أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟














المزيد.....

هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8117 - 2024 / 10 / 1 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما من عقل سوي يمكن أن يبرر أو يشرعن الصمت المطبق حيال الإبادة والمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في غزة وفي لبنان. لكن من واجب العقل النقدي تفسير الأحداث ليتعلم منها ويستخلص عِبَراً.
لم يقف العالم مكتوف الأيدي لا أيام النكبة ولا في العدوان الثلاثي ولا بعد النكسة ولا إبان الانتفاضات الفلسطينية المتكررة ولا في اجتياح بيروت ولا في مجزرة قانا. لا أيام حركة التحرر الوطني العربية بقيادة القوى القومية الناصرية والبعثية والشيوعية ولا أيام منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.
في كل تلك المراحل والأحداث كانت تلتقي الحكومات والمنظمات الدولية وتتدخل القوى الكبرى من داخل مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة أو من خارجهما لتقرر استنكاراً أو تضامناً ولتبتكر حلولاً وتسويات.
معركتا الطوفان والإسناد، اللتان شارفتا على انقضاء عامهما الأول، أثارتا ردود فعل شعبية وحكومية في العالم ظلت أصداؤها محصورة ضمن حدود الإدانة ولم تفض إلى الحد من الأهوال المعروفة في الحروب ولم تترجم في قرارات حازمة بوقف إطلاق النار. فماذا عساها تكون الفوارق بين هاتين المعركتين وبين الحروب العربية الإسرائيلية السابقة عليهما؟
ما يميزهما عن سواهما من الحروب، على ما أعتقد، هو أن الإسلام السياسي هو الذي تولى هذه المرة مهمة التحرر الوطني، بديلاً من الحركة القومية، مع ما يعنيه ذلك من اختلاف في طبيعة المشروع السياسي وفي طبيعة الحلف السياسي الدولي الذي يقف وراءها.
الانقسام العالمي حول القضية الفلسطينية كان، في جزء منه وفي ظل قيادة الحركة القومية العربية، تعبيراً عن الصراع بين المعسكرين، أي بين حلفي وارسو والأطلسي. تزامن انهيار الاتحاد السوفياتي مع انهيار حركة التحرر العربي القومية ومع الاحتلال الأميركي للعراق، فتصدرت قوى الإسلام السياسي المشهد، حاملة مشروعاً سياسياً معادياً لا لحلف الأطلسي كقوة سياسية منتصرة بانهيار خصومها في العالم، بل لما يمثله هذا الحلف أيضاً من قيم نشأت مع الحضارة الرأسمالية منذ تأسيس كياناتها بعد الثورة الفرنسية، ولا سيما منها الحرية بمعناها الفلسفي والثقافي، والديمقراطية كترجمة سياسية لها في أنظمة الحكم.
فضلاً عن ذلك، تصرفت قوى الإسلام السياسي في العالم العربي لا كبديل فحسب من برنامج المواجهة القومي بل كعدو له أيضاً وللمشروع النهضوي المرتبك المسمى"جاهلية القرن العشرين". ثم عملت على تعميق هذا العداء بتحالفها مع الكيان الفارسي المحسوب عدواً تاريخياً للعروبة، ما جعلها تظهر عارية من أي حليف محلي أو دولي وأفقدها أي تضامن غير الذي يحمل طابعاً إنسانياً.
تفاقمت هذه العزلة عالمياً ولا سيما بعد أن اعتمدت أسلوب العنف المسمى، بلغة الصراع الحديث، إرهاباً، والمتمثل بالتصفيات الجسدية للمعارضين في إيران ولبنان وفلسطين وغيرها، وبعد أن بلغ الإرهاب والتخلف ذروته في تجارب داعش وأفغانستان والصومال وفي الاعتداءات على المدنيين في بعض عواصم إوروبا.
كل ذلك جعل معركتي الطوفان والمساندة وكأنهما اختصار لتاريخ العنف الديني الذي جسدته قوى الإسلام السياسي، ما حرم حماس وحزب الله من أي تضامن سياسي، وصنفهما كقوتين معاديتين للتقدم والحرية والديمقراطية ولكل قيم العصر الحديث.
التعرية والعزلة ليستا أسوأ مصيرين منيت بهما قوى المواجهة مع قيم العصر. قد تكون هاتان المعركتان بداية النهاية لمشروع الوهابية الذي قدم إجابة مغلوطة عن سؤال النهضة الإرسلاني، لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعلمت إسرائيل من حروبها ولم نتعلم؟
- تحرير العقول قبل تحرير فلسطين
- نظرية الردع الستراتيجي
- قاسم قصير والعنف الديني
- لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟
- هل يعيد حزب الله حساباته؟
- من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن
- -وادي هنوم- رواية في نقد الدين
- حين يرتقي الشهيد على طريق القدس
- مقالة الوداع
- تهافت خطاب -الشيعية السياسية-
- قمة التطبيع
- فضيلة التطبيع
- حروب الثأر وحروب العدّادات
- حذار من اتفاق دوحة جديد
- سليمان فرنجية وعماد الحوت
- المفتي الجعفري وتصريحاته
- الشكل علماني واللغة طائفية
- الشيعية السياسية الخاسر الأكبر
- جمهورية فؤاد شهاب السياسة(2)


المزيد.....




- -كنا نلعب-.. غزة: أطفال بين أكثر من 40 قتيلاً في الغارات الإ ...
- مسيرات حزب الله تضرب حيفا.. صدمة لإسرائيل
- مشاهد لتدمير مسيرات روسية تجمّعا للمدرعات الأوكرانية في غابا ...
- القوات الروسية تزيل الألغام جوا في مقاطعة خاركوف
- قائد قوات الجوفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني يحذر إسرائ ...
- بايدن يؤكد استعداده للحوار مع روسيا والصين وكوريا الشمالية ح ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي يرفض اعتبار الحادثة الأخيرة لترامب ...
- -تايمز أوف إسرائيل- تكشف سبب عجز تل أبيب عن إسقاط المسيرات ا ...
- السوداني يتحدث عن مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة و-مدى ...
- 4 جنود قتلى وعشرات الإصابات في هجوم على جنوب حيفا.. -حزب الل ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟