أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبواب الانتخابات التشريعية في إقليم كوردستان














المزيد.....

برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبواب الانتخابات التشريعية في إقليم كوردستان


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرةً بعد أخرى وتتوقع نتيجةً مختلفةً (أينشتاين)

وأخيرا، وبعد تحديد العديد من المواعيد ومن ثم تأجيلها، تقرر اجراء الانتخابات البرلمانية في إقليم كوردستان في دورتها السادسة يوم 20 / 10 / 2024.
بدأت الدورة الخامسة في أكتوبر عام 2018 وكان من المفروض أن تنتهي في نوفمبر 2022 لكنها تأجلت وتم تمديد مدة عمل البرلمان، من قبل البرلمان نفسه، الى خريف عام 2023، ثم جاء قرار المحكمة الاتحادية في 30 / 5 /2023 بعدم دستورية التمديد واعتبار جميع القرارات التي اتخذت خلال فترة التمديد باطلة ويترتب على ذلك اعتبار مدة الدورة الخامسة لبرلمان إقليم كردستان العراق منتهية بانتهاء المدة القانونية المحددة لها واعتبار كل ما صدر من هذا البرلمان، بعد تلك المدة القانونية، باطلاً من الناحية الدستورية. ووفقا لهذا المنطق الدستوري فان حكومة الاقليم أصبحت حكومة تصريف أعمال لا غير.
تجري هذه الانتخابات وسط أزمة اقتصادية، سياسية واجتماعية خانقة يعيشها الأقليم، كما هو الحال في معظم أنحاء العراق، فالهدف الأساسي من اجراءها هو لشرعنه الفقر والبطالة ونهب الثروات واستشراء الفساد من أعلى الهرم الى قاعه والامتناع عن دفع الرواتب وقمع الحريات وزج الأحرار في السجون وقمع المظاهرات ونشر الأفكار العشائرية والذكورية العفنة التي في ظلها تجري عمليات اغتيال وقتل النساء بدواعي " الشرف" ، برلمان ومعاه سلطة عاجزة عن توفير أبسط متطلبات الحياة للمواطنين كالكهرباء والماء والرعاية الصحية والتعليم والصرف الصحي والطرق حيث لا يمر يوم دون وقوع العديد من الضحايا في مختلف أرجاء الأقليم أضف الى كل ذلك الهجرة الجماعية للشباب عبر اختيار قوارب الموت في البحار أو عبور الصحاري من أجل فرصة لحياة أفضل.
ان البرلمان كنمط من أنماط الحكم البرجوازي يعنى أعلى سلطة تشريعية تُمثل "إرادة " الشعب، هكذا يقول التعريف البرجوازي للبرلمان، لذا يجب أن يكون هو المرجع، لا بل المرجع الوحيد لحسم القضايا المصيرية ومحاسبة السلطة التنفيذية ووضع الاطار العام لسياسة الدولة، الا ان هذا المنطق لا يدخل ضمن نطاق عمل هذا البرلمان فمجمل القضايا ذات الصلة بالحزبين ومصالحهما تُحسم أولا في الدواوين الحزبية ثم يصار الى طرحها في البرلمان وذلك للمصادقة فقط.
ترى ما الذي حققته هذه السلطة وبرلمانها بعد مضي أكثر من ثلاثين عاما على فرض هيمنتها بالقوة على الساحة السياسية لإقليم كوردستان!؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح لتجد الجواب بكل بساطة : لا شيء!!،
هذا البرلمان، بأعماله وقراراته، ومنذ تأسيسه وانعقاد دورته الأولى في 19 / 5 / 1992 بعد طرد قوات الحكومة البعثية من الإقليم على يد الجماهير المنتفضة ولحد الآن، لم يكن سوى مؤسسة، كباقي مؤسسات الحكومة الأخرى، تابعه لسلطة الأحزاب القومية الكوردية وميليشياتها وبالتحديد (الحزب الدمقراطي الكوردستاني – البارتي) و (الاتحاد الوطني الكوردستاني – اليكيتي).
برلمان لا ينفذ ولا يقررالا ما يرسمه هذان الحزبان ولا يحيد قيد أنملة عن ارادتهما أو الاضرار بمصالحهما، أما الأحزاب والكيانات الأخرى المتواجدة في البرلمان، سواء التي تدعي المعارضة أو التي تسير في ركب سياسات هذين الحزبين، فهي ليست سوى أداة طيعة تبحث عن حصتها في كعكة السلطة، والويل لمن يحيد عن المسار ويرفع صوته فوق ارادتهما فسيكون مصيره كمصير رئيس البرلمان عام 2015 ( يوسف محمد ) المنتمي الى كتلة التغيير حين مُنع من قبل قوات الامن التابعة للبارتي من دخول أربيل حيث مقر البرلمان، وأغلق البرلمان بأمر من مسعود البارزاني رئيس الإقليم آنذاك.
ان كل مؤسسة، سواء الصغيرة منها أو الكبيرة، بدأ من البرلمان الى السلطة القضائية الى السلطة التنفيذية ووصولا الى أصغر حلقة من هذه السلسلة، ما هي إلا أدوات لتنفيذ سياسات هذه الأحزاب القومية والإسلامية وتأمين مصالحها، فبقدر تأمينها لتلك المصالح يُسمح لها بالاستمرار والتواجد.
هذان الحزبان هما لاعبان "هجينان" كونهما يتواجدان في الدولة والبرلمان عندما يناسبهما الأمر، ويكونان خارج هاتين الحلقتين عندما تتطلّب منهما الضرورات الاستراتيجية التي يرسمها لهما اللاعبون الأساسيون من دول إقليمية أو الدول " الكبرى". فوجودهما ومصيرهما مرتبطان بمدى تنفيذهما لما يقرره هؤلاء اللاعبون.
النظام السياسي في كوردستان برمته، باحزابه المتواجدة في السلطة أو المعارضة، فاقد الاعتبار لدى الجماهير منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن وبات يشكل كابوسا مرعبا لها، فأوراقها مكشوفة وسياساتها واضحة لذا فان مسرحية الانتخابات هذه ليست سوى لعبة و وسيلة لأضفاء الشرعية على سلطة فاسدة ناهبة لا تمت بأية صلة الى الجماهير ومصالحها، واذا كان التعويل عن صناديق الاقتراع ، فان نسبة المشاركة في الدورة الخامسة والتي بلغت، ( 35٪ ) من مجموع من يحق لهم التصويت، أي مقاطعة ( 65٪ ) وهي نسب أوردتها المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كوردستان والتي تتبع السلطة ، الا أن جميع الدلائل تشير الى نسبة مشاركة لم تتجاوز الـ( 20٪) ومن المتوقع ، حسب العديد من استطلاعات الرأي بأن المشاركة في هذه الدورة ستكون الأقل اطلاقا كون سخط الجماهير نفورها ورفضها المشاركة في هذه المسرحية المفضوحة قد بلغ أوجه.
ان مقاطعة هذه المسرحية وعدم الانسياق وراء الشعارات الرنانة التي يطلقونها، ستكون رداً مناسبا ومؤلما لهذه السلطة ورسالة واضحة بأن الأوان قد حان لرحيلها . هذه الجماهير،عمالا وكادحين، شباب وشابات وجميع دعاة الحرية، مطالبون اليوم بتنظم صفوفهم وفصلها عن صفوف هذه الأحزاب البرجوازية، وفرض سلطتهم كبديل لهذه الأحزاب سواء القومية أو الليبرالية أو الإسلامية، سيما وان لهذه الجماهير تجربة ناجحة في الحركة المجالسية عام 1991 إبان طرد سلطة البعث من الإقليم.
28 /9 / 2024



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتنياهو يدخل التأريخ، ولكن كمجرم حرب!
- حياة الأطفال، مسرح للمأساة التي خلقتها الرأسمالية وليبراليته ...
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- الحكومة في العراق، تَقود أم تُقاد؟ حول إنهاء وجود التحالف ال ...
- دلالات عزل الحلبوسي
- التعليم في العراق، واقع مأساوي! بمناسبة بدء العام الدراسي ال ...
- رأي حول الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل
- المخدرات في العراق آفة تنهش جسد المجتمع
- حول -حرب الجنرالات- في السودان
- اذا كان هناك - مستوى هابط - أصلا، فأنتم آخر من يحق له الحديث ...
- كي لا تتحول (خليجي 25) الى عملية تدجين للوعي !
- من خلع الحجاب الى خلع النظام، غضب عارم يعبرعن 43 عاماً من ال ...
- (اذا كانت هناك معركة بين اليمين واليمين، سأختار معركتي – لين ...
- حول محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي
- وقفة مع الحرب في أوكرانيا
- الفقر والحرمان والمآسي للناس ،والثروة والمال للقطاع الخاص
- ويسألونك عن داعش !
- يوم لك وأربع سنوات عليك !
- حضيضٌ لا قاع له !
- فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة


المزيد.....




- تايوان تعلن حالة -تأهب قصوى- والصين تؤكد أنها -مستعدة للمعرك ...
- حزب الله ينشر تسجيلا صوتيًا لحسن نصرالله وسط تصاعد الهجوم ال ...
- لماذا نتذاكى وندافع باستماتة عن قناعاتنا؟ تشخيص أبرز التحيزا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن سقوط قتلى بـ-مسيرات حزب الله- قرب ب ...
- حزب الله يمطر جنوب حيفا بمسيرات انقضاضية استهدفت معسكر تدريب ...
- بايدن يصل فلوريدا لتفقد الأضرار الناجمة عن إعصار ميلتون
- عشرات الجرحى في بنيامينا الإسرائيلية في قصف لمسيرة من لبنان ...
- فرنسا تدعو إيران لدعم تهدئة شاملة بغزة ولبنان والشرق الأوسط ...
- وسائل إعلام إسرائيلية: إصابة العشرات بينهم عدة حالات حرجة جر ...
- لقطات توثق تحليق مسيرة حزب الله في حيفا ولحظة استهدافها معسك ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - برلمان يشرعنْ اللاشرعية ويفرض الهيمنة لأحزاب السلطة، على أبواب الانتخابات التشريعية في إقليم كوردستان