أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - نسختى المرممة!














المزيد.....

نسختى المرممة!


نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)


الحوار المتمدن-العدد: 8090 - 2024 / 9 / 4 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


البطلة: لماذا لا تنهى حياتى وترفعى عنى هذا البلاء؟!
الكاتبة: لازلت أفكر فى نهاية تليق بك..
البطلة: تفكرين فى نهاية تليق بشخصية وهمية فى رواية؟!
الكاتبة:أنت لست وهما كما تظنين!
البطلة:كيف وانتى خالقتى؟!
الكاتبة:اصبرى قليلا ..لن تكون العاقبة إلا مثيرة!
البطلة:دعك من هذا كله ..انهي هذا العبث..لقت مللت الانتظار والترقب ..أنا أعانى ..ارجوكى.. ارحمينى ..اطلقى سراحى..خمس سنوات وأنا انتظر العاقبة..انتظر الحساب على أخطائى وجرائمى..انتظر العفو أو الرحمة الاستثنائية بعد السماع لحجتى..
اسجنينى أو انفينى ولكن لا تكممى فاهي، وتشلي حركاتى
انت بذلك ستمحينى دون أن تدري !!
الكاتبة: أنا الخالقة وبأمرى ستبقين للأبد.
البطلة: ألا تتذكرى (دنيا)؛ بطلة روايتك الأولى، ألم تكن هذه إحدى الشخصيات المحببة إلى قلبك ..ألم تذكرك بنفسك وقتها..بالصورة التى حلمتى أن تكونى عليها؟!
الكاتبة:ولكننى نضجت!
البطلة:ولذلك ألقيتى بمشروع روايتك فى سلة المهملات والذكريات المقبورة؟!
الكاتبة:نعم لأننى أدركت عند النهاية بأن تلك النسخة من نفسى سيئة..رديئة، لا تناسب مستوى عقلى وإدراكى!!
البطلة:ظللت سبع سنوات تكتبيها، وبالأخير محوتيها؟!
الكاتبة: نعم ..وماذا فى ذلك؟!
البطلة:بربك!! هل تعاني من اضطراب الشخصية الحدية، أم من وسواس قهرى..أم هى مثالية مفرطة؟!
الكاتبة:ربما ثلاثتهم معا.
البطلة:خالقة أنتى أم مضطربة نفسيا؟!
الكاتبة: هل تسأليننى حقا..أم تسخرين منى؟! أشعر أننى بدأت فى استثارة غيظك!
البطلة: ليس لى من أمرى شيئا..أنا شخصية من وهم وحبر!
الكاتبة: تريدين أن انشر رواية بطلتها ساذجة..فارغة مثلك..بلا إرادة حرة..بلا كيان حقيقى مستقل ..اجيبينى يا كتلة الوهم والسراب؟!
البطلة: انتى لست روايتك ولا أبطالها!
الكاتبة: بل أنا جزء أصيل منهما..إننى أرى فى كل نسخة فيهما نفسى المطورة..أو حتى المشوهة..إنهم أنا فى ظروف مختلفة وأكوان موازية. أرى مستقبلى وأحلامى التى لم ولن تتحقق .. مصائب وهزائم ..وربما انتصارات مؤجلة !!

البطلة: ماذا لو تغير إدراكك وبدأتى فى محوى أنا الأخرى قبل أن أولد وأتنعم بنظرات الناس وحفاوتهم بى؟!
الكاتبة: لن يحتفوا بك ..بل بى أنا..
أنا خالقتك!!

البطلة: لا..انتى واهمة..سيتعلقون حتما ببطلة الرواية ..ستنبض قلوبهم مع كل حدث يمر بى.سينجذبون لوصفك المستفيض عن شخصى ومظهرى..أما انتى؛ فلن تنالي سوى بعض كلمات المدح على أسلوب كتاباتك!!

الكاتبة: هراء..انتى مجرد عبث..يمكن أن أميتك فى الحال
إن فقط، أردت!!

البطلة: كفى غرور وتكبر..كفى استعلاء وتجبر
اسمعينى جيدا..لن أبقى أسيرة ورقك اللملعون هذا ..أنا البطلة، وأنا التى سيحبها الناس..أنا التى ستشتهر لا انتى..أنا التى ستظل فى مخيلاتهم لا انتى.. أنا مصدر إلهامهم..
أنا البطلة.
أنا..أنا!!
الكاتبة: غضبك يتفاقم وثورتك على الأبواب..
البطلة: أنا بطلة الرواية، وكل الحكاية!
الكاتبة: ألم تكونى منذ لحظات فائتة مجرد شخصية وهمية فى رواية؟! انتبادل الأدوار إذن يا "كل الحكاية"؟!
البطلة: لا تبادل ولا تنازل..هذا أنا ..أنا أولد رغما عنك وعن حبرك الأسير !!

الكاتبة: مادام الأمر كذلك...ستظلى حبيسة عقلى للأبد..لن يرى نورك غيرى..ولن يفرح أحدهم بمولدك!! سأنعى هوامشك قبل ميلادك..

البطلة: إياكى..إياكى أن ترحلى ..إياكى أن تتركينى الآن يا حمقاء ..اقبضى على هذا القلم فورا..اكتبى ما أملي عليكى من رغبات..لن تتمكنى من محوى بعد كل هذا الوقت..صارت حياتى معلقة منذ خمس سنوات بفضل عقلك العاجز !!
لن تتلامس حروفك بعد الآن إلا بصدى صوتي..صدى صوتي وحده ..اكتبى فى الحال وإلا جعلتك تتخبطين من الألم والحيرة والاكتئاب..سألعنك فى كل حين حتى تراودك الهلاوس وأنتى بين الناس..سأجعلهم يشيرون بأصابعهم قائلين: انظروا هذه المجنونة!
سأنهش فى عظام ثقتك حتى تتلاشي..افعلى ما أمليه عليكى وإلا ستحظي بنصيبك من الوعيد!!

الكاتبة:أخيرا فعلتها!! ...أخيرا !!
اصرخى..اصرخى يا أنا..امتعينى الآن بقولك لا..انعتينى بأبشع الصفات..اصرخى واصفعى..تطاولي وتمادي..قولى ما يخطر على بالك..تجسدى فى كيانى..اظهرى من خلال كلماتى..امنحى عفوك أو اغضبى وانقلبى على "خالقتك"
أين كنتى طيلة خمس سنوات؟!
أخيرااا انفصلتى عنى .
إنها رغباتك..عقلك..كيانك المتجسد الآن أمامى..كيان مستقل ...يتعارض معى..يناقشنى..يتشاجر معى ..يصارع من أجل بقاءه ..من أجل إثبات كينونته..هوية منفصلة عنى رغم اتصالها ..ها انتى ذا..ها انتى ذا..يا نسختى المرممة!

تضطرب الكاتبة وترتعش..يلتحم جفنها الأعلى بالأسفل رغما عنها..تكاد تفقد وعيها من شدة الإجهاد..والقلم لازال يسطر ويشطب ويضيف ويمحو..وهى تشهد فقط على عملية إبداع، لا يد لها فيها..تتابع الحروف والكلمات التى يمتلئ بها ورقها..تقرأها وكأنما تولد من رحم غيرها.. وعقل مغاير لعقلها .تتفاجأ مع كل حدث وكأنما هى مخلوقة لا خالقة..تتابع بشغف ..شاهدة على "معجزة خلق" لا تدري مكمنها ولا مآلها..تتحدث بلسان أعجمى وقلب مخضب بالإثم والشغف..
بداية من عندها كانت،
ونهاية لا تعلم إلى أين ستؤول؟!



#نور_فهمي (هاشتاغ)       Noor_Fahmy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجوز زواج المسلمة من ملحد؟
- حاربوا الإرهاب..لا الإبداع!
- ترند -الخلود-
- النسوية، وآخر الرجال المحترمين!
- معجزة إلهية..أم خانة فى بطاقة الهوية؟!
- (اسكندرية كمان وكمان) كما لم تشاهده من قبل
- رواية بطلها -قزم-
- ماكينة صرف-الآباء-
- حصن (الهوية المستعارة)
- القوادة-البكر-
- ثورة النساء أم ثورة الإنسان؟!
- كتابات آخر موضة!
- بين العهر والحج -رحلة-
- الأستاذ -إله-
- ورم الجنس (مقال)
- بردا وسلاما على المبدعين (مقال)
- براءة الرب (مقال)
- علاقة(إحسان عبد القدوس) بمسلسل -أزمة منتصف العمر-
- وجه لا يشبه صاحبه!
- شاهينية الهوى


المزيد.....




- صحفيون عرب يشاركون في ورشة عمل نظمتها RT (صور)
- -أخشى الموت-.. فنان مصري مشهور يستغيث
- يقدم تجربة تفاعلية مختلفة.. افتتاح معرض -يفغيني أونيغين- في ...
- تأريخ الوقائع شعرا.. من سقوط العثمانيين لما قبل النكبة
- بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة الفن التعبيري للفنا ...
- صوفيا لورين: قصة أيقونة سينمائية خالدة
- مصر.. -تخون حبيبها مع كلب-.. فيلم من بطولة رانيا يوسف وسمية ...
- حوار حول الهوية مع الداعية عمر عبد الكافي في -حكم وحكمة-
- الأحزاب السياسية في سوريا.. تحالفات ونزاعات ترسم مئة عام في ...
- -الإعلام الروسي الجديد-.. مسلسل يتناول قصص الصحفيين الروس في ...


المزيد.....

- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور فهمي - نسختى المرممة!