أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - اماديوس














المزيد.....

اماديوس


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 00:45
المحور: الادب والفن
    


شاهدت فيلم اماديوس يحكى عن قصة الضعف الانسانى والحسد

سياليرى موسيقار القصر الملكى فى فينا يكتشف ان هناك طفل معجزة هو موتسارات عبقرى فى الموسيقى ، يؤلف الموسيقى بكل سهولة وفن ، الموهبة جزء رهيب لديه ، المعجزة موتسارات يبدو ابله بضحكته الطفولية البلهاء ، وتصرفاته العابثة ، ولكن عند الموسيقى يتبدل الحال تماما .

يشعر سياليرى موسيقار البلاط الملكى بالدهشة من هذا الغلام ، ويشعر انه يسحب البساط من تحت اقدامه ، ويبدأ فى الكيد له .

موتسارات يربح كثيرا ولايكاد يتوقف عن العمل ولكنه ينفق اكثر بكثير ، ولقد اعلن البلاط عن وظيفة معلم للموسيقى وتقدم لها الكثيرون ، وظيفة تضمن راتبا سنويا مضمونا لمن يشغلها ، ويرغب موتسارات فى التقدم لها وهو يرى انه الاحق بها ، لقد كان ايمانه بعبقريته لا حدود لها .

كان الامر مهيئا لساليران لترشيح موتسارت لها ، ولكنه لم يكن يرغب ، زهبت له زوجة موتسارات الشابة الجميلة تتوسط عنده ليختار زوجها ، زهبت له بنوت موتسارات الموسيقية الاصلية ، فراعته روعتها واصالتها .

ولكن حسده الكامن منعه من ترشيح موتسارات للوظيفة ، وتفتق زهنه عن طلب عجيب قاله لزوجة بيتهوفن الشابة ان يواقعها جنسيا مقابل ان يزكى زوجها للوظيفة رفضت وخرجت غاضبة .

ولكنها اتت فى اليوم الثانى وادخلها الخادم غرفة سياليرى ، وبدات فى نزع ملابسها ليواقعها تعرت له كاملة من نصفها الاعلى ، وكانت مستمرة فى نزع باقى ملابسها .

كان سياليرى فى حال من الدهشة وعدم التصديق ، هى عارية امامه تتاهب له ليمارس معها الجنس ، ثمنا لتزكيته لزوجها موتسارات ليعينه معلما للموسيقى لابنة القيصر .

ودخل الخادم فجاة يطلب شيئا ما من سياليرى، ورأى الفتاة عارية وحاولت هى اخفاء صدرها العارى بيديها ، قذف سياليرى لها ملابسها ورفض ان يواقعها ورفض ايضا ان يرشح موتسارات للوظيفة

ولكن شيطانه مازال به، يريد ان يبعد موتسارات عن طريقه ليخلو له وجه الملك ، خطرت له فكرة شريرة ان يوظف خادمه لدى موتسارات تنقل له اخباره ، رفض ابو موتسارات عرض الخادمه التى طرقت بابا موتسارات والتى قالت له ان احد الاثرياء رفض ذكر اسمه طلب منى ان اكون خادمة لكم .

زوجتة موتسارات الشابة النازقة التى تريد ان تحيا فى بحبوحة من العيش وافقت سريعا .

رفض ابو موتسارات الذى كان يعيش معهم كان لديه احساس عجيب بالقلق من هذا الامر على حياة ابنه موتسارات ، وانصرف غاضبا من منزلهم ، ولكن حدثه كان سليما و كانت الخادمة جاسوسا بكل معنى الكلمة.

استغل سياليرى وضع موتسارات المالى المزرى واتى له فى قناع يطلب منه ان يؤلف لحنا جنائزيا قداس الموت ، وهو ينوى فى قرارة نفسه ان يكون ذلك نهاية اعمال موتسارات قبل ان يقتله ، لقاء صرة ذهبية ، وانكب موتسارات على اللحن وانكب على الشراب وانكب على العمل المضنى وهجرته زوجته وطفله الصغير

لقد خلت الساحة امام سياليرى ليكمل خطته الجهنمية ويغرق موتسارات فى الخمر وتاليف اللحن الجنائزى، ليبعده عن طريقه ، وفعلا تداعت صحة الفتى تدريجيا ولم يكد ينتهى من اللحن حتى شارف على الموت ولم يكمل الخامسة والثلاثين من العمر.

لقد صحت زوجته من غفوتها متاخرة وعادت من فرارها صحبة طفلها لبيتها ووجدت موتسارات طريح الفراش يعالج سكرات الموت.

وجن جنونها لوجود سياليرى فى بيتها وايقنت انه جزء من المؤامرة التى تنسج لافناء زوجها وسعت لطرده ولكن الوقت كان فات.

فارق موتسارات الحياة فى اوج شبابه وبقى سياليرى يواجه ضميره المعذب وروحه الصدءة ما يقرب من عشرون عاما بعدها وضاعت اعمال سياليرى ونسيها العالم وحتى نسيه هو .

وبقت اعمال الطفل العجزة موتسارت خالدة تتحدى الزمن .

انه فيلم رائع يعالج الانسان وروحه القلقة ونوازعه الشريفة و الحيوانية من حسد وغل وكره اعمى .

الفيلم انتاج عام 1984 عن رواية الكاتب بيتر شافر ومن اخراج ميلوش فورمان عن قصة حياة الموسيقاران فولفانج اماديوس موتسارات وانتونيو سياليرى خلال النصف الاخير من القرن الثامن عشر فى النمسا .

ويجتر الرحلة سياليرى من احدى المصحات العقلية فى اعتراف شنيع امام احد القساوسة .

فاز الفيلم بثمان جوائز اوسكار وهو من اعظم مائة فيلم فى تاريخ السينما .

السؤال هل لدينا مثل هذه الافكار لانتاج افلام عن عباقرة اثرو حياتنا ؟

لقد عجبت كثيرا كيف تنتهى حياة هذا العبقرى فى هذه السن الصغيرة مفلسا لايقوى على كسب عيشه الذى يكفل له الحياة الرغيدة وينتهى به الامر ان يموت مخمورا منهكا .

وتذكرت موت العبقرى زكى مبارك كمدا ، مخمورا مفلسا ، لايقوى على مكائد حساده معاصريه ، و تلك حكاية اخرى نرويها فيما بعد لعل احد صناع السينما المصرية يلتقطها .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غادة اوسكار
- الحرب غير الضرورية
- مدام سوسو
- غروب صديق
- العام الخامس والستون وما بعده
- أنا وهو
- زكى مبارك وطه حسين لمن الغلبة ( 1)
- المازق العربى
- فى وقته ( قصة قصيرة )
- من يفك شفرتها ؟
- لا هندية
- لا ساميه
- أنسان الغاب
- رحيل مفاجىء
- المتاهة ( قصة سيريالية )
- الغرق فى الموبيل
- الجمال الأنثوى
- موسم الهجرة الى الرفيق الاعلى
- وفاة صديق
- يوم مولدى


المزيد.....




- -المخبأ 42-.. متحف ستالين حيث يمكنك تجربة الهجوم النووي على ...
- البعض رأى فيه رسالة مبطنة.. نجم إماراتي يثير جدلا بفيديو من ...
- البحث عن الهوية في روايات القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأل ...
- -لا تلمسيني-.. تفاعل كبير مع فيديو نيكول كيدمان وهي تدفع سلم ...
- بالمجان.. موسكو تفتح متاحفها ومعارضها أمام الزائرين لمدة أسب ...
- إسرائيل تخالف الرواية الأممية بشأن اقتحام قاعدة لليونيفيل
- فنان مصري مشهور يستغيث بالأزهر
- -حكي القرايا- لرمضان الرواشدة.. تاريخ الأردنيين والروايات ال ...
- أفلام كرتون مميزة طول اليوم.. حدثها الآن تردد قناة ميكي الجد ...
- انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - اماديوس