عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8113 - 2024 / 9 / 27 - 12:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الإعلام الحديث، الصورة تتحدث أكثر من الكلام أحيانًا، وربما أبلغ. بهذا المنظور، تراءت لنا صورة 45 نائبًا أردنيًّا "استضافهم" سفير العرق الأخبث على وجه الأرض في عمان، أي الإنجليز. من الواضح أن سفارة المستعمرين الإنجليز تعمدت تسريب هذه الصورة بالذات إلى وسائل الإعلام. وفي العمد قصد، حيث يظهر أعضاء الديكور، عفوًا، مجلس النواب رقم 20 واقفين، في حديقة السفير وهو يلقي كلمته عليهم. موقف يحيل بداية إلى "الأستذة" بطرفيها، الأستاذ وهو سعادة سفير أرباب الاستعمار وسدنته، والتلاميذ، وهم "الضيوف". أما الإنصات وقوفًا، فأقرب ما يكون إلى التلقي بإكبار وإجلال، وضرورة أخذ كلام "الأستاذ" بعين الاعتبار وإيلائه أهمية يستحقها. كأن المستضيف يريد القول لضيوفه، أنا سفير بريطانيا، التي لا بد تعني لكم أنتم في هذه البلاد خاصة وللعرب عامة أشياء كثيرة. هنا، نستحضر قالةً لأكثر رؤساء الحكومات البريطانية عنصرية، ونعني ونستون تشرشل، في إحدى الصفحات الخمس الأخيرة في الجزء الثاني من مذكراته، إذ يقول بالحرف:"العرب مدينون لنا بإنشاء العديد من دولهم...".
تصرف السفير يتعدى حدود مهامه، وفيه اعتداء على السيادة الأردنية. أما سلوك "الضيوف"، فغريب ومستهجن. فمن المعروف، أن أعضاء المجلس النيابي يتلقون دعوات كهذه عبر هيئاته المسؤولة. ولكن كيف ولماذا غاب ذلك عن بال هؤلاء، ولماذا هذا التلهف للقاء سفير بريطانيا وقبول دعوته، قبل افتتاح جلسات المجلس؟!!!
هل نسي "الضيوف" أم تناسوا أن مضيفهم يمثل الدولة صاحبة وعد بلفور 1917، وعد من لا يملك لمن لا يستحق؟!!! ولقد كان ذاك الوعد، الخطوة الاستعمارية البريطانية الأولى لزرع الكيان الصهيوني الشاذ اللقيط في فلسطين.
وهل يعلم "السادة النواب"، أن مضيفهم يمثل دولة تكره الأمة التي يفترض أنهم جزءٌ منها، ولا تفوت فرصة لإيذائها؟!!! فهل أستخفتهم سكرة دعوة سفير بريطانيا إلى حد نسيان "سايكس-بيكو"، وزرع الكيان الشاذ اللقيط في فلسطين؟!!! ألم يخطر في بال أحد من ضيوف سفير بريطانيا أن يتساءل: كم قذيفة بريطانية سقطت على الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقن فقط خلال تواجدهم في ضيافة سعادته، وكم قتلت من العزَّل الأبرياء؟!!!
سلوك غريب مريب ومستهجن بالفعل، لأعضاء في مجلس نيابي لم يبدأ جلساته بعد. أما المستضيف، فهل يجرؤ مستوى مسؤول في الأردن الرسمي على لفت نظره على الأقل؟!!!
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟