أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - السوداني بين فكي الرحى!!














المزيد.....

السوداني بين فكي الرحى!!


مازن صاحب

الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قصة طريفة ان مدرسة دينية عانت من تذمر احد أبرز طلابها.. وبعد تكليف مديرها بمهام أخرى.. طلب من الأساتذة اختيار أحدهم لإدارة المدرسة.. فوقع الاختيار على زميلهم المتذمر.. ولكن بعد مرور شهر على إدارته لم يحصل ذلك التغيير الذي كان يطالب به.. فاجتمعوا معه.. قال لهم انه كان مطلعا على قدر يسير حينما كان مجرد استاذا.. أما اليوم وهو يدير هذه المؤسسة.... أضحى له اطلاع كامل.. لذلك فهم الأسباب التي كانت وراء سياسات سلفه وأهمية ضبط النفقات وسير الدروس.. الخ.. حسب ما كان يفعل بل وريما أكثر شدة!!!
مقاربة ذلك مع شخص السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء.. تتفق في أكثر من نقطة.. لعل أبرزها :
اولا : مارس الرجل السلطة من تحت معطف قيادات تقليدية ابرزهم السيد المالكي.. وزيرا.. في أكثر من وزارة.. واعتمد عليه في إدارة عدة وزارات.. وهذا اعتراف بالقدرة على إدارة أعمال الحكومة في الازمات.
ثانيا : لم يخرج من البيت السياسي لحزب الدعوة الإسلامية خروج غير الطائع بل نفذ ما يلزم في تكوين الخط الثاني الموازي.. في تأسيس تيار الفراتين.. اختلف في الطرح العقائدي.. لكنه حافظ على خط الوصل مع اغلب الطيف السياسي التقليدي. برهان ذلك حضوره المجالس الحسينية عند اغلب هذه القيادات خلال عاشوراء الاخير.
ثالثا : تبرهن الدورات البرلمانية السابقة ان دكتاتورية القيادات الحزبية التقليدية ماضية في تسمية رئيس مجلس الوزراء سواء فاز بالاغلبية ام جاء نتيجة توافق سياسي او ردا على ضغوط مراكز الثقل في النجف الاشرف مقابل مواقف كل من واشنطن وطهران... لان الكثير من الوقت يمضي في هذا الملف تحديدا فقط لضمان هذا التوافق.
رابعا :تكرر الحديث عن التركة التي ورثها السوداني من الحكومات السابقة.. هذا فك الرحى الأول.. مقابل اتفاق سياسي في منهاج وزاري مطلوب العمل به بما بمثل فك الرحى الثاني.. وبات طحين موارد الدولة من ريع النفط لإنتاج خبز الرواتب في الموازنة التشغيلية الأكبر من نوعها فضلا عن مشاريع مطلوب ان تكون استثمارية تجذب الأموال من الخارج لاسيما في مشروع طريق التنمية امام مسؤولية مباشرة لشخص السوداني في الرهان على مستقبله السياسي كزعبم ينافس إعادة ضبط اعدادات العملية السياسية في دورة برلمانية مقبلة يوفر لها أدوات الفوز بأصوات الاغلبية الصامتة وردم فجوة الثقة معها وبين النموذج التقليدي في حصر تسمية رئيس مجلس الوزراء لكهنة العملية السياسية.
في ضوء ما يصدر وسيصدر من طحن الحكومة وتقديمه للشعب كانجازات حيوية.. سواء نالت حظوظها في تحريك الاغلبية الصامتة نحو صناديق الاقتراع ام لا.. فان الخطر الحقيقي.. ليس في هذا النوع من النجاح والتفوق النسبي بل القفز على ارادة كهنة العملية السياسية وإمكانية هدم َ معبدها بعد الانتخابات المقبلة.. وهذا يعني اخضاع الكثير من هؤلاء الكهنة للمساءلة القضائية بعنوان من أين لك هذا؟؟ الذي ما زالت هيئة النزاهة لم تصدر تعليمات الكشف عن تضخم الأموال في سياسات عامة يمكن أن تجد مرحلة ما بعد هدم معبد مفاسد المحاصصة فرضيات فرص مؤاتية لتفعيلها.
هكذا كان مصدر التشاؤم من خطوة التيار الصدري وعطلت من قبل كهنة مفاسد المحاصصة.. وهكذا هي المخاوف من انفراد السوداني في تشكيل حكومة لدورة ثانية خارج بيت الطاعة لكهنة مفاسد المحاصصة التي يوصف فيها رئيس مجلس الوزراء بكونه مجرد مدير عام عندهم فحسب!!
وفق ما تقدم يمكن تفسير الكثير من الأشكالات التي حصلت في قضية سرقة القرن وجريمة التصنت وربما نسمع عن اشكالات أخرى وأخرى.
في المقابل.. النصيحة الأهم للسوداني.. اعتماد معايير الشفافية في جميع الأشكالات.. ومصارحة الرأي العام.. لان ردم فجوة الثقة مع الاغلبية الصامتة تبدأ بهذه المصارحة التي تعني الضربة الأولى لعدم معابد كهنة مفاسد المحاصصة... السؤال هل سيكون قادرا عليها.. ام يمضي كما مضى من سبقه تلاحقهم لعنات الاغلبية الصامتة.. من يدري لعل وعسى .... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!



#مازن_صاحب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسين.. طريق الدولة العراقية الحضارية الحديثة!!
- الدولة الحضارية الحديثة.. مرجعية التجديد
- الاعلام الحكومي من فشل لاخر!!
- الاعلام العراقي.. (حراس البوابة) أخلاقيات غائبة!!
- الشرقية ونور زهير.. ثنائية الأبعاد!!
- الحرب على الأخلاق.. نتائج مفاسد المحاصصة!!
- تساؤلات بانتظار المرجعية الدينية العليا!!
- الدين والعشيرة والمال.. مثلث اخلاق العراقيين!!
- الدولرة.. حلول بلا شفافية!!
- سحب دخان الضاحية.. دلالات عاجلة
- دعاة التغيير.. اهداب الدستور والقوانين النافذة!!
- في حوار مع CHATGPT... مدونة تفسير لثواب الإسلام ومباديء الدي ...
- الإسلام السياسي الاستحواذ على ثوابت الدستور!!
- المنهج التاريخي وصناعة المستقبل
- جدا تاريخي بلا انتاج معرفي!!
- معضلة الدولار.. سياسية!!
- دولة التواصل الاجتماعي.. وإدارة تفاهة المحتوى!!
- سياسات واشنطن.. وردود -الطشة- عراقيا!!
- مرة أخرى وأخرى.. حلول معضلة الكهرباء!!
- الإسلام السياسي. متغيرات السقوط النهوض!!


المزيد.....




- كرات لهب ضخمة أضاءت ليل كييف.. شاهد لحظة شن روسيا هجومًا جوي ...
- طائرات تستخدم الهواء عوض الوقود.. هل هذا مستقبل الطيران الجو ...
- بعد 37 عاما.. العثور على تمثال جيم موريسون النصفي المسروق في ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 3 بلدات جديدة في سومي ودنيتسك
- خبير: هذه فوائد السلام مع الأكراد على تركيا داخليا وخارجيا! ...
- لافروف: الغرب يتقبّل تعزيز التعددية القطبية بردود فعل متباين ...
- الضفة الغربية.. القوات الإسرائيلية تطلق النار على فلسطيني بد ...
- بيدرسون بحث مع الشيباني أمن واستقرار سوريا والعدالة الانتقال ...
- كيف نتخلص من حساسية حبوب اللقاح؟
- العلماء يكتشفون لدى مرض الكوليرا 3 أنظمة دفاع ضد العاثيات


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن صاحب - السوداني بين فكي الرحى!!