أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - مسلسل -الجنة والنار- وانعكاس لذّة العنف والبكاء














المزيد.....

مسلسل -الجنة والنار- وانعكاس لذّة العنف والبكاء


قحطان الفرج الله

الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 13:28
المحور: الادب والفن
    


لا شك أن مسلسل "الجنة والنار" حقق نسب مشاهدة عالية، لكنه، كما أشار الفنان محمود أبو العباس، لا يمثل قفزة نوعية في الدراما. وهنا، لا أرغب في التقليل من الجهد الدرامي أو التمثيلي للعديد من الفنانين الذين أدوا أدوارهم بمهارة عالية. لكنني سأترك التحليل الدرامي المفصّل للنقاد المتخصصين، فذلك ليس غايتي وليس لدي المعلومات الكافية عن الانتاج وما اكتبه مجرد انطباعات نقدية سريعة.
رغم النجاح الجماهيري، فإن المسلسل يفتقر إلى المونولوجات الداخلية، والى فقر واضح في اختيار (مواقع التصوير) ومشاهد الطبيعة، كما أن الحوارات تبدو غير طبيعية وتفتقر إلى التماسك. هذا بالإضافة إلى ضعف واضح في مجال الأزياء والإضاءة، وفوضى تامة في الحوار، الذي يبدو أحيانًا أنه يُبنى داخل مخيلة المتلقي بطريقة غير مدروسة.
الاعتماد على الحالة الانفعالية للممثل التي ظهرت في كثير من الأحيان بشكل مبالغ فيه للغاية من خلال الارتجال الانفعالي يصل الى حد غير معقول وغير منطقي !!!! واظن ان المخرج (مصطفى الركابي) حاول الاستفادة من الطرق الارتجالية في التشابيه الحسينية، ولكن ارتجال التشابيه الحسينية مختلف تماماً عن ارتجال ممثل درامي يعالج قصة، لسبب بسيط جداً ان التشابيه الحسينية مبنية على مخيلة عقائدية وعلى قصة تشكل مرتكزًا اساسيًا في ضمير الناس الديني في العراق والعالم فهذه غير تلك …وربما الأستاذ الدكتور ياسر البراك هو من أوحى بها، لأنني أذكر أني قرأت له مدونات قديمة في التسعينات عن المسرح الحسيني وكانت في غاية البراعة التوظيفية في وقتها .
والمسألة الأهم والاخطر في توظيف (العور) على أنه أحد أكبر علامات الشر شيء يدعونا للوقوف والاعتراض بشكل كبير فهو توظيف اخراجي غير مقبول وينتقص من جمهور من البشر لاذنب لهم أنهم فقدوا أحد عيونهم !!!!
أما النهاية الدرامية ، فقد خيّبت الآمال بشكل كبير، حيث كسرت أفق التوقعات بمعالجة سطحية وإسقاطات غير موفقة بين قصة (بيت هاشم) (وبني هاشم)، وبين (بيت فرج) (وبني امية) وبين الشخصيات التاريخية مثل (حيدر هاشم) الذي لم تبنى شخصيته دراميًا بشكل يقنع الجمهور بأنها شخصية مثالية تتمتع بالسلوكيات المنضبطة والمواقف التي يعززها البناء الدرامي في عمل الخير والسعي في نشره وابتسار موضوع الشخصية على الصراع والصراع فقط مع عمه فرج، اسقاط ذلك ومقاربته على شخصية مهمه في وجدان العراقيين مثل الإمام الحسين (ع)، (وزينب هاشم) و(السيدة زينب بنت علي) (ع)، إضافة إلى الإسقاط على قضية السم الذي تعرض له الامام الحسن (ع) من زوجته وشخصية (محمد كبير بيت هاشم) التي تميل إلى التصالح وعدم الاقتتال شيء غير موفق في رأيي…
كما أن الاسقاطات على حوارات اصدقاء حيدر في المسلسل وحوارات أصحاب الإمام الحسين (ع) جاءت مفككة وبسيطة وغير موفقة أيضًا ، ولعدة اسباب أولها واكثرها مباشرة (( توظيف الشعائر الحسينية) بدلا من الموسيقى التصويرية!!!! وهنا تكاد تقترب المشاهد من السذاجة القروية أكثر من كونها مشهدًا دراميًا فنيًا ناضجًا.
اما شخصية فرج التي اداها الممثل (سنان العزاوي) وهو ممثل موهوب جداً ولديه امكانيات ممتازة، ولكن ترك الحبل على الغارب ارتجاليا لا يخدم العمل الفني بشكل مقنع فنياً ولا يظهر أجمل ما في الموهبة التمثيلية وهذا دور الاخراج قطعًا….
وهنا أود ان اطرح السؤال التالي …. لماذا اخذ هذا المسلسل كلّ هذا الصدى والحضور ؟؟؟ والجواب ببساطة وليس تجنيًا :هو أن الجمهور العراقي يميل إلى مشاهدة الأعمال التي تركز على البكاء والنحيب، ويجد في زاوية المظلوم نوعًا من المتعة واللذة ( وقد شخص الدكتور على الوردي ذلك بشكل ممتاز وطرح العديد من الظواهر الاجتماعية وشرحها) . وهذا تحديدًا ما غذّاه المسلسل بشكل كبير، وأصبح العمود الفقري للعمل بأكمله.
"إن الميل إلى الكآبة والحزن ليس مجرد ظاهرة عابرة في الوجدان العراقي، بل هو جزء متأصل في النسيج الثقافي والروحي لهذا المجتمع. عبر التاريخ، تشكلت الهوية الجماعية للعراقيين على وقع التحديات المتكررة؛ من الحروب والغزوات إلى الفقر والحصار الاقتصادي، والاضطرابات السياسية. ووسط هذا السيل الجارف من المعاناة، لم يجد الفرد العراقي ملاذًا إلا في الكآبة، ليس كحالة مؤقتة، بل كمصدر للتماهي والهوية. فالكآبة هنا ليست مجرد شعور سلبي، بل هي حالة وجودية يعيد من خلالها المتلقي بناء ذاته وتحديد موقعه في العالم.
إن الفرح، بالنسبة للعراقي، يحمل في طياته شعورًا مؤقتًا و زائفًا، ونذيرًا بالشر القادم حتى أنهم يتبعون كلّ ضحكة ( اللهم اكفنا شرها)!!! بينما تمثل الكآبة نوعًا من العمق والاستقرار الروحي. فهي تمنحه فرصة للتفكر في مأساة الوجود والحياة. ولعل ما يبرز هنا هو فلسفة المظلومية التي تشكل جزءًا محوريًا من الثقافة العراقية؛ فالمتلقي العراقي يجد في تمثيل المظلومين وفي الحزن العميق قوة تعزز من انسجامه مع ذاته، وتربطه بجذوره التاريخية والثقافية. وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الألماني شوبنهاور، المعاناة هي جوهر الحياة ، وهذا ما يبدو أن العراقي قد استوعبه جيدًا وأعاد تشكيله في تفضيله للأعمال الدرامية والأدبية التي تغذي هذا الشعور.
من هذا المنطلق، فإن حب الكآبة ليس ضعفًا، بل هو استجابة فلسفية متعمقة لحقيقة الحياة في سياق المجتمع العراقي. إنها قوة تجعل المتلقي العراقي يستمر في مواجهة عالمه المليء بالتحديات، حيث يجد في الحزن عمقًا وصدقًا لا يمكن أن يقدمه الفرح المؤقت."



#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت من أجل البقاء…
- الموت يسلبنا القدرة على الاعتذار …
- مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة
- حوار في الثقافة والادب
- شراء الديون: شبكة فساد مُحكمة في العراق**
- المثقف والهوية الطائفية .
- دعونا نقول شكرًا لمن يعمل…
- محنة السادس الاعدادي في العراق
- الحلاج من جديد…
- الخيال ونظرية الخلق الفنى عند سليمان العطار
- الكتاب الذي لم تقرأه النساء…(تحرير المرأة)
- رسالة مفتوحة … السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السودان ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء العراقي المهندس محمد شي ...
- رسالة مفتوحة إلى/ السيد رئيس الوزراء/ المهندس محمد شياع السو ...
- يوسف الصائغ … (الباحث عن كلمة حبّ وقبلة)
- الفنان علاء بشير… والدهشة خارج الألوان
- الهوية الغاطسة ... (المثقف) العراقي...
- الغرفة رقم (2)
- علم اجتماع الأدب صراع المنهج والأدوات
- علم كلام جديد، أم علم كلام سائل ؟… في فكر عبد الجبار الرفاعي


المزيد.....




- حسين الجسمي يرد على صورة مع بلوغر إسرائيلي ويثير تفاعلا.. صو ...
- -مبدعة في النثر المعاصر-.. جائزة نوبل في الأدب 2024 تذهب للك ...
- انطلاق فعاليات مهرجان الهايكو الثاني في اتحاد الأدباء
- فيلم -جوكر 2- يحبط الجمهور والنقاد ويصنف كـ-أسوأ فيلم لعام 2 ...
- مطاردات القط والفأر.. تردد قناة كوكي كيدز الجديد 2024 علي ال ...
- مــوقع وزارة التعليم العالي لـ نتائج المفاضلة سوريا 2024 moh ...
- وصفها بالليلة -الأكثر جنوناً- في حياته.. مغني أمريكي قطع حفل ...
- إختتام مهرجان قادة النصر الأدبي والفني والإعلامي الرابع في ب ...
- صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا
- بغداد العريقة.. جهود لإزالة الغبار عن قلب المدينة التاريخي


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قحطان الفرج الله - مسلسل -الجنة والنار- وانعكاس لذّة العنف والبكاء