فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8115 - 2024 / 9 / 29 - 16:42
المحور:
الادب والفن
جُمُوحُ امْرَأَةٍ...
1/
فِي الطّريقِ إلَى الْبحْرِ كنْتُ أحْتضنُ الْمدينةَ فِي قلْبِي...
الأشجارُ الْباسقةُ تقبّلُنِي بِعنْفوانِ صمْتٍ يتناولُ قهْوتَهُ الصّباحيّةَ معَ ورقةٍ خضْراءَ تدْمنُ غيْبوبةَ السّماءِ عنْ تفاهةِ أشْياءَ تبْدُو لنَا أنَّهَا تحْتلُّ أمْكنةً فِي الذّاكرةِ،منْزويّةً عنِ الْبصرِ، تخْلفُ وعْدَهَا معَ الضّجيجِ...
كانَتْ عيْنانِ كبيرتانِ ترْمقانِ فنْجانَ الصّباحِ، لِتلْهمَ الْخيْطَ الرّوحيِّ فِي ذاكرةِ الْجبلِ والشّجرِ قصيدةَ الْحبِّ لِعشْبٍ نمَا علَى جدارياتِ النّساءِ وهنَّ يتأهَّبْنَ لِخلْعِ آخرِ رغْبةٍ منْ رغباتِ الْبقاءِ فِي كنفِ الظّلِّ...
2/تسْبقُنِي الْأحْلامُ والرّؤَى فِي الطّريقِ ،تصْنعُ منْ خطواتِي حزاماً أمْنياً أمْسكُ بهِ مَاتبقَّى منْ أرْوقةٍ فِي أوْصالِ الْحبِّ...
تذكّرْتُ مفاصلَ الْمدينةِ
الْبرْجَ
الْقْصيبةَ
وفنادقَ تقدّمُ أعْشاباً طويلةً لِأنْفاسِ الْمحارِ وهوَ يغادرُ حلقاتِ الذّكْرِ، لِيشيّدَ علَى رقبةِ الْهواءِ أعْشاشاً لِلْحريّةِ...
3 / كنْتُ هناكَ أحْملُ فِي قلْبِي ذاكرةَ الْحبِّ ألْقِي تحيّةَ الصّباحِ علَى السّيّدةِ الْحرّةِ منْ ألْواحِ ضبابٍ يقدّمُ ففِي الْمدينةِ هديّةً لِجغْرافْيَا تعودُ بنَا إلَى أصابعَ تنْسجُ قصيدةً لِامْرأةٍ تمْتطِي أحْلامَنَا، وتعبّرُ عنْ مكْنونِ الْحرّيةِ فِي صوْتِ الرّيحِ والْهواءِ والنّسيمِ دونَ أنْ تحْدثَ جلبةً فِي صورٍ تقدّمُ مفْتاحاً سحْرياً يحدّثُنَا عنْ حكايةٍ سرْمديّةٍ لِمدينةٍ، تحْكمُ تحْتَ الظّلِّ، وفِي يدِهَا تفّاحةٌ لَا نقشّرُهَا ولَانشْربُ عصارتَهَا، حتَّى لَا نتذكّرَ أنَّنَا نزلْنَا الْمدينةَ بحْثاً عنِ امْرأةٍ سكنَتْ خيالاتِهَا فِي هدْنةٍ معَ الشّمْسِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟