محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 23:58
المحور:
الادب والفن
أغنية لذاتي
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
في الساعات الأولى لما قبل بزوغ الفجر،
عندما العالم يلف نفسه بالظلال،
أنهض، كظل في مواجهة الوهج الشاحب،
تتكشف همسة أحلام ،
كل نفس إعلان،
كل نبضة قلب بوق،
وأنا أحتفل بنسيج وجودي.
أنا أشكل مجموع ضحكاتي،
أصداء الفرح المنسوجة في بشرتي،
والتجاعيد الناعمة للخطوط -
وقصص حفرها الزمان،
حكايات نسجت من الضحك والدموع،
فسيفساء من اللحظات،
كل جزء منها شهادة:
لقد عشت حياتي كما أريد،
لقد رقصت تحت المطر،
لقد وقفت ساكنا في عين العاصفة،
منارة ثابتة وسط الأمواج المتلاطمة.
أنا النار في الرماد،
الجمرة التي ترفض أن تخفت،
الشرارة التي تشعل
الدنيوي و غير العادي.
أحتضن ظلالي،
والشكوك التي تخدش روحي،
لأنها الأثقال التي تسندني،
والدفعة التي تدفعني إلى التحليق،
والارتفاع إلى أعلى من الغيوم،
ومد جناحي على اتساعهما،
مثل طائر الفينيق الذي يقوم من رماد الأمس.
أنا فنان لوحتي الخاصة،
أرسم بألوان المرونة،
و أمدُ بقوة ،
كل لون جريء،
بلا وجل .
أمزج مخاوفي بالأمل،
لوحة غنية بتعقيدات الوجود،
وفي هذا الإبداع،
أجد صوتي،
لحن القوة،
وتناغم قبول الذات.
أنا المتجول في طريقي الخاص،
لست مجرد مسافر،
بل باحث،
أجمع قطع الحكمة من التربة،
همسات الأشجار،
ضحك الريح.
أخطو بهدوء،
ولكنني أخطو بثبات،
وتترك آثار أقدامي علامات على الأرض،
لتشهد على الرحلة،
وتشهد على الدروس المستفادة،
وتشهد على الحب الذي يتدفق من القلب إلى الروح.
أنا حارس أحلامي،
ومهندس غدي،
وكل رؤية هي نجم في الفضاء الشاسع،
ترسم خرائط لأبراج الاحتمالات.
لن أقيد نفسي بحدود الخوف،
ولن أنكمش تحت وطأة التوقعات.
سأبسط ذراعي على اتساعهما،
وأحتضن الكون،
لأنني أمتلك إمكانات لا حدود لها،
وروح لا تلين ترقص في الكون الشاسع.
ها أنا ذا،
سمفونية من التناقضات،
لوحة مرسومة بجوهر الحياة،
تحتفل ليس فقط بالانتصارات،
ولكن أيضا بالنضالات، والعثرات،
واللحظات التي شعرت فيها بالضياع،
لأنها الخيوط التي تربط
نسيج وجودي،
كل عيب جوهرة،
وكل ندبة شارة شرف.
في هذه القصيدة، أجد حقيقتي،
شهادة على جمال النشوء،
والتطور، والانكسار والإصلاح والصلاح،
والوقوف بشموخ في وجه العواصف.
أنا هنا، وأنا أكفي نفسي،
قصة تتكشف باستمرار،
صدى خال من الزمن في السيمفونية العظيمة
للوجود -
وفي هذه اللحظة،
أختار أن أحتفل بنفسي.
العنوان الأصلي:
Mohammad Yousef, An Ode To Myself, Poem Hunter , 2024
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟