أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - الفاتورة














المزيد.....

الفاتورة


اسطيفان هرمز
كاتب

(Estivan Hermez)


الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


قصه قصيرة

الفاتورة ..

كالمعتاد يجلس على طاولته التي اعتاد الجلوس عليها ، كل يوم تقريباً ، بنفس الزاوية قبالة الشباك المؤدي إلى ذات الشارع المزدحم بالسيارات والمارة دون هوادة ، حتى ساعات متأخرة من الليل .
كانت النافذه منفذه إلى عالم مليء بالمتناقضات.
على اشارات المرور في تقاطعات الطرق ، أطفال يتنافسون على السيارات لبيع ما بحوزتهم من مناديل ورقيه ، أو علكه ، اوحلوى أو اي شيء آخر ، و الارصفه تعج بعوائل ، منهن سافرات دون حجاب يدفعن اطفالهن بعربات مدولبه ، ومنهن بعباءاتهن السود يقُدن اطفالهن خلفهم .
أصحاب بسطات نساء ورجال يسترزقون منها لاعالة عوائلهم .

أطفال بعمر الزهور يتقافزن فرحاً وهم يحملون حقائبهم الملونة على ظهورهم الطريه في طريقهم إلى المدرسه .
عمال بناء ينتظرون ارزاقهم اليوميه ، يهرعون لأي سيارة تقف قربهم ، بلهفة محروم من لقمه هنيه ، أو شوق مسجون ليوم خروجه من السجن .
فتيات سافرات بجينزات ، وتنورات ، وأُخريات محجبات أو بنقاب يغطي أجسامهن من أعلى رأسهن لاخمص اقدامهن . يتوجه إلى الجامعات ، و شباب يستعجلون المسير للوصول لغاياتهم ، كهول يترنحون بعكازاتهم ليعبروا الشارع من غير مناطق العبور ،كأنهم يتحدون زحام السيارات .

مع طبق أرز وطبق مرقة فاصوليا بيضاء (يابسة ) ، يستمتع وليد بوجبة غدائه مع تفاصيل ذاك الشارع بشكل شبه يومي .

قبل أن يُلبي عامل المطعم طلبه المعتاد ، جلب إنتباهه صوت مذيع نشرة الأخبار على التلفاز لإحدى القنوات الفضائية التي تعج بها شاشات التلفزة ، على خبر كان المشهد فيه شبه يومي ، وما شدّ انتباهه أكثر ، صورة فتاة صغيرة مضرجة بالدماء ، تحتضن رأس امها وهي تبكي بحرقة ، بعد ان نثرت شظايا السيارة المفخخة جسد امها إلى أشلاء ، مُحاوِله حماية ابنتها بكامل جسمها من الإنفجار .

أصبحت أصوات الأنفجارات التي تصدع الرؤوس وتكاد احياناً أن تصيب الاذنين بالصمم ، كاعلان لولادة موت جديد مع كل يوم جديد ، على ارصفة هذا الشارع الذي امسى مسرحا لبطولات بصمة الدوله الهمجية بإرهابييها المتلفعين بعباءة الدين ممن يتلذذون بارتشاف عوض قهوة الصباح دماء الأبرياء،

في صباح ذلك اليوم المشؤم . سمع صوت امه وهي تناديه باعلى صوتها
"وليد " . ابني فوت جوة لأن صار قصف بالهاونات .

هم راكضاً ليحتمي باحضان والده المُقعد ، لكن القذيفة التي سقطت على سقف غرفة نوم والديه حرمته من الإرتماء بحض ابيه ولو لآخر مره ، وحين كانت أُمه مُسرعه لتحميه من القصف ، هي الأُخرى سقطت على وجهها متأثرة بشضية اخترقت رأسها .

كابوس ذلك اليوم لم يبرح لياليه التعيسه ولم يفارق أحلامه ، و يأبى إلا أن يقض مضجعه.

الحدث كان قبل 15 عاما ً حين كان وليد طالباً في الصف الخامس الابتدائي.

أما اليوم فهو حمّال في علوة الخضار .

دفع ثمن الفاتورة ،
وغادر المطعم ....!!!



#اسطيفان_هرمز (هاشتاغ)       Estivan_Hermez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول لقاء
- اول لقاء..
- الكنيسة في زمن الفردانية: كيف نحافظ على الشعور بالانتماء؟
- بوابة المجد
- الأسس النظرية للمجتمع القومي
- همس القلوب
- وهن الكبرياء
- المحتوى الهابط
- الأعلام والحضارة.
- الإنتماء القومي: شُعلة تُضيء دُروبنا
- هذا كتابي فإقرأوه
- بهاء الاعرج * قصه قصيره
- خيانة الأوطان جرح غائر في جسد الوطن
- شعر شعبي
- مهلا يا وطن
- الاطلال
- عرس بغديدا
- عطر الحب
- هواجس
- قصه قصيره ......على بحيرة فانيرن


المزيد.....




- -المخبأ 42-.. متحف ستالين حيث يمكنك تجربة الهجوم النووي على ...
- البعض رأى فيه رسالة مبطنة.. نجم إماراتي يثير جدلا بفيديو من ...
- البحث عن الهوية في روايات القائمة القصيرة لجائزة الكتاب الأل ...
- -لا تلمسيني-.. تفاعل كبير مع فيديو نيكول كيدمان وهي تدفع سلم ...
- بالمجان.. موسكو تفتح متاحفها ومعارضها أمام الزائرين لمدة أسب ...
- إسرائيل تخالف الرواية الأممية بشأن اقتحام قاعدة لليونيفيل
- فنان مصري مشهور يستغيث بالأزهر
- -حكي القرايا- لرمضان الرواشدة.. تاريخ الأردنيين والروايات ال ...
- أفلام كرتون مميزة طول اليوم.. حدثها الآن تردد قناة ميكي الجد ...
- انطلاق فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسطيفان هرمز - الفاتورة