متر ثبتت على طول الحائط الايسر , يخرجون منها معتقلين منضمين لحزب الدعوة يغطونهم من الرأس ببطانيات مع كل وجبة .. استغربت من زنزانات داخل زنزانة واردت استكشاف الامر .. كنا اول من نمضي للحمامات وهم بعدنا وفي مرة تأخرت بالحمام حتى يصلوا وسمعتهم يحدثون بعضهم عن مجريات التحقيق..كانوا يتكلمون بسرعة واصوات شبه هامسة وتوتر ..وقد انزلوا البطانيات عنهم وثبتوها على الاكتاف.. ورأيت وجوههم المجهدة .. فلما غادروا جميعا ظهرت فاستغرب الجلاد ورفع عصا غليضة فقلت (بطني خربة >.. فصفعني وقصدت مكاني .
يوم الافراج امرني الضابط ان اوقع وكان مفوض الامن الجار حاضر وقد اشاد بي ..قال الضابط سنفرج عنك ولا تعملها بعد الان .. فتركت الورقة ورفعت رأسي <انا لم افعلها > فابتسم .
بعد الافراج.. جاءني ابو د ليتحمد على السلامة وعلق باقتضاب معاتبا (حين رأيته قد سكر لو سحبته واتيت به).
لكن صاحبي د شارك بانتفاضة التسعين بشجاعة وشوهد مسلحا يجوب الشوارع , فتم اعتقاله بسجن الرضوانية الجحيم ببغداد وبعد الافراج غادر البلد ومكث عقودا متنقلا من دولة لاخرى .
تراسلنا مرات مقتضبة على الفيس ثم برد التواصل بيننا .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة للامام الجزء الثاني 3
- نظرة للامام الجزء الثاني مذكرات 2
- نظرة للامام الجزء الثاني مذكرات 1
- الهوسة والهوسة المضادة لها في العراق :صراع سياسي مرير.
- رواية شيطانات الطفلة الخبيثة لبارغاس
- روايات داكوستا الفرنسية الاكثر مبيعا
- (السخرية) 2
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة
- كتاب رنين المعول رؤى نقدية ج6 الجزء الاخير
- رنين المعول رؤى نقدية ج5
- رنين المعول رؤى نقدية ج4
- رنين المعول رؤى نقدية ج3
- رنين المعول رؤى نقدية ج2 كتاب كامل
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل
- حي سليطة رواية كتاب كامل
- شاشة الارواح كتاب كامل
- وفاة عبوسي الذي خلده مسلسل تحت موسى الحلاق
- تسجيل لحكايا برقية ج2 الخباز والمراة البدينة
- ديوان (البصيلة الزجاجية) كتاب كامل
- البيدوفيليا مرض الاثارة الجنسية بالاطفال


المزيد.....




- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...
- بين الذاكرة والإرث.. إبداعات عربية في مهرجان الإسكندرية السي ...
- شاهد: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
- السفير الإيراني في دمشق: ثقافة سيد نصرالله هي ثقافة الجهاد و ...
- الجزائر.. قضية الفنانة جميلة وسلاح -المادة 87 مكرر-
- بمشاركة قطرية.. افتتاح منتدى BRICS+ Fashion Summit الدولي لل ...
- معرض الرياض للكتاب يناقش إشكالات المؤلفين وهمومهم
- الرئيس الايراني: نأمل ان نشهد تعزيز العلاقات الثقافية والسيا ...
- -الآداب المرتحلة- في الرباط بمشاركة 40 كاتبا من 16 دولة
- جوامع الجزائر.. فن معماري وإرث ديني خالد


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة للامام الجزء الثاني 4