احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 15:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأخوين رحباني
خسارة الورق والحبر والعزف على الكيبورد، فكل ما كتبنا حول الجهل والغوغاء كلما ارتفع جبل الجهل وكاد ينطح السماء وزاد الغوغاء حتى أنظم لهم الشعراء والكتاب والصحفيين وسبقهم مذيعي ومحرري نشرات الفضائيات العربية حتى كادت طوابير الغوغاء العربية تصل لحدود سور الصين. ولكن بحدِّ علمي لا أمّل قبل الألفية الرابعة من تحرير هذه الأمة من الجهل المطبق...
ما دام الوضع بهذا الحدّ من الاستعصاء فلماذا نكتب وننادي ولمن؟ ثمة فئة قليلة خارج جوقة الملايين من هذا القطيع الذي ما زال يؤمن بأن الآخرة ملاذنا وأن الدنيا زائلة ومهما اخترعنا وانتجنا وأبدعنا فمصيره الفناء، ولنكتفي بما ينتجه الغرب الكافر ونستهلكه، ولندع لهم الدنيا ونربح الآخرة، هذا هو منطق القطيع الذي ما زال يقود هذه الامة ومعه شعراء وكتاب وصحفيين وحتى مفكرين ولكن متخفين وراء أقنعة هذه الألقاب بينما هم في الواقع لا يختلفون عن رعاة الغنم مع كافة الاحترام والتقدير لهؤلاء الأبرياء.
ما شهدته هذا الأسبوع فقط من تصريحات وأمنيات ودعوات عبر الصحف والفضائيات ووسائل التواصل العربية حول الانتصارات التي نحققها على كافة الجبهات أدمى عقلي وكاد يتسبب لي بجلطة دماغية مما أسمع وأشاهد من أحلام ولا حتى أحلام الفراشات! فإن كانت أمنيات مقبولة ولكن تنتهي بإرادة واثقة بالانتصارات العظيمة على الأعداء ولا تعرف مع هؤلاء من هم الأعداء؟ حتى تدرك الحقيقة، أنهم هم أعداء أنفسهم بالاختباء وراء هذا الجهل.
كل ما تخلفنا ألقينا باللوم على إسرائيل وأمريكا، وكل ما انهزمنا ألقينا اللوم على هذا الثنائي، وكل ما أُحبطنا أو فقدنا البوصلة وتهنا أرجعنا السبب لنفس الفريق وكأن هذا الثنائي لعنة أزليّة هبطت علينا منذ لحظة خروج هذه الأمة للنور، بوقت لم يكن فيه هذا الثنائي موجود حينذاك بحسب ادعاء هؤلاء الذين بلغ بهم أنكار وجود اليهود، وقد وردّ تاريخيهم في الكتب المقدسة الثلاثة!!
كتبنا وما كتبنا وخسارة ما نكتب ما دامت كرة الثلج تكبر وتتضخم وتتصلب ولا أمّل في الذوبان حتى بلغت درجة الحرارة على الأرض درجة خرافيّة! مختصر الكلام سأكتب ما دام هناك ومضة أمّل وراء الأفق بزمنٍ ما وفي ظرفٍ ما وعند ساعة قد تذوب فيها كرة الثلج.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟